أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهند البراك - هناك . . عند الحدود (2)















المزيد.....



هناك . . عند الحدود (2)


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 22:54
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الفصل الأول

الى الجبال البعيدة . .

بدأ الظلام و السكون يخيمان عندما كان صاحب يفكّر و يتأمل الواقع الذي يعيشه في ذلك الوقت و هو يقرأ على ضوء مصباح يدوي، كتاب لجنرال فرنسي متخصص في " حرب مقاومة القوات غير النظامية " . كان مستلقياً على سجادة سميكة ، خلف حاجز عُمل من أغطية و وسائد، عمله صاحب الدار انور و زوجته الشابة صابري، في غرفتهما التي كانت واحدة من غرف عديدة، تحيط بباحة واسعة لخان قديم مهترئ تهدمت بعض اجزائه، سكنته عدة عوائل في الغرف التي لم تزل قائمة فيه . . كانت الغرفة هي مسكن انور، حيث مكان الجلوس يتحوّل الى مكان النوم ليلاً، و في زاوية من الغرفة، كان هناك " المطبخ " .
كان يفكّر بما سيحدث . . بعد ليلة الأمس التي مضت ولم تعرف نفسه سكوناً . . حيث اشعلت زخات الرصاص الكثيف المتبادل، و رصاص دوشكات الدبابات، اشعلت ذاكرته بأيام صباه حين وقع الإنقلاب العسكري الدموي عام 1963 ، الذي حاولت مقاومته جموع محلات بغداد الشعبية، منها مدينة الكاظمية حيث كان اهله يسكنون يوم كان صبياً، و لا يدري لماذا تذكّر المواقف التي واجهوا فيها قوات القمع بعد سنوات حينما كانت تحاول تفريق مظاهراتهم الطلابية، واشتبكوا مع رجالها بالأيدي غير عابئين بمخاطر حملهم السلاح . . و تذكّر وجه جارته التركمانية الجميلة التي كانت جدّتها تصر على مرافقتها ايّاها عند ذهابها الى السوق في فترات غياب زوجها عن البيت بسبب عمله، خوفاً عليها . . هل هو الشوق الى مدينته و الى الحياة النابضة بالأحداث و بالحب و الأمل . .
لقد حفلت الليلة الفائتة ليس باصوات تراشق الأسلحة النارية المتنوعة، العادية و الأوتوماتيكية فحسب، و انما تصاحبت بتراشق عنيف بالمدافع الرشاشة و بالمدفعية، وكان الضجيج المنبعث من صرير جنازير الدبابات . . يملأ الفضاء بزمجراته و هو يقترب و يحوم حول الخان القديم ذاته ذي الباحة الواسعة، الذي سكنت غرفه الكثيرة المحيطة بالباحة عوائل عديدة باطفالها و شيوخها و عجائزها، و كان لعدد منهم قطعان متنوعة من الأغنام و الماعز، التي يتصاعد ثغائها و ضجيجها و قرع ناقوس الجرس الصغير المعلّق برقبة كبيرها، عند كل غروب . .
في الليلة تلك شاهد صاحب من خلال زجاج نافذة صغيرة قديمة بدا انها لم تفتح منذ زمن طويل، حيث تحجّرت الأتربة المتجمعة في شقوقها . . شاهد رغم الظلام صعود اشباح لأعداد كبيرة من العسكريين على السياج الحجري العريض و المتهرئ الذي كان يحيط بالباحة، حيث تمترسوا عليه شاهرين اسلحتهم المتنوعة باتجاه غرف الخان فيما كان عسكريان يديران مصباح كاشف قوي ، وجّهاه على باحته الواسعة و على الغرف المحيطة بها ، و سط تصاعد نباح الكلاب التي استفزّها تموضع العسكريين على سياج الدار، و اهاجها الضوء الكاشف القوي . .
و ماهي الاّ دقائق حتى انهال الرصاص مدراراً على العسكريين من الجهة الشمالية من خارج المنزل، الأمر الذي ادىّ بهم الى الإنسحاب الى خارج الدار متسترين باطلاق صلياتهم الكثيفة على المهاجمين . . فيما تصاعدت صرخات احدهم الذي بدا و كأنه اصيب جرّاء التراشق. و استمر هدير الدبابات و هدير آخر لم يميّزه صاحب، اضافة الى تواصل اصوات صليات و انفجارات مدافع الدبابات الرشاشة و مدافعها الثقيلة . . اضافة الى اصوات تراشق النيران المتبادل الذي استمر و هو يبتعد عن المنزل .

منذ بدء الكلاب بالنباح كان انور قد طلب من صاحب و من زوجته صابري ان يجلسا في مكانيهما هادئين، فيما انزل فتيلة الفانوس الى ادنى حد حتى صارت الغرفة شبه معتمة، و خرج !! . . و فيما كانت صابري التي هي احدى مراسلات العمل السريّ الجريئات تتحدث عمّا يدور من تجربة حيّهم المريرة مع قوات الدكتاتورية طيلة السنتين الماضيتين، انقطع صوتها اثر زخة قذائف متوسطة اصابت سقف غرفتهم و تسببت بتساقط احجار و قطع من الحائط عليهما، فيما تصاعد صراخ الأطفال من الغرف الأخرى، و اصوات نسوة ينادين " يامحمد المصطفى، يا الله !! " ثم . . " الحمد الله . . الحمد لله "، قالت صابري و هي تسمع الإبتهالات :
ـ لم يصب احد بسوء . . الحمد لله !
بعدها تعالت اصوات هدير هائل، كان يقترب و هو يرجّ الأرض رجّاً عنيفاً مستمراً، و تصاعدت اصوات اخرى كأنها اصوات ضجة صاخبة لم يستطع تمييزها، و سأل صابري عمّا يحدث ان كانت تستطيع تفسير الأصوات . . فقالت صابري :
ـ انه صوت الشفل !! لقد بدأوا بهدّ البيوت و تهديمها على عادتهم القذرة، بعد كل اخبارية عن مفرزة بيشمركة.
كان ذلك يحدث كلّما دخلت مفرزة بيشمركة للمدينة، حيث كانت مفارز البيشمركة تدخل المدينة من جهة ذلك الحي الفقير المعروف بتعاطفه مع البيشمركة الذين كان عدد غير قليل منهم من ابناء الحي ذاته. و للحي مزايا تشجع البيشمركةالأنصار على الدخول الى المدينة من خلاله، فاضافة لتعاطفه مع البيشمركة، فإنه يقع في طرف المدينة، و من جهتها الأكثر وعورة المتصلة بالجبال المحيطة عبر اخاديد و مسالك معقدة تؤمن الدخول و الإنسحاب بسلام .
و صار معروفاً، انه في حالة دخول اية مفرزة للبيشمركة و قيامها بعملية عسكرية في المدينة، او في حالة احساس السلطات الأمنية بها . . بحدوث اخبارية ما عنها مثلاً، تتحرّك قوة الطوارئ او القوة الخاصة التي بأمرة ملازم محسن (1) الى مكان الحدث او المكان المعني، فتطوّق المنطقة و تقوم بتمشيطها بوحشية متناهية، متسببة بقتل و جرح من يقع بيدها .
و كان من المعروف ايضاً بان مفرزة البيشمركة ان شعرت بالتطويق من قبل قوة ملازم محسن، فانها تضرب تلك القوة لإحداث ثغرة تمكّنها من الخروج من الطوق، لأن آمرها لايمكن التفاوض معه ابداً، كما يحدث مع عدد من رؤساء الجاش و مجاميع الفرسان. و ان نجحت المفرزة في احداث ثغرة و الهروب من الطوق، فإن محسن سيحاول " تأديب" اهل الحي بتهديم بيوتهم بالشفلات على اغراضها و ساكنيها ان بقوا او تخلّفوا فيها لأي سبب . . مهما تصاعدت احتجاجات و صراخ و عويل و مقاومة بالأيدي و الحجر لعمليات التهديم القذرة تلك، التي تحدث بكل ما يجري معها تلك الضجة الصاخبة التي لم يستطع صاحب تمييزها.
و ما حصل في تلك الليلة، هو ان مفرزة بيشمركة كانت قد طوّقت فعلاً في الحيّ، في الشارع المجاور للخان حيث كان صاحب مختفياً، و فيما كانت المفرزة تتهيأ لمواجهة قوة الطوارئ في معركة حياة او موت رغم عدم تكافؤ القوتين، رفضاً للإستسلام . . وصل اليها انور متسللاً في منطقة يعرفها منذ ولادته، و دلّ البيشمركة الذين كانوا من رفاقه، الى ممر يمكنهم من الخروج من الطوق و ضرب القوة من الخلف . .
و ذلك ماحدث . . فما ان بدأت القوة بتهديم البيوت بعد ان عرفوا بتحرر المفرزة من طوقهم،
هاجمتهم المفرزة نفسها من الخلف بعد ان هدّموا بيتاً و كانوا متوجهين لتهديم الثاني، و امطرهم البيشمركة برصاص اسلحتهم الأوتوماتيكية التي افزعتهم و تسببت بسقوط قتلى و جرحى في صفوفهم فتفرقت القوة و هي تنسحب انسحاباً مضطرباً فيما دخلت قوة اسنادها باشتباك مع المفرزة، و لم يعرف احد اين ذهب ملازم محسن . .
و بقي السؤال ماثلاً في تفكير صاحب، كيف يمكن التفاوض مع نوع من المجرمين و لايمكن مع نوع آخر كملازم محسن . . و هل المجرمين انواع ؟؟ و لكن و فيما تتنوع الآراء تجيب وقائع و احداث كثيرة التنوع على ذلك استناداً الى انه لمّا كان الناس انواع، فيهم الطيب و فيهم السئ . . هناك بين المجرمين من اصبح مجرماً لأنه اجبر بفعل سلطة اجرامية، و المجرم هنا هو السلطة ذاتها.
حيث يوجد عدد غير قليل من الطيبين، الذين لم يستطيعوا تحمّل الإرهاب الