الوعي والماده

اكرم مهدي النشمي

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 22:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ان الوعي هو تعبير وانعكاس لحاله فكريه وثقافيه واخلاقيه تاخذ من الماده و الوجود المادي الذي يحيط بنا والذي نتعرف عليه من خلال احاسيسنا الاساسيه المسموعه والحسيه والمرئيه اساسا للواقع ومعرفه الحقيقه مستندا عليها في التاكيد والاثبات ,ان وعي الانسان هو الناتج لعمل الدماغ ومايحويه من تراكم معلوماتي فهو المخزن او الحافظ الذي تتراكم به المعرفه النسبيه ثم يجترها ويجادل بها ويطبقها على واقع الحياه المتغير بعد ان يتم توضيحها ومن ثم تاكيدها والاضافه عليها واستنادا على الاثبات العلمي والمعلومات المتوفره والاكتشافات المتجدده والخبره المتراكمه , ان معرفه الحقيقه تعتمد على الماده وماحولها وتاثير العوامل الواقعه عليها,ان الدماغ او الوعي الناتج عنه لايمكن ان يعمل في الفراغ ومن لاشئ او يجادل على اساس انه يعتقد او يتصور والناتج هو خيال لايمتلك الاثبات, ان الدماغ عباره عن حقيقه ماديه ووقوده ماده ونشاطه اساسيات من واقع مادي , ان اكتشاف الماده والاطلاع عليها ياتي من خلال التقرب اليها وفحصها ومعرفه خصائصها وماهي تاثيراتها والمؤثرات الواقعه عليها واستنتاج خلاصاتها النسبيه من اجل استعمالها وتوضيفها في الخدمه العامه والبناء المادي الحضاري وماتتطلبه الحاجه والضروره ,ان الوعي له درجات متفاوته تختلف من فرد الى فرد ومن مجتمع لاخر وتلعب وتتحكم به وبمستواه العام ظروف ونواحي كثيره منها الثقافه والتطور الحضاري و تاثير الافكار الغيبيه و الدينيه و قوه تاثيراتها وشده الالتزام بها, هذه الغيبيات التي تحجم الفكر وتضعه في حاله من الجمود العقائدي وتثبته على اساسيات مقدسه وجامده لايستطيع الدماغ في هذه الحاله من اعتماد الماده الحيه في التفسير ,ان يستند ويستمد قوه اصراره والتمسك بافكار الغيب وسيطره قوى خارج الطبيعه من خلال بعض الظواهر التي لم يستطيع العلم من التوصل اليها ومعرفه اسبابها ,ان الوعي هو انعكاس لحاله ماديه يعيشها الانسان وتحيط به في تفسير جزيئيات الاشياء وان لم يجد توضيح لها ولايستطيع العقل الواعي من تبرير سببها ولايعرف مسببها فانه ينسبها الى العقل اللاواعي ,انه الانسان يكون تحت التاثير الغيبي الراكد الفعل اذا لم يتعرض كيانه ووجوده الى واقع يهدده ويجبره ان يستبط الادوات الماديه التي تحميه وتحافظ عليه وان لم يجد الحل فانه يخضع الحل لمفهوم القدر وتاثيرات القوى الخارج الطبيعه بعد ان يصنع لها وجود وقيمه ماديه في خياله و يتوسل ويسجد ويستنجد بها انه يستجدي عطفها ويوعدها بان يكون المؤمن المطيع وسوف يؤدي الطقوس والشعائر المفروضه والمطلوبه ويقدم النذور والقرابين ويقيم الصلوات ويعمل التعاويذ لطرد الشياطيين , وبسبب خوفه من المجهول بعد الموت وتاثير المفاهيم الدينيه حول العذاب الذي ينتظره ان هو يؤمن بهذه القوى الالهيه المقدسه وسوف يحرق بنار الاخره ومصيره جهنم, انه يوظف كثير من وقته في العباده ويؤكد عليها ويلتزم بها ويتخلى عن وعيه في خدمه وجوده والمطالبه بحقوقه الحياتيه,هذه الممارسات والافكار التي تصاحبها من الهوس والممارسات الطقسيه ,انها تاتي بسبب فقدان الفكر لادواته الماديه في معرفه السبب لغرض ايجاد الحل وذلك لعدم وجود المعلومه الماديه او معرفه الاساس الواعي للواقع ومابعده ومعرفه كيف ستكون الماده من حاله حيه متحركه الى حاله جامده ومن هو المسؤول عن استحداثها والتحكم في نهايتها , ان افكار ماوراء الواقع التي يستغلها دراويش الفكر الغيبي من المتدينيين وغيرهم ومن اصحاب نظريات الخيال الذين يعيشون عالمهم الافتراضي في خلق حقيقه ربما تكون وهميه تخدم مصالحهم الماديه وتحافظ على مواقعهم , انهم لايمتلكون التاكيد بل الاستنتاج من خلال التاويل والخيال وماجائهم من معلومات تاريخيه واستادا على بعض الظواهر الخارقه التي لم يتمكن العلم الان من التوصل لمعرفه الاسباب لها ,ان التصور المتجرد من اساسيات الاثبات الماديه يعبر عن حاله من العجز الفكري وقله المعرفه او المعلومه او تجاهلها بسبب تعارضها مع الدين او الايمان,

#اكرم_مهدي_النشمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل