أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الاستبداد و الانترنت (2)















المزيد.....

الاستبداد و الانترنت (2)


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 15:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


و على ماتقدّم و رغم انواع استحداث و تطوير منتجات النت و الصراع و التنافس بين احتكارات مايكروسوفت، ياهو، غوغل، و ويندوز الكومبيوترية الانترنيتية من جهة، و صراعاتها مع شركات الاجهزة الكومبيوترية و الموبايل (المحمول)، من جهة اخرى، على الاسواق و خاصة في منطقتنا، و هي صراعات يحيط كثير منها الغموض و الاسرار . . لايشك اثنان على تقدمية الانترنت و خدماتها التي لاتقدّر بثمن و التي نقلت شعوب بلدان المنطقة الى عوالم تمدنيّة و حضارية جديدة، و صارت صوت الفقير، و صوت من ليس له منبر معترف به . .
و صار دخولها المتنوع الآليات الى المنطقة كدخول الكهرباء و الراديو و الترانزستور و التلفون و اجهزة الاتصال المتنوعة، التي لم تدخل الى البلاد . . الاّ بضغوط التطور العالمي للصناعة و التجارة للاهمية الستراتيجية الهائلة للبلاد و غيرها من الاسباب الدولية . . حيث لم تعمل اية حكومة عراقية و هي اكبر رب عمل في البلاد بجهد يذكر على ذلك الطريق ـ كما يجمع المتخصصون ـ ، الاّ في مجال توسيع تلك الخدمات في ازمنة الازدهار بعد ان صارت تلك الآليات موجودة في البلاد . . و لإغراض لم تخرج عن تأمين حاجاتها الامنية، و بقائها على دست الحكم . .
لقد انتقلت البلاد بدخول الانترنت مرحلة جديدة . . صارت تتوفر فيها امكانية و سرعة تحقيق الاتصالات مع العالم و معرفة مايجري في الدنيا و اين موقعنا من حياة العالم، بل و حققت امكانية تعريف العالم بقضايانا و آلامنا و طموحاتنا المتواضعة في حياة آمنة . . الأمر الذي فتّح الاذهان و الفكر و فجّر نشاطات الصحافة و الاعلام و نقلها الى عالم اوسع و ارقى و فتّح انواع المواهب و القابليات التي كان قد حكم عليها بالصمت و النسيان، و تزايد كل ذلك بظهور و تطوّر الخدمات الجديدة في عوالم الفضائيات و الموبايل ـ المحمول ـ الايميل الماسنجر و الفيسبوك . . و ساعد على نقل الحدث و الخبر بسرع خيالية، مما اجبر ذوي الحول و القوة على التراجع عن قرارات و اجراءات مجحفة كانوا يجسوّن النبض للقيام بها . .
و فيما صار على الحكومة في النظام الجديد ان توظّف ذلك، للتفاعل مع الجماهير و تعبئتها لأجل دعم و تعميق مسيرة النظام الجديد المفترض بكونه يدعو الى الحكم الدستوري البرلماني الإتحادي، تصوّر رئيس الحكومة القائمة ان الانترنت (مكبّ نفايات) كما صرّح في اجاباته على شكايات . . و اخذ ما بدأ يجري منذ التغيير، يصطدم بانواع الضغوط على الصحفيين و المصوّرين و انواع الناشطين المدنيين، سواء من قبل اجهزة حكومية او متنفذة اضافة الى جماعات الارهاب الطائفي و الميليشيات . . بل و صار يؤدي الى سلسلة لاتنتهي من الاغتيالات و تحطيم الكاميرات و الاجهزة النقّالة، رغم قوانين الديمقراطية التي كفلها و نصّ عليها الدستور . .
و لكن و رغم انواع القمع . . لم يتوقّف نقل الحدث و الصورة السريعين و انتشارهما الفائق للعادة . . سواء بالجهود المتفانية للصحفيات و الصحفيين و وكالات الانباء و الصحف الورقية و الالكترونية التقدمية رغم بدء ظهور قوانين تمنع و تعاقب سواء بالغرامات العالية او بالاختطاف و الاعتقال، و بإجراءات اسكات مواقع الكترونية و مواقع فيسبوك و تواصل اجتماعي لم تخلّ بالصالح العام دستورياً، بل و باخرى عرفت بحرصها على البلاد و على حقوق ابنائها . . في مخالفات و استهانات فضّة بالدستور و بـ (الديمقراطية الجديدة) . .
و يبدو ان الحكومة القائمة لاتستفيد على الاقل مما حدث و يحدث من دروس لأحداث و انتفاضات ما اصطلح عليه بـ" الربيع العربي " التي اسقطت حكّاماً عتاة، و التي وضعت اساساً لتتواصل و لا تتوقف. فما قام به الرئيس التونسي المخلوع بن علي من اسكات المواقع الالكترونية الداعية للـ (التحريض) لم يُنْهِ ابداً انتشار اخبار و افلام و صور سيل الاحداث الشعبية و التصديّ القمعي لها و بشكل يومي عبر الفضائيات و عبر الفيسبوك، و التي ادّت الى تزايد حملات التضامن العالمي مع الموجات المتصاعدة للنقمة الشعبية ضده الى ان انهت حكمه بهروبه، من جهة . .
