أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وليد يوسف عطو - الحديث عن التسامح في الوسط الاسلامي















المزيد.....

الحديث عن التسامح في الوسط الاسلامي


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 13:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


( 1 ) :
يؤكد المفكر والباحث محمد آركون في كتابه(من فيصل التفرقة الى فصل المقال :اين هو الفكر الاسلامي المعاصر؟) - ط4- 2012 –ترجمة وتعليق هاشم صالح – دار الساقي –بيروت - لبنان :
ان الدعوة الى التسامح قد اصبحت ملحة وشائعة في مجتمعاتنا الخاضعة لصراعات عرقية – ثقافية , او طائفية , او سياسية . ويزيد من تفاقم هذه الصراعات تلك الموجات المتدفقة من الهجرة عبر اصقاع الكوكب الارضي كله . وضمن مثل هذا الجو من الصراعات المتازمة يميل الناس بالطبع الى ان يتجهوا بابصار هم الى التراثات الفكرية الراسخة لكي يعثروا فيها على اسس تخدم هذا المفهوم (اي مفهوم التسامح ). ونحن لانعلم فيما اذا كان هذا المفهوم يعني فضيلة اخلاقية , او وازعا فكريا. او يلبي حاجة سياسية ما داخل المجتمعات المتعددة الاجناس والطوائف ...
ان الفكر الاوربي لايتردد في ربط منشا التسامح بصعود فلسفة التنوير في القرن الثامن عشر , ثم بشكل عام بنهوض الحداثة المادية والفكرية في الغرب ..فالمعركة التي خاضها فولتير من خلال رسالته الى التسامح (1763 م ) قد غيرت بالفعل من تلك النظرة الخاصة الى الاديان بما فيها الدين المسيحي نفسه .
في مرحلة القطيعة التي حدثت في القرن الثامن عشر كان من المستحيل التفكير في التسامح من الناحيتين النفسية والفكرية بسبب هيمنة الانظمة اللاهوتية للاقصاء المتبادل .
ويؤكد آركون ( من الناحية القانونية نلاحظ ان القانون الاسلامي كان اقل استبعادا للاخرين من الانظمة المسيحية .. ولكننا لانستطيع ان ننكر بان هذ ا التسامح كان تسامح اللامبالاة ) .
ان المسلمين بحسب اركون يختارون بعض الايات القرانية لكي يبرهنوا على تسامح الاسلام .ان التفسير التقليدي للايات الاكثر تحبيذ ا للتسامح لم يصمد طويلا امام المسلمات اللاهوتية الاستبعادية والقروسطية .
لاريب ان النصوص الكبرى للفكر العربي – الاسلامي كانت تحتوي على البذور الاولى لفكرة التسامح. ولكن ماذا حدث ؟
ان عالم الاسلام كان خاضعا لعمليات من الانحسار الفكري والثقافي وتوسع النظام القبلي والعشائري ,هذه المتغيرات مهدت الطريق الى الاستعمار والهيمنة الاجنبية التي ادت الى تفاقم الاوضاع الاقتصادية والسياسية . وبالتالي الى انفجار حروب التحرير الوطنية بعد الحرب العالمية الثانية .
يخلص المفكر آركون الى نتيجة مهمة وهي ان التسامح مستحيل في مجتمعات تعيش اوضاعا صعبة وغير طبيعية . لقد شهدت المجتمعات العربية الاسلامية عمليات فرز للجماعات العرقية – الثقافية واقامة الجدران والحواجز بينها , كما تشهد عمليات التمايز والفرز للنخب الحضرية والطبقات الشعبية , كل على حدة . يضاف الى ذلك انها شهدت عمليات التمايز والفرز طبقا للمعايير الطائفية واللغوية والثقافية في الاحياء والقرى والمناطق .
هذه المجتمعات المتشظية الى جماعات معزولة بعضها عن البعض الاخر ظلت خارج دائرة الحداثة حتى عام 1950 . كان ينبغي الحصول على الاستقلال السياسي وتشكل الدول الوطنية والقومية لكي تجبر هذه الفئات المنغلقة على ذاتها على المساهمة في عملية ( البناء الوطني ). وقد راحت هذه الديناميكية الاجتماعية والسياسية تشعر الجميع بالحاجة الملحة الى التسامح .وهذا الوضع يشبه المجتمعات المسيحية الاوربية في القرن الثامن عشر , فهي ايضا قد احست بالحاجة الى التسامح .
ان التسامح ليس فضيلة اخوية , وانما تلبية لحاجة اجتماعية ولضرورة سياسية ملحة في لحظات الهيجان الايديولوجي الكبير .كما انه اعادة نظر بالقيم الخاصة بكل فئة اجتماعية على حدة . وبالتالي فان ترسيخ التسامح يقتضي في كل مكان توفر شرطين اساسيين :الاول هو ارادة الفر د في التسامح , والثاني هو ارتباط هذه الارادة الفردية بالارادة السياسية الجماعية على مستوى الدولة
يمكننا القول مع آركون بان هاتين الارادتين معدومتين في الغالب في عدد كبير من البلدان الاسلامية .
ولكن انعدام التسامح , بحسب آركون , يعود الى اسباب تاريخية واجتماعية وانثروبولوجية اكثر مما يعودالى صمت النصوص الدينية .
الشيء الذي نلاحظه منذ الستينات والسبعيبنات هو التزايد الديموغرافي الكبير والانتشار الواسع للايديولوجيا الشعبوية المرتبطة بالهجرة العامة لسكان الارياف الى المدن . والمراقبة الشديدة التي تمارسها انظمة الحزب الواحد على كل شيء . وهذا ادى الى الوقوع في احضان الصدامات العنيفة والحركات الاحتجاجية المتزايدة والاحباطات الجماعية . وهذا الذي يسهل سرعة انتشار الايديولوجيات العقائدية المتشددة او المتطرفة .
(2 ) :
الاستنتاجات والخاتمة
يرى كاتب المقال ان وقوع العراق تحت السيطرة الاجنبية طوال مئات السنين وتشظيه الى جماعات سكانية متباينة , قد ادى الى انعدام التسامح والتشارك والتسامي , والى بروز العقائد الدوغمائية الاقصائية , ومحاولة الطعن بالاخر المختلف .
ان تشكل وقيام الدولة العراقية الملكية بمساعدة الاحتلال البريطاني (الر حيم ) قد اوجد شبكة مواصلات واسعة تربط اجزاء العراق بعضها بالبعض الاخر بشبكة طرق برية وبحرية وشبكة واسعة من خطوة ط السكك الحديدية , واقامة السدود ومشاريع الري والايفادات والزمالات الدر اسية الى خارج العراق وخصوصا الى بريطانيا , قد ادى الى شعور الجماعات السكانية بالحاجة الى التشارك والتعايش والتسامح لضرورات اقتصادية واجتماعية ونفسانية , بالا ضافة الى توسع الطبقة الوسطى , هذه العوامل ادت الى استقرار المجتمع العراقي نسبيا . والى بروز قيم (الوطن )و ( المواطنة )وانتشار قيم التسامح . الا ان الانقلابات العسكرية المتكرر ة وسيطرة الحزب الواحدوالقائد الضرورة والمدمج بالحزب والشعب والامة والوطن وادخال العراق في سلسلة من الحروب العبثية ثم سقوط الدولة بالاحتلال الامريكي قد ادى الى تفكيك الدولة والمجتمع العراقي والعودة الى الهويات الفرعية , والانعزال , والانغلاق على الذات والخوف من الاخرين .ان اقرار الدستور الطائفي – الاثني يعني جمع المتناقضات في سلة واحدة وقيام الادارة الامريكية بادارة وادامة الازمة العر اقية .وبذلك اتجه المجتمع العراقي الى التشظي والا نقسام والكراهية وعدم التسامح .
لايمكننا الحديث عن التسامح دون العودة الى الوحدة بين المجموعات السكانية المختلفة , والتي لايمكن ان تتوحد الا بمشروع اقتصادي – اجتماعي – ثقافي – نفساني – تربوي وتعليمي حداثوي , يوحد العراقيين واحداث القطية مع مفهوم الدولة القومية العروبية وادبيا ت الحرب الباردة , واحداث قطيعة معرفية مع التاريخ والتراث . وضرورة قيام ثور ة ثقافية تعمل على اعادة دمج العراقيين بمشروع ثقافي يلبي حاجاتهم النفسية والاجتماعية بالاضافة الى التنمية الاقتصادية والبشرية المستدامة .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف والمفكر وما بينهما من فوارق
- تفكيك بنية سلطة المثقف
- في نقد اوهام المثقف
- تفكيك الظاهرة القرانية
- ازمة الفكر العربي والاسلامي المعاصر
- الظاهرة القرانية من الصوت الى النص
- التشابه بين الشعبوية الاسلاموية والشعبوية الماركسوية
- لاوجود للفرقة الناجية في الماركسية والشيوعية
- اليسار الجديد واشكالية الخطاب
- اليسار الالكتروني الجديد : قلق الحاضر وآفاق المستقبل
- الطريق نحو علمنة الاسلام
- في نقد العقل الاسلامي
- قراءة مغايرة في مفهوم الفرقة الناجية
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 5
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج4
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج3
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 2
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 1
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج4
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج 3


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وليد يوسف عطو - الحديث عن التسامح في الوسط الاسلامي