أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - عن معادلة جديدة للحكم . .














المزيد.....

عن معادلة جديدة للحكم . .


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 17:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تأت فكرة نظام المحاصصة الطائفية كبديل لدكتاتورية صدام، من قوى معارضة الدكتاتورية، و انما من المطابخ السياسية للاحتكارات و للادارة الاميركية التي كانت تتهيأ لإسقاط الدكتاتورية لتحقيق اهدافها بالحرب، بعد تجربتها في حرب تحرير الكويت من الطاغية عام 1991 . . التي يطول الحديث عن تفاصيلها.
و اذا كانت المحاصصة حلاًّ مرحلياً للحفاظ على وحدة العراق و لقطع الطريق على قيام بديل اسلامي متطرف كان نظام ولاية الفقيه الايراني يعدّ له وفق تصريحات المرشد الاعلى، و انعكس على موقف القوى الاسلامية الشيعية المدعومة و المضغوط عليها منه، في اجتماع الناصرية في 2003 حين كان الجنرال غارنر ممثل الادارة الاميركية يبحث مع قوى معارضة الدكتاتورية عن تشكيل بديل الدكتاتورية بالملموس .
و كانت نتيجة توالي الاحداث ان اعلنت المحاصصة كأساس للحكم، و تداخلت بالفدرالية و صارت عاملاً زاد من تطبيق الفدرالية عرقلة بتقدير فريق من المراقبين . . فيما حقق النفوذ الايراني المشابه للاحتلال تقدماً هادئاً تدريجياً موظفاً لذلك ضجيج الحرب و اعلان الاحتلال الاميركي، ثم مقاومته في حينه . . حتى صار ملفاً يبدو و كأنه اتفق عليه بين الاميركان و الايرانيين . . كبداية لحل مشكلة المفاعل النووي الايراني، في زحمة ملفات المصالح الاميركية ـ الايرانية.
الاّ ان نظام حكم المحاصصة بالطريقة المعمول بها لم يسفر الاّ عن تكوّن كتل متنفذة تعمل على تكريس سلطتها و هيمنتها الانانية، و كوّنت طبقة سياسية حاكمة، الامر الذي يهدد ببقائها و ديمومتها في ابراجها، بعيداً عن الشعب . . في خضمّ ازدياد التفرقة و تصاعد الديماغوجيا السياسية الطائفية، حيث صار المتنفذون في الحكم يدعون لوأد الطائفية و هم يعمّقوها، و ادّى ذلك فيما ادّى الى انفراد الحكومة القائمة بسلطة القرار مدعيّة انفرادها بتمثيل الشيعة، خارقة بذلك الدستور و مؤدية الى تدهور الوضع الامني و المعيشي و الثقافي و الحضاري للبلاد . . حيث تضاعفت نسبة خط الفقر لعموم العراقيين من 23% الى اكثر من 35 % وفق آخر أحصائية لوزارة التخطيط !!
بعد ان وظّف مبدأ التوافق للتهدئة و الى ابعاد تفجر المواقف، و وظّف لادارة الصراعات و ليس الى حلّها . . بدلاً من كونه اساساً لضمان تحقيق مصالح البلاد و لإعادة دورة العملية الانتاجية التي توقفت فيها، بهدف تحقيق النمو الاقتصادي و السير على طريق مكافحة البطالة و تشجيع الاستثمار الذي يخدم قضية الرفاه الاجتماعي لمكونات و تكوينات البلاد . .
الامر الذي صار يهدد خطيراً بتفتت البلاد . . و اخذ يؤدي الى تصاعد احتجاجات و تظاهرات متواصلة من جميع المذاهب و التكوينات العراقية تطالب بالاصلاح، و الى ظهور اجيال شابة جديدة رجالاً و نساءً، سواء كانت مشاركة او محرّكة لتلك الاحتجاجات، التي ان قابلتها الحكومة بالرصاص الحي في ربيع 2011 . . فإنها تقابلها الآن بعدم الاستجابة الفعلية من الحكومة ـ عدا تشكيلها لجان للبحث تسويفاً ـ في وقت يرى فيه كثيرون ان استمرارها دون ايجاد حلول، يجعلها تتعرض الى اندساسات تحاول حرفها عن مطالبها بالاصلاح، من جهات متعددة سواء كانت حكومية او خارجية او ارهابية . . كما يفيد ناطقون باسمها ممن يحاولون الحفاظ عليها و تعميق عراقيتها و روحها الوطنية الرافضة للطائفية . .
