|
مُقاربات إنتخابية / مضيف - الشيخ - أهم من المقر الحزبي
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 12:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مُعادلة بسيطة : كُلّما كانتْ الدولة مُؤسساتية ومَدنِية ، إضمَحَل دَور العشائر في الحياة السياسية .. والعكسُ صحيح . فعندما تكون الدول والحكومات ، مَبنِية على أُسِسٍ خاطئة ، فأنَ العشائرية تنتعش ، ويكون ( مضيف الشَيخ أو الآغا ) ، أهمُ من مقرات الأحزاب ! . والإتفاقات المُبرمة بين القادة السياسيين الذين يستحوذون على الأموال الطائلة ، وبين شيوخ العشائر ، وراء الكواليس ، والهدايا والعطايا الكبيرة التي تُدفَع للشيوخ والمتنفذين في العشيرة .. لضمان ولاءهم وأبناء عشائرهم ، في الإنتخابات .. هو في الحقيقة ، نوعٌ من الرشوة السياسية ، وإستخدام مفضوح للمال السياسي .. وهذا يحصل ، بصورةٍ منهجية .. في كُل العراق ، من البصرة الى أقليم كردستان ! . وبما أنه ، يوجد في العادة ، أكثر من " رأس " في العشيرة الواحدة ، ورُبما هنالك ، تنافسٌ بين هذه الرؤوس ، على النفوذ والمال .. فأن الأحزاب " الثرية ! " ، أو بمعنى أصَح ، الأحزاب التي في السُلطة .. تقوم ب " ترشيح " عدة أشخاص من عشيرةٍ كبيرة واحدة ، ولكن من أفخاذ مُختلفة .. لكي لاتخسر الأصوات ، فحتى لو توزعتْ أصوات الناخبين العشائريين على مرشحين عديدين ، فأنها تصبُ في النهاية ، في مصلحة الحزب الذي " يدفع " ! . وليس من الغريب ، أن تتبَدَل ولاءات العشيرة أو جُزءٍ منها ، حسب الذي يُقّدِم إغراءات أكثر وعَطايا أكبر ! . ولكن ، هل ان جميع المنتمين الى العشيرة ، يُصّوتون فعلاً ، لمُرشحينَ من حزبٍ متنفذٍ واحد ويتبعون هوى الشيخ أو الأغا ؟ .. بالطبع ان الجواب هو : كلا . إذ ان المنضوين تحت أحزاب أخرى والمُستقلين ، يطيرون خارج السِرب . ولكن كما يبدو ، فأن نسبة هؤلاء ، قليلة مُقارنة بالآخرين .. وهذا لايعني بالطبع ، ان أغلبية أفراد العشيرة الذين صوّتوا للحزب الفلاني ، مُنتمون بالفعل الى ذاك الحزب أو أنهم مبدئيون ... بل غالباً ، يفعلون ذلك ، ببساطة ، لأن " الشيخ " الذي ينتمون إليهِ عشائرياً ، أمرَهُم أو نصحهم أو دعاهم ، إلى إنتخاب هذا الحزب او ذاك المُرشَح ! . .................... * " أسامة النُجيفي " تَسَلَقَ سُلَم السياسة ، بواسطة دَرَج " القبيلة والعشيرة " .. فقبل عشر سنواتٍ ، عقد مُؤتمراتٍ باذخة في الموصل " بدعمٍ أقليمي "، لفروع قبيلة بَني خالد المخزومي ، وقال أنه شَيخهُم ! . ثم برزَ تدريجياً حتى صارَ رئيساً لمجلس النواب ، ويطمح ان يصبح رئيساً للجمهورية ، في الدورة القادمة . * " نوري المالكي " ، صرف من الأموال العامة ، المليارات ، على رعاية ودعم مؤتمرات العشائر ، وحضر الكثير من فعالياتها ، في خطواتٍ رمزية ، لتكريس دَورها في السنوات الماضية ولحد اليوم . وكذلك شّكلَ ومَوّلَ " من ميزانية الدولة " ، مجالس الإسناد العشائرية المُسلحة ، من الموصل الى البصرة ، وجّيرَ ولاء هذه العشائر لحسابه الخاص وحساب حزب الدعوة ! .. ويطمح بولايةٍ ثالثة من خلال دعمٍ عشائري واسع . * " التيار الصدري " و " المجلس الأعلى " و " الفضيلة " و " بدر " و