أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - ثمانون عاما من اجل قضيتنا الوطنية . .















المزيد.....

ثمانون عاما من اجل قضيتنا الوطنية . .


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 17:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمرّ في 31 آذار الجاري الذكرى العطرة الثمانون لولادة الحزب الشيوعي العراقي مدرسة الوطنية و التضحية في سبيل الشعب و كادحيه. لم يكن تأسيس الحزب في 31 آذار 1934 حدثاً طارئاً او عرضياً في مسيرة حياة و نضال شعبنا العراقي من اجل قضيته الوطنية، وانما حدثاً وُلد من واقع البلاد (1) و اسفر عن ظهور ركناً وطنياً ثابتاً قائماً على اساس الفكر والديالكتيك العلمي الساعي لتحشيد اوسع الطاقات والفئات الشعبية من كل الوان الطيف العراقي وخاصة الكادحة منها، و لتركيز قوة فعلها على مطالب مرحلية من حقوقها . . شكّلت و تشكّل تلبيتها ـ اضافة الى تحقيق عيش افضل ـ ، الأنتقال الى مرحلة اعلى على طريق حل واقعي عادل للقضية الوطنية العراقية، على اساس الدولة المدنية الدمقراطية للشعب العراقي بمكوناته، بطريق تحقيق عدالة اجتماعية.
لقد سجّل الحزب في نشاطه العملي واستجاب للواقع العراقي في ارساء اساس رائد في صياغة معالم الهوية الوطنية على اساس التنوع والتفاعل والتناغم والألفة والحداثة، وصولاً الى العمل من اجل عراق برلماني فدرالي تعددي موحد، ضمّ ويضم في صفوفه وعقده وقياداته على طول مسيرته الشاقة، مناضلين من كلّ مكونات الطيف العراقي نساءً ورجالاً، سعياً الى ايجاد معالم طريق اجدى لحل ازمات ومعاناة الطبقات والفئات الكادحة والمسحوقة . . .
وقدّم من اجل تحقيق تلك الأهداف الوطنية، جحافل الشهداء على مرّ السنين والى اليوم، من كل انواع الطيف العراقي الأثني والقومي والديني والطوائفي، وفي مقدمتهم قائده ومؤسسه يوسف سلمان يوسف " فهد " الذي لعب الدور الرائد في بناء الحزب و نشاطه و نبضه، القائد الذي كان له اوسع رصيد شعبي وطني و سياسي و حزبي، و الذي رصدته الدوائر العليا في الغرب آنذاك (2)، حتى اعتقلته سلطات العهد الملكي و أُعدمته و رفيقيه القائدين . . الشهيد البارز سلام عادل سكرتير عام الحزب، العربي الشيعي المذهب، و اعضاء قيادته البارزين منهم جمال الحيدري، الكردي القومية السّنيّ، ابو العيس، وهبي، العبلي، شريف و العشرات و المئات من قادته و كوادره و وجوهه على اختلاف اطياف مكوّناتهم، من شهداء انقلاب شباط الاسود .
وفيما اضاف الحزب الى علمانيته، بعدها الشعبي وماهية ومدى تبني مفرداتها من قبل اوسع الأوساط . . مسجلاً في ذلك سبقاً واضحاً في دعم ابرز المطالب الوطنية لأوسع الجماهير الشعبية ومطالب المجتمع المدني، كما في السعي لأجل الحريات الديمقراطية ومن اجل حكم برلماني فدرالي وطني موحد على اساس الهوية الوطنية، كضمان ثابت للقضية الكردية و لحقوق الأقليات القومية والدينية، واعتبارها اساساً لقضية الديمقراطية في العراق، اضافة الى نضاله الرائد من اجل حقوق المرأة، الشباب وديمقراطية التعليم، ومن اجل مكافحة البطالة والقضاء على الأمية .
فأنه و طيلة تأريخه احترم الأديان وصان المقدسات، وتعامل مع القضية الدينية و المذهبية من زاوية الرؤية التي دعى اليها روادها الأوائل واللاحقين ممن انتصروا للحق و لقضية الفقير والضعيف، بالفعل لابالقول و لا بالشعارات لوحدها . . مجسداً ربط الفكر العلمي والنظرية بحركة وتحشيد اوسع الجماهير ذات المصلحة بالتغيير لأنجاحه و من اجل غد افضل لجميع العراقيين . .
ورغم انواع المحن والمشاق التي اثخنته بالجراح والتي تتواصل الى اليوم، في سعي محموم لمحاولة تحجيمه او اخراجه من ساحة النضال الوطني، و محاولة القضاء عليه وعلى مدرسته الفكرية وتأثيره، يواصل الحزب نشاطاً ثابتاً من اجل اهدافه الوطنية، من اجل الخبز والحرية والأمان، و يسعى قادته و كوادره و مفكروه الى تطوير فكره على اساس الواقعية العملية و على اساس منهجه المادي الديالكتيكي الجدلي من اجل تحقيق قدر من العدالة الاجتماعية و رفاهية الانسان مادياً و روحياً، على درب مجتمع ديمقراطي فدرالي دستوري موحد.
في ظروف تزداد مشقة وتعقيداً، بعد ان تكالبت على البلاد منذ مايقارب الأربعين عاماً، حكومات عسكرية و دكتاتورية دموية اوصلت البلاد الى طريق سدّ الباب امام ابسط تغيير سلمي، التي اوصلت الى الحروب والحصار والدمار وتشويه المجتمع و الإنسان، وبالتالي الى الأحتلال والأرهاب، ثم الى الفساد الأداري و السرقات و انواع فنون الدجل لتحقيق الارباح الانانية.
و الى ظروف التصعيد و التصاعد الخطير غير المسبوق في تأريخ البلاد الحديث للفكر الطائفي، الذي اضافة الى مخاطره في شقّ وتمزيق المجتمع، مخاطر طابعه الداخلي المسلح العنيف المستهتر بكل القيم، وترابطه الأقليمي والدولي ولعبهما عليه وتشجيعهما ايّاه من اجل مصالح ستراتيجية ونفطية وعسكرية و اخرى، لامصلحة وطنية فيها.
في ظروف دولية استمرّت و ادّت الى تزايد تباعد مجتمعاتنا العربية والشرق اوسطية وانظمتها، عن ركب الحضارة الانسانية و تسببت بانغلاقها على حالها . . و الى تزايد الميل نحو الجدب والجفاف في علاقات الغرب مع المنطقة وبالتالي تأثير ذلك على علاقات دول ومجتمعات المنطقة بعضها ببعض، الذي يهدد بتفاقم اخطر ـ ان لم يجري الأنتباه و وضع حلول له ـ تفاقم قد يصل الى طابع من الغطرسة والعنف والعسكرتاريا، بدل دور الأشعاع الحضاري السلمي والتلاقح الأنساني الذي ساد في عصور ومراحل سابقة . . الأمر الذي قد يفاقم من عزلة المنطقة بالمفهوم الواسع، ويصعّد الأرهاب والعنف فيها ويزيد من عوامل رفض التحديث والأنفتاح والتمدن فيها، وزيادة الصراع على تحقيق ارباح همجية وزيادة النهب ومخاطر تزايد ذهنية النهب والسطو والأنانية .
و الذي ادخل القضية الوطنية العراقية ( كالقضايا الوطنية الداخلية للبلدان ذات الأهميات الستراتيجية ) في مرحلتنا التاريخية الأكثر تعقيداً مما مضى، و التي تتصف بتفاعل المكونات الوطنية الداخلية كل على حدة، مع اطراف ومكونات صراع القوى على المستويين الأقليمي والدولي . . الامر الذي جعل من القضية الوطنية العراقية، وعلى خلفية صراعات نصف القرن الأخير . . قضية اقليمية ودولية اخذت تفرض على المكونات الوطنية التعامل معها كل من جانبه، فيما يرى كثير من المراقبين الاهمية الاساسية هي التوصل الى توافق وطني موحد يعمل على التعامل مع العوامل الأقليمية والدولية ككيان عراقي واحد من اجل قضية وطنية واحدة تنشد الأستقلال والنمو وتقف ضد اخطار الحروب والعنف، لأجل انصاف الأنسان العراقي من مختلف الوان طيفه وحقه في الحياة والعيش الكريم، الذي نصّت عليه العهود والمواثيق الدولية المعمول بها.
وعلى تلك التعقيدات والمخاطر الجديدة، ينتظر كثيرون من الحزب وممن ينتمون اليه او الى فكره والى التيار الماركسي واليساري بالمفهوم الأعم، تحقيق درجة اعلى من التلاحم او التضامن لتفعيل دور التيار الديمقراطي المدني اكثر، بعد نجاح تجمّع تلك الاطراف بالنزول بقائمة مشتركة في الإنتخابات التشريعية القادمة، على طريق بذل الجهود لوضع حلول منصفة للقضية الوطنية العراقية. بالأتفاق و التوافق على الخطاب السياسي والتنسيق من موقع اليسار و الديمقراطية و الليبرالية و المدنية، من اجل عراق فدرالي برلماني تعددي موحد، على طريق رفض العنف و التبادل السلمي للسلطة على اساس الدستور، ومن اجل الأستقلال الوطني الناجز والتوصل الى جدولة المطالب، و الأستفادة واستخلاص تجربة السنوات العاصفة التي مضت، في مواجهة تهديدات تهدد بتصاعد، التي اذا انطلقت فانها ستزداد عصفاً و تدميراً.
ان الظروف الداخلية والأقليمية والدولية الكثيرة التشابك والتعقيد، والمسار الطائفي الدموي الذي يستمر تنادي حزب القضية الوطنية، وتنادي كل من تعز عليه القضية الوطنية وقضية الديمقراطية من موقع اليسار و المدنية، الى تحسين وتعزيز مواقع الحزب الموجود في الساحة الوطنية، الذي اثبت نزاهة افتقرت لها كثير من القوى والتجمعات في البلاد، والتفاعل او السير معه جنباً الى جنب والسعي لأيقاف التشظيّ والتمزّق و من اجل لمّ الصف . .
او السعي من اجل اشادة و تعزيز دور مرجعية مدنيّة اثبتت الاحداث الداخلية العنيفة ان البلاد بحاجة اليها والى وجودها ونشاطها في الساحة الوطنية، تكون ذات بعد ونشاط شعبي اكثر تطوراً فيها ان صحّ التعبير . . بعد سنين قاسية اوضحت ماهية المجتمع والساحة السياسية في البلاد اليوم ، وماهية المكونات الفعلية لقوى اليسار فيها ومواطن القوة والضعف في خطابها ومدى وجودها الفعلي وفاعليتها رغم انواع التصريحات، واوضحت الفروق بين المكونات الفكرية وحلقات الأجتهاد الفكري ـ ان كان جاداً ـ وماهية درجات تأثيرها . . وبين المقومات الفعلية لتكوين حركة سياسية قادرة على الفعل تقتنع بها وتتبناها الجماهير وتعمل لتحقيق اهدافها في ساحات البلاد وفي واقعها القائم الآن و انطلاقاً منه . . كما اثبتت وتثبت حركة الأحداث .
المجد للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه الثمانين !

