أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند البراك - اصلاحات الكنيسة الكاثوليكية و احزابنا الثورية (1)















المزيد.....

اصلاحات الكنيسة الكاثوليكية و احزابنا الثورية (1)


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لابد من القول ان الاديان و المشاعر الدينية تركت آثاراً كبيرة في سلوك البشر و تطلعاتهم و اساليب تفكيرهم، و بمرور السنين صارت المؤسسات الدينية و خاصة التي تجمع ابنائها بكتاب مقدس ، و كانت ادوات فاعلة للتغيير و التقدم الحضاري . . . الاّ انها صارت بتعاليمها و الزاماتها على تابعيها و فروضها عليهم، قيداً على التقدّم الحضاري و الفكري، رغم استمرارها بتشكيل الأمل للضعفاء و المحرومين من بني البشر، و نداءً للعدل و الاحسان رغم استغلالها من اشرار و محاولتهم جعلها وسيلة للوصول الى سلطة الحكم و المال .
و قد شهدت الاديان حركات متنوعة للاصلاح و التطوير، من اجل ان تحافظ على موقعها القديم في المجتمع و من اجل الاحتفاظ بمكانتها بين الشباب خاصة، من الذكور و الاناث . . كاحدى مراكز الجذب و التوجيه، وكي لاتفقد دورها التأريخي في المجتمع، و اتخذت خطوات هامة على طريق الانفتاح بين الاديان و الاصلاح الانساني الذي اتخذ اشكالاً و طرقاً متنوعة بالتناسب مع المرحلة التأريخية و متطلباتها، و قوانين البلد المعني و توجهاته.
و كان منه ما تمّ في المرجعية اليهودية، التي قررت في نهاية القرن العشرين السماح للمرأة اليهودية ـ مرجع النسب اليهودي(1) ـ بالزواج من غير اليهودي، الامر الذي حدث مع عرب فلسطين المسلمين ومع المصريين و ضاعف منتسبي تلك الديانة مرّات كثيرة، و سبب استنكار المجاميع اليهودية المتطرفة، و سبب تعقيدات للبيوتات الدينية القديمة الاسلامية و خاصة للازهر لان المواليد الجديدة تعتبر يهوداً لمرجعيتهم الامومية اليهودية و مسلمين لمرجعيتهم الابوية الاسلامية في الوقت نفسه . . فأنه كسر كثيراً من حواجز التعصّب و التعنّت الديني بين الجماعات المتعصّبة من الديانتين . . على طريق السلام و التآخي و ضد الحروب .
و فيما يجمع الخبراء على ان الكنيسة الكاثوليكية ـ قياساً بغيرها من الكنائس ـ تعتبر من اشد المؤسسات الدينية المتنوعة محافظة و تشدداً، حتى صارت المَثَلْ الذي يقاس به مدى الجمود العقائدي و الفكري و التنظيمي الذي صارت تعاني منه احزاب تقدمية و ثورية متعددة . . و منها عدد بارز من الاحزاب العمالية و الاشتراكية و الشيوعية، التي شكّلت المثل الاعلى للحركات الشعبية و للمناضلين من اجل الحرية و العدالة لمرحلة تأريخية كاملة بارزة، الاّ ان جمودها الفكري و العقائدي اضافة الى الضغوطات و الضربات القاسية التي تلقّتها من الحكومات الدكتاتورية، جعلتها تبتعد عن نبض الشارع و عن واقع و آمال و طموحات شباب اليوم، كما في مجتمعاتنا الشرق اوسطية مثلاً .
فبعد سلسلة اصلاحات دينية و تحقيقات و عقوبات صارمة تجاه رجال الدين المرتشين و الفاسدين و تجاه مرتكبي جرائم الإغتصاب بحق الفتيان، و غيرها . . وجدت الكنيسة الكاثوليكية نفسها بأنها لاتزال بعيدة عن نبض الشارع و بعيدة عن طموحات و احلام الشباب رغم امتلاكها الثروات المالية الهائلة بين يديها، و رغم امتلاكها كفاءات ادارية نادرة، حيث تعتبر الكنيسة الكاثوليكية من اثرى المؤسسات و الاحتكارات الثرية في العالم.
و يبدو ان اختيار البابا فرانسوا ـ الكاردينال الأرجنتيني خوري ماريا برغوليو ـ الذي اختاره المجلس الاعلى لكبار الكرادلة في الكنيسة الكاثوليكية، يبشّر بعهد جديد قد يخلّص منظومة و حجر زاوية عريق من المنظمات المحافظة المتشددة في العالم . . و سيطلق نسيماً منعشاً من اجل التغيير و الحداثة التي يحتاجها عالمنا و شعوبنا اليوم، فعهده بدأ بتغيير جاد في منظومة كاملة من الاحكام و المعتقدات الراسخة في الديانة الكاثوليكية . . التي اجملها بقوله " إنَّ الأديان جميعاً صحيحة، وإنَّ ـ الحقيقة الدينية ـ تتغيَّر وتتطوَّر، بل وإنَّ الرَّبَّ نفسه يتغيَّر ويتطوَّر . . " على حد قوله . و افتى ، بإنَّ بعض أجزاء الإنجيل صارت قديمة و عفى عنها الزمان .
