أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - صناعة الانسان الرقمي في الثور ات الجديدة















المزيد.....

صناعة الانسان الرقمي في الثور ات الجديدة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 15:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يؤكد المفكر علي حرب في كتابه :
(ثورات القوة الناعمة في العالم العربي : نحو تفكيك الديكتاتوريات والاصوليات ) – ط 1- 2011-الناشر :الدار العربية للعلوم ( ناشرون )- بيروت – لبنان :

( ان الانتفاضات الراهنة هي ثمرة فتوحات العولمة التي كانت مصدر فزع لدى الخائفين على هوياتهم الثقافية او المتمسكين بعقائدهم القديمة والحديثة .
ان مافتحته العولمة من الامكانات الهائلة , بادواتها الفائقة وشبكاتها العنكبوتية ووقائعها الافتراضية , باتت معطيات لاغنى عنها في فهم الواقع وادارته وتغييره ,لاعادة تركيبه وبنائه ,اذ هي غيرت نظرة الانسان الى نفسه وبدلت موقعه في العالم , بقدر ماغيرت علاقته بمفردات وجوده , سواء تعلق الامر بالهوية والثقافة والمعرفة , او بالحرية والسلطة والقوة) .
ويضيف علي حرب ان الاجيال الشابة لم تضيع الفرصة , كما فعلت الاجيال السابقة , بل احسنت الاندراج في واقعها بقدر ماعرفت كيف تمتلك مفاتيح عالمها , مستثمرة معطيات القوة الناعمة والفائقة للثورة الرقمية والتقنية بمعلوماتها ورموزها وصورها وبهواتفها وكتبها الالكترونية وشبكاتها , التي اتاحت خلق مساحات افتراضية للتواصل والتبادل والتجمع , امكن ترجمتها على ارض الواقع الى قوة خارقة كانت بمثابة تسونامي سياسية ,الامر الذي مكنها من التغلب على القوى المهيمنة بانظمتها الاستبدادية ومنظوماتها الايديولوجية مخلخلة ثنائية الديكتاتوريات والاصوليات .
لايعني ذلك ان الثورة في تونس ومصر ثمرة الالات الصماء , فالتقنيات هي ثمرة للعقول والافكار , لكنها تفتح امكانات للتفكيروالتدبير والتغيير .
من هنا فان الثورات التي حصلت هي متعددة الابعاد لانها تجسد ولادة فاعل جديد على المسرح الانساني , هو الانسان الرقمي ذو الانا التواصلي وصاحب العقل التداولي الذي يتعامل مع معطيات وجوده بمفردات الاختراع والابتكار والبناء .
من هنا فان نجاح الثورات سوف يطوي حقبة فكرية ويفتتح اخرى . ويجري تجاوز عصر الايديولوجيات الشمولية التي تمثلها النماذج التالية :
- النموذج النضالي الايل للسقوط لحركات التحرر الوطني .
- النموذج النخبوي الفاشل الذي اشتغل اصحابه بتلفيق النظريات وفبركة الاوهام لكي ينتجوا عزلتهم وهشاشتهم .
- النموذج البيروقراطي العاجز الذي يستخدم في الادارة السياسية اساليب مستهلكة تولد هدر الجهد والوقت والثروات
- النموذج الجهادي القاتل للحركات الاصولية .




ان الثورات الجديدة تهدف الى :

-خلع عباءة الايديولوجيات المقدسة بثوراتها ومقاوماتها وانقلاباتها واحزابها ,للاشتغال ببناء مجتمعات غنية بانتاجها , قوية باقتصادها , ديمقراطية بحكوماتها ,سلمية بتوجهها .
- كسر عقلية النخبة والانتقال الى المجتمع التداولي , حيث كل الناس هم فاعلون ومشار كون في اعمال البناء .
- كسر العقليات البيروقراطية المركزية الفوقية للانتقال الى عصر الشبكات العنكبوتية والكتب الرقمية والتي تدار بعقثل افقي تواصلي و تبادلي .
- التخلي عن منطق العنف والمؤامر ة للعمل على تغيير الاوضاع باساليب ووسائل سلمية , مدنية , تواصلية .
من هنا يؤكد علي حرب اننا ازاء ثورات فكرية بالمعنى الوجودي للكلمة اتت من فتوحات كونية جسدتها ثورة الارقام والاتصالات التي تغيرت معها شيفرات التفكير وخرائط المعرفة وقواعد التداول لكي تفضي الى تشكيل فضاءات وعوالم تتغير معها العقليات واللغات بقدر ماتتغير طرق ادارة الاشياء وممارسة السلطات .

من النصوص المقدسة الى الكتب الرقمية

ان انتفاضات تونس ومصر هي اشبه بزلزال يقلب الاوضاع ويكسر الصورة النمطية السابقة .
من سمات الحدث :

