أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الأشخاص أم الأفكار .. أيهما أهَم ؟














المزيد.....

الأشخاص أم الأفكار .. أيهما أهَم ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4473 - 2014 / 6 / 5 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيحٌ ، أن " الأشخاص " هُم الذين ينتجون " الأفكار " ، وهُم مَنْ يُرّوجها وينشرها ويُمارس تطبيقاتها .. لكن الأشخاص زائلون حتماً ، بينما الأفكار باقية . وبِغَض النظر ، عن مدى صِحة الأفكار أو خطئها .. فأنها أهَمُ كثيراً ، من الأشخاص الذين أنتجوها . ف " ماركس " ماتَ منذ قرنٍ ونصف القرن ، لكن أفكارهُ باقية ، و " هتلر " ماتَ ولازالتْ أفكاره تنمو هُنا وهناك .
المُشكلة عندنا ، في العراق ، بل في معظم البلدان التي على شاكلتنا ، أننا نُرَكِز على " الأشخاص " أكثر من اللازم ، ونصنع منهم آلهةً أو شياطين ، ونُصّوِر الحاضر والمُستقبل ، وكأنهُ مُرتهن بهؤلاء الأشخاص فقط ! .
لنأخُذ " صدام " مثالاً .. فلقد زالَ صدام من الوجود ، لكنَ نهجهُ والقِيَم الخبيثة التي زرعها ، باقية لِحَد الآن ، وتفعلُ فعلها في السُلطةِ والمُجتمع . ان " الصَدامية " إذا جازَ التعبير ، حاضرة بقوة في العراق ، من خلال تصرُفات الكثير من قادة العملية السياسية الحالية .
وما يجري اليوم ، في العراق ، خيرُ دليلٍ على خطأ وسذاجة ، طريقة التفكير لدى معظمنا : .. إذ أننا رّوجنا ، أن " علي والحُسين " أنصاف آلِهة ، وأن " مُعاوية وعُمَر " شياطين ، أو بالعَكس .. وإنشغلنا بأدَق التفاصيل التافهة في معظمها ، من حياة هؤلاء " تلك التفاصيل التي إخترعَتْها مخيلاتنا الصَدِئة " .. ولم نتوقف عند " أفكار " هذه الشخصيات ، ولم نُتعِب أنفسنا ، في البحث عن الحقائق ، وسط الكَم الهائل من الأوهام المُتراكمة عبر القرون . فعليٌ والحُسين ، رغم كُل مآثِرهما الكبيرة ، ومواقفهما الرائعة .. هُم بَشرٌ على أية حال ولقد ماتا ، ولكن بالله عليكُم : مَنْ مِن الذين يتحدثون اليوم بإسمِ عليٍ والحُسين وآل البيت ، يُطّبِقون 1% فقط من " أفكار " الرَجُلَين ؟ .
مُعاوية ، كان رجُل دَولة ، له إيجابياته وسلبياته أيضاً ، شأنَ كُل البَشر ، وعُمَرَ كانَ حاكماً لدولةٍ ناشئة ، فيهِ الكثير من الصفات الممتازة ، ولكنه قد يُخطأ هنا او هناك ، شأنهُ شأن أي إنسانٍ آخر .. لكنْ مَنْ مِنْ هؤلاء الذين يّدعونَ اليوم ،بأنهم من مُريدي السَلَف الصالح ومُمّثلي السُنة ، يُطّبقون شيئاً من " أفكار " وعدالة عُمَر أو " أفكار " مُعاوية في إدارة الدولة ؟
............................
السؤال المُهم : إذا لم يصبح " نوري المالكي " رئيساً للوزراء في دورته الثالثة ، فهل ستُحَل المشاكل الكبيرة التي يرزح تحت وطأتها العراق ؟ .. حتى إذا حصلَ ذلك ، فأن الجميع مُتفقون تقريباً ، ان رئيس الوزراء سيكون من ( دولة القانون ) تحديداً ، بإعتبارها القائمة الأكبر . فلو إفترضنا ، ان شخصية أخرى ستتربع على عرش الحكومة ، ك " علي الأديب " مثلاً أو غيره من قادة دولة القانون .. فهل حقاً سيتغّير الحال الى أحسن ؟ .. أكاد أجزم بأن الأمور ستبقى مُزرِية ، كما هي الآن . إذ ان المُشكلة ، ليستْ في ( الشَخص ) ، بل في ( الفِكر ) الذي يحمله الشخص والنهج الذي يتبعهُ في الإدارةِ والحُكم .
من السذاجة ، الإعتقاد ، بأن مُجّرَد عزل المالكي ، فأن الدُنيا ستصبح ربيع والجَو بديع ! .
تغيير الأشخاص فقط ، لايكفي .. بل المُهم تغيير فلسفة الحُكم ، تغيير الآليات وقبلها تغيير الأفكار .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فولكسواكن
- حلمٌ مُزعِج
- حُسينية علي الأديب
- السليمانية : حركة التغيير أمامَ إمتحانٍ صَعب
- - دُنيا - التي غادَرَتْ الدُنيا
- ماذا ينقصنا ؟
- لَعَنُ اللهُ مَنْ إخترعَ السكايبي والفايبر
- مُجّرَد إشاعات
- سِكْراب
- الغرور السياسي
- نظرة على نتائج إنتخابات 30/4/2014
- راتب - ليو ميسي -
- لقَد فَضَحْتَنا يا إبن الكَلب !
- توزيع الأراضي
- القروض
- الطبقة الحاكِمة ، تستحق العِقاب
- الديمقراطي الكردستاني .. الأوَل والأكثر إستقراراً
- - الإنتفاضة الإنتخابية - للإتحاد الوطني الكردستاني
- الإنتخابات العراقية .. مَلامِح أولِية 1
- كُلّهُم .. زِفت !


المزيد.....




- حطم الباب وهرب.. خروف يكسب حريته بعد فراره من جزار بطريقة اس ...
- فيديو منسوب إلى حفيدة الخميني نعيمة طاهري.. ما حقيقته؟
- -إسرائيل الكبرى-.. الأردن يرد على تصريحات نتنياهو: خطاب تحري ...
- قبيل لقائه به.. ترامب يهدد بوتين بـ-عواقب وخيمة - ويحاور قاد ...
- صدام حفتر نائبا لأبيه .. مشروع توريث يعقد المشهد الليبي المن ...
- صحفيو جنوب أفريقيا يرفعون صوتهم من أجل غزة وينعون شهداء الحق ...
- بالفيديو.. الحرائق في سوريا تعود مجددا
- تعرف على مستويات الحماية الثمانية في أجهزة آبل
- لبنان يعيد رسم معادلة السلاح خارج الدولة
- قنبلة -إسرائيل الكبرى- التي ألقاها نتنياهو


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الأشخاص أم الأفكار .. أيهما أهَم ؟