أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - وليد يوسف عطو - حرب المعلومات وتسليع الثقافة














المزيد.....

حرب المعلومات وتسليع الثقافة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 13:01
المحور: الصحافة والاعلام
    


يتوقع بعض الخبراء ان تنشب حروب المستقبل على المعلومات .هناك معلومات تفيد ان صناعة المعلومات او صناعة الثقافة Culture Industry بحسب اقتراح ادورنو وهابرماس تشكل الان القطاع الرابع الجديد الذي تتجه اليه الرساميل وقوى العمل المتخصصة على نحو متزايد .
هذا الانفجار الهائل للمعارف ينطوي على ابعاد تتعلق بوسائط المعرفة ( الكلمة ,الصورة , الرموز ,العلامات) واشكال انتاجها , وانماط احتكارها . لقد اصبحت المؤسسات , دور النشر , الجامعات , مراكز الابحاث , بنوك المعلومات , شبكات الاعلام هي التي تحتكر المعلومة , واخذ دور المثقف بالتضاؤل امام هذه المؤسسات العملاقة في زمن العولمة .
المفارقة تتمثل في نمو سلطة المعرفة , وتضاؤل دور المثقف الفرد , والتسليع الهائل للثقافة , وتحولها الى قطاع انتاج يرتبط بالسوق , مما يفتح المجال امام رواج الثقافة المتدنية( ثقافة المتعة – بلا مؤسسة ), ويؤدي الى صعود الثقافات الشعبية المتدنية (الشعبوية ). ويقترن انقلاب مكونات الثقافة واعادة ترتيب هرميتها ,بتغيير مواقع منتجي القيم الثقافية واعادة ترتيب هرميتها , بتغيير مواقع منتجي القيم الثقافية , وتغير تراتب المهن والمداخيل, وانفلات قيمة سلعة الثقافة من المحددات التقليدية( اعداد بيع الكتاب مثلا ) الى مداخيل هائلة لنجوم كرة القدم ونجوم السينما والطرب واعلاناتهم ذات المردود الخيالي .
ان الثقافة الشعبية لاتتلاشى وان لها انصابا راسخة, تعلن عن حضورها المتجدد مثل :
ظهور العذراءفي مصر (مصر 67 ), عودة كربلا ومجيء المهدي ( ايران 79 ) , استعادة الخلافة او العودة الى عصر الخلفاء الراشدين :
(السودان , الجزائر , باكستان1980 – 1990) .او شيوع الرؤى والاحلام عن معركة هرمجدون في نهاية التاريخ ( حرب الخليج 1991). ان لهذه الثقافة حاضنتهاوشروط تجديد انتاجها وهي الارياف والبوادي وهوامش المدن .
ان تدفق المهاجرين الى المدن , وتوفرهم على قدر من التعليم ,يعطي لهذه الثقافة ممثليها الجدد القادرين على اكسابها وجودا جديدا :
النص المدون , واكسابها طابعا جديدا :
يوتوبيات وحركات احتجاجية تعلن خروجها على الثقافة الحديثة ودائرتها العقلانية المزعومة .
يشتد ميل الخروج باشتداد التمايز الاجتماعي وبروز مايشبه (بروليتاريا ثقافية ). او باحتدام التمايز اللغوي :
( الناطقون بالفرنسية مقابل العربية ).ان ازدواج بنية الثقافة يغذي الانشطارات التالية :
العلم مقابل العلم الشعبي , الفن بازاء الفن الشعبي , الدين بازاء الدين الشعبي , وهكذا ...
من المفارقات ان وسائل الاعلام الالكترونية تقدم للثقافات المتدنية والشعبية سبلا للانتشار , تتجاوز الكلمة الشفاهية , او النص المدون , الى الصورة والرمز ,الى المعاني الجديدة القادرةعلى اختراق اسوار العزلة , مانحا اياهاحضورا قويا .
ان تسارع التقدم التكنولوجي هو الذي يسمح بذلك ويقوم بخلق الحوافز الدافعة في هذا الاتجاه , باتجاه تشظي المجتمع ثقافيا , ونشوء مناخ من الاغتراب يقوض الشعور باليقين وسط البحر المتلاطم من التنوع والاختلاف .

