أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الأعمار بيد الله ... والموت حق، ولسنا مسؤولين عن موت العراقيات والعراقيين بالجملة!!!















المزيد.....

الأعمار بيد الله ... والموت حق، ولسنا مسؤولين عن موت العراقيات والعراقيين بالجملة!!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 04:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا هو العنوان المختصر الذي يجسد فلسفة ونهج وممارسة المستبد بأمره حاكم العراق وولي الله الجديد على أرض الرافدين الحاج أبو أحمد المالكي الذي تسببت سياساته المعوجة والطائفية بامتياز إلى مواصلة إغراق العراق منذ أكثر من ثماني سنوات بالدم والدموع والخراب وتعطيل التنمية ونهب خيرات البلاد والمزيد من التناقضات والصراعات والنزاعات والمعارك الدموية في مناطق عدة من العراق. وهذا هو عنوان ومضمون فكر حزب الدعوة الإسلامية في العراق ورئيسه الراهن ونائبه. وقد ساهم وساعد بهذه السياسات الطائفية الجامحة إلى فسح المجال بعودة قوى الإرهاب المتطرفة وإلى إعادة بناء وتعزيز بناها التحتية وتجميع المؤيدين لها وتشكيل تحالفات جديدة مع قوى البعث الإرهابية المسلحة وجماعة حارث الضاري ومن لف لفهما في مناطق مختلفة من العراق. وها نحن نشاهد كيف يقتل الناس هنا وكيف تُخرب تلك المناطق وكيف يجبر سكانها على الهجرة إلى مناطق آمنة ولكنها مليئة بالعذابات والحرمان والبؤس والفاقة، إضافة إلى موت الكثير من أبناء وبنات الشعب الأبرياء في المعارك الدائرة مع قوى الإرهاب المسلحة بأسلحة سعودية وقطرية أو حتى إيرانية. إن فلسفة الحاج أبو إسراء المالكي تقول الأعمار بيد الخالق وهو المسؤول عن موت الناس ولسنا نحن نوري المالكي حاكم العراق أو حزب الدعوة الإسلامية، فكل إنسان حين يولد بالعراق مكتوب على جبينه يوم موته وأسلوب هذا الموت. كما إن الموت حق، فالناس جميعاً هم مرشحون لموت مؤكد، سواء أجاء عزرائيل ليقبض الروح هذا اليوم أو جاء غدا. ورغم تعدد أسباب وأساليب الموت فهو واحد لا غير. وعلى هذا الأساس لا يرى المالكي سبباً في تحميله وحزب "الدعوة الإسلامية" مسؤولية موت الناس على أيدي التكفيريين وغير التكفيريين من المليشيات المسلحة السنية والشيعية العراقية والإيرانية والقطرية والسعودية أو غيرها.. فهو ليس مسؤولاً عن موت الناس فهو حاكم فقط وبإرادة الله ولن يستطيع أحد أن ينتزع الحكم منه "أخذناها بعد ما ننطيها" حتى لو طلعت نخلة برأس الشعب.
حصد المالكي والجماعات التي معه 92 صوتاً من شيعة العراق، ودعونا لا نتحدث عن كل أشكال التزوير والتزييف والرشوة وشراء الذمم وتوزيع أراضي الدولة قبل موعد الانتخابات بفترة قصيرة وطبيعة تشكيل مفوضية الانتخابات "المستقلة" كلش ...الخ. ولكن هذا التصويت بالذات يدلل بما لا يقبل الشك على طبيعة وعمق المشكلة الطائفية التي يعاني منها المجتمع العراقي والتي أججها وكرسها المحتل الأمريكي والأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية منها والسنية. وإذا كان المالكي وبعض الأحزاب الدينية الطائفية الأخرى قد حصدت أصوات الكثير من أتباع المذهب الشيعي، فأن قوى طائفية سنية حصدت أصوات الكثير من أتباع المذهب السني. وهي التي تؤكد اجتياح الهوية الطائفية واستباحتها للمجتمع وإزاحتها لهوية الوطن والمواطنة من الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية العراقية. ولهذه الحقيقة المرة عواقبها المدمرة التي نعيشها منذ عشر سنوات وسنعيشها في الغد إذا استمر هؤلاء في السلطة. إنها هويات فرعية مخربة مزقت وحدة النسيج الاجتماعي الوطني للشعب العراقي. وهذا الموت اليومي والاعتيادي الذي هو حق، أصبح هاجساً يومياً ثقيلاً يطارد الشعب العراقي دون حق ويخطف أرواحهم لا في مواعيدهم، بل على وفق إرادة الإرهابيين، هو النتيجة المنطقية للحكم الطائفي والسياسات الطائفية التي ولدت وتولد الإرهاب والفساد والظلم والاستبداد بالبلاد.
قوى الإرهاب الدموي مقتنعة تماماً، كما حزب الدعوة الإسلامية ورئيسه الحاج المالكي، بأن الموت حق إذ يستندون على قول الله "فإذا جاء ساعة أجلهم لا يستأخرون ولا يستقدمون"، فهم أداة الله لاستئصال من جاء أجله وفي الموعد المحدد. وهم بهذا لا يرتكبون جريمة بل ينفذون إرادة الله على الأرض. وعلى هذا الخط يلتقي أولئك بهؤلاء على درب موت المزيد من الناس على قاعدة الموت حق.. والأعمار بيد الله.
