أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الغرور السياسي














المزيد.....

الغرور السياسي


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما ، تَسّببَ الغرور الذي يُصيب بعض ( الفائزين ) ، بالكثير من الأخطاء . فالرياضي الذي يفوز بالألقابِ لفترة ، رُبما يفقد تواضعه وينسى ، بأنه من المُحتمل أن يتفوق عليهِ آخر ، في أي وقت . الفنان الذي يشتهر ويصبح صاحب ثروة ، رُبما يتحاشى الإلتقاء بأصدقاءه القُدامى . وحتى هنالكَ مَنْ ، يستنكف العيش مع والدَيهِ المتواضعَين الفقيرَين ، بعدَ أن إرتقى ماديا وإجتماعياً ، والدَيهِ ، اللذَين أفنَيا عُمرهما ، في رعايته وحرمان نفسيهما من كُل شئ .. فيتعالى عليهما ، ويخجل من الظهور معهما .
هذه الأمثلة أعلاه ، هي حالات ، يكونُ تأثيرها السلبي ، محدوداً ، ومحصوراً في مُحيطٍ ضّيِق ، يطال القريبين فقط . لكن المَشكلة ، تكمن في الحزب السياسي أو الزعيم السياسي ، حينَ يُصابُ بالغرور .. فان نتائج هذا السلوك ، رُبما تُؤثِر على شعبٍ بأكملهِ ! .
* غلبَ الغرور على صدام وحزبه " القائد " ، منذ منتصف السبعينيات .. فكان ما كان من تخبطاته القاتلة التي أرجعَتْ العراق قرنَين الى الوراء . إذا كان صدام قد بنى حُكمه على ما كان يُسميه " شرعية ثورية " ، فأن هتلر وموسوليني ، فازا في إنتخابات " ديمقراطية " ، ثمَ إغترا ، فأحرَقا العالم ! .
يبدأ الغرور في أي مكان ، حين تتفشى مقولات : البطل القومي / القائد التأريخي / الحزب القائد / الزعيم الأوحَد / القائد الضرورة / الرئيس مدى الحياة / حزب الأغلبية المطلقة / حزبٌ يجب ان يبقى في الحُكم وإلا سوف تنهار الدولة .
ليسَ هُنالك حزبٌ قائد في بريطانيا حالياً ، مثلاً .. وليس عندهم زعيمٌ ضرورة .. لهذا ترى سياسييهم ، متواضعين ومن الصعب إصابتهم بالغرور ، كذلك الحال في فرنسا وألمانيا وغيرها .
* بضعة سنين فقط ، إحتاجها " المالكي " ، في السُلطة ، لكي يصبح مغروراً وبدرجةٍ كبيرة . وحتى مع التزوير المُفتَرَض وحتى بدعمٍ من إيران ، فعلينا التعامُل بواقعية مع نتائج الإنتخابات الاخيرة " فليسَ لدينا من خَيارٍ آخر " ، والتي أظهرَتْ حصول المالكي لوحده على أكثر من 720000 صوت في بغداد فقط ! ... وهذه النتيجة " في وضعنا السياسي الإجتماعي المُتخلِف " ، مَدعاة لتكريس الغرور في نفس المالكي .. ومدعاة لأن يقول بصوتٍ مُرتفِع للجميع : ماذا تقولون ؟ هل تريدون مِني التخّلي عن كُل الجماهير التي صّوتتْ لي ؟ هل تريدون إبعادي عن الحُكم ؟ عندها .. ماذا أقول للشعب الذي إنتخبني وإختارني من دون الجميع .. هل أقول لهم ، لقد ذهبتْ أصواتكم أدراج الرياح ، لأن الحزب الفلاني او الجماعة الفلانية ، لايريدونني رئيساً للحكومة ؟ كلا أيها السادة ، أنا باقٍ إستناداً الى مئات الآلاف من الأصوات التي حصلتُ عليها .. والذي لايعجبه ، فليشرب من البحر ! .
تُساهِم الجماهير عادةً ، في توفير الأسباب للحاكمِ أن يغتَر ، ويخطو خطواتٍ حثيثة نحو الدكتاتورية .. وحصول المالكي على كُل هذه الاصوات ، دليلٌ على ذلك .
