أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - حد الردة وحد الحرابة ومابينهما من سياسة















المزيد.....

حد الردة وحد الحرابة ومابينهما من سياسة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 16:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(1 )

1 – هل يوجد في القران حد يسمى (حد الردة ) ؟
2 – هل طبق الرسول محمد حد الردة ؟
3 – متى ظهرت قضية ( حدالردة ) ؟
4 – ما مكانة سنة الرسول في التشريع الاسلامي ؟ , وهل يجوز لها نسخ القران الكريم ؟

القران الكريم

يؤكد الباحث والصحفي المصري الراحل ايمن عبد الرسول في كتابه :
( في نقد الاسلام الوضعي :دراسات في الخروج على النص الديني ) -2010 – دار كنوز – القاهرة – مصر :

انه لاوجود لحكم الردة في القران ولا عقوبة لها , والاية المركزية هي :
(لااكره في الدين قد تبين الرشد من الغي ) – سورة البقرة 256

القران : هو كلام الله المنزل عن طريق الوحي على محمد بن عبدالله هو لفظا ومعنى من عند الله .

السنة النبوية عند الاصوليين

هي كل فعل او قول او تقرير صدر عن النبي محمد , وتنقسم الى قولية وفعلية وما اقره محمد من اقوال او افعال بعض الصحابة .والقولية تتمثل في الاحاديث النبوية الصحيحة , والفعلية فيما صدر عن الرسول من افعال .

هل السنة النبوية تعد وحيا ؟

هذا هو السؤال الاخطر لان ماصدر عن النبي محمد ينقسم الى ثلاثة اقسام :
اولا : ماصدر عنه بصفته رسولا يعتبر من الاحكام الشرعية واجبة الاتباع .
ثانيا : ماصدر عنه بصفته بشرا , مثل كيف يمشي , وكيف يقعد وينام ...الخ ليس لها تشريعا او احكاما غير واجب الاتباع او الاقتداء .
ثالثا : ماصدر عنه من قبل القران , كزواجه باكثر من اربع زوجات , فهوخاص له لايجوز لمسلم الاقتداء به , لان في ذلك مخالفة لنص شر عي .
يؤكد الباحث ايمن عبد الرسول ان السنة النبوية ليست وحيا ولا تنزيلا , وان من يظنها كذلك فهو يخلط بين الحديث النبوي والقران ناهيك عن الحديث القدسي . ان السنة النبوية لاتعد وحيا قرانيا ملزما , بدليل ماروي في الاثر من ان تارك السنة يعاتب ولا يعاقب, وان محمد لم يامر بتدوين السنة حتى لايكون كتابه مع كتاب الله .
ويؤكد ايمن عبد الرسول ان ليس كل كلام الرسول وحيا ,وكفانا معاتبة الله لرسوله في عدة مواضع, الا ان الرسول غير معصوم ولا يكون معصوما الا في لحظات تلقيه الرسالة الالهية عن طريق الوحي (جبريل ) :
( قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي وانا الهكم اله واحد).ويقول ايمن عبد الرسول : ( ان السنة نص ثانوي ) . اما بالنسبة للسنةالعملية كالصلاة مثلا فهو باق بالتواتر .

هل يحوز للسنة ان تنسخ القران الكريم ؟

قالت العرب : نسخت الشمس الظل , اي ازالته. اتفق العلماء على ان القران ينسخ بالقران , وان السنة تنسخ بالسنة , وان الخبر المتواتر بمثله , ولكن اختلفوا هل ينسخ القران بغير القران ؟ فذهب الشافعي الى (ان الناسخ للقران لابد ان يكون قرانا مثله , فلا يجوزنسخ القران بالسنةعنده ) . ويدلل الشافعي على عدم جواز نسخ القران بالسنة الى ان الرسول محمد كان يقول بالراي ويقول بغيره احد الصحابة , كموقف عمر من اسرى بدر . ان تحويل القبلة قبل الكعبة كانت امنية الرسول , واذا كان للسنة ان تنسخ القران لقام النبي بتحويل القبلة دون ان ينتظر تلبية الله لدعوته. وهذا من المسكوت عنه في خطاب تدشين حجية السنة .