و ماقام به فرعون مصر السابق مبارك بقطع الانترنت الذي لم يفده بشئ ـ بعد ملاحظته ان قطعه بث الفضائيات لم يعد نافعاً ـ . . لأغراض قطع انتقال اخبار الشارع المصري و ميدان التحرير سواء الى انحاء البلاد حيث اثار جماهير مدنٍ اخرى، او في تواصل انتقال الاخبار الى العالم و تصاعد التضامن مع شباب مصر و شيبها، برجالها و نسائها و اديانها . . حيث تواصل نشر سيل الاحداث بآليات أخرى عبر الموبايل اثر النجاح الكبير لمايكروسوفت و ابفل بربط الموبايل ـ المحمول ـ بالفيسبوك مجاناً . . الامر الذي سرّع من اسقاط نظامه . .
و فيما لايمكن نسيان ماقام به شابات و شباب عرب من مسلمين و يهود و مسيحيين في مدن اسرائيل، و ماقام به شباب غزة و الضفة الفلسطينية من كل انتماءاتهم . . من ارباك للآلة العسكرية الصهيونية الحاكمة، حين عطّلوا مفاصل انترنيتية لها، و رغم انواع قسرها نشروا و ينشرون عبر الانترنت، التقارير الموثقة الشفاهية و المكتوبة و افلام الفديو لممارساتها العنفية اللاأنسانية و هجماتها على المناطق العربية بالاسلحة المحرمة دولياً . . الذي لعب دوراً كبيراً في تصعيد التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية و الذي اثمر بالتالي عن تحقيق نجاح هام لها بالاعتراف بفلسطين دولة عضوة مراقب في منظمة الامم المتحدة . .
لايمكن نسيان ماقام به نظام الاسد لمواجهة الانتفاضة الشعبية السورية، من محاولته قطع اتصالات الموبايل ـ المحمول ـ عن اكثرية المدن المنتفضة، و عاد و تراجع عن تنفيذ القسم الاكبر منه عند تهديد مجموعة (قرصنة) " ميكونوس " الالكترونية الشهيرة . . عند تهديدها له بقطع اتصالات نظامه الانترنيتية و الالكترونية .
و فيما يرى متخصصون ان السلطات المستبدة في العالم النامي تلجأ في العادة الى قطع الكهرباء لإرباك و تشويش سحب الانترنت و محاولة قطعها . . يتساءل كثيرون هل ان محنة الكهرباء في بلادنا الفاحشة الثراء تعود الى الفساد و المفسدين فقط، ام انها تعود الى سياسة مرسومة من حكومة قائمة تحاول ابعاد الشعب عن عدم السكوت عن حقائق مايجري ؟؟
سياسة لحكومة تسعى الى تكون شمولية بمحاولتها تركيز السلطة بيدها وفرضها هيمنتها على السلطات الاخرى و محاولتها الاستئثار بالاتصالات على اختلافها، كما يُفهم من طرحها لـ (مسودة قانون الاتصالات والمعلوماتية) الذي يصفه مطلعون بكونه محاولة لتأسيس دولة بوليسية مغلقة جديدة في العراق . . حيث يتعارض القانون مع بنود الدستور العراقي في الديمقراطية وحقوق الانسان من جهة، و لتقييده للحريات . .
حيث تنص المسودة بشكل فضفاض على حجب المواقع الالكترونية بحجة مخالفة الاداب العامة والقوانين المرعية ؟؟ التي يمكن ان يشمل تفسيرها حجب كل المواقع النقدية والمعارضة للحكومة القائمة ـ حيث بدأت جهات حكومية بذلك الحجب فعلياً الآن ايضاً ـ . . و تشمل التنصت على المكالمات الهاتفية و الاتصالات دون التاكيد على ضرورة الحصول على قرار قضائي بذلك على اساس ( مكافحة الجرائم) دون تحديد ماهيتها او ماهية اخطارها و اضرارها للصالح العام . . في وقت تؤكّد فيه اوساط واسعة على ان المطلوب الآن، هو رسم سياسة للاتصالات تطرح و تناقش علناً و ليس قوانين منع و اجراءات تحارب مواقع الانترنت في رابعة النهار بحجة (الاخلاق و مكافحة الخلاعة)(*)
و يتسائل كثيرون الا يكفي ما ذكر لمعرفة كيف يُحطّم الوعي الجماهيري و يُضيّع و يُخدع الرأي العام، و كم من المليارات يصرف في باب النثريات المفتوح، لتقوية و خلق رأي عام مبني على توظيف الخرافة و الاساطير ـ و ليس على حكمة الاحداث و مغازيها ـ لصعود افراد صاروا يدافعون الآن عن كراسيهم بعدم سماحهم للمرجعيات الدينية العليا و العراقية بالتدخل بالسياسة ؟!! لوقوفها لصالح الفقير بوجههم ـ راجع التعليق الاخير لرئيس الوزراء على رسالة مبعوثي آية الله العظمى السيستاني اليه ـ . . الا يسير ذلك النهج على نهج صدام القائل ( العراق ليس اكثر من آبار نفط و ابراج حراسة، و نحن تلك الابراج) . . الذي لم يستطع اسكات المعارضة و انهار حكمه ؟؟ (انتهى)

