أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهند البراك - هناك . . عند الحدود (14)















المزيد.....



هناك . . عند الحدود (14)


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 20:07
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لقد حاولت الدولتان الإستفادة من القضية الكوردية، كلاً لصالحها و اتبعتا لذلك وسائل غاية في الحذر و الصرامة، لجعل النضال القومي التحرري يدور لمواجهة الخصم المقابل و ليكون جزءاً من ادواتها في تلك المواجهة، فهي تساعد و تسهّل فعالية ما و تضرب بقسوة ان خرج النضال القومي الكوردي عمّا تحاول ان تقيّده ليكون في صالحها، و تعمل بكل جهدها لمنع النضال الكردي التحرري من ان يتحوّل ضدها او ضد مصالحها و خططها الحربية كدولة لاتعترف بالحقوق القومية العادلة للشعب الكوردي.
من ناحية اخرى كان لابد للقوى القومية الكوردية ان تتعامل مع ما يجري، لكونها مُكرهة لامخيّرة على التعامل معه، و هي ترى كيف يساق الشباب الكورد الى القوات المسلحة نحو جبهات القتال باحكام الإعدام، و بسياسة الحرق و النهب و التهجير و القتل . . . الأمر الذي تطلب منها مواجهة ذلك بدقة و موازنة الخسائر و الفوائد . .
و لمّا رأت الدكتاتورية ان (تنازلاتها) و سياسة الجزرة و العصا تجاه الحركة القومية الكوردية، لم تأتِ بالنتيجة التي كانت تخطط لها، حيث ادى استمرار انشغال قواتها في الحرب، الى تقليل امكانيات الضغط الحكومي العسكري على كوردستان، الذي ادىّ من جهته الى تواصل نمو منظمات البيشمركة الأنصار بسبب تزايد الإلتحاقات في صفوفها، و تواصل تعاونها فيما بينها رغم احتكاكات تحصل هنا و هناك . .
فاعتمدت الأموال و السلاح و تنشيط التوترات و العمل على خلق نزاعات بطرق و اساليب خبيثة عالية الخبرة، لأشعال و تسعير حروب اقتتال الأخوة بينها لأضعاف بعضها ببعضها، و اعاقة تكوّن حركة كوردية موحدة على اسس دائمة تجعل منها قوة مؤثرة تستطيع ان تصل الى اهدافها، فشجعت و دعمت استفراد طرف كوردي بكلّ الحركة، و قوّته لضرب و لمحاولة تحطيم الاطراف الكوردية به . . تمهيداً لمرحلة لاحقة (1) .
مع تلك التطورات العاصفة في كوردستان و عموم المجتمع . . اخذت نسبة واضحة من جيل القيادات السابق في الأنصار تتأخر في استيعاب مايجري، بسبب التطوير السريع الذي اجرته الدكتاتورية على وحداتها و اصنافها، باذخة مليارات فلكية على تعليمها و تدريبها و تجهيزها و تسليحها، و على المستشارين متعددي الجنسيات الذي لازموا عملياتها . . و بدعم واضح من الإحتكارات العالمية المتعددة الجنسية .
اضافة الى ما نُقل عن عدم اهتمام اعضاء القيادات السياسية و الحزبية العليا، بأمر العناية بهم و المساعدة على تطويرهم، لتخلفهم هم ـ اعضاء القيادات الحزبية العليا ـ اصلاً آنذاك . . اضافة الى ان الإهتمام الذي جرى لهم اسفر عن ان نوعية الإهتمام ذاتها كانت متخلفة. لقد تأخروا في فهم مايجري رغم الشجاعة الفائقة التي ابدوها و نشاطهم الكبير بالمقاييس السابقة، و حتى استشهادهم البطولي في صدامات مع وحدات الدكتاتورية المتطورة و المتنوعة التي أُغرقت بها كوردستان . .
البعض تصوّر ان الدكتاتورية بدأت تنتهي فعلاً بسبب اشتعال الحرب، فنزلت مفرزة شوان الى مناطق كرميان و ذهبوا بعيداً الى العمق حتى اصطدموا بقوات كبيرة لم يتوقعّوها، فأبيدت المفرزة في قرية بولقاميش و خسرت المنظمة احد ابرز وجوهها بكر تالاني (2).
و حصل امر مشابه في قرية سي كاني لقوة اربيل الكبيرة التي نزلت بعيداً بتقدير خاطئ، عرّضها الى قوات كبيرة لم يتصورها آمر القوة مام كاويس فحصلت معركة كبيرة لقّنَ فيها الانصار قوات الدكتاتورية درساً كبيراً لايُنسى، الاّ انها قدّمت خسائر كبيرة بالأرواح، لاتتناسب مع قدرات عموم المنظمة . و ذلك ماحصل لمفرزة من سرية بتوين ايضاً .
