أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند البراك - اسطنبول ! هل بدأ خريف (الاسلاميين) ؟(2)















المزيد.....

اسطنبول ! هل بدأ خريف (الاسلاميين) ؟(2)


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 4119 - 2013 / 6 / 10 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و منذ تغيّر قطبية العالم و ارتفاع شعارات (الديمقراطية الجديدة) و ظهور موجة الصراعات الدولية و الاقليمية الجديدة القائمة على العِرق و الدين و تطورها الى صراعات دينية اخذت مديات عالمية ظهرت قمتها في احداث 11 ايلول عام 2001 و تطورت اقليمياً الى صراعات طائفية، اضافة الى الاكتشافات الجديدة المذهلة في مجالات النفط الخام و الغاز سواء في منطقة قزوين و ما صارت تدرّه انابيبه الناقلة الى اوروبا، من اموال فلكية على تركيا ـ و انفتاح آسيا الوسطى الاسلامية الأميّة في التعامل مع السوق الرأسمالي، امام رجال الاعمال الاتراك و الاحتكارات الدولية الموظفة لهم، ممن وجدوا في ذلك فرصاً ذهبية لازدهار اعمالهم و ارباحهم (1) ـ . . او الاكتشافات الجديدة و ظهور الغاز الصخري و النفط في المناطق التركية الجنوبية التي تضم كردستان تركيا فيها . .
التغييرات التي ادّت بمجموعها الى تغييرات هائلة متواصلة في كل دول العالم الصناعية و النامية . . و شملت الاقطاب الرأسمالية العليا و اجزاء العالم الغنية ذات الفئات و مراكز القوى المترابطة مصالحها مع مصالح و حاجات الاحتكارات العالمية الاكبر و الجديدة الصاعدة منها، ممن في مقدمتها تركيا . .
و التي شملت بشكل اسرع الدول : المنتجة للخامات، دول اسواق تصريف اجيال البضائع الاحدث التي تتكاثر كالفطريات بفعل الثورة التكنولوجية المتواصلة، الدول ذات المواقع الجغرافية الاستراتيجية . . و الدول التي لاتبالي بقضايا البيئة قانونياً ـ او جُعلتْ هكذا ـ و التي تتسابق عليها انواع الاحتكارات لإقامة مشاريعها فيها بعيداً عن دولها هي و مراكزها الصناعية التي تدفع ضرائب متزايدة بسبب تلويثها للبيئة في دولها هي، اضافة الى ماتلعبه العولمة و سهولة انتقال رؤوس الاموال عبر حدود الدول، التي اخذت تجتاح المنطقة و مكوّناتها بفعل تلك التحولات . .
و فيما يرى عديد من المراقبين ان ماتلعبه القوى العظمى من دور استباقيٍّ في خلق مناخ ديني جديد في تركيا لإستيعاب متغيّرات المنطقة، في الدولة التي تأسست و عاشت على اساس علماني بحماية الجيش لدستورها، و بسيادة مرجعية اسلامية تعتمد النصح و الارشاد . . فانها خلقت بذلك تطورات دينية اجتماعية اقتصادية متناقضة متصادمة، لعب فيها تغيّر عديد من مراكز القوى من عسكرية (امنية) اقتصادية، الى عسكرية اسلاموية امنية اقتصادية بيروقراطية، يشكّل المهاجرون المتديّنون و الاغنياء من ريف الاناضول دوراً واضحاً فيها .
ادّت بالتالي الى ان يشهد المجتمع التركي في فترة حكم اردوغان تغييرات تسببت بتسلّط و اثراء فئات و فقدان سلطة و ثروات فئات اخرى، و الى اضعاف دور الجيش في حماية علمانية الدولة بعد ان سيطر عليه من يحكم من المدنيين، في وقت اخذت تتحطم فيه قواعد اساسية من العلمانية التي سار عليها المجتمع و بنائه الاقتصادي الاجتماعي طيلة اكثر من ثمانين عاماً . .
و الى غيرها من تغييرات عمّقت الانقسامات الطبقية، وأثارت قلق العديد من رجال الاعمال و اصحاب المصالح الانتاجية و الخدمية الهامة ممن يستندون على قوانين علمانية أتاتورك، ومعهم العديد من رجال الاعمال الليبراليين، الذين يرون في أردوغان بكونه فرداً يسعى لتركيز السلطات بيده ، ويرون في مشاريعه (التنموية) المربحة لكبار المقاولين الاتراك من المقربين لحزبه ابتذالاً و خسارة، تلك المشاريع واسعة النطاق التي تؤدي الى اجلاء الفقراء من احيائهم، لبناء مجمعات سكنية فاخرة، ومراكز تجارية واسعة على أنقاض بيوتهم المتوارثة، لتحقيق ارباح اعلى بلا مبالاة بهويات المدن و معالمها التي تعتز الناس باطيافها بها، و لا باوضاع اهل المدن و خاصة الكادحين منهم . . في سلسلة لاتنقطع من المشاريع التي تؤديّ الى تحويل اقتصاد تركيا الى اقتصاد اكثر تبعية، اقتصاد خدمي سياحي استهلاكي، الامر الذي يفاقم الاحساس بالتذمر والاستياء، بين الكثيرين من سكان المدن ومثقفيها . . و خاصة في اسطنبول،
