أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - عن اي تبادل سلمي للسلطة يتحدثون ؟















المزيد.....

عن اي تبادل سلمي للسلطة يتحدثون ؟


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 14:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اضافة الى المحاصصة الطائفية و العرقية التي فُرضت فرضاً كبديل للدكتاتورية، لأسباب متنوعة لايتسع لها المقال، على رأسها تخوّف الدوائر الكبرى من انفجار الاوضاع في العراق بوجه الدكتاتورية البائدة و قيام بديل شعبي راديكالي غير مسيطر عليه منها، يهزّ منطقة النفط هزّاً عنيفاً و يهدد توازن و تفاهم احتكاراتها النفطية الدولية السابق، بمجئ توازنات و حسابات جديدة لصالح شعوب المنطقة، او يؤديّ الى مجئ احتكارات جديدة الى معادلات المنطقة، غربية كانت او آسيوية . . تؤديّ بارباحها او تصيبها باضرار لاتحسد عليها . .
عملت دوائر القرار المتصارعة : الدولية من جهة، و الدوائر الإقليمية التي فرضت مشيئتها على اطراف معارضة صدام في سنوات كفاحها الدامي ضد دكتاتوريته، حين اضطرّت الى اللجوء الى دول الجوار، بعد ان ضاقت بها الارض و ضاقت بها القوى الدولية المشغولة دوماً بتحقيق ارباحها الفلكية سواءً من النفط او مايحققه لإحتكارات سلاحها نهج الدكتاتور الارعن من ارباح فلكية اضافية بسياساته الحربية، التي اعادت نتائجها العراق الى عهد ما قبل الصناعة، على يد تلك القوى ذاتها . .
و تستمر تلك الصراعات بوجوه و آليات كثيرة التعقيد يغلب عليها العنف الوحشي و التهديد به، رغم الاعلان عن تبني مبدأ " التبادل السلمي للسلطة " . . آليات تؤثر و تتفاعل و تركب اطراف معارضة صدام ذاتها، التي أُوصِلَت للحكم اثر الحرب الخارجية التي اسقطت الدكتاتورية، بالعمل على ادامة مشاعر المظلومية الطائفية ـ بعد مراحل المظلومية القومية الصدامية و الدينية، التي قد تعود اليهما ـ . . موظفة حال الحكومة و الحكم الطائفي القائم لذلك . .
و يتساءل كثيرون، لماذا انحصرت الخلافات في نخب و اشخاص و في دوائر مغلقة، دون مصارحة الشعب، و الاّ لماذا يخاف رئيس الحكومة الاتحادية ـ و رؤساء كتل متنفذة اخرى ـ من المساءلة البرلمانية الاصولية المفتوحة امام الشعب ؟ و لماذا يحذّر ناطقيه من احتمالات تقديمه الى المحاكمة الدستورية ؟ و تساؤلات عن ماهية القواعد المعتمدة في صفقات الحكم العليا ؟ و هل تعبّر المحاصصة الطائفية و العرقية عن تقسيم العراق سرّاً الى مناطق نفوذ دولية و اقليمية كما تقسّمت برلين و المانيا بعد الحرب ؟ و ان صحّ ذلك لماذا لا يُصرّح بذلك علناً ؟؟ و انما يعيش الشعب باطيافه ذلك و يقرأه بين سطور فترات الهدوء و يجتهد به و يراه علناً عند الازمات، لتزايد اسرار صفقات الحكم و معادلاته، بعيداً عن الدستور المعلن ؟؟
بل لماذا يُرحّل كل ذلك الى جهل و تخلّف الشعب باطيافه ؟ بل لماذا تجري البحوث و الندوات التي تبحث في اسباب وحشية الشعب و طائفيته و روحه القومية و الدينية المنغلقة و جهله (كذا) . . دون الاعلان عن حقائق ما يكرّس من اموال هائلة تعدّت مئات مليارات الدولارات ـ وصلت الى تريليونات ـ، و ما يكرّس من ميليشيات داخلية ـ من فلول صدام، الى الجديدة و المستحدثة، شيعية و سنيّة و مختلطة ـ اضافة الى فرق متخصصة دولية و اقليمية، كما تتناقل وكالات الأنباء و المنظمات الانسانية . . لإطلاق تلك الارواح الشريرة من مقابرها.
و اذا ما قارن البعض مايحدث قياساً على ما كان يجري على صعيد السلطة في زمان الدكتاتوريات العسكرية و دكتاتورية صدام . . يرى متخصصون بأن الواقع الجاري بنظر المواطن لم يعد يختلف كثيراً عمّا كان يجري في البلاد، الاّ في حدود الاستجابة المحدودة، لمطالب شعبية حين غلبت عليها العواطف المتأججة الجريحة، لتبرير عملية اسقاط الدكتاتورية . . و انه يوظف ما اوصلت الدكتاتورية به البلاد من دمار و تخلّف للحفاظ على كرسي الحكم، و انه ـ الواقع الحالي ـ اختلف عنها في تزايد انكشاف ما كان يجري سرّاً في السابق، عن حقيقة رجال السلطة و ماهيّاتهم و صراعاتهم على مغانم السلطة، بسبب تزايد العلنية في العالم بفعل العولمة و الانترنت.
و ان السلطة لاتزال تسير و ان بألوان جديدة، على نفس معادلات الحكم السابقة القائمة على ابعاد الجماهير عن السياسة و على محاولات منع تكوّن رأي عام حول قضايا الساعة . . بحصر دور الجماهير في تحشيدات لتأييد الحكم من جهة او تحشيدات لإحياء المناسبات الدينية و المذهبية و احياء مناسبات جلوس الحاكم على مقعد الحكم و مايتّصل بذلك، وصولاً الى العطاءات و الهبات . .
و اذا ما يتابع الناس حرب الملفات و التهديد بفتحها، سواءً من قبل رئيس الحكومة او من قبل قادة الكتل المتنفذة . . فانهم ـ الناس ـ يخافون من تحوّل التهديدات الى عودة احياء الميليشيات الارهابية(*)، و هم يعيشون قبول اعداد جديدة منها في العملية السياسية و تأهيل اخرى لمواجهة المنافسين و المعارضين . . في وقت يعبّر فيه قادة الكتل المتنفذة و في مقدمتهم رئيس الحكومة القائمة في مقابلته الاخيرة على قناة شابير الفضائية الجديدة قبل ايّام حين قال " في الحقيقة لايجري تبادل سلمي للسلطة في العراق " . .
و ترى اوساط تتسع ان مايجري في البلاد ان لم يجرِ ايقافه من قبل كل الاطراف الداخلية و الاقليمية و الدولية ذات العلاقة، و حلّه على اساس القضية الوطنية و الحكم المدني الاجتماعي التعددي بعيدا عن المحاصصة التي تتوضّح اكثر نتائجها المدمّرة . . فان ذلك سيؤديّ الى تحطّم السكة الجديدة التي وضعت عليها البلاد على اساس قيام دولة مؤسسات برلمانية خاضعة لدستور صُوّت عليه، و سيعني بانه حتى القليل الذي تحقق سيذهب هباء . .
و يرون في مسيرة الحكم القائم، بكونها تسير نحو بناء دكتاتورية انكوت بها البلاد في السابق، و جرّبت بدماء ابنائها طرقها و فنونها الشيطانية و ماهية ادواتها . . دكتاتورية عن طريق تهديد و نهش الكتل السياسية الاخرى، و الاصرار على الهيمنة الفردية و على مايحدث و اتباع سياسة ثابتة في كتم الافواه و الصحافة . . بدلا من الاستناد الى الطرق و الاليات الدستورية و الى الطرق المدنية المعمول بها في العالم المتمدن اليوم .
فيما يرى مراقبون ان استمرار تلك الصراعات، سيخل باستقلال البلاد و بموقفها الوطني المحايد في الصراع الاقليمي، اكثر . . و سيجرها الى اتون حرب تستعر اوارها بتفاقم الوضع السوري المهدد بتوسع الصراع المسلح في المنطقة جاراً اليه، اضافة الى ايران و خلافاتها الداخلية و صراعها حول المفاعل النووي، دول الخليج و تركيا، اسرائيل اضافة الى القوى الكبرى من الولايات المتحدة و الاتحاد الاوروبي، الى روسيا و الصين . .
ففي مقابل التعزيز المتواصل للقاعدة العسكرية الروسية في سوريا، اعلن قبل ايام عن نجاح المناورات العسكرية الكبيرة لفرق القوات الخاصة لدول الناتو و الغرب، في الاردن . . و يجري تعزيز القاعدة العسكرية الاميركية في الكويت بمزيد من الجنود و المخطط لأن تضم اكثر من اربعين الفاً من قوات المارينز الاميركية، وفق صحيفة ساينس مونيتور الاميركية في عدد 21 حزيران الجاري . .


