أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الانسحاب الاميركي و قضيتنا الوطنية !















المزيد.....

الانسحاب الاميركي و قضيتنا الوطنية !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 19:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فيما تستقبل الشعوب في العادة انسحاب القوات الأجنبية من اراضيها بالفرح و التفاؤل في استقبال مرحلة جديدة في تقرير حياتها و سيادتها، ادى الإعلان عن انسحاب القوات الأميركية من البلاد الى تمزّق سريع لسلطاتها الحاكمة و الى تصادم معلن لكتلها المتنفذة، صاحبه تصاعد الأعمال الإرهابية التي راح و يروح فيها عشرات جدد من ابناء البلاد المدنيين . . وكانما كان وجود القوات الاميركية هو الذي ضبط و حقق استقراراً نسبياً افضل مما كان في سنوات دموية اكثر مرارة سبقت .
و يرى مراقبون ان ذلك ان دل على شئ، فإنه لايدلّ الاّ على ان الحرب التي اعلنها بوش الإبن على العراق منذ ثماني سنوات، قد اسقطت صدام و لم تسقط نظامه كآليات و فكر و عنف و عنجهية ـ بعيداً عن التسميات الجديدة ـ ، و يذهب قسم الى تفسير ذلك بكون ان الإدارة الأميركية كانت تريد تغيير الدكتاتور و شخصيات الكوتشينة الشهيرة فقط لحكمه مع الإبقاء على النظام اصلاً . .
و يذهب قسم آخر الى ان الخطة الأميركية لغزو العراق قد قامت عسكرياً لتحقيق عدة اهداف ستراتيجية عسكرية اهم ـ اضافة الى اسقاط صدام ـ في مقدمتها جعل العراق لكل مميزاته ساحة الصراع الأساسية بين الإدارة الأميركية و بين القاعدة لتمزيق الإرادة الشعبية العراقية باطيافها التاريخية، ولإبعاد نشاط القاعدة عن الغرب بإغرائها لمهاجمة قواتها في العراق من جهة، و لأجل اختراقها للقاعدة من جهة اخرى ـ كما اثبتت الأحداث لاحقاً ـ .
و عززت ذلك باقامتها بشخص بريمر البديل التحاصصي الطائفي العرقي . . الذي مزّق الإرادة الشعبية الموحدة (قانوناً اصماً) من اعلى و اساء لمفهوم " المكوّن " الذي ادّعت تمثيله ذاته، من جهة. . . اضافة الى تمزيقها بـ : الإغراءات . . و الإرهاب، النهب، البطالة و الفقر و دمار الخدمات و الفساد الإداري، سواءً بتشجيعها لذلك او بتسريبها لفاعلين و غض النظر عنها، خالقة بذلك طبقة سياسية حاكمة جديدة غلب عليها انانيون و جهلة سياسيون مستقوون بدول ذات مصالح في البلاد . . و ضباع اقتناص الفرص لإثراء (عبقري) باجادة السرقات الفلكية و اللطم زوراً في عزاءات الأمة على مآسي ماضيها و مذاهبها . .
و فيما ادّت المسيرة الى تواصل حكم الدكتاتورية باشكال و مسميات اخرى ـ بقياس ما يعانيه و يجنيه المواطن العادي ـ، فانها ادّت الى سكّة تواصل فيها ارتهان العراق للقرارات الدولية بمسميات و بنود و متعلقات جديدة، بعد ان استطاعت الإدارة الأميركية اثر تنفيذها اهدافها، سحب قواتها العسكرية الرسمية، و القائها اعباء و مصاريف متطلبات ديمومة سير العراق على سكة ذلك التواصل ـ ارتهان العراق ـ (*). . على دول الجوار في صراع يزداد استقطاباً : بين السعودية و دول الخليج و تركيا كظهيرة (القائمة العراقية)، و بين ايران و سوريا و ميليشيات حزب الله و حماس كظهيرة (قائمة دولة القانون)، من جهة.
و من جهة اخرى، هناك سعي لمراوحة و اعاقة التطوّر الذي يشهده اقليم كوردستان العراق (التحالف الكوردستاني)، بخلق انواع الصعوبات و الفتن امامه و من داخله . . من القصف العشوائي و ضحاياه المدنيين و التهديد بالإجتياح من ايران و تركيا . . الى محاولات اشعال الفتن المتواصلة بين الكورد والعرب، و الكورد و المسيحيين و الأيزيديين بحجج التحريم . . و محاولات لعزل اقليم كوردستان العراق عن الواقع العراقي باطيافه الأخرى التي تشكّل باستقرارها و نجاحاتها دعماً للإقليم ذاته . . بمحاولات جعله ـ الإقليم ـ و كأنه اساس (الفتن) في كوردستانات تركيا و ايران و سوريا التي تشهد نهوضاً .
و بينما يمر عام على انتفاضات ربيع المنطقة التي كانت تأمل ان يلعب العراق الجديد عاملاً داعماً لشعوبها التواقة الى التحرر . . لايزال الصراع يدور في العراق من اجل السلطة و كأن الدكتاتورية لم تسقط، رغم الأعداد الهائلة للضحايا و لنزيف المال الفلكي و للدمار المتواصل، و رغم اقوال الرئيس اوباما و مسؤولين عراقيين عن قيام بديل متحضّر في البلاد، يستند على التداول السلمي للسلطة و على التعددية و احترام الآخر . . الذي بقي املاً حتى اسقاط رئيس الوزراء المالكي (مبدأ التوافق) و ( مبدا الشراكة الطائفية و العرقية ) في مؤتمره الأخير، في مواجهة المواقف المتعنتة لقائمة علاوي برأيه . . في صراع بدا و كأنه صراع اشخاص و مصالح ذاتية انانية و ليس صراعاً من اجل تثبيت مبادئ ما لأجل الشعب . .
و فيما يرى عديدون ان القوى و مسار الأمور يجريان ليس كما يتمنى المرء . . يكاد يجمع كثيرون على ان المواجهة الوطنية لأنواع المخططات تتطلب اجتماع القوى و الشخصيات التي ناضلت ضد دكتاتورية صدام، سواء كانت داخل او خارج المؤسسات الحكومية و الدستورية القائمة من كل اطياف الطيف العراقي، رجالاً و نساء . . اجتماع يمكن توسيعة ليضم القوى و الشخصيات التي ناضلت ضد الإحتلال و من اجل الاستقلال الوطني بعيدا عن المدانين بجرائم من بعثيي صدام و القاعدة، و عن المدانين بجرائم السرقات و الفساد الإداري . .
لتقييم المسيرة و اعادة النظر باسسها، و بالتالي تقييم عمل البرلمان و تقرير بقاءه من حلّه للإعلان عن انتخابات جديدة كما تطالب كتل متعددة آخرها مطالبة التيار الصدري . . من اجل قيام حكومة على اساس الكفاءة و السيادة الوطنية و السلام في المنطقة، اجتماع يسلط الأضواء على مدى استقلالية القضاء عن السياسة و الاتفاقات السياسية . . ولابد من القول بأن الحزب الشيوعي كان اول من بادر للدعوة لعقد ذلك الإجتماع و بوقت مبكّر .
من ناحية اخرى، و وسط مطالبات باستقالة حكومة المالكي، يتساءل مراقبون متعددو الإختصاصات اليس من الافضل للمالكي القيام بمبادرة (شيعية) لتحقيق وحدة الصف الوطني باطيافه لمواجهة القاعدة و تصاعد المد (السني) في المنطقة، ان اراد البقاء على كرسيه ؟ و يذكّرون بأهمية المرونة السياسية و احترام القضاء في ظروف العراق الدموية الحالية و ظروف المنطقة، و يذكّرون بان الشعب العراقي يدرك انه لايخلو مسؤول من اخطاء و نواقص و يدرك كلما كبرت المسؤولية زاد تاثير تلك النواقص و الاخطاء لتصبح دماءً و دماراً . . الاّ انه لا ينتظر بصبرٍ رغم انواع التضحيات التي قدمها و يقدمها، الاّ اعمالا يلمس منها جهوداً مخلصة لحكاّمه من اجله و يرى فيهم تضحياتهم من اجل خير المجموع . .

