أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - وحشية انسان الحضارة















المزيد.....

وحشية انسان الحضارة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 12:37
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


( كل حدث هو نتيجة لما قبله وهو في نفس الوقت سبب لما سياتي بعده ,فهناك علاقة جدلية بين الاحداث , وهناك ترابط محكم بين الوقائع ) .
الباحث خالص جلبي

( 1 )

في الوقت الذي اطلقت فيه اوربا شرارة العقل , كان العالم الاسلامي يحكم على الفيلسوف المبدع ابن رشد باحراق كتبه اينما وجدت من امثال ( شروحات ارسطو )و (تهافت التهافت ) و ( فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال ), حيث نفي ابن رشد الى قرية الليسانة وهو بعمر السبعين .

( 2 )

عندما وضع كولومبس اقدامه في العالم الجديد( الامريكيتين)لم يدر بخلده ماذا سيحدث بعده , حيث تم ابادة 180 مليون من البشر في كارثة انسانية لم يكشف النقاب عنها حتى اليوم . حيث مات 80 مليون من ابناءالقارتين الجديدتين قبل نهاية القرن السادس عشر ,وابادة 100 مليون من السود في افريقيا .لقد تم القضاء على حضارة الازتيك والانكا والمايا والهنود الحمر , في عملية يعجزعنها ( الشيطان الرجيم )بحسب تعبير الباحث خالص جلبي في كتابه ( في نقد الفكر الديني- النقد التاريخي )- ط1-2014 – الناشر :المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب و – بيروت – لبنان .

وصف المؤرخ الامريكي ( ديورانت )حظ سكان امريكا الاصليين بانه كان في غاية التعاسة ,وذلك باكتشافهم على يد اشد شعوب اوربا تعصبا وانغلاقا وهم الاسبان .وصف ديورانت الاسبان بانهم كاثوليك اكثر من البابا نفسه , ويقول :

(لم تكتف اسبانيا برفض حركة الاصلاح البروتستانتي فحسب ,بل تجاوزتها الى رفض النهضة ايضا ).كان الكل متدينيين من الملوك الى قطاع الطرق , كحالة شعوبنا العربية الاسلامية حاليا . وكان القساوسة غير متسامحين ومعلنين جوا من الاكتئاب على كل شيء عدا مصارعة الثيران. وحيث حدثت حركة الاصلاح الديني واشتد عود الاتجاه البروتستانتي انفجرت الثورة الصناعية لاحقا بفعل تغير المناخ العقلي , من التعصب والانفلات ,الى حرية الفكر وحرية العمل , كما اكد على ذلك عالم الاجتماع الالماني ماكس فيبر في كتابه (الاخلاق البروتستانتية وروح الراسمالية ),راجع مقالتنا في موقع (الحوار المتمدن ):

(دور البروتستانتية في تطور الراسمالية ) , وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=333500

حيث لاحظ بروز ظاهرة الراسمالية الحديثة , حيث تكاثر البروتستانت , سواء الاصليين او الفارين من الاضطهاد , كما في ( الهوجنوت ) وهم البروتستانت الفرنسيين ,الذين فروا من فرنسا باتجاهين:بر لين ولندن , فانعشوا الصناعة وحسنوا الاقتصاد ,او لاحقا الى العالم الجديد وبروز القوة العالمية الجديدة الضاربة ! الولايات المتحدة الامريكية . وحيث تمكنت الكثلكة توقف التقدم , مثل اسبانيا والبرتغال وبولونيا وايطاليا . وفي فرنسا الكاثوليكية تم كسر هذا الاستعصاء بالثورة الفرنسية التي طرحت شعار :
( اشنقواآخر اقطاعي بامعاء آخر قسيس ), ومن هنا يمكن فهم كارثة استئصال حضارات العالم القديم بمنجل التعصب .واستئصال الاسلام من شبه جزيرة ايبيريا (الاندلس )التي لم تكن في مصلحة الاسبان (بحسب الباحث ) عندما هوت اسبانيا من قوة عالمية الى دولة اوربية من الدرجة الثانية او الثالثة .

( 3 )

لقد كان اول من وصل الى العالم الجديد ( امريكا )هم الاسبان المتعصبون والمشبعون بروح التعصب .وقد قاموا بابادة شعوب القارتين الامريكيتين , وسرقوا ثرواتهم واستعبدوهم .
لاحظ الاسبان ضعف مناعة السكان الاصليين ضد امراض العالم القديم , فنقلوا اليهم الجدري والحصبة ,فكانوا يموتون بالجملة ويتساقطون مثل الذباب .كانت الامهات تشنق على جذوع الشجر , ويتم شنق الاطفال على اقدامهن , ويقطعون اثداء النساء , وكانوا يلقون بهن في البحيرات العميقة ويطعنون الاطفال لانهم لم يكونوا يمشون بالسرعة التي تمشي بها امهاتهم ,واذا ماسقط اولئك الذين كانوا يقتادونهم , فقد كانوا يقطعون رؤوسهم حتى لايضطروا الى التوقف وفك اغلالهم . وكان التسلي يتم بنزع الطفل الذي يرضع من ثدي امه ,ثم يرمى الى الكلب الجائع ليفترسه امام عيني امه .وبعد استسلام هذه الشعوب للغازي الابيض تم تحويل هذه الشعوب الى عبيد , وبدات مفرمة اللحم في العمل .
يذكر المفكر الفرنسي روجيه غارودي انه تم تفريغ افريقيا من سكانها لتحويلهم الى العبودية خلال قرنين من الزمن .وقد مات معظمهم في الطريق . وهو يقدر هذه الاعداد من الموتى التعساء بحدود مئة مليون نسمة .تحت تاثير هذه الصدمة لم يرى الكاتب البلغاري استاذ السوربون ( تودوروف) في محاولة منه لرد الاعتبار للضحايا والتكفير عن الذنب , افضل من اهداء كتابه :
( فتح امريكا ) الى المراة الهندية التي القيت الى الكلاب تقطع لحمها الغض التاعم , حيث وعدت زوجها الخائف من ان يقتل في الحرب بانها لن تكون لاحد سواه .وهكذا لم تسمح لاحد بتدنيس جسدها . وهذا هو السبب في انهم القوا بها الى الكلاب الجائعة .

( 4 )

عاقبة الغزاة المسلمون

يقول الباحث والروائي يوسف زيدان في كتابه ( متاهات الوهم ) :
ان البطل الذي قاد جيش العباسيين ودخل بهم الى دمشق ( ابو مسلم الخراساني ) كان جزاؤه القتل على يد العباسيين انفسهم , فقد قتله الخليفة ابو جعفر المنصور 137 هجرية تماما مثلما كان مصير الابطال الفاتحين للاندلس على يد الامويين : التجريد والتشريد لموسى بن نصير , الحجب والاخفاء التام لطارق بن زياد , الاغتيال وحز الراس لعبد العزيز بن موسى بن نصير ! .ان الطبيعة السلطوية هي التي تدعو الحكام والخلفاءوالرؤوساء الى (اطفاء ) النجوم التي تلمع في دولتهم , خشية المزاحمة على العرش .

( 5 )

عاقبة الغزاة الاسبان

يقول الباحث خالص جلبي في كتابه : ( في نقد الفكر الديني – النقد التاريخي ) :ان كولومبس الذي اكتشف امريكا كان مصيره ان ارسل الى اشبيلية مصفدا بالاغلال , واما ( هيرناندو كورتيس ) مدمر حضارة الازتيك فقد بقي مغضوبا عليه من البلاط الاسباني مدى الحياة , في حين ان ( فرانسيسكو بيزارو ) الذي اغتال ملك الانكا بالخنق ختم حياته مقتولا , واما (نينيو دي بلباو )الذي كان اول من حدق الى صفحة المحيط الهادي كمكتشف اول له من البر فكلفته هذه الاطلالة ان طار عنقه واحتز راسه , وكانت نهاية ماجلان قتلا , ولكن بيد اهل الجزر البعيدة . فعلى هذه الصور كانت النهاية البائسة لهؤلاء المغامرين الذين غيروا صورة العالم ومصير اوربا بضربة سحرية .

(6)

الخاتمة

مشكلة العالم الاسلامي كما يقول الباحث خالص جلبي انه لم يستوعب الصدمة الحضارية حتى هذه اللحظة , فهو لم يدرك طبيعة التغيرالذي حدث في القرون السابقة .فالزمن قد توقف عنده منذ امد بعيد .مشكلته انه لم يكن مشار كا او (شاهدا )على صناعة العصر الحديث وكما يقول المفكر الجزائري ,( مالك بن نبي ):

ان الذي يدخل العصر ولم يستوعب الاضافات الجديدة لن ينجو من السخرية بحال .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبي ماني : القادم من بابل
- الزرادشتية :جدلية وحدة النقيضين
- جدلية العلاقة بين الحضارة والمثقف
- اسطورة الانسان التقدمي
- الحديث عن التسامح في الوسط الاسلامي
- المثقف والمفكر وما بينهما من فوارق
- تفكيك بنية سلطة المثقف
- في نقد اوهام المثقف
- تفكيك الظاهرة القرانية
- ازمة الفكر العربي والاسلامي المعاصر
- الظاهرة القرانية من الصوت الى النص
- التشابه بين الشعبوية الاسلاموية والشعبوية الماركسوية
- لاوجود للفرقة الناجية في الماركسية والشيوعية
- اليسار الجديد واشكالية الخطاب
- اليسار الالكتروني الجديد : قلق الحاضر وآفاق المستقبل
- الطريق نحو علمنة الاسلام
- في نقد العقل الاسلامي
- قراءة مغايرة في مفهوم الفرقة الناجية
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 5
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج4


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - وحشية انسان الحضارة