أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الدكتاتور و جرذان - ربيع المنطقة - !














المزيد.....

الدكتاتور و جرذان - ربيع المنطقة - !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3467 - 2011 / 8 / 25 - 16:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتناقل وكالات الأنباء العالمية و الإقليمية و المحلية، انباء التداعي السريع لمعقل الدكتاتور القذافي في باب العزيزية، بالإنتفاضة الشعبية لطرابلس العاصمة، بعد شهور من الصراع الدامي بين الشعب الليبي بفئاته و عشائره من عرب و بربر، بشبابه رجالاً و نساءً، و بين اجهزة القذافي، الذي وصفه الأخير بكونه حملات ضد جرذان و كلاب سائبة .
فبعد ان اشتط العقيد بعيداً عن الشعب، مستعيضاً عنه بـ (الجماهير) و (الجماهيريات) وفق كتابه (الأخضر) و خيمته و مجالسه و حارساته العذراوات بلا خجل، بلا حسيب و لا رقيب لأنه (من حبّه الثوري للشعب لايحتاج لمؤسسات تجميلية) . . اعلن عن نفسه ملك ملوك افريقيا، مبدداً اموال نفط البلاد لشراء ذمم رجال حكم و احزاب و اعلام و فضائيات عربية و دولية كبرى اضافة الى انواع الأجهزة لإدامة كرسيه .
و فيما يصف محللون العقيد بكونه تحرّك سريعاً لإرضاء الغرب . . فدمّر مشاريعه النووية و عوّض اسر ضحايا عملية لوكربي الإرهابية، وفتح الباب عريضاً لكبار ممثلي الإحتكارات و الأحزاب و البيوتات المالية الغربية بدءاً بزيارة توني بلير اليه و زيارة العقيد الإستعراضية الى باريس. . و غيرها من مشاريع مذهلة كلّفت خزينة بلاده مليارات فلكية من العملات الصعبة ذهبت لأدامة كرسيه.
الا انه نسى شعبه و واجباته تجاهه، و نسى حاجاته المعيشية و الروحية و طموحه كباقي شعوب الأرض الى الحرية التي حرمه منها بانواع الأجهزة المخابراتية القاسية التي لم تعرف حدوداً للوحشية و لإمتهان الأخلاق و الأعراف، حتى وصلت في وصفها منظمات حقوق الإنسان بكونها تستخدم الإغتصاب الجنسي للجنسين كسياسة و ممارسات يومية لإسكات معارضاتها . .
و فيما يرى محللون انه نسى ان شعبه في كل الحسابات هو الذي اجلسه على كرسيه حين صفّق له يوم عبّر عن طموحه و ارادته في الفاتح من سبتمبر . . يرى آخرون انه لم ينس و لكن جنون كرسي الحكم اخلّ بتفكيره و جعله يعتقد بأنه (المنتظر)، بدلالة استخدامه ابنه سيف الإسلام كواجهة للتحديث للتقرب للشارع و استخدامه ابنائه الآخرين للعنف و القسوة و (القانون) و لهوايات الشباب !! في محاولات لركوب و تشذيب و تجيير كل جديد لصالح دوام كرسيه لامعاً .
لقد نسى العقيد ان انظمة و سياسات دول العالم قد تغيّرت، و ان التغييرات التي يعيشها العالم تضغط على منطقتنا للتغيير، في وقت تحاول فيه انظمة المنطقة مواكبة العواصف بتغييرات لم تمس الى الآن جوهر المعاناة الشعبية بقدر ما مسّت واجهات للحكم رغم سقوط حكّام و سقوط اقنعة، واجهات لاتزال تسعى لتجميلها بمساحيق من سوق الخردوات العتيقة. . حتى صار حكّام جدد يرون انفسهم بانهم هم ربيع المنطقة و انهم هم الذين اطلقوه، كما ادعى صدام في ظروف مشابهة سابقة . . كاشفين اما عن عدم فهم او عن محاولات للضحك على ذقون ابناء الشعب لأنهم بنظرهم ليسوا اكثر من (جرذان) كما ردد القذافي.
و رغم كل التعقيدات فان احداث و انفجارات ربيع المنطقة الشعبية تثبت من جديد ان الشعوب ان غضبت و تراكم غضبها و معاناتها فانها تسقط حكّامها من الشارع في وقت قد لا تبالي فيه بما تقدمه من تضحيات . . و هي امور ان لم تعرفها او تدركها حكومات محلية، فإن دوائر صنع القرار في الدول الكبرى تعرف من تجاربها انها ليست من صنع (جرذان)، بل و صارت تعرف من مراراتها كيف تتدخل و متى و تعرف بانها محكومة برقابة شعوبها ذاتها و منافسيها لها(*)، في حياة اليوم. و ليس كما يعتقد البعض باستحالة التدخل العنفي الخارجي . . كما يشير محللون .
و يرى كثيرون ان بن علي و مبارك و القذافي ـ و الأسد و صالح على الطريق ـ لم يسقطوا من فراغ، بل ان ذلك السقوط يشكّل تواصلاً لأشكال النضالات الشعبية و العمالية و الطلابية و الإنتفاضات، التي ان اندلعت و حُطمّت بالدم و التعتيم، الاّ انها بقيت مثالاً و نداءً حيّاً ينادي لإنتفاض جديد . . في زمان صار يتيح انتقال الخبر والرأي بسهولة وزخم لم يُعهدا من قبل، و قرّب من جعل التغيير شأنا داخليا ينبع من الشعب، و ليس مفروضاً و متسللا اليه من الخارج، كما ادعى من سقط . . و كما يدّعي اخرون، ممن لم يستطيعوا بسلوكهم حتى تعليم شعوبهم التي اوصلتهم الى مراكز القرار، كيفية قبول الآخر و كيفية التعايش معه، و بقوا بعقلية القائد الضرورة و الحزب القائد !
في زمان تعيد فيه الإحتكارات العالمية و دوائرها المتعددة القارات حساباتها، بعد ان توصلت الى أن زمن دعم نماذج دول المنطقة السابقة و دعم من دعمته يوماً و لم يعد صالحاً بنظر شعبه، حرصا على استقرار جامد و ليس ديناميكي . . قد ولى . و ان عليها ان تتعايش في منطقة تجتاح شعوبها موجة الحرية، و تسعى سلمياً بنسب شبابها العالية و المؤهلة الى حياة افضل بعيدا عن الفقر و البطالة و الفساد و كم الأفواه . . حياة تراها على الشاشات الاعلامية فقط و لاتعيشها، و هي ترى انها مؤهلة للمشاركة في التحكم بمواردها بما يحقق رخاء لها . . مع ما يترتب عن ذلك من متاعب و صعوبات و مسارات شديدة الوعورة .
من ناحية اخرى، يشير مراقبون الى ان تجذّر مفهوم الديمقراطية و المشاركة الشعبية من الأسفل، وليس عبر فوهة البنادق، سيسرّع وتيرة جهود السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين للوصول إلى اتفاق بشأن حل قيام دولتين كتسوية لا رجعة عنها . . في وقت صار فيه مجتمع اسرائيل ذاته يعيش عين المخاض، كما يتناقل سيل الأخبار الذي لاينقطع عمّا يجري فيها ـ في اسرائيل ـ بتأثير الربيع العربي . . و ليس كما يدّعي البعض بأن ربيع المنطقة صناعة اميركية ـ اسرائيلية.

25 / 8/ 2011 ، مهند البراك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) راجع ما سببته و تسببه حرب العراق في تغيير في مواقع شخصيات الدول الكبرى و ميزانياتها و مواقف شعوبها و منظماتها الشعبية و السياسية و خاصة في الولايات المتحدة و بريطانيا .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ائتلاف - دولة القانون - . . الى اين ؟
- - التيار الديمقراطي- و التغيير المدني و الآفاق ! الرابع و ال ...
- - التيار الديمقراطي- و اليسار و الديمقراطية المدنية 3
- - التيار الديمقراطي- نحو الدولة المدنية الإتحادية ! 2
- - التيار الديمقراطي- نحو الدولة المدنية الإتحادية ! 1
- ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 2
- ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 1
- القمة السياسية و مشاركة ممثلي الإحتجاج السلمي !
- هل تتحطم المحاصصة على صخرة الإستبداد ؟
- لماذا أُخرجت المناضلة - ادور- من المؤتمر ؟
- محاصصة طائفية ام إستبداد ؟ !
- دولة المؤسسات و التهديد و الإسكات !!
- الجماهير بين الآمال و بين المتنفذين !
- مخاطر استمرار تجاهل مطالب الشعب ؟
- الإنتخابات المبكرة هي الحل !
- تسونامي اليابان و مشاريعنا النووية !
- ديمقراطية الهراوات و ضرب النساء علناً !
- من يخدم الهجوم على مقرات الحزب الشيوعي العراقي؟
- تلاحم شبابنا الكفاحي رغم الطائفية و الفتن !
- لماذا تسكت الدول الكبرى عن دكتاتورياتنا !


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الدكتاتور و جرذان - ربيع المنطقة - !