من جهة اخرى شعر قسم من الكادر العسكري القديم بالاحباط، لأن القيادة لاتأخذ برأيهم و انصرف قسم منهم الى جلب عوائلهم و الأهتمام بها في مناطق الأنصار، و انشغل قسم آخر بالصيد و توفير لحوم الطرائد لعوائلهم لأعداد وجبات طعام شهي.
كان منهم القائد الأنصاري ملا علاء الدين، الذي كان من الوجوه العسكرية البارزة في حركة البيشمركةالأنصار في الستينات . . الذي جلب عائلته الى نوزنك ـ نوكان و اهتم بتقطير الكحول و شربه في غرفته مع عائلته بشكل مستور، فكان يجرح اشجار " حبة الخضرة " و يعمل تحت الجرح ساتراً صغيراً من الطين لجمع مايفرزه لحائها من مادة " المستكي "، التي كان يجمعها كل يومين او ثلاثة، و كان لاينسى مواد جمعها حتى و لو كان داخلاً في نقاش ما فيقطعه، او كان يتحدث مع احد البيشمركة فيستأذنه.

فكان يستيقظ في الصباح نشيطاً و بمزاج مرح يبدأه بالنكات الشخصية، او التنكيت البرئ على احد الأنصار الجدد الساذجين. و من نكاته انه روى لأحد السذّج رواية عن الدب و حيله، و خاصة انثى الدب حين تشتاق الى ممارسة الجنس و لاتجد دبّاً فحلاً، فـ " أنها ستبحث عن رجل، و ان وجدته تختطفه . . و هي تستطيع ذلك بحكم قوتها العضلية المتفوقة. . انها تختطفه و تحمله الى مأواها، فتنزع عنه ملابسه و حذائه و جواريبه . . و تأخذ بلحس قدميه لتجعلها طرية رخوة، حتى لايهرب منها . . ثم تستمر بممارسة الجنس معه الى ان تشبع . . و لكن المشكلة هي متى تشبع ؟ ؟ فخذ حذرك ياعزيزي اثناء الحراسة من الدب فقد تكون انثى !! "
و قد اربك حديثه ذلك، النصير الملتحق حديثاً " باسل " ، الذي لايُعرف من اختار له ذلك الأسم الذي لايتطابق مع شخصيته الساذجة، و لايعرف احداً كيف طرق باب المنظمة و لا كيف التحق بها. حتى اخذ باسل في حراسته التي حُددت في اوقات المساء الأولى حيث الجميع يقظين . . اخذ يردد و هو واقف : " كل شئ ممكن . . بس لا دبّ ، بس لا دب" . الأمر الذي كان يجعل من يعرف بتلك القصّة يغص بالضحك و هو يمر قرب مكان حراسته.
كان ملا علاء الدين يستحضر روح الدعابة و النكتة الشعبية التي عُرف بها ابناء مدينة السليمانية، اضافة الى النكات اللاذعة التي تنتشر عادة في الأحياء الشعبية للمدن العريقة القديمة كمدن السليمانية و بغداد و البصرة و الموصل و كركوك .
و من طرائفه، ان امرأة شابة اهتم نساء العائلة بتنشئتها و تنمية جسمها، و اجبروها منذ صباها على استعمال القباقيب الخشبية الضيقة و ليس الأحذية المريحة، رغم ماتسببه لها من آلام لأجل تصغير اقدامها، و اجبروها على عمل العجين و عجنه يومياً، و هي جالسة على مقعد واطئ ـ تختة ـ ، لتكبير مؤخرتها و جعلها قوية لدنة، لتكون أكثر اثارة للرجل، و كي تتمكن من اشاعة الدفء به ان بردت همّته . . في جهد لإعدادها للزواج من شاب غني، وذلك ما تمّ لهم .
فسألت زوجها الشاب الذي انهكته بكثرة طلباتها الزوجية، ذات فجر قائلة :
ـ ملا عثمان . . حلمت ان في يدي بلوط، فماذا يعني ذلك ؟
اجابها بصوت واهن :
ـ هذه خصيتيّ يا متوحشة، لأنك طول الليل تمسديهما . . نامي احسن !!
و حين كانت النقاشات تدور في مجالس العشائر، كان ملا علاء الدين يتحدث عن محاولات حاول القيام بها، لأنقاذ سمعة و مكانة الحزب الشيوعي بين الجماهير، حين كان في جبهة مع حزب البعث الحاكم الذي كان الأخير مستفيداً منها في تنفيذ سياسته و اجراءاته الشوفينية بحق الشعب الكوردي، فقال : " طرحت على ابو فاروق (3)، فكرة ان ننشق لحماية مكانة و سمعة الحزب . . و قلت له، ان وجدتم ان ذلك ضار، تستطيعون مهاجمتنا . . الاّ انه لم يتفق و اعتبر ذلك عملاً طائشاً "
اضافة الى النقاشات التي كانت تدور حول شخصية القائد للحفاظ على القوة و مدى امكانه من استخدام الكذب ايضاً لتحقيق ذلك، و مناقشات " طاهر علي والي "(4) الذي كان يكرر، " صحيح للضرورة احكام . . و لكن عند الكورد " عيب الكذب فوق سن الثلاثين " . . "
و غيرها من النقاشات التي كانت تشدّ انتباه البيشمركةالأنصار، وهم يستمعون الى امور كانوا يحسبوها في عداد المحرّمات و الأسرار و الممنوعات، و كانوا يتساءلون عن تفاصيل اكثر من كوادر قيادية تتبسط في الجلوس و الحديث الصريح معهم ! . . فيما اعتبرت كوادر اخرى ان مثل تلك الأحاديث مضيعة للوقت، و ليست الاّ لغو فارغ في وقت تحتاج حركتهم فيه الى مناقشة كيفية التصدي للواقع الذي يتطور سريعاً.