* في أقليم كردستان .. تجربة الإصابة بالغرور عند الأحزاب والقادة ، أقدم من مثيلتها في بغداد بعد التغيير . فمنذ أكثر من عشرين سنة ، بدأتْ بوادر الغرور لدى الأحزاب الحاكمة .. وباتوا يتصرفون بالأقليم وكأنه " مُلكية خاصة " .. وترسَخَ الغرور ، سنة بعد أخرى وإنتخاباتٍ بعد أخرى .. بحيث ان مُجّرَد التفكير ، بإحتمالات وجود بدائل في المُستقبَل المنظور .. صار شيئاً أشبَه بالمستحيلات ! .
...................................
حَرَكة التأريخ ، حتمِية .. شاءَتْ الأحزاب الحاكمة أم لا .. صحيحٌ ان طريقنا ، فيهِ الكثير من المطبات والإستدارات ، التي تُجْبِر حركة التأريخ ، على السَير .. بِبُطأ .. ولكنها تمضي قُدُماً ، على أية حال .
لا أدري ، لماذا لايلتفت الحُكام في بغداد وأربيل ، والأحزاب " الجماهيرية " والسياسيين الذين يحصلون على أرقام ضخمة في الإنتخابات .. الى فلسفة حركة التأريخ .. التي تُشير الى ان ، جميع الأحزاب والقادة ، الذين أصابهم " الغرور " ، فشلوا في تحقيق مشاريعهم .
القليل من التواضُع أيها السادة .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة على نتائج إنتخابات 30/4/2014
- راتب - ليو ميسي -
- لقَد فَضَحْتَنا يا إبن الكَلب !
- توزيع الأراضي
- القروض
- الطبقة الحاكِمة ، تستحق العِقاب
- الديمقراطي الكردستاني .. الأوَل والأكثر إستقراراً
- - الإنتفاضة الإنتخابية - للإتحاد الوطني الكردستاني
- الإنتخابات العراقية .. مَلامِح أولِية 1
- كُلّهُم .. زِفت !
- تأمُلات بسيطة
- الإنتخابات .. وإنتقالات اللاعبين
- الإتحاد الوطني الكردستاني : هل - ينطيها - ؟!
- مُقاربات إنتخابية / أُمنِيات صَعبة
- مُقاربات إنتخابية / في ملعب كُرة القَدَم
- مُقاربات إنتخابية / مضيف - الشيخ - أهم من المقر الحزبي
- مُقاربات إنتخابية / سُوق الحَمير
- مُقاربات إنتخابية / الكُرد في البرلمان العراقي
- مُقاربات إنتخابية / الإتحاد الوطني الكردستاني على المَحَك
- مُقاربات إنتخابية : واللهِ وباللهِ


المزيد.....




- اجتماع ثلاثي في عمّان لدعم استقرار السويداء ووحدة سوريا
- وزير الخارجية المصري: تنسيق مع واشنطن والدوحة لإحياء هدنة ال ...
- إسقاط المساعدات فوق غزة يتواصل وسط تشكيك بمدى فعاليتها
- وقف تصدير الأسلحة الألمانية لإسرائيل - نهاية مبدأ المصلحة ال ...
- قمة ألاسكا حول أوكرانيا: هل تصطدم طموحات ترامب بشروط بوتين؟ ...
- تصاعد المخاوف في أوروبا بشأن المواد الكيميائية الأبدية السام ...
- خطوة في طريق مسدود.. قراءة إيرانية في زيارة وفد الطاقة الذري ...
- السيسي: نرفض المساس بأمننا المائي وحصتنا من نهر النيل
- إيران تعلن القبول بمفاوضات مباشرة مع أميركا -حال توفر الشروط ...
- عاجل | الإخبارية السورية: رتل عسكري للاحتلال الإسرائيلي تحرك ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الغرور السياسي