إن المشكلة التي تواجه المجتمع العراقي تكمن حالياً في هيمنة الفكر الطائفي السياسي التمييزي بين البشر على أفكار وممارسات الغالبية العظمى من سكان العراق، وهي تزحف تدريجاً لتشمل كل العراق أولاً، بعد أن شملت جمهرة كبيرة من المتعلمين والمثقفين أيضاً!! إنها العلة المركزية الحالية التي عجزت كل قوى التيار الديمقراطي العراقي على مواجهتها وكسر شوكتها وإقناع الناس بأهمية وضرورة الالتزام بمبدأ المواطنة ورفض تحويل الهويات الدينية والطائفية أو القومية إلى الهويات الأساسية واعتبارها الهويات المركزية التي ينتمي إليها العراقيون والعراقيات!! إنها الجريمة التي ارتكبها الاحتلال حين كرس هذا في الحكم رسمياً وجريمة ارتكبتها وما تزال ترتكبها كل الأحزاب الإسلامية السياسية التي لا تقوم ولا تعمل إلا على أساس الطائفة والتمييز الطائفي.
الشعب العراقي استمع إلى خطبة نوري المالكي في كربلاء حين قال إن الصراع الجاري بالعراق هو صراع بين أتباع الحسين وأتباع يزيد. والشيعة جميعاً، إلّا المثقف والواعي والإنساني منهم يدرك غير ما تقوله الميثولوجيا الشعبية التي لعب عليها بحقد وكراهية وخباثة كاملة نوري المالكي، بأن أتباع الحسين هم الشيعة وإن أتباع يزيد هم السنة، وهذا يعني بصريح العبارة إن الصراع بين الشيعة والسنة بشكل مطلق. هذا هو الرجل الذي يحكم العراق، هذا هو من يعمق الانشقاق في وسط الشعب العراقي لا لأن اسمه نوري المالكي كشخص، بل لأنه ينتمي إلى فكر طائفي تمييزي وإلى حزب يلتزم الفكر الطائفي السياسي وحكم يقوم على عقلية وممارسة طائفيتين. إنها المعضلة المركزية التي تواجه المجتمع وهي التي تتطلب منا العمل على تخليص المجتمع منها، وهي عملية معقدة وطويلة وصعبة ولكنها ليست مستحيلة. فهؤلاء الناس الطائفيون يرتكبون من الأخطاء يومياً ما تجعلهم يفقدون مواقعهم في صفوف الشعب، ولكن علينا أن نكون مستعدين لمواجهة أخطائهم دون مجاملة وبحزم صارم وموضوعية عالية. علينا أن لا نرحم الطائفية السياسية، أن لا نسكت عما جرته من عواقب وخيمة على الشعب العراقي، وما تزال تجره وستبقى تدفع بالشعب إلى المزيد من العواقب السيئة ما لم يتخلص منها الشعب بإزاحتها من حكم البلاد عبر الطرق النضالية السلمية الواعية والهادفة والقادرة على ربط المهمات الوطنية بمهمات وحاجات ومصالح الشعب اليومية.
لا يمكن للشعب أن يسكت باستمرار على موت هذا العدد الكبير من الناس على أيدي مختلف الفرق الإرهابية وعلى جرح وتعويق العشرات منهم يومياً. ولا بد له أن يعي ما يجري بالبلاد ويدرك تدريجياً أسباب ذلك ويبدأ بمواجهتها. وهذا اليوم آت لا ريب فيه.
31/6/2014 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء موجه إلى نقابة المحامين العراقية ومحامون بلا حدود والتح ...
- عبد الحسين شعبان يسيء من جديد للحزب الشيوعي العراقي وللمناضل ...
- الى أنظار الجميع: السفارة السودانية تصدر بياناً بائساً كحال ...
- قراءة في مسرحية -مهاجرون- للكاتب البولوني سلافومير مروجيك، ت ...
- حين تكون الفئات الرثة في الحكم تنتشر الرثاثة في كل مكان!
- قراءة في أهداف مجلة جديدة في عالم العقلانية: -العقلاني-
- وماذا بعد انتهاء مؤتمر -أصدقاء برطلة- ضد التغيير السكاني لمن ...
- ما هي مشكلة عراق اليوم؟
- البرازيل والمونديال ومظاهرات الكادحين ومونديال قطر 2022
- نقاش مفتوح مع الأستاذ الدكتور كامل العضاض حول الطبقة الوسطى ...
- رأي في الواقع الاقتصادي والاجتماعي بإقليم كُردستان العراق
- أراء حول الطبقة الوسطى بالعراق وقضايا اقتصادية أخرى الحلقة 3 ...
- أراء حول الطبقة الوسطى بالعراق وقضايا اقتصادية أخرى 2-3
- أراء حول الطبقة الوسطى بالعراق وقضايا اقتصادية أخرى، الحلقة ...
- المأساة والمهزلة في عراق نوري المالكي: محمد علي زيني إرهابيا ...
- قائمة التحالف المدني الديمقراطي ضمانة أساسية للخلاص من الإره ...
- أليس المكان الطبيعي للكُرد الفيلية هو التحالف المدني الديمقر ...
- أصواتكم هي التي ستحقق التغيير، هي التي يمكنها إسقاط الإرهاب ...
- لمن ستعطي صوتك؟ قلت: صوتي سيكون للتحالف المدني الديمقراطي ال ...
- هل سيكون الفوز للأحسن في انتخابات العراق القادمة؟


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الأعمار بيد الله ... والموت حق، ولسنا مسؤولين عن موت العراقيات والعراقيين بالجملة!!!