لم يصدّق البعض ان الذي يرونه، هو ملا علاء الدين الشهير الذي كانوا ينتظرون منه مواقف و عمليات عسكرية و تأثير . . بل ان البيشمركة القديم حميد (5) الذي عايش ملا علاء الدين سنوات اوج نشاطه، والذي اصيب بلوثة جرّاء الإعتقال القاسي و التعذيب الهمجي، تصوّر ان ملا علاء الدين لابد و ان يخطط بشكل سريّ لأمر ما، لأنه لم يكن مألوفاً لديه، ان يرى الملا جالساً في المقر مع عائلته
و منظمة البيشمركة الأنصار تبدأ بالنشاط، و النزول الى العمق العراقي جارٍ بنشاط . .
و في صباح احد الأيام و عند النهوض الصباحي، سمع البيشمركة جنرال حميد ـ كما يدعونه تحبباً ـ و هو يصيح :
ـ الم اقل لكم ان ملا علاء الدين يخطط بشكل سريّ لأمر ما ؟ هاهي بي بي سي تذيع ان " آلادي سارني" الذي اشتهر في حرب الأنصار قد تعيّن في موقع رفيع في قيادة حلف وارشو !
ـ لكنهم يقولون آلادي سارني ؟!
ـ نعم لو تنتبه جيداً رفيق . . آلادي يعني علاء الدين بالكوردي، و سارني يعني سوراني ! والله لقيتها، لأن من غير المعقول ان ملا علاء الدين يتلهىّ بأمور يومية عادية في هذه الظروف !!
و العجيب ان عدداً من البيشمركة كان لديهم نفس المنطق، لتفسير لماذا هذا و ذاك من الكادر القديم الذي جرّبوه و عرفوه، صار يتلهى بالضحك او بأمور يومية عادية " انهم لابد و ان يكونوا مشغولين بأمور لانعرفها ؟؟! " كما كانوا يفكرون .
فيما فسّر من هم اكثر تجربة، ان ضحك ملا علاء الدين و اندماجه بالهزل، لم يكن الاّ تنفيساً عن آلام كانت تعتمل في داخله، منها عدم قناعته مما يجري، و من القياديين الذين استمروا في مواقعهم رغم المحن الكبيرة التي اصابت الحزب و الحركة تحت قيادتهم . . الى المهام التي كلّف بها و كونها لاتتفق مع تجاربه وخبرته الطويلة و تضحياته طيلة عمرٍ قضّاه في النضال . .
لكنه قد لم يفكر بمدى صلاحيته هو لتلك المهام التي تطورت كثيراً عمّا مضى، فيما بقي هو متواضع القدرة، او كان من المخجل له ان يقول انه لايعرف كيفية مواجهة الوضع، و قد استغل مشاعره و آلامه تلك احد القادة المخضرمين في محاولته لتثوير الحزب باحدى خلفيّاته (6)

في اواخر ربيع ذلك العام و في اطار جهود منظمة البيشمركةالأنصار و كل منظمات البيشمركة الموجودة هناك، للحفاظ على علاقات ايجابية مع الأحزاب و منظمات البيشمركة الكوردية الإيرانية، في ظروف صارت فيها قوى البيشمركة الكورد العراقيين المتواجدين في المنطقة الحدودية تقلّ . . بسبب تزايد نزول المفارز من مناطق الحدود الى مناطق العمق العراقي .
اخبر ابو سرباز دكتور صاحب بقرار المكتب العسكري بضرورة ذهابه مع مفرزة الى طبابة البيشمركة الكورد الإيرانيين، لحاجتهم الماسة الى طبيب فيها، لوجود عدد كبير من الجرحى هناك، و ان طبيبهم الوحيد المتواجد الآن في طبابتهم لايستطيع لوحده القيام بذلك، خاصة و انهم يتوقعون مجئ اعداد أخرى من الجرحى . . و ان وضع القاعدة في نوزنك ـ نوكان كان يتحمل غيابه، لوجود طبيبين جديدين قدما الى الطبابة من الخارج عن طريق بهدنان آنذاك .