23 / 6 / 2012 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) اضافة الى محاولات اقحام الجيش في السياسة . . بسعي الحكومة القائمة لدفعه الى حل الخلافات
السياسية، كما تتناقل وكالات انباء مستقلة .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر حكومة (اغلبية)
- عن تحريم الحائري لإنتخاب علماني . .
- -المدى- و ديمقراطية تكميم الافواه !
- الدولة القاصرة . . و الآفاق !
- السلاح و . . ثقافة التعددية و الحلول السلمية !
- مخاطر فكرة وحدة فورية مع ايران !
- 31 آذار، -طريق الشعب- و العولمة !
- نوروز . . و ازمة الحكومة العراقية
- عودة الى (القائد الضرورة) ام ماذا ؟
- 8 آذار . . المرأة و - الربيع -
- الربيع العربي و (الفوضى الخلاقة) !
- قضية شعب و ليس مُكوّن !
- بلادنا و الصراع العنيف بين مشروعين !
- من اجل مواجهة الصراع الخطير المهدد !
- عن مفهوم الأكثرية . . و التوافق
- الانسحاب الاميركي و قضيتنا الوطنية !
- - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 3
- - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 2
- - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 1
- عندما ينبح الفساد مستهتراً بالقيَمْ !


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - عن اي تبادل سلمي للسلطة يتحدثون ؟