اولا :ان الحدث واقعة خارقة تخلق معطيات وحقائق تتفتح معها امكانيات للتفكير والعمل لم تكن محسوبة او محتملة . لذا فهو يغير الشروط والحسابات وعلى نحو تتغيرمعه علاقات القوة او نظام المعرفة وخريطة السلطة .
لقد اصبح الناس قادرين على قول مالايمكنهم قوله سابقا .
ثانيا : انه حدث مفاجيء وغير متوقع , ولذا فهو يصدم العقول الغافلة ويزعزع الثوابت الراسخة .
ثالثا :"ان للحدث فرادته فهو يكسر قوانين الضرورة ويخالف النماذج السائدة . ولو كان مبرمجا او يجري وفق خطة معلومة لما كان مفاجئا .
رابعا :انه يغير انماط التحليل وشبكات القراءة بقدر مايحمل على اعادة ترتيب الاوليات ,بحيث ان ماكنا نظنه سببا يغدو نتيجة وبالعكس .لقد ساد الاعتقاد في العقود الفائتة ان العامل السياسي يتقدم على العامل الاقتصادي بحسب الشعار ( لاتنمية بلا ديمقراطية ). ولكن هاهو جاك اتالي ابرز المختصين في شؤون التنمية يقول ان الانخراط في نظام السوق , كما فعلت تونس , يخلق الامكانية لولادة الديمقراطية .
ان الاقتصاد الحديث بنمط انتاجه وسلعه واسواقه المفتوحة يتيح حرية التبادل للافكار والاشخاص والاشياء في حين ان الثورات بشعاراتها المقدسة وايديولوجياتها الحديدية تعمل على تقويض الحريات واستعباد العقول . وهذامايفسر كيف انه بعد مجيء تلك الثورات,سيما بنسخها العربية ,قد تراجعت الحريات الموروثة عن عهود الاستعمار في العالم العربي .ولهذا فان الصين التي نجحت ايما نجاح , في اعتمادالنهج الليبرالي الجديد في الاقتصاد لن تستطيع , مهما مانعت , من ان تؤخر مجيء الديمقراطية .
ان الانتفاضة في تونس ومصر هي حركة عفوية شعبية انخرط بها فقر اء وعاطلون ويائسون وجماعات غير منظمة سياسيا وايديولوجيا اوحزبيا .
لم يصنع الحدث منظرا ايديولوجيا او داعية عقائدي , لم تحدث الانتفاضة في تونس ومصر على شاكلة النماذج التي جسدها لينين او ماوتسي تونغ ولا على شاكلة النموذج الذي جسده الخميني . وهي ابعد ماتكون عن حركات التحرر الوطني وعن الانقلابات الفوقية التي حدثت على يد نخب عسكرية , تحت مسميات الوحدة والحرية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية .

ازمة المثقفون ازاء الانتفاضات في البلدان العر بية

لقد وقف المثقفون ازاء الانتفاضات موقفين متعارضين :
الاول: يؤيد الانتفاضات ويعلن رفضه لانظمة الاستبدادالقومية والعسكرية والجمهوريات الملكية .الثاني : يعلن تاييده للانظمة القومية المزيفة المتعفنة وبجبهة ودول الممانعة ويكيل التهم للمعارضة بالتامر مع قوى اقليمية ودولية لكنه يتناسى القمع وحملات الابادة والقتل والتهجير التي تمارسها الا نظمة القومية الدكتاتورية بحق شعوبها .
يؤكد علي حرب ان ماجرى في تونس ومصرلايعطي مصداقية للانظمة العربية التي تلجا الى تفسير الانتفاضة او الثورة لحسابها , بنوع من المصادرةتحت شعارات قومية مستهلكة او خادعة ,تستخدم كذرائع للتستر على الافات المستفحلة في الداخل , لان هذه الانظمة مصابة بنفس العلة , اي داء التعسف والفساد .
وهذه ايضا حال الاحزاب السياسية القومية واليسارية التي تسير في ركب الانظمة وتدافع عنها او تتستر على اخطائها . لقد فقدت مصداقيتها وباتت الوجه الاخر للعملة الاستبدادية ,

الثورة الخضراء

ان الا نتفاضات والثورات الجارية اليوم لاتشسبه الثورة التي قام بها رجال الدين عام 1979 في ايران وانما تجد شبههافي الثورة الخضراء التي حصلت في طهران احتجاجا على الانتخابات البرلمانية في حزيران 2009والتي قام بها الطلاب والشبيبة والمثقفون والناشطون في منظمات المجتمع المدني , من حيث هويتها المفتوحة المركبة والتعددية و ومن حيث كونها ثورة مدنية وليست ثورة دينية و دون ان يعني ذلك انها معادية للدين . وهذا ماعبر عنه احد سشباب الانتفاضة في مصر عندما قال :
( ثور تنا ليست دينية بل مدنية , لان مرجعيتها ليست النصوص المقدسة ) .ثمة وجه آخر للتشابه هو محاربة الفساد والطغيان , وليس المقاومة والممانعة والبرنامج النووي او مناهضة امريكا وسواها من الذرائع التي تستخدم لتغطية الفشل في حل المشكلات .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة جيل التيه
- لاهوت التحرير :الجمع بين المسيحية والماركسية
- وحشية انسان الحضارة
- النبي ماني : القادم من بابل
- الزرادشتية :جدلية وحدة النقيضين
- جدلية العلاقة بين الحضارة والمثقف
- اسطورة الانسان التقدمي
- الحديث عن التسامح في الوسط الاسلامي
- المثقف والمفكر وما بينهما من فوارق
- تفكيك بنية سلطة المثقف
- في نقد اوهام المثقف
- تفكيك الظاهرة القرانية
- ازمة الفكر العربي والاسلامي المعاصر
- الظاهرة القرانية من الصوت الى النص
- التشابه بين الشعبوية الاسلاموية والشعبوية الماركسوية
- لاوجود للفرقة الناجية في الماركسية والشيوعية
- اليسار الجديد واشكالية الخطاب
- اليسار الالكتروني الجديد : قلق الحاضر وآفاق المستقبل
- الطريق نحو علمنة الاسلام
- في نقد العقل الاسلامي


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - صناعة الانسان الرقمي في الثور ات الجديدة