و فعلاً تحرّك صاحب في فجر اليوم التالي صحبة آمر الفصيل بختيار و معاون الطبيب عدنان متوجهين الى قرية مزره حيث كانت تنتظرهم مفرزة من الديمقراطي الإيراني حدكا لأصطحابهم . . و بعد مسيرة طويلة و صلوا ليلاً الى قرية " بيرم " الواقعة في الجبال المحيطة بمدينة مهاباد، حيث كانت طبابة الديمقراطي قد نزلت في "مدرسة القرية"، و علم هناك ان الطبيب الذي يشرف على الطبابة كان فرنسياً من الأوساط الديمقراطية الفرنسية المتعاطفة مع القضية الكوردية و انه كان يعمل بعقد مع الديمقراطي الإيراني، و ذهب لأنتهاء عقده، و لم يستطع بديله من الوصول بعد، اثر تأخره في تركيا، لأسباب لم تحدد بعد في ذلك الوقت .
التقى بالدكتور خسرو الذي تعرّف عليه في مهاباد قبل عامين، و استقبله استقبالاً حاراً و ضيّفه و مرافقيه بكل حفاوة على مائدة طعام عامرة دعى لها وجوه البيشمركة هناك، و لما لم تكن هناك حالة مستعجلة ، قضوا ليلة جميلة على الحان و غناء الفنانة " مرضية " التي استمعوا اليها من جهاز تسجيل كان هناك، ثم ناموا في مكان معدّ لضيوف الطبابة التي كانت لها تخصيصات و اماكن و ادارة تشبه ادارة مستشفى صغير، من حيث سجلات بجرد الجرحى و المرضى و حالاتهم و ماذا اجري لهم في الطبابة، اضافة الى المحاسبة و مذخر المواد الطبية و غيرها، التي كانت كلّها في بناية مستقلة، قدّر صاحب انها كانت لدائرة حكومية يوماً ما.
في صباح اليوم التالي استصحبه د. خسرو الى " بناية المدرسة " التي كانت فيها غرفة للعيادة الخارجية و ردهة للجراحية، و ردهة اخرى للباطنية، اضافة الى صالة معقمة للعمليات. و كانت اغلب حالات المرضى الراقدين الذين كانوا بحدود الثلاثين . . حالات لأستكمال العلاج و التداوي الجراحي، بعد ان انقذت حياتهم و اجري لهم ما امكن جراحياً.
و لاحظ صاحب ان خسرو بحكم الزيارات الكثيرة التي كانت تأتيه من مدينة مهاباد و المدن المحيطة بها، كان مشغولاً كثيراً لكونه ابن مدينة مهاباد ولكونه وجهاً سياسياً و اجتماعياً مؤثراً فيها و في المنطقة، في ظروف تصاعدت فيها اعمال القصف على المدن و " القرى " في تلك المناطق. فكان د. خسرو يترك القرية شبه الفارغة صباح كل يوم بعد الفطور و بعد اطعامه للذئب الصغير الذي اخذه و بدأ يعتني به، بعد مصرع امه برصاص القرويين . . على امل تدجينه !
و بعد ان بقي في طبابة بيرم حوالي العشرين يوماً عالج فيها جرحى القصف الجوي الذي لم ينقطع من الجانبين، اضافة الى معالجة عدد من القرويين المرضى الذين كانوا يأتون فرادى يومياً، و بعد ان نجح في معالجة بيشمركة و مدنيين يعانون من حالات جروح لم تندمل و كسور معقدة و حالات حروق صعبة . . جراحياً و تداوياً بمواد و ادوات طبية متوفرة .
استلم صاحب برقية بضرورة عودته الى نوزنك ـ نوكان باسرع مايمكن . . كان قد جلبها بسيارته الجيب احد قياديي البيشمركة هناك "سنّور" ، و اخبره بدعوة د. قاسملو له و لرفيقيه على العشاء مساء ذلك اليوم قبل عودتهم الى نوزنك، لشكرهم و وداعهم . . و قال سنّور انه ينتظرهم كي ينقلهم معه لأنه ذاهب الى هناك .
سارت الجيب بهم في مناطق مفتوحة خالية لاحت ارضها و كأنها محروثة حديثاً، و لمّا لم يشاهد اية قرية مأهولة او ناس في مناطق تضمّ مزارعاً متروكة و اشجاراً مثمرة، فهم من " سنّور " ان المنطقة باراضيها الشاسعة قد هجّرت و هدّمت المنازل تهديماً فنياً بحيث لم تبقَ لها آثار تدلّ عليها، و ان قرية بيرم كان قد طرد اهلها فقط و بقيت بيوتها، فيما كانت بناية الطبابة هناك لم تكن بناية مدرسة و انما بناية لثكنة عسكرية و مخفر شرطة !!
و صار واضحاً عند صاحب ان معاداة الكورد، و الإجراءات العنيفة و اللاأنسانية بحقهم هي نفسها من كل انظمة دول المنطقة، مهما جرى من تجميل و تزيين لها . . !! و بينما هو في تأملاته تلك
سمع الجميع اصوات قصف جويّ على منطقة بيرم و منطقة اخرى قال سنور انها منطقة جلديان المجاورة لمهاباد، ثم بدأ قصف مدفعي متقطع . .

وصلوا قبيل الغروب الى مقر د. قاسملو، بينما كان القصف المدفعي على المنطقة قد توقّف . .