ان دوام و توسع تلك الاحتجاجات التي تباركها مرجعية النجف و تأيّدها قوى التحالف الكردستاني و التيار الصدري و المجلس الاعلى الاسلامي . . صار يطرح بالحاح قضية انتشال و تقويم العملية السياسية في البلاد، و صار يتركّز على ضرورة اجراء انتخابات مبكرة بعد تعديل قانون الانتخابات . . انتخابات مبكرة وفق المادة 64 من الدستور، سعياً الى سلامة تطبيقه و روحه، على اساس الدولة الاتحادية القائمة على : الهوية العراقية الجامعة، تكافؤ الفرص و على اساس الكفاء و النزاهة، و التداول السلمي للسلطة و الحوار في حل المشاكل السياسية و ليس التلويح بالعنف او باستخدامه، بابعاد الجيش عن حل المشاكل السياسية . .
الامر الذي يتطلب الاسراع باقرار قانون احزاب يحدد هويتها و اهدافها و مواردها، على اساس تقبّل الآخر، و على اساس استقلال القضاء و حرية الصحافة . . فيما تضيف قوى سياسية هامة الى ذلك ، ضرورة البدء باجراء الاحصاء السكاني و الديموغرافي باشراف الامم المتحدة و الهيئات الدولية و العالمية لحقوق الانسان، لفض النزاعات على المناطق المتنازع عليها . .
و يرى مراقبون ان اتخاذ تلك الاجراءات، مدعومة بحركة جماهيرية سنية شيعية كردية عراقية بمكوناتها المتعددة التي تتصاعد و تنتظم، و التي يمكن ان تكون منطلقاً لكسر الحواجز الطائفية بتوحيد المطالب و الجهود في العمل من اجل إجراء إصلاح سياسي جذري بالوسائل الدستورية السلمية ، اصلاح من شأنه إنهاء المعاناة المشتركة لجميع المكونات من انعدام الكهرباء والماء الصالح للشرب ونقص الخدمات الاساسية للعيش الإنساني الكريم، و سنداً قوياً لدولة قانون حقيقية.
و ترى اوساط تتسع ان تحقيق ماسبق هو الذي يمكن ان يحقق مصالحة اجتماعية وطنية ثابتة، تمهّد لانتقال تدريجي من الدولة الطائفية التحاصصية إلى دولة اللا طوائف، الدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية . . دولة المواطنة .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفجار الغضب الشعبي و الدستور
- الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (3)
- الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (2)
- الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (1)
- من اجل عدم الانزلاق الى الدكتاتورية مجدداً !!
- الاستبداد و الانترنت (2)
- الاستبداد و الانترنت (1)
- الاخوة العربية الكوردية و (دجلة القائد العام) (2)
- الاخوة العربية الكوردية و (دجلة القائد العام) (1)
- لماذا تنعدم الثقة ؟
- من اجل السلم و عدم عودة القوات الاجنبية !
- هل انتهى الاساس المذهبي للمحاصصة ؟
- مصادرة حرية المرأة، مصادرة للحريات العامة
- قضيّتنا الوطنية و المصالحة التحاصصية
- عندما يصرفْ الشعب على الحكومة !!
- جديد في صراعات المنطقة ! 2
- جديد في صراعات المنطقة 1
- الحكومة و الدولة المدنية، الى اين ؟
- لمصلحة من الإساءة للإسلام ؟
- حين يُصادَرْ القانون بإسم (القانون)


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - عن معادلة جديدة للحكم . .