و يرى خبراء بانه لابد من التذكير بأن قوى غربية و شرقية و خليجية كبرى، اضافة الى امتداداتها التركية، فسحت المجال لأردوغان صاحب " المساجد ثكناتنا، والقباب خوذنا، والمآذن حرابنا والمؤمنون جنودنا " (2) و دعمته . . بعد انشقاقه عن حزب العدالة الذي منع دستورياً حينها، و تأسيسه حزب العدالة و التنمية الاسلامي المتنوع الاجنحة ـ ابرزها: المحافظين المتدينين، ليبراليين متدينين، قوميين ـ على اساس موائمة ( محاولة توفيق ) بين العلمانية الرسمية و الاسلام السياسي، حين اعلن اردوغان عن عدم معارضته للاستمرار في الناتو و احترامه لحقوق المرأة الدستورية، و سعيه لعضوية تركيا في الاتحاد الاوربي . . و اتباعه المرونة في حل المشاكل التاريخية لتركيا مع جيرانها و مع الاكراد . .
حتى و صل دعم القوى الغربية و الشرقية و الخليجية الى حصول حزبه على الاغلبية في انتخابات عام 2002 في ظروف اقليمية كانت تساعد على بروز تركيا كقطب بارز في المنطقة لكل ماذكر، و في وقت امتازت المنطقة فيه بهيمنة قوتين متنافستين مالياً و عسكرياً و صناعياً و بشرياً هما ايران و العراق، عشية الهجوم على العراق و اسقاط الدكتاتورية فيه و عشيّة تصاعد تأزم العلاقات الايرانية مع دول المنطقة و الغرب . . فتفتّحت ابواب جديدة اخرى لتركيا لتحقيق ازدهار مدعوم باقطاب دولية . . في منطقة بدأت تتساقط اقطابها المنافسة كتساقط احجار الدومينو . .
من جهة اخرى اغدقت ذات القوى مليارات كبيرة دُفعت لحكومة اردوغان مقابل خدمة المشاريع التركية لمشاريع الرأسمال الغربي، و انعكس ذلك في تحسّن طفيف في دخول الأوساط الكادحة بعد ازمة 2001 المالية في تركيا، في ظروف يتواصل فيها التضخم النقدي. من جانب آخر و رغم اصلاحات يمكن ذكرها لتوفيرها فرص عمل جديدة . .
و تتزايد شكاوي أوساط تركية تتسع و خاصة بين الشباب من أن حكومة اردوغان اصبحت ذات نزعة استبدادية متزايدة، و انها تضيّق باستمرار على الحريات الشخصية، الأمر الذي ادىّ الى احتجاجات متواصلة ووجهت بالعنف و الإعتقالات، رغم اعتراضات منظمات حقوق الإنسان الدولية عليها و التي ادّت الى احتجاج الإتحاد الأوروبي و تأخيره قبول تركيا كعضو فيه، و التي علّق عليها اردوغان في العام الماضي بعد بدء حصول تركيا على مايزيد على 40 مليار دولار سنوياً كعائدات لأنابيب نقل النفط و الهيدروكربون من قزوين " لن نحتاج عضويتهم، و سيركضون هم وراءنا " .
في الوقت ذاته واصلت حكومة اردوغان الحرب في كردستان تركيا التي اشتدت دافعة عشرات آلاف الشباب من الجانبين الى محرقتها . . رغم الانعطافات الجديدة التي حصلت في توفير حقوق ثقافية لأكراد تركيا، و قبل فيها حزب كردستاني كعضو شرعي في البرلمان التركي لأول مرة، فيما تتواصل جهود حزب العمال الكردستاني المتنوعة و نضاله المسلح من اجل الحقوق القومية العادلة للشعب الكردي في كردستان تركيا، و الذي تعزز بدور حكومة اقليم كردستان العراق الداعي الى حل المشاكل بالمفاوضات و الى ايقاف الحرب في ظروف كثيرة التعقيد، في وقت يتوقع فيه خبراء تزايد فرص كردستان تركيا في الحصول على مكاسب جديدة لحاجة اردوغان الى اصوات الاكراد في الانتخابات المقبلة . . (يتبع)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. و ادخلتهم في منافسة شديدة مع امثالهم من الايرانيين .
2. وردت هذه السطور من قصيدة اوردها اردوغان في قراءة علنية له، و ادين بها قضائياً عام 1998 بتهمة التحريض على الكراهية الدينية.