الأحزاب والحركات القومية العربية في نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى .. كُلها ، تعتمدُ رُكنَي المذهَب والقومَية .. لكن يجمعها ، الإتكاء على دَعم " العشائر " بصورةٍ رئيسية . * " الحزب الديمقراطي الكردستاني " ، يعتمِدُ أكثر من الأحزاب القومية الكردية الأخرى ، على الدعم العشائري منذ البداية . وأصبحَ يتقِنُ التعامُل معها ، ويختار الأوقات المناسبة ، للتأثير على شيوخ وآغوات العشائر .. بِمُختلَف الطُرُق والإغراءات والإمتيازات ، بحيث يضمن نسبة مهمة من أصوات العشيرة لصالح مُرشحيهِ ، ولا سيما في المناطق الريفية والطرفِية ، بل حتى في مدينة مثل " دهوك " وأطرافها ، فأن ، غالبية أصوات ناخبي العشيرة ، تذهب عادةً ، لمُرشحي العشيرة نفسها ، المتواجدين على قوائم الحزب الديمقراطي ، " أوالأحزاب الأخرى " .. وليس من الشائع ، أن يُصّوت ناخب من العشيرة الفلانية ، لمُرشحٍ من عشيرةٍ أخرى .. إلا إذا كانَ ذلك الناخب ( متنوراً وناضجاً وفوق الولاءات العشائرية والمناطقية ) .. أعتقد ان هذه النوعية من الناخبين موجودة ، ولكن نسبتها قليلة لحد الآن . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ - قوائم " التحالُف المدني الديمقراطي " في كافة المحافظات العراقية عدا أقليم كردستان ، هي الأبرز ، التي لا تعتمد ، على الدعم العشائري والولاءات القبلية . - قائمة " التحالف الوطني الكردستاني " أي اليسار ، من أكثر القوائم إبتعاداً عن العشائرية / و قوائم " حركة كوران " و " الأحزاب الإسلامية " ، لاتعتمد أيضاً على الناخبين العشائريين .
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مُقاربات إنتخابية / سُوق الحَمير
-
مُقاربات إنتخابية / الكُرد في البرلمان العراقي
-
مُقاربات إنتخابية / الإتحاد الوطني الكردستاني على المَحَك
-
مُقاربات إنتخابية : واللهِ وباللهِ
-
مُقاربات إنتخابية
-
الإنتخابات المحلِية التركية .. والعراق
-
الشيوعي العراقي .. نزاهةٌ و تواضُع
-
الزَوْج والحَديقة
-
.. التسرُع يُؤدي الى الضِياع
-
ديمقراطيتنا الفريدة
-
نَوروزيات
-
لكَي تُحّقِق حلمكَ ، يجب أن تستيقِظ
-
- أبطال - الساحة السياسية اليوم
-
زيارة البارزاني الى ( وان ) ، بين مُؤيِدٍ ومُعارِض
-
أُذُن الحِمار
-
ماذا يفعلونَ في بغداد ؟
-
سيدتي .. لا أملكُ غير كلمات
-
إنتبهوا الى فَرق التوقيت
-
رُبَّ ضّارةٍ .. نافعة
-
إنترنيت يشتغل ب - الكباب - !
المزيد.....
-
الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
-
ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين
...
-
أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي
...
-
فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم
...
-
ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو
...
-
مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي
...
-
ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال
...
-
من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
-
كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
-
حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|