حيث كانت ابنة اخته ناز مسؤولة الإستعلامات هناك، التي رحّبت بهم بانكليزية طغت عليها الفرنسية و رافقتهم بين ابنية محفورة في الجبال الصخرية، فكانت مغارات صخرية حفرت بأجهزة حفر تشق الصخر و السمنت . . بنيت لها واجهة امامية من الصخر و السمنت، في منطقة شكّلت صحناً صخرياً محمياً بصواريخ هوك و ستنغر آنذاك . .
جلسوا في احدى قاعات الإعلام، التي كانت قاعة انيقة نظيفة، تحتوي على مناضد متنوعة للعمل و على اجهزة اتصالات كثيرة التطور، و فيما كانت ناز تتناقش مع صاحب عن نظرته و تصوراته عن نضال الشعب الكوردي في سبيل حقوقه، و عن طبابة الأنصار، و هي تعد رسالة اكاديمية عن نضال الشعب الكوردي عليها تقديمها الى السوربون . . زارهم د. قاسملو و سلّم عليهم و تحدث معهم بحرارة و قال :
ـ انتم مدعوون الى جلسة سمر يقيمها اعلامنا لتحيتكم و خلالها نتعشى معاً كتعبير عن الشكر العميق لموقفكم الأخوي و النضالي معنا .
وفيما ذهب د. قاسملو الى موقع آخر . . اقتادهم احد المرافقين الى حيث ناركبيرة تضئ ساحة من الساحات المشجّرة في ذلك الصحن الصخري الواسع. و كان صاحب ضيف د. قاسملو و ابنة اخته، اضافة الى وجود ضيوف اجانب من قوميات آسيوية حيث جلسوا متجاورين، ليتعشوا معاً من لحم ضأن تم شواؤه حديثاً، و كانت الأحاديث بلغات متعددة في مقدمتها الكوردية ثم الإنكليزية و الفرنسية و العربية ايضاً .
و قد قدم عدد من البيشمركة الأنصار اغاني كوردية مصاحبة بعزف موسيقي جميل، اضاف له المكان شاعرية اكبر . . و غنى آمر الفصيل بختيار بالكوردية و ادى المساعد الطبي عدنان مقامات غنائية بالعربية . . و قد اختتمت الأمسية ببدء د. قاسملوا بانشاد نشيد " السجن ليس لنا . . " باللغة العربية حيث انشد صاحب و بختيار و عدنان معهم منشدين :
السجن ليس لنا نحن الأباة السجن للمجرمين الطغاة

استيقظ الجميع عند الفجر على اصوات دوي المدفعية، و تناول الثلاثة فطورهم مع سنّور، الذي اقلّهم مع حقائبهم بالجيب بسبب المطر الذي بدأ يتساقط وسط سماء غائمة في ذلك اليوم الصيفي . . و اوصلهم الى مكان يقع قرب قرية " ميراوه " التي كانت قرية حدودية ايضاً و تشبه الى حد بعيد قرية نوزنك في طبيعة ناسها و اشغالهم و تنوعهم .
كان الجو في بداية ذلك الصيف كثير التقلب، حيث كانت تهب بين آونة و اخرى رياح قوية تشبه العواصف، و تتسبب بهطول امطار خفيفة تزداد غزارة و تقل لتتزايد غزارة مرة أخرى . . و انتبه الجميع الى ان النهر الذي تقع عليه قرية ميراوه، كان فائضاً بشكل ملف للنظر و مياهه لوّنها الطين بلون غامق و حمل سطحه اخشاب و مواد بيتية و كأنه احدث فيضاناً في مكان ما من جريانه السريع جداً، رغم كونه لم يتخطىّ حافة حوضه الصخرية عند القرية تلك .
و بدأت صعوبات لم يفكّروا بها تلوح امام الثلاثة، حيث صارت اقسام من الطريق يصعب اجتيازها مشياً بسبب امتلائها بالماء و الطين، و صار عمق الماء و الطين في بعض الأماكن كبيراً، لايستطيع تقديره الاّ سائقي التراكتورات من اهالي المنطقة كما قال بختيار، الذين قد يقررون اجتيازه او الإبتعاد عنه بالمرور باتجاهات اخرى تطيل الطريق، الاّ انها أمينة .
و تحت تلك الأمطار الغزيرة، قرروا ان يستقلّوا تراكتوراً،خاصة و انهم كانوا يحملون اضافة الى حقيبتي الطبابة حقيبة ثالثة ثقيلة احتوت ادوية هامة تبرع بها د. خسرو لطبابة نوزنك ـ نوكان . و بينما هم جالسين جلوساً قلقاً يصعب ضبطه في العربة العارية التي يتساقط عليها المطر و امتلأت بمائه، فيما كان التراكتور الذي يسحبها، يسير على طرق و مواقع شديدة الإنحدار و اخرى ضيّقة و في اماكن شاهقة مطلة على وديان عميقة .