(2 )

هل يوجد في القران حد للردة ؟

ان الفقهاءهم الذين يفتون في قتل المرتد ,اما في القران فقد ذكر موضوع الردة في اربعة مواضع ولم يجعل فيها للمرتد عقوبة يقيمها عليه الحاكم , بل اوكل امره الى الله تعالى يعاقبه في الدنيا والاخرة .
(ان الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد ماتبين لهم الهدى الشيطان سول لهم واملى لهم ) ( 47- 25-سورة محمد ).
(وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم )
( محمد – 38 ).
في استعراض الباحث ايمن عبد الرسول عن الردة وما استعرضناه في مقال سابق:
(جدلية حكم الردة في الفقه الاسلامي ) , وعلى الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=376686
نصل الى استنتاج انه (لاحد للردة في القران ) .
روي عن النبي انه قال ( من بدل دينه فاقتلوه ) , وقال :
( لايحل دم امريء مسلم الا باحدى ثلاث : الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة ), غير انه لم يثبت عن النبي انه اقام عقوبة الردة على احد . ومن الملاحظ على مر التاريخ ان من دخل الاسلام مختارا لايرتد عنه , اما اذا دخله لعلة في نفسه ومرض في قلبه فان خروجه اجدى للاسلام من بقائه على نفاقه .
رواية عائشة (لايحل قتل المسلم الا في احدى ثلاث خصال :( زان محصن , ورجل قتل مسلما متعمدا , ورجل يخرج من الاسلام فيحارب الله عز وجل ورسوله فيقتل او ينفى من الارض ) .
ثمة رواية اخرى مشهورة :(لايحل دم امريء مسلم الا في ثلاث حالات ان زنى بعد احصان او ارتد بعد ايمان او قتل النفس التي حرم الله الا بالحق ).
يعلق الباحث ايمن عبد الرسول على هذه الاحاديث بالقول :
( ان كل هذه الاحاديث مكذوبة على النبي ( ص ) لانها تتعارض مع نصوص القران الواضحة والصريحة .. ان هذه الاحاديث لاتزن شيئا امام عشرات الايات التي تنفي التهديد بالقتل لغير المؤمنين او المرتدين , وكذلك فهي لاتشرع امر ا يخالف اوامر الله تعالى وانها بادية التلفيق , ولان السنة النبويةلاتستقل بتشريع . اضف الى هذا ان كل هذه الاحاديث احاديث آحاد, وتلك مشكلة اخرى , حيث ان احاديث الاحاد لايعمل بها .
الى هنا نصل الى نتيجة مفادها ان الرسول (ص ) طالما لم يشرع حد الردة , ولايجوز لسنته نسخ القران ,فانه من الطبيعي الا يطبق حد الردة ).اما اعتراض البعض على قتل عبدالله ابن خطل وكان مسلما ثم ارتد ورجع مكة , وتعلق باستار الكعبة , ورغم هذه الحيلة امر النبي بقتله حدا للارتداد بالدين بحسب الباحث عبد العظيم ابراهيم ( عقوبة الارتداد بين الادلة الشرعية وشبهات المنكرين – ص 58).
يقول ايمن عبد الرسول ان التقصي التاريخي لهذه الرواية يثبت ان للرجل ماضيا جنائيا يستحق عليه القتل خلاف الردة , وهي حد الحرابة , اي السرقة والقتل الشخصيين ( جمال البنا- كلا ثم كلا – ص77).
يؤكد الباحث ايمن عبد الرسول ان اقامة النبي للحد كان في اغلب الاحيان هو الحرابة او الافساد في الارض وعادة ما اقترن بالقتل والسرقة . اما ان يطبق النبي حدا ليس له وجود على فرد لمجرد الارتداد , فهذا لم يحدث .
يرد الباحث ايمن عبد الرسول على القائلين والمستندين الى حروب الردة بالقول :
اولا: ان حرب الردة ( الحرب التي التقى فيها الموحدون بسيوفهم ) ضد حركة مسلمة قام بها بعض الخارجين على الدولة الاسلامية ومدعي النبوة من القبائل العربية .
ثانيا: بدليل كونها ليست حجة ,لم يذكر مؤرخ واحد ان ابا بكراحتج باي من هذه الاحاديث .
ثالثا:احتجاج عمر بن الخطاب عليها يدل على عدم حجيتها دينيا .
هذاعن حروب الردة , اما حد الردة فيتكلم عن فرد مسالم ابتغى غير الاسلام دينا ولن يقبل منه ولكنه لايقتل لمجرد الردة .
يقول القرآن الكريم:
( ولايحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم )آل عمران : 176 . اي ان محاكمتهم من قبل الرسول غير جائزة ولا يحق له ان يفتي فيهم بالقتل .
ثمة سؤال اخير للباحث ايمن عبد الرسول :
( اليس في ترك المرتد على قيد الحياة فرصة لان يعود الى الايمان اكثر عمقا وفهما عن ذي قبل ؟ )... وهل يجوز للرسول مخالفة اوامر الله الصريحة بتشريع يهدد حرية العقيدة التي امر الله بعدم المساس بها ؟.

