أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - اين كانت - دولة القانون- عند خطف البرلمان ؟















المزيد.....

اين كانت - دولة القانون- عند خطف البرلمان ؟


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 22:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو للبعيد و كأن قول رئيس الوزراء بأن " لا استجواب، ولا سحب ثقة إلا عندما نصحح وضع المؤسسة التشريعية. . بعد اختطاف البرلمان " يبدو و كأنه قول لمصلح او سياسي يبذل الجهود في سبيل تصحيح مؤسسات الحكم لصالح الشعب، او أنها هي السبب في ماتعيشه البلاد . . و ليس بسبب سياسة و اجراءات حكومته، و هيمنة كتلته البرلمانية على البرلمان ذاته من خلال " التحالف الوطني " الكتلة الاكبر فيه . .
و كأن المواطن العادي بمعاناته اليومية لا يعرف ان المؤسسة التشريعية المقصودة هي ذاتها التي اوصلت المالكي بقراراتها الى رئاسة الوزراء، وسط اجراءاته الفردية ـ كرئيس وزراء الدورة السابقة لإنتخابات الدورة الثانية ـ و تهديداته حينها سواء بقطع الانتخابات و باتهامه مفوضية الانتخابات المستقلة بالتحيّز و الرشوة عند ميلان الكفة لصالح منافسيه، وسط تأكيدات و تهديدات رئيس الجمهورية الإيرانية نجاد علناً، بضرورة فوزه هو . . ليدافع المالكي بعد ان ضمن موقعه بتوافق الكتل، عن قرارات المفوضية رغم اعتراضات كتل هامة على عملية الانتخابات و اتفاق المحكمة الدستورية معها بعد ذلك، بقرارات . . ثم بممارسة حزبه و رجاله تهديدات واغراءات متواصلة، سواء خلال عملية الانتخابات التشريعية ذاتها او في تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر بعدئذ.
و فيما يرى كثيرون في ذلك القول خروجاً عن الدستور الذي بقي يدعو الى الالتزام به الى قبل ايّام، فانهم يتساءلون امن المعقول انه لم يلاحظ الاّ الآن، ابتعاد مسيرة الحكم عن الحياة اليومية الصعبة للمواطن، التي يتحمّل هو مسؤوليتها الاولى كرئيس للحكومة ـ و حزبه الذي تمارس قيادته دور الحزب الحاكم ـ ؟ الا يلاحظ نتائج ما قامت و تقوم به التهديدات و العطاءات من خزينة الدولة لتجميع المؤيدين التي تثار عليها انواع التساؤلات بسبب السرقات الفلكية و غض النظر ؟ و قرارات صادمة لتقريب المؤيدين وصلت الى الاعتراف بالشهادات المزورة كأمر واقع . . فيما يواجه المطالبين بحقوقهم الطبيعية في الخدمات و الاصلاح بالرصاص الحي . .
بعد تصاعد سياسة حكومته في اتباع سياسة "حافة الهاوية" ـ عليّ و على اعدائي ـ بتهديد الكتل المتنفذة الاخرى بكشف ملفات غسيلها، حتى صارت التهديدات متقابلة، و صارت لا تهدد الاّ بسقوط معادلة الحكم بالمحاصصة. فيما يرى مراقبون انه يستند في سياسته تلك على النجاحات التي حققها في دورته الاولى في تحسين الامن و كسب بها ود الأمريكيين و الساسة الايرانيين حينها، و وظّفها ـ باتفاقات عليا لم تعلن ـ لضمان فوزه في الدورة الحالية مدعوماً بشكل ثابت من الايرانيين، مادام نهجه كرئيس الحكومة و القائد العام للقوات المسلحة يفيد السياسة الايرانية . .
فيما تصعّد حكومته، بمناصبها اللادستورية التي غلب على وزراءها العسكريين و الامنيين و مدرائها طابع الـ "الوكيل" . . تصعّد ممارساتها في كتم الافواه، و تهمل التنبيهات المخلصة و مشاريع الاصلاح بل و تلاحق المطالبين و المعترضين دستورياً على اجراءات، بالسجون و التعذيب ـ وفق بيانات تتواصل للمنظمات و المؤسسات القانونية و الانسانية، الداخلية و العالمية ـ ، فيما يطلق سراح و يقرّب مجرمون و ارهابيون معروفون . .
و يرى خبراء انه و مقرّبيه، بمراهناتهم الصمّاء على قرارات حكومة نجاد الايرانية و قرارات دوائر الغرب فقط و محاولتهم توظيفها له، دون الانتباه للدور الاساسي للمصالح النفطية و الامنية المتغيّرة في رسم السياسات . . و دون الاهتمام حقاً بحقوق شعبه بالحياة و الحرية، و تدنيّ درجة مقبوليته بين اوسع الاوساط الشعبية، و تغيّر التوافق الذي اوصله . . يعكس فهما قاصراً حتى لمحاولة تقليد قبول الادارة الاميركية فوز زعيم الاخوان المسلمين السيد مرسي بالرئاسة المصرية، المرتبطة بظروف مصر و حركاتها و قواها الشعبية و مؤسستها العسكرية . .
و لابد من التذكير هنا، ان حب السلطة و الانفراد بها هو الذي دفع الدكتاتور صدّام الى تحطيم حتى قيادات حزبه و الى مسخه ليسبّح بحمده، لضمان وصوله الى الرئاسة و الاحتفاظ بها عائلياً، فكبّد شعبه و المنطقة خسائر فادحة. و هو ذات الحب الكريه الذي اوصل هتلر الذي جاء بانتخابات برلمانية، الى فكرة الرايخ الثالث و "جئنا لنبقى"(1) لمحاولة السيطرة على النظام الاقتصادي العالمي ـ بدفع من رؤوس الاموال الباحثة عن اسواق (2) ـ و كبّد بذلك العالم و البشرية خسائر هائلة، بعد ان دمج السلطتين التشريعية و التنفيذية بيده بالعنف و الاموال، بتوظيف التناقضات المحتدمة الجارية آنذاك ليكون هو اعلى الجميع " الفوهرر" (وفق القانون؟).
و فيما يرى متخصصون، ان قيام حكم اسلامي في البلاد على غرار ايران 1979، لن يكون ممكناً، لجملة من الظروف العالمية و الاقليمية التي جعلت من نظام ولاية الفقيه الايراني ذاته، سبباً في حدوث أنواع الازمات و الآلام للشعوب الإيرانية و المنطقة من جهة . . و بسبب فشل نظام المحاصصة الطائفية و العرقية القائم الذي صار يدور في حلقة لايتمكن من الخروج منها حتى ان توفرّت النية في اصلاح اوضاع الشعب، في غياب ضامن للتوازن المدني . . كالمؤسسة العسكرية المصرية في ظل فوز الاخوان المسلمين بالرئاسة هناك، بمنظور الستراتيجيين الاميركان، مثلاً.
يرى آخرون بانه رغم القليل الذي تحقق، فان السيد المالكي قد ذهب بعيداً في فرديته و اجراءاته المنافية للدستور . . من ضرب المتظاهرين بالرصاص، اضطهاد الصحافة و الصحفيين، استخدام ملفات الأمن و النزاهة كسلاح لمواجهة المنافسين و كسب الأتباع داخل و خارج كتل البرلمان، الى السيطرة على الهيئات المستقلة و القضاء و غيرها . .
حتى صارت دعواته للحوار مع مخالفيه لايمكن الركون اليها بسهولة، لسرعة انسحابه مما يتفق عليه ان وجد ما يحقق له هو مكسباً اضافياً للاستئثار بالحكم، بل ان سلوكه آنف الذكر ابعد المرجعية الشيعية العليا عن تأييد حكومته، بعد ان صار سلوكه السياسي معروفاً طيلة تجربة 6 سنوات على حكمه كرئيس وزراء . . و يتساءل آخرون بانه قد يرى ان سلوكه هو الصحيح (!) في اطار فكره و ايديولوجيته الداعية لقيام حكم و دولة اسلاميتين، والاّ لماذا يدعو الى حل البرلمان و الى اجراء انتخابات جديدة؟ كجواب على و هروب من المساءلة الدستورية الأصولية كما يجري في البلدان الدستورية، و وفق بنود الدستور العراقي، الذي اقسم على حمايته؟ اليس ذلك اكثر ايلاماً من رفض الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ؟؟