26 /12 / 2011 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) و مايزيد تلك التقديرات ان القوات الأميركية تترك البلاد و لم تضمن الوضع الأمني قبل انسحابها كما وعد الجانب الأميركي . . رغم اعلان الصحف الأميركية و البريطانية ان الإنسحاب يجري بسرعة في محاولة لايجاد حلول للازمات الإقتصادية و السياسية الداخلية، و للتخفيف من روح العداء التي تصاعدت ضدها في المنطقة منذ اعلانها احتلال العراق . .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 3
- - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 2
- - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 1
- عندما ينبح الفساد مستهتراً بالقيَمْ !
- ازمة الحكومة . . سوق بيع الأطفال !
- ربيع المنطقة و روحها الحيّة 3
- ربيع المنطقة و روحها الحيّة 2
- ربيع المنطقة و روحها الحيّة 1
- متى تقوم الحكومة بدورها لأجل الشعب ؟
- -التحرير-، الإغتيالات . . و تصاعد صراع الكتل !
- الصراع الطائفي الأقليمي و آفاق تلوح !
- الدكتاتور و جرذان - ربيع المنطقة - !
- ائتلاف - دولة القانون - . . الى اين ؟
- - التيار الديمقراطي- و التغيير المدني و الآفاق ! الرابع و ال ...
- - التيار الديمقراطي- و اليسار و الديمقراطية المدنية 3
- - التيار الديمقراطي- نحو الدولة المدنية الإتحادية ! 2
- - التيار الديمقراطي- نحو الدولة المدنية الإتحادية ! 1
- ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 2
- ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 1
- القمة السياسية و مشاركة ممثلي الإحتجاج السلمي !


المزيد.....




- الأمير هاري: أود المصالحة مع عائلتي ولا جدوى من الاستمرار في ...
- -مستر بيست- سيشارك بحفل افتتاح -موسم الرياض- السادس
- الإفراج عن راسل براند بكفالة في أولى جلسات محاكمته بتهم الاع ...
- أوكرانيا: زيلينسكي يشيد باتفاق -منصف- مع الولايات المتحدة وإ ...
- إعلام مصري: الرياض عرضت إقامة قواعد أمريكية بتيران وصنافير، ...
- ترامب يفاجئ نتنياهو بالمباحثات مع إيران: هل تصل المفاوضات ال ...
- -إصابة عدة أشخاص- إثر اصطدام سيارة بحشد في شتوتغارت الألماني ...
- بيان من جامعة الدول العربية تعليقا على قصف محيط القصر الرئاس ...
- روبيو يعتبر تصنيف حزب -البديل من أجل ألمانيا- كيانا متطرفا - ...
- مصر تحذر مواطنيها من رحلات -حج غير رسمية- بعد أزمة العام الم ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الانسحاب الاميركي و قضيتنا الوطنية !