شاهدوا وهم راكبون، الجدول القادم من قرية مزره التي يتجهون نحوها . . شاهدوا الجدول و قد تحوّل الى نهر كبير هائج . . لقد كان منظر النهر مريعاً و هو يجرف صخورا عملاقة اصغرها بحجم شاحنة دولية ضخمة، و تراكتورات و بيوت خشبية كأنها لعب اطفال تتقاذفها المياه، و بغال كبيرة القوة تنازع و تقاوم و كأنها فئران وقعت في الماء !!
انتبه صاحب الى ان القرويين الراكبين معهم كانوا هادئين و كأنهم يعيشون مواقفاً و امورأ يومية اعتادوا عليها . . بل كانت المرأة الجالسة جنبه على عربة التراكتور العارية، و التي ترضع بثديها رضيعها و هي تبتسم له لأن المطر قد انقطع قليلاً عن تبليلهما. و قال الراكبون ان الأمطار في القمم العالية مستمرة، و انها تهطل هناك منذ اسبوع بدون انقطاع .
و تأكّد صاحب من ذلك حيث كان ينصت متسمّعاً كلما توقف التراكتور الذي كان سائقه يطفئه بالكامل بين فترة و اخرى و يصيخ بسمعه جهة القمم، حيث ان المنصت المتسمّع بهدوء الى القمم . . كان يسمع زئيراً طويلاً متصلاً، كان هو الدلالة الهامة على تواصل سقوط الأمطار فوق، عند القمم وقت انقطاعها في السهول . . و يتكوّن ذلك الزئير المتّصل من اصوات مئات الجداول و الشلالات الصغيرة و السيول المتواصلة التي تكوّنها الأمطار بتساقطها المتواصل.
عند وصول التراكتور الى بيت حجري كبير، قال السائق انه لايتمكن من مواصلة السير بعد، لأنه وصل الى نهاية طريق التراكتور، و ان بإمكان الراكبين السير على الأقدام ان ارادوا المواصلة و تمنى للجميع مساءً طيباً. فنزل صاحب و رفيقاه من عربة التراكتور و وجدوا انفسهم واقفين على رابية عالية تطلّ على وادي تقع فيه قرية مزره و يلوح خلفها الجدول المارّ بقربها و الذي تحوّل الى نهر هائج مجنون .
و قدّر الثلاثة انهم بوصولهم الى مزره سيكون النهار قد انتهى، فلابد اذن من المبيت فيها، بطرق ابواب بيوتها و طلب طعام و غطاء و الذهاب الى جامع القرية لتناول الطعام و المبيت فيه بعد تقسيم الحراسات على الثلاثة . و في طريق نزولهم نحو قرية مزره ، سمعوا اصوات انفجارات و قصف مدفعي من جهة مدينة سردشت، التي كانت تلوح لهم بارتفاعها بوضوح .
بسبب تجمع غيوم كثيفة فوق سماء المدينة، لاحت سردشت لهم و كأنها في بقعة شبه مظلمة
و شاهدوا عجلات يمكن انها كانت سيارات شحن صغيرة و تراكتورات و عربات، مضاءة الأنوار، اضافة الى حشود طويلة من الناس و هم يحملون اطفالهم على اكتافهم، و اغراضهم على حيوانات و على ظهورهم . .
كانت وحدات عسكرية برية تهاجم المدينة و تحاول استعادتها من البيشمركة بعد ان قامت بتمهيد مدفعي عليها حين ايقظهم من النوم صباح نفس اليوم، و كان صرير المسرفات و زئير الدبابات و اصوات انفجارات قذائفها، و اصوات قذائف و صليات و رصاص البيشمركة المدافعين، بل و صراخ الأطفال و تعاويذ النساء و الشيوخ . . كانت تسمع الى مسافات بعيدة، لأن مدينة سردشت اعلى من المنطقة التي كان الثلاثة يمشون عليها. و مع تزايد اقتراب الغروب، لاحت النيران و السنة اللهب متصاعدة من المدينة رغم الأمطار التي لم تنقطع . .
و فكّر صاحب بعائلة حاجي وحيدي في سردشت و ما يمكن ان يحصل لهم في ظروف ذلك الهجوم ، و تذكّر اهله و مايمكن ان يواجهوه من وحدات و اجهزة الدكتاتورية و تذكّر احداثاً و اشخاصاً اعزاء قطعته احداث الحياة القاسية عنهم و هل سيلتقيهم من جديد ؟ كيف و اين ؟
وصلوا الى قرية مزره، و طرقوا ابواب بيوتها طالبين ما امكن من طعام و اغطية، و حملوا ما جمعوه منهم الى جامع القرية، حيث اشعلوا من الحطب المتوفر فيه، ما يكفي لإيقاد صوبة الجامع كي يتجففوا من البلل و يتدفأوا. و بعد ان تناولوا من طعامهم الذي حملوه معهم و فيما كانوا يتحدثون . . سمعوا جلبة في الخارج احدثها وصول اول مجاميع المدنيين الهاربين من معارك سردشت، كان بينهم مرضى و عدد من جرحى البيشمركة الكورد الإيرانيين . . استطاع صاحب و المساعد عدنان مساعدتهم بما توفر لديهما من ادوية و مواد طبية .