هل حركة الردة كانت ردة عن الاسلام ؟

يقول المستشرق( فلهوزن) في كتابه (الدولة العربية)عن العرب وارتدادهم عن الاسلام بعد وفاة الرسول : ( ان ارتدادهم لم يكن الايمان بالله , بل هم ارادوا التنصل من حكومة المدينة, ثم وصفها بانها تمرد داخلي ووصف القبائل المرتدة بالقبائل المتمردة . ووصف المستشرق (جوزيف هل ) الردة بانها (انطلاق العنان للاحقادالقديمة البغيضة التي كبح النبي جماحها ).
ويرى المستشرق ( بروكلمان ) ان ( الدوافع الدينية لم تكن مسؤولة عن موجة الارتداد الا نادر ا ).ويستطرد انه قد اعلن المرتدين انهم لايزالوا راغبين ان يعبدوا الله .
يرى الدكتور حسن ابراهيم حسن ان العرب الذين حاربهم ابو بكر وسماهم مرتدين لم يرتدوا عن الاسلام, وقسمهم الى فريقين : الاول فريق منع الزكاة فقط , والثاني الفريق الذي ارتد حقا عن الاسلام لا لبغضهم اياه او كراهتهم له ,وانما ظنوا ان الاسلام انتهى بوفاة الرسول , اضف الى ذلك انهم لم يخرجوا على عقيدة التوحيد التي هي عماد الاسلام . ويسمي الدكتور محمد جمال الدين شرور حركة المرتدين ب ( حركة انتفاض القبائل العربية ) .

(3 )

الخاتمة :

مما سبق يتضح لنا الفرق بين الردة او قتل المرتد , وبين حركة الردة التي اقترح الباحث ايمن عبد الرسول ان نطلق عليها تسمية :
( تمرد القبائل العربية على السيطرة القرشية الممثلة في الخلافة البكرية ) .وهي تمت تحت عباءة الاسلام , فان هذه الحركة المضادة كانت ضد نظام الحكم , اي الدولة, لا ضد الدين. وهو مانلحظه من معارضة عمر بن الخطاب لابي بكر , ومانلمحه ايضا من اجابة ابي بكر وهي الاجابة الاقتصادية الشهيرة :
(والله لو منعوني عقال بعيركانوا يعطونه لرسول الله لقاتلتهم عليه ).وهو مايثبت فكرة بعض المرتدين عن الزكاة وكونها اتاوة فرضتها قريش على بقية القبائل .
ان حد الردة اساسا فكرة سياسية وليس فكرة دينية. ومن هنا فان حد الردة المزعوم هو من مخلفات التراث السياسي في الاسلام , وهو نتاج صراعات سياسية ولا علاقة له بالدين , ويجب ان نرفضه ونشجبه مرتكزين على النتائج الاتية :
1 – ان الرسول لايستقل بتشريع ولا يفتي بقتل الناس لانهم ارتدوا عن دينه .
2 – انه لو قال جدلا هذه الاحاديث , فهي لاتنسخ نصوص القران الحريصة على حرية الاعتقاد .
3 – ان ابا بكر لم يذكر حديثا منها في حرب الردة .
4- ان حد الردة اخترع غالبا , بحسب ايمن عبد الرسول, بعد احداث الفتنة الكبرى , مع نشاة الفرق الاسلامية , او في عصر الامويين , وهولعبة سياسية للقضاء على الخصوم السياسيين تحت اسم الدفاع عن الدين ( مثل مواد مكافحة الشيوعية ومكافحة الارهاب وفلول النظام السابق في الدول العربية ). وهو مايتضمن اتهاما ضمنيا للعقيدة بانها تنهار امام اي هجوم خارجي , او هو اعتراف من الناحية الدينية على حكمة الله في التعددية , وانه لو شاء لجعلنا امة واحدة .
وينتهي الباحث ايمن عبد الرسول من دراسته بالقول :
(ان حد الردة من مخلفات التراث السياسي الارعابي في الاسلام) , او بحسب كاتب المقال من مخلفات (الحرب البار دة ) بعد احداث الفتنة الكبرى وتشكل الفرق الاسلامية .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب المعلومات وتسليع الثقافة
- تقييم سوسيولوجي للاهوت التحرير
- الاتجاهات الماركسية في لاهوت التحرير
- صناعة الانسان الرقمي في الثور ات الجديدة
- ولادة جيل التيه
- لاهوت التحرير :الجمع بين المسيحية والماركسية
- وحشية انسان الحضارة
- النبي ماني : القادم من بابل
- الزرادشتية :جدلية وحدة النقيضين
- جدلية العلاقة بين الحضارة والمثقف
- اسطورة الانسان التقدمي
- الحديث عن التسامح في الوسط الاسلامي
- المثقف والمفكر وما بينهما من فوارق
- تفكيك بنية سلطة المثقف
- في نقد اوهام المثقف
- تفكيك الظاهرة القرانية
- ازمة الفكر العربي والاسلامي المعاصر
- الظاهرة القرانية من الصوت الى النص
- التشابه بين الشعبوية الاسلاموية والشعبوية الماركسوية
- لاوجود للفرقة الناجية في الماركسية والشيوعية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - حد الردة وحد الحرابة ومابينهما من سياسة