آذار / 2014 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اي انه لم يأتِ من الخارج، كما يحاول اتهامه و وصفه اعداؤه .
(2) وقد وصفه وهو المسيحي الكلداني العراقي، وصفه ونستون تشرشل قائد الغرب في الحرب العالمية الثانية في مذكراته، بكونه " . . السياسي الابرز في الشرق الأوسط، الذي كان قادراً على اتخاذ القرارات السياسية ذات التأثير الشعبي الأوسع في العراق، وكان صدى قرارات حزبه التي كان هو ورائها وفق معلوماتنا، تثير وتعبئ اوسع الأوساط الشعبية من مختلف التكوينات والطوائف العراقية في مواجهتنا . . "راجع (ونستون تشرشل ـ يوميات) الصادرة بجزئين عن مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر والترجمة ـ القاهرة ، 1966 / الجزء الثاني ـ فصل (الشرق الأوسط . . رجال السياسة في الحكم وفي المعارضة) .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب بين حقوقه و بين تقاعد الرئاسات
- 8 آذار و مخاطر مصادرة حقوق المرأة . .
- الى من يحاول تجميل جرائم 8 شباط الاسود (2)
- الى من يحاول تجميل جرائم 8 شباط الاسود (1)
- اصلاحات الكنيسة الكاثوليكية و احزابنا الثورية (2)
- اصلاحات الكنيسة الكاثوليكية و احزابنا الثورية (1)
- المالكي يراهن على موقف المرجع الأعلى / 2
- المالكي يراهن على موقف المرجع الأعلى / 1
- اعلان تحالف -كوردستاني ديمقراطي مدني-
- هل هو تخوّف من نتائج الانتخابات ؟
- المالكي : الشعب لايحب الحكومة !
- هل ستعود الإنقلابات العسكرية ؟
- هل هو حكم اوليغارشية طائفية ؟
- الاحزاب الكبيرة و الصغيرة، الشباب
- الحكومة و الارهاب و الاحتجاجات السلمية
- -سانت ليغو- و حراك شبابي منتظر!
- اسطنبول ! هل بدأ خريف (الاسلاميين)؟(3)
- اسطنبول ! هل بدأ خريف (الاسلاميين) ؟(2)
- اسطنبول ! هل بدأ خريف (الاسلاميين) ؟(1)
- اوقفوا الحقد اوقفوا حروب الاخوة ! 2


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - ثمانون عاما من اجل قضيتنا الوطنية . .