و في الصباح ارجعوا الأغطية لمن طلبوها منهم، حيث فطروا و شربوا الشاي، و غادروا القرية نحو جدول قاسم ره ش الذي فاضت مياهه و صار نهراً عميقاً، فساروا على الحواف العليا لوادي النهر متجهين على طوله نحو نوكان، فيما استمرت زخات المطر .
و و صلوا ظهر ذلك اليوم الى نوكان و انعطفوا نحو الوادي الضيّق للمكتب العسكري، الذي كان هادئاً هدوءاً غير اعتيادياً . . و لاحظوا وهم يسيرون صعوداً في ذلك الوادي الضيّق ان الوادي كان ممتلئاً بجزر طولية من الطين و من فتات الصخور. مرّوا على غرفة مكتب فوج مقر المكتب العسكري و استمرّ بختيار و عدنان في طريقهما الى فصيلهما، فيما ابطأ صاحب و سلّم على السياسي ابو ناصر الذي كان مشغولاً بتنظيف مدخل غرفة مكتب الفوج، و تصافحا و بيّن لصاحب ان سيولاً اجتاحت وادي المكتب العسكري بسبب الأمطار الغزيرة التي حجبت حتى مدى الرؤيا للسائرين . .
و ان السيول المدمّرة حدثت قبل ثلاثة ايام، و طمرت خيمة ام سرباز (7) و تسببت باستشهادها، اضافة الى غرق النصير رائد، الذي حاول التقاط حقيبته التي سقطت في جدول قاسم رش
، فسحبه التيار المتلاطم للمياه السريعة الجريان و الصخور العملاقة المتدحرجة التي جرفها معه. اضافة الى سقوط صخرة من ارتفاع شاهق، ضربت رأس مام رسول (8) من الخلف و قتلته على الفور، و سقوط اربعة بيشمركةانصار جرحى نجوا بارواحهم، بسبب انطمار الوادي العميق حيث مخيم الضيوف، بما جرفته تلك السيول . .
و ان المكتب العسكري قد توقع حدوث مزيد من الإصابات التي تتطلب تواجد صاحب بسبب قلة الاطباء في الموقع، اضافة الى ان تقدم الجيش الإيراني في المنطقة و في سردشت، قد اخذ يثير مخاطر انقطاع موقع المكتب العسكري في نوكان عن ريف سردشت، و بالتالي قد يتسبب مع مرور الوقت بوقوع صاحب و رفيقيه في منطقة التطويق العسكري، الذي يصعب العودة منه الى نوكان بعدئذ . . لذلك أرسل المكتب العسكري برقية عاجلة بضرورة عودة مفرزة صاحب الطبية . و من تلك الأخبار الحزينة، عرف صاحب ان مخبأ الأدوية النادرة و الهامة الإحتياطية قد انطمر ايضاً . . و كان ذلك خسارة طبية لاتعوّض بسهولة، بعد ان استغرق جمع تلك ألأدوية شهوراً و جهوداً كبيرة بُذلت !
تأمل صاحب في قضية الصراع الصعب و العنيد مع الطبيعة في مناطق الحدود البعيدة . . ففي معركة واحدة مع الطبيعة في موقع واحد سقط 3 شهداء و اربعة جرحى . . اضافة الى خسارات ادارية كبيرة، منها تهدّم ابنية اساسية تطلّب الإسراع في بناء جديد منها .
اضافة الى انه، في شتاء 81 / 82 ، تم اختيار مكان لبناء مواقع جديدة في نوكان، بعد قياسات و حسابات لجنة مهندسين، لم تتبع آراء القرويين من ابناء المنطقة في اختيار مكان البناء . . انهارت تلك المواقع اثر سقوط المطر بسبب انهيار الأرض تحتها . و للمتتبع ان يسأل، كم من الضحايا قدمت القرى هناك، لتصل الى تقدير اي مكان اصلح للبناء، و لماذا توجد وديان و وديان عميقة و غابات متروكة لا قرى فيها . . رغم توفر الماء فيها . .

(يتبع)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. و لما رأت الدكتاتورية ان لا أمل لها في ضم الأحزاب الكوردية و البيشمركة الى صفّها دون قيد او شرط، و تصاعد رفض الشباب الكورد للحرب و تزايد التحاقاتهم بقوات البيشمركةالأنصار . . اتجهت نحو اعادة بناء و تحديث وحدات الجاش (الفرسان) و تسليحها و اعطاء قياداتها صلاحيات اكبر وصلت الى منحها صلاحية استدعاء الوحدات العسكرية و القوة الجوية في معاركها مع البيشمركة . .
