كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 20:35
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
نعم وألف نعم لمن يقول أن العراق يواجه محنة كبيرة عمرها عشر سنوات، محنة أججها حزب الدعوة الإسلامية ورئيسه إبراهيم الجعفري أولاً ومن ثم نوري لمالكي بسياساتهم الطائفية الرعناء والمقيتة القائمة على المحاصصة الطائفية والمجافية لمبدأ المواطنة العراقية والوطن العراقي. نعم يمر العراق بمحنة وأزمة مستديمة وتفاقمت خلال الأربع سنوات الأخيرة بشكل خاص بسبب تفاقم النهج العدواني الطائفي الذي مارسه المالكي ضد الحياة الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان ورفض الاستجابة للمطالب العادلة للشعب العراقي والتي طرحت في أكثر من مظاهرة وإضراب ومطالبات مستمرة. العراق يمر بمحنة عميقة وانعدام الثقة بين القوى السياسية وبينها وبين المجتمع. العراق يمر اليوم بأزمة عميقة وقاسية حين استطاع تنظيم دعش الإجرامي والإرهابي بإعادة بناء بنيته التحتية والتغلغل في مناطق حساسة من العراق مثل الأنبار والموصل حتى سيطر على مدينتي الفلوجة ومن ثم الموصل، وأصبح الآن يهدد مناطق أخرى ن العراق.
هذه القوى الإرهابية المكروهة والمجرمة يمكن دحرها وبسرعة كبيرة لو توفر النظام السياسي الوطني، لو توفرت حكومة وطنية غير طائفية، حكومة تدرك معنى المواطنة والوطن لا حكومة تعتمد الطائفية هوية. ومثل هذه الحكومة العاقلة والحكيمة غير متوفرة بالعراق، بل هويتها الحقيقية هو استمرار وجودها في الحكم باسم الطائفة التي تعاني من الاستغلال والتخلف والحرمان والفقر أيضاً.
إن إمكانيات التصدي للإرهاب متوفرة قطعاً بالعراق، فالشعب كله ضد الإرهاب وضد القوى الإرهابية ويريد حياة آمنة ومستقرة وسعيدة، ولا يريد القتل اليومي على أيدي الإرهابيين أو الاعتقال على أيدي الأجهزة الأمنية الخاصة بنوري المالكي ولا يريد التخريب والتدمير لحياته ومسكنه.
إمكانيات الجيش العراقي كبيرة وأسلحته متطورة وكافية وعتاده متوفر أيضاً لو توفرت له القيادات الحكيمة والكفوءة، بما في ذلك القائد العام للقوات المسلحة الفارغ من كل علم ووعي عسكري، شريطة أن يستند إلى مبدأ المواطنة في التوظيف وفي احتلال المراتب العسكرية القيادية وليس على أساس الطائفة الدينية والقرابة والمحاباة. إمكانيات الجيش والشرطة كافية لدحر الإرهاب وليس العراق بحاجة إلى إعلان حالة الطوارئ، فليست هناك ثقة بهذا الحاكم السائر على طريق الفردية والاستبداد بالحكم.
إن إعلان حالة الطوارئ مجازفة كبيرة جداً ومغامرة فعلية ستقود إلى استفراد الحاكم بأمره نوري المالكي بالشعب كله وبالحكم والمال والسلاح والجيش وممارسة الدكتاتورية الفعلية وهو ما ينبغي تجنبه. إن الصلاحيات المتوفرة حالياً كافية لكل حكومة إذا ما استخدمت بعقلانية وحكمة على دحر الإرهابيين في الفلوجة والموصل وكل الأنبار وفي أي مكان آخر من العراق.
لا ثقة بقدرة واستعداد نوري المالكي على استخدام حالة الطوارئ لصالح الشعب بل ستتحول بعد فترة وجيزة ضد الشعب. وهو ما ينبغي الحذر الكامل منه.
10/6/2014
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