امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 22:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي ، لن أتحدثَ عن التأريخ ، ولا عن الشُهداء والتضحيات .. لن أتطرَقَ الى الآيديولوجيا ولا الأفكار .. لن أخوض في هذه القضايا الكبيرة والمُعقدة .. بل سأتحدث عن أشياء " بسيطة " في الحاضر ، عن اليوم .. عن السنوات ما بعد 2003 .. حولَ إنطباعاتي كمواطن ، عن الحزب الشيوعي العراقي :
* أعتقد ان أي مُنصِفٍ ، سيكتشف بسهولة ، الفرق الشاسع بين الحزب الشيوعي العراقي من جهة ، وكُل الأحزاب الأخرى على الساحة العراقية منذ 2003 ولحد اليوم .. من ناحية " النزاهة " ونظافة اليَد . صحيح انه لم يكُن للحزب وزراء كُثُر ولا أعضاء مجلس نواب عديدين .. لكن الوزيرَين اللذَين ، أستوزرا .. كانا مثالاً للإخلاص والعمل الجاد .. بحيث أنهما لم يكونا مَرغوبَين من الأطراف الأخرى ! . لأن أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب القومية ، الغارقة حتى الأُذُنَين في مُستنقع الفساد ، لم يكن في مصلحتها ، ان يتواجد ، وزيرٌ نزيه ووطني .. وبالفِعل فلقد عملتْ الطبقة السياسية الحاكمة ، على حرمان الحزب الشيوعي من أي منصب وزاري منذ 2010 !.
* أعرف العديد من قياديي الحزب الشيوعي العراقي ، وطالما تبادلتُ الحديث مع البعض منهم ، خلال السنوات العشرين الماضية .. وأستطيع القَول ، أنهمُ بالمُجمَل ، يتصفونَ ب " التواضُع " الجَم ، مُقارنةً بأغلبية قيادات الأحزاب الأخرى " على الأقل الذين رأيتهم شخصياً أو سمعتُ عنهم " ! . ف الآخرون مُتكبرونَ ، رُبما بِسبب السُلطة التي يمتلكونها ، سُلطة القُوّة والمال ، التي كّرَسَتْ فيهم العنجهية وثّبتَتْ لديهم النظرة الفوقية .. بينما الشيوعيون الذين أعرفهم ، بُسطاء متواضعون .. رُبما جُزئياً بسبب إفتقارهم لممارسة سُلطة حقيقية ، ورئيسياً بسبب ثقافتهم العالية ووعيهم ! .
........................
في هذا الزَمن الردئ ، الذي أصبحتْ فيهِ الخِصال الحميدة ، عُملةً نادرة .. يكفي الشيوعيين فخراً ، أن لايزالوا مُحتفظين ، بالنزاهةِ والتواضُع .
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