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطنبول ! هل بدأ خريف (الاسلاميين) ؟(1)
- اوقفوا الحقد اوقفوا حروب الاخوة ! 2
- اوقفوا الحقد ! اوقفوا حروب الاخوة 1
- الثارات القديمة و التعايش . .
- مخاطر انفلات العدوانية الإسرائيلية
- الحويجة . . و المخاطر
- نعم للانتخابات، لا لحكومة المالكي !
- ماذا يعني تعويض (فدائيو صدام) و كوادر البعث ؟
- تحطيم السلطة الرابعة بالهراوات !
- الحزب الشيوعي ملتقى القوميات و الاديان و الطوائف!
- من اجل الوقوف امام كارثة التمزّق . .
- تحرر المرأة، تحرر المجتمع
- القائد الأنصاري - خدر كاكيل -
- لإيقاف تطورات مخيفة تهدد . .
- في الذكرى الحزينة لإنقلاب شباط الدموي
- هل الدكتاتورية افضل من الفوضى ؟
- طريق لولاية ثالثة، بزجّ الجيش ؟
- عن معادلة جديدة للحكم . .
- انفجار الغضب الشعبي و الدستور
- الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (3)


المزيد.....




- مئات الطائرات الورقية حلّقت في سماء كاليفورنيا.. ما المناسبة ...
- -اختطفوها ورضيعها بعد تقيد زوجها-.. مشتبه به ثالث بقبضة الشر ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق صاروخ من اليمن والحوثيون يتبنون ...
- الجيش الإسرائيلي: ننتشر جنوب سوريا لمنع دخول أي قوات معادية ...
- ميرضيائيف يؤكد للرئيس بوتين في اتصال هاتفي مشاركته في فعاليا ...
- عشرات المسيّرات الروسية تقصف مدنا أوكرانية وتخلف قتلى وجرحى ...
- هل يدفع ماكرون باتجاه اختيار مرشح فرنسي ليكون البابا القادم؟ ...
- الأردن: وفاة 4 أطفال وإصابة 2 من عائلة واحدة إثر حريق ضخم في ...
- صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع بلغت 52495
- ترامب: الولايات المتحدة في شكلها الحالي انتهت


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند البراك - اسطنبول ! هل بدأ خريف (الاسلاميين) ؟(2)