يعد نموذج( كربلا ) من ابرز معالم الثقافة الاسلامية الايرانية التقليدية . ولهذا النموذج مستويات متعددة تجتذب فئات شديدة التباين :
مهاجري الارياف الاميين ,ورجال الدين التقليديين , وسكنة مدن الصفيح من فقراء ومهمشي المدن ,وموظفي الدولة ومعتنقي العرفان الصوفي .
ان ميل هذه الفئات قبيل الثورة الاسلامية في ايران 1979 وميلها بعد اندلاع الثورة الى الالتفاف حول النموذج الميثولوجي لواقعة كربلا , اعادت انتاجه على شكل در اما اجتماعية ,سواء في الطقس او في الشوارع ( التظاهرات ) , او في الفكر وبرزت الشخصية التاريخية ( الحسين ) في صور شتى , الكائن , المقدس , المتعالي,المنقذ لدى المهاجرين المهمشين , او رمز شرعي للامامة , او الفيلسوف العارف , المتامل المنزه عن ادر ان الحكام الفاسدين .ورمز الفيلسوف الافلاطوني و الحاكم لدى العرفانيين , او المحارب والمناضل ( لينين او جيفارا ) لدى مثقفي الطبقات الوسطى .
ان تطور النزعة القومية الفارسية المدمجة بالمذهب الاثني عشري ( الجعفري ) منذ القرن السادس عشر , وتحويل الطقوس بعد تحطيم الطرق والزوايا لى طقوس حسينية :
( تشابيه . سبايات , مواكب) تغلغلت في اعماق اصناف الحرف والتجار و كما في اعماق الريف , مدعمة بهيكل مؤسسة دينية مستقلة عن الدولة , هيكليا وماليا , شبكات رجال دين , ناهزوا خمسون الفا قبيل الثورة .يضاف الى ذلك شرط اجتماعي – ثقافي آخر هو نشوء الدولةالتسلطية , الاحادية وقدرتها على تحطيم وابتلاع المؤسسات الثقافية ونجاحها في اقصاء قطاعات هائلة من المثقفين و الى درجة افرغت النسيج الاجتماعي منهم , مقابل تدفق فقراء الارياف على المدن بمعدل ربع مليون كل عام ليغيروا من التركيب الاجتماعي للمدن ويعملون على ترييفها , ويملاوا ثنايا الفراغ الثقافي .
ان نجاح النموذج الميثولوجي يرجع اساسا الى اختلال واضح في دور وفاعلية مؤسسات الثقافة الحديثة من جراء هيمنة الدولة . غير ان التوحد حول هذا النموذج الميثولوجي تفتت بمجرد نشوء الدولة الشمولية الدينية مما يشير الى امكانية انفتاح النظام المعرفي و حدودية هذا الانفتاح ايضا .

المصدر :
كتاب ( في الاحوال والاهوال – المنابع الاجتماعية والثقافية للعنف ) للباحث العراقي فالح عبدالجبار – ط2-2014 – دار ميزوبوتاميا -0 بغداد –شارع المتنبي .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييم سوسيولوجي للاهوت التحرير
- الاتجاهات الماركسية في لاهوت التحرير
- صناعة الانسان الرقمي في الثور ات الجديدة
- ولادة جيل التيه
- لاهوت التحرير :الجمع بين المسيحية والماركسية
- وحشية انسان الحضارة
- النبي ماني : القادم من بابل
- الزرادشتية :جدلية وحدة النقيضين
- جدلية العلاقة بين الحضارة والمثقف
- اسطورة الانسان التقدمي
- الحديث عن التسامح في الوسط الاسلامي
- المثقف والمفكر وما بينهما من فوارق
- تفكيك بنية سلطة المثقف
- في نقد اوهام المثقف
- تفكيك الظاهرة القرانية
- ازمة الفكر العربي والاسلامي المعاصر
- الظاهرة القرانية من الصوت الى النص
- التشابه بين الشعبوية الاسلاموية والشعبوية الماركسوية
- لاوجود للفرقة الناجية في الماركسية والشيوعية
- اليسار الجديد واشكالية الخطاب


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - وليد يوسف عطو - حرب المعلومات وتسليع الثقافة