29 / 6 / 2012 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لاحظ تعبير (ماننطيها) للمالكي باللهجة العراقية، بانه لن يسلّم السلطة لأحد غيره .
(2) لاحظ الصراع العنيف لرؤوس الاموال الاقليمية الباحثة عن اسواق في جعل العراق اسواقها، لتصريف بضائعها المتخلفة و الكاسدة : الايرانية المحاصرة، التركية، الخليجية و العربية، اضافة الى صراعات النفط بين الكواسر الدوليين الكبار من غربيين و شرقيين . . التي تبحث عمّن يحقق لها اهدافها من الكتل العراقية المتنفذة، مهما كانت خسائر الشعب .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن اي تبادل سلمي للسلطة يتحدثون ؟
- مخاطر حكومة (اغلبية)
- عن تحريم الحائري لإنتخاب علماني . .
- -المدى- و ديمقراطية تكميم الافواه !
- الدولة القاصرة . . و الآفاق !
- السلاح و . . ثقافة التعددية و الحلول السلمية !
- مخاطر فكرة وحدة فورية مع ايران !
- 31 آذار، -طريق الشعب- و العولمة !
- نوروز . . و ازمة الحكومة العراقية
- عودة الى (القائد الضرورة) ام ماذا ؟
- 8 آذار . . المرأة و - الربيع -
- الربيع العربي و (الفوضى الخلاقة) !
- قضية شعب و ليس مُكوّن !
- بلادنا و الصراع العنيف بين مشروعين !
- من اجل مواجهة الصراع الخطير المهدد !
- عن مفهوم الأكثرية . . و التوافق
- الانسحاب الاميركي و قضيتنا الوطنية !
- - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 3
- - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 2
- - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 1


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - اين كانت - دولة القانون- عند خطف البرلمان ؟