و اتجهت نحو العشائر في مرحلة لاحقة لتشكيل ( سرايا الدفاع الوطني )، ثم ( الأفواج الخفيفة) عن طريق تعيين ضباط تعتمد عليهم كمستشارين عسكريين لها، و قد لعبوا ادواراً كبيرة في اجبار مسؤولي و آمري تلك الوحدات على الإنضباط و التقيد بأوامر الدكتاتورية، و بنفس الوقت شجّعوا و غضّوا نظرهم عن الإفساد و الرشاوي كي يستخدموها كاداة للتهديد بالفضائح و العقوبات بوجه الآمرين الذين يناقشون و يعصون الاوامر الموجهة لهم !!
و قد حققت الدكتاتورية بذلك اهدافها في " تكريد الحرب " على عدة محاور . . من اقتتال الأخوة باقتتال منظمات البيشمركة الكوردية فيما بينها، الى اقتتال قوات الجاش الكوردية بتشكيلاتها و اسلحتها الحديثة ضد البيشمركة الكورد. و عملت على ضبط ذلك بزيادة منظومات و ادوار و تجهيزات اجهزة مخابرات الدكتاتورية . .
اضافة الى صدور القانون الخاص بالخدمة العسكرية في كوردستان في مناطق السكن و عند رؤوساء الجاش، الذي وظّفته المعارضة الكوردية لمد نشاطها في داخل وحدات الجاش الجديد . . . بل و عمل عدد من الأحزاب على تشجيع ذلك لأنه اخذ يحقق لها بناء منظمات مسلحة، سلاحها و طعامها و مصاريفها على حساب الدولة . .
2. بكر تالاني، كوردي القومية ، مناضل فلاحي معروف واحد وجوه الحركة الأنصارية في مناطق كرميان منذ الستينات، استشهد في معركة عنيفة و كان يقود سريته مع قوات الدكتاتورية في قرية بولقاميش عام 1981 ، الامر الذي تسبب بابادة المفرزة المستحكمة بالقرية لاضطرارها بكاملها .
3. ابو فاروق، عمر علي الشيخ، سياسي كوردي عراقي معروف . . عضو م.س للحزب الشيوعي العراقي مسؤول التنظيم لسنوات طويلة فيه . . و تولى مسؤوليات كبيرة في الظروف الصعبة التي مرّ بها الحزب، المسؤول الحزبي الاقدم في كوردستان آنذاك .
4. طاهر علي والي، سياسي كوردي معروف و احد الوجوه القيادية لمنظمات البيشمركة في السليمانية، عضو م. س للحزب الإشتراكي الكوردستاني آنذاك . . استشهد في حادث انهيار ثلجي مع علي كلاشنكوف آمر فوج سليمانية للحزب الشيوعي، الشيخ لطيف الحفيد سكرتير التجمع الكوردستاني المستقل . . حين تسبب ذلك الانهيار بأبادة مفرزة بكاملها .
5. حميد، من اهالي السليمانية، احد العناصر الشجاعة التي عملت في حماية القيادة الحزبية لسنوات طويلة، اعتقل عام 1979 و عذب تعذيباً وحشياً و لم يستطيعوا النيل منه، الاّ انه اصيب بلوثة دماغية جعلته يطلق تصريحات بعضها صريحة و تكشف خبرة و معرفة و عديد منها من نسج خيال مصاب . . و قد حمته و احتضنته منظمة الأنصار، وقيل انه استشهد في عمليات الأنفال سيئة الصيت في ارياف السليمانية .
6. خلفيّات، باللام المضخمة لفظياً . . نسبة الى مبالغات " خلف بن امين " الذي كان يدّعي القدرة على اجتراح البطولات و الإمكانات و هو لايملك منها شيئاً . .
7. ام سرباز، كوردية القومية من اهالي دربنديخان، زوجة المناضل الشيوعي القيادي الفقيد ابو سرباز، و هي احدى مناضلات العمل السريّ، و قد استشهد ابنها البكر سرباز في معركة عنيفة مع الجاش و القوات الخاصة . . النصير رائد ، عربي من اهالي كربلاء، طالب شاب، نصير متطوع قطع دراسته و قدم من روسيا الى الأنصار.
8. مام رسول، خبّاز كوردي القومية من السليمانية، كادر حزبي لسنوات طويلة عضو محلية السليمانية.



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناك . . عند الحدود (13)
- هناك . . عند الحدود (12)
- هل عادت انتخابات الفوز ب 99,9 %
- هناك . . عند الحدود (11)
- هناك . . عند الحدود (10)
- هناك . . عند الحدود (9)
- هناك . . عند الحدود (8)
- هناك . . عند الحدود (7)
- اين -الدولة الجديدة- بديل الدكتاتورية ؟
- هناك . . عند الحدود (6)
- للإسراع باعلان نتائج الإنتخابات !
- هناك . . عند الحدود (5)
- هناك . . عند الحدود (4)
- هناك . . عند الحدود (3)
- ما معنى الإنتخابات و الى اين ؟
- هناك . . عند الحدود (2)
- هناك . . عند الحدود (1)
- ثمانون عاما من اجل قضيتنا الوطنية . .
- الشعب بين حقوقه و بين تقاعد الرئاسات
- 8 آذار و مخاطر مصادرة حقوق المرأة . .


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهند البراك - هناك . . عند الحدود (14)