10 / 12 / 2012 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) يمكن تحقيق ذلك الهدف ان صحّ ذلك، بتطبيق الاتفاقات الدولية للحفاظ على الصحة النفسية و الجنسية و السلوكية و حماية الطفولة، كما تقوم به البلدان المتمدنة.



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد و الانترنت (1)
- الاخوة العربية الكوردية و (دجلة القائد العام) (2)
- الاخوة العربية الكوردية و (دجلة القائد العام) (1)
- لماذا تنعدم الثقة ؟
- من اجل السلم و عدم عودة القوات الاجنبية !
- هل انتهى الاساس المذهبي للمحاصصة ؟
- مصادرة حرية المرأة، مصادرة للحريات العامة
- قضيّتنا الوطنية و المصالحة التحاصصية
- عندما يصرفْ الشعب على الحكومة !!
- جديد في صراعات المنطقة ! 2
- جديد في صراعات المنطقة 1
- الحكومة و الدولة المدنية، الى اين ؟
- لمصلحة من الإساءة للإسلام ؟
- حين يُصادَرْ القانون بإسم (القانون)
- فيتو الفقيه و مخاطر (القاعدة)
- - قوة ايّ مكوّن، من قوة و تعاون كلّ المكوّنات -
- ماذا سينتظر الحكومة ؟
- مادلين مطر و اعراس-خريف البطريك-
- في رحيل المناضلة - حليمة علي -
- اين كانت - دولة القانون- عند خطف البرلمان ؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الاستبداد و الانترنت (2)