و يرى مراقبون و الذين يتابعون بدقة نشاط البابا فرانسوا و اقواله كزعيم لأكبر مؤسسة محافظة في العالم . . اقواله التي تعتبرها ملايين مؤلفة في العالم نصوصاً مقدسة، يرون بانها تدلّ على بدء ثورة او حركة إصلاحية دينية جذرية شاملة قد لا تَقِل أهميةً عن ثورة مارتن لوثر (2) في زمانه، بل و يرى عدد كبير آخر منهم ان تأثيرها سيمتد إلى الأديان السماوية الاخرى، لأن الكثير من المعتقدات الجوهرية المشترَكَة بين هذه الأديان هو المستهدف بالهدم (وإعادة البناء) الذي يقوم به و يعمل بضوءه بابا الفاتيكان اليوم .
و صرّح المكتب الاعلامي للفاتيكان بأن البابا قد اكتشف بـ البحث الروحي، التأمُّل و الصلاة، بـ " أن جهنَّم هي تعبير عن الروح المعزولة، التي ستتَّحِد في آخر المطاف، كالنفوس جميعاً، في محبَّة الله. فحتى اللاديني فاعل الخير يراه البابا مؤمناً بالله، فالملحد على ما اكتشف البابا، يكفي أنْ يعمل الخير حتى يكون مؤمناً بالله، وإنْ أنكر ذلك بقوله ولسانه ".
و يضيف " بأن كل الأديان صحيحة وعلى حق، لأنَّها كذلك في قلوب الذين يؤمنون بها". الذي يراه اعلاميون بأن ذلك يعني أنَّ الإسلام مثلاً في دعوة البابا الجديد ، دين صحيح و صحته تكمن في المعتقد الاسلامي نفسه، و في كَوْن المسلمين يعتبرونه صحيحاً؛ فـفي القلب يستوطن الرَّب، ومعه تستوطن الحقيقة، فإذا آمن قوم بما تعتقده قلوبهم و عملوا الصالح من الاعمال، فهذا الإيمان صحيح. و بذلك فإنَّ البابا يُوسِّع ـ نسبية الحقيقة ـ، بمفهومها المادي و الآينشتايني، ليجعلها تشمل أيضاً ـ الحقائق الدينية ـ فـالحقيقة بمفهومها البابوي الجديد، ليست ما يفكِّر فيه موسوليني (3) الآن مثلاً، وإنَّما ما تؤمن به، وتعتقده "القلوب". قَلْب اليهودي يقول له إنَّ اليهودية هي الدين القويم، وقَلْب المسيحي يقول له إنَّ المسيحية هي الدين القويم، وقَلْب المسلم يقول له إنَّ الإسلام هو الدين القويم؛ أمَّا البابا فرانسوا، وعملاً بمبدأ "نسبية الحقيقة"، فيقول: إنَّكم جميعاً على صواب، وإنَّ الأديان جميعاً صحيحة، وعلى حق . (يتبع)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. يعود نسب الطفل المولود حديثاً الى الام، بعكس الديانة الاسلامية و المسيحية التي يعود فيها نسب الوليد الى الاب، و كان لذلك مبرراته في التأريخ القديم .
2. مؤسس الكنيسة البروتستانتية الايفانغيليكية .
3. مثال موسوليني اتى لكون تاريخ الفاتيكان جزءاً من التأريخ الايطالي الذ لعب فيه موسوليني الدور الفاشي الكريه .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي يراهن على موقف المرجع الأعلى / 2
- المالكي يراهن على موقف المرجع الأعلى / 1
- اعلان تحالف -كوردستاني ديمقراطي مدني-
- هل هو تخوّف من نتائج الانتخابات ؟
- المالكي : الشعب لايحب الحكومة !
- هل ستعود الإنقلابات العسكرية ؟
- هل هو حكم اوليغارشية طائفية ؟
- الاحزاب الكبيرة و الصغيرة، الشباب
- الحكومة و الارهاب و الاحتجاجات السلمية
- -سانت ليغو- و حراك شبابي منتظر!
- اسطنبول ! هل بدأ خريف (الاسلاميين)؟(3)
- اسطنبول ! هل بدأ خريف (الاسلاميين) ؟(2)
- اسطنبول ! هل بدأ خريف (الاسلاميين) ؟(1)
- اوقفوا الحقد اوقفوا حروب الاخوة ! 2
- اوقفوا الحقد ! اوقفوا حروب الاخوة 1
- الثارات القديمة و التعايش . .
- مخاطر انفلات العدوانية الإسرائيلية
- الحويجة . . و المخاطر
- نعم للانتخابات، لا لحكومة المالكي !
- ماذا يعني تعويض (فدائيو صدام) و كوادر البعث ؟


المزيد.....




- خامنئي ينتقد إسرائيل بسبب شن هجوم على إيران في ظل المفاوضات ...
- الإعلام الإيراني يستعرض لقطات يزعم أنها لمسيّرة إسرائيلية تم ...
- لافروف ونظيره العماني يؤكدان ضرورة وقف القتال بين إسرائيل وإ ...
- زاخاروفا: روسيا تبذل كل ما بوسعها لدرء الكارثة
- استخبارات الحرس الثوري تفكك شبكة سيبرانية عميلة للموساد
- صعود أسعار الغاز في أوروبا... ورغم ذلك: وداعًا للغاز الروسي! ...
- كيف تتحسب أنقرة من تهديدات إسرائيل بعد الهجوم على إيران؟
- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند البراك - اصلاحات الكنيسة الكاثوليكية و احزابنا الثورية (1)