|
ديمقراطيتنا الفريدة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 14:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم ان الإنتخابات في العراق منذ 2005 ولحد اليوم ، لم تُؤدِ الى خلق أرضيةٍ ديمقراطية متينة ، ولا أسفرَتْ عن بروز طبقة سياسية تتصِف بدرجةٍ من المعقولية والنزاهة .. فليسَ أمَامنا الآن ، غير تكملة المشوار ، وخوض عملية الإنتخابات .. فإذا لم نفعَل ذلك ، فما هو البديل ؟ . أرى ان الوضع الراهن بالغ السوء ، من جميع النواحي .. وأرى أيضاً ان " بدائل " الإنتخابات كوسيلة للتغيير ، كُلها سيئة .. فعلى سبيل المثال ، كأن يحدث " إنقلابٌ عسكري " ، فأنه إرتدادٌ الى الخلف وسيضيف مآسيٍ جديدة على مآسينا الكثيرة .. أو تُؤجَل الإنتخابات سواء الى ما بعد ستة أشهُر او سنة ، او حتى الى أجَلٍ غير مُسّمى .. مما سيدخلنا في دوامة " حكومة تصريف أعمال " وإلى خلافات وصراعات لاتنتهي . إذن ، مادام الأمر محصور بين إختيارٍ سيئ هو إجراء الإنتخابات ، وآخر سيئ هو عدم إجراءها .. فالأفضل هو خوض غمارها .. على الأقل ، لتكريس مبدأ الإنتخابات كُل أربعة سنوات ( على أمل حدوث تغييرات تدريجية في آليات الإنتخابات وشروطها وإحتمالات تبدل المُعادلات ومزاج الجمهور ! ) . ولكن المُلاحَظ ، ان حَدَثَين ظهرتْ بوادرهما ، منذ ستة أشهُر ، وتفاقَما بالتزامُن مع بعض ، بحيث أوجدا اليوم ، وضعاً خطيراً ، يُتيح المجال لكافة الإحتمالات ، مهما كانتْ جسيمة . ومن هذه الإحتمالات ، تأجيل إنتخابات 30/4/2014 ، والحدثان هُما : * تأجيج وتصاعُد الخلافات بين بغداد والأقليم . فحتى لو قال البعض ، ان الصراع هو بين المالكي والبارزاني ، كأشخاص ، أو بين حزب الدعوة والحزب الديمقراطي الكردستاني ، او هو خلافٌ على تفسير فقرات الدستور ، بما يخص النفط والغاز وحصة الأقليم من الموازنة ... الخ . فأن النتيجة واحدة : تعميق الإنقسام بين بغداد وأربيل ، الى درجة إنحدار المستوى الأخلاقي ، بحيث يستغل المالكي ، قضية المغدور " محمد البديري " ، ليحولها الى تناحُرٍ بين الكُرد والعرب ! . * مُعاقبة شاملة ، لأهالي الأنبار وفرض حصارٍ عليهم وتشريد مئات الآلاف منهم ، بجريرة ثُلةٍ مُجرمة مُتعاونة مع الإرهاب .. بل وإستغلال الأمر ، لغايات طائفية مقيتة . ومُحاولة تطبيق نفس الحالة ، على مناطق مُختارة في ديالى " ولقد بدأ فعلاً في بهرز " ، ونينوى وصلاح الدين ، وكأنه إنتقامٌ من " السُنة " جميعاً ! . ........................... وسط هذه الحالة الشاذة ، في مناطق واسعة ، تمتد من أقاصي الأنبار غرباً الى خانقين شرقاً وربيعة شمالاً .. وترّدي الحالة الأمنية ، بل وسيطرة ما يُسمى بعصابات " داعش " على العديد من القرى والقصبات وحتى مدن كبيرة مثل الفلوجة وغيرها .. فأي إنتخاباتٍ يُمكِن أن تُجرى ؟ .. ومئات الآلاف من أهالي هذه المناطق ، هربوا من منازلهم وتوزعوا في أماكن أكثر أمناً ، في كل بقاع العراق .. مَنْ سيُصّوِت والكثير من مُدن الأنبار وديالى ، فارغة من ناسها تماماً ؟ . كيف ستُجرى الإنتخابات ، والبرلمان مُعّطَل ومشلول ، والحياة راكدة لأن الميزانية لم تُقَر ؟ ولكي يُسدَل الستار على مسرح الإنتخابات ، فأن جميع أعضاء المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ، قدموا يوم أمس ، إستقالة جماعية ، ب " حجة " تعرُضهم لضغوظات من مختلف الأطراف ، حول المُرشحين وإستبعادهم ! . على إعتبار ، ان تعرُض المفوضية بأعضاءها ، الى " ضغوطات " هو شئٌ جديد وغريب !! . على مَنْ تضحكون أيها السادة ؟ ان المفوضية منذ تشكيلها ولحد اليوم ، خاضعة للمُحاصصات اللعينة ، شأنها شأن أي مرفقٍ آخر . وكجزءٍ مُكمِل للمشهد .. فسوف ينشط وسطاء ، لِثَني المفوضين عن قرار الإستقالة الجماعية ، بعد وعود بعدم التدخُل في عملهم ..وسوف يعودون ! . ............................. إذا سارتْ الأحداث ، بهذه الوتيرة ( وهي سائرة على الأغلب ) .. فأعتقد ، بأن الأيام القليلة القادمة ، ستشهد إعلان ، بأن الظروف الحالية لاتُساعد على إجراء الإنتخابات في موعدها .. وسيدخل ممثل الأمم المتحدة في العراق ، ورُبما الإدارة الأمريكية ، على الخَط .. ويطلبون من الجميع ، الإلتزام بالموعد .. وسيستعجل الكُل من اجل " لفلفة " الموضوع ، والقيام بعملية إنتخابات على عّلاتها . إذا تأجلتْ الإنتخابات ، البرلمانية العامة في كل العراق ومجالس المحافظات في أقليم كردستان ، فأن ذلك في صالح " الأحزاب الحاكمة الفعلية " : حزب الدعوة ومتحدون في بغداد / الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني في الأقليم . وإذا جرتْ وسط هذه الحالة المُزرية ، فان ذلك أيضاً ، في مصلحة نفس هذه الأحزاب ، لأنها تمتلك ناصية المال والسُلطة وإمكانية التلاعُب ! . ......................... هل إقتنعتُم ، كَمْ نحن العراقيين ، محضوضين ب " ديمقراطيتنا " الفريدة ؟!
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نَوروزيات
-
لكَي تُحّقِق حلمكَ ، يجب أن تستيقِظ
-
- أبطال - الساحة السياسية اليوم
-
زيارة البارزاني الى ( وان ) ، بين مُؤيِدٍ ومُعارِض
-
أُذُن الحِمار
-
ماذا يفعلونَ في بغداد ؟
-
سيدتي .. لا أملكُ غير كلمات
-
إنتبهوا الى فَرق التوقيت
-
رُبَّ ضّارةٍ .. نافعة
-
إنترنيت يشتغل ب - الكباب - !
-
أحد أسباب أزمتنا المالية
-
- كِذبَة نيسان - والدعاية الإنتخابية
-
لا حَميرَ في أقليم كُردستان
-
أزمَة الرواتب في أقليم كردستان
-
قَبْلَ ... وبَعدَ
-
الإنتخابات .. إذا جَرَتْ
-
على هامش الأزمة المالية في الأقليم
-
همومٌ كُردستانية
-
أوضاعنا المُتأزمة
-
مَنْ س ( يلوكِلْنا ) بعد إنتخابات نيسان 2014 ؟
المزيد.....
-
هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا
...
-
إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
-
شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران
...
-
قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ
...
-
كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا
...
-
هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله
...
-
الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
-
مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب
...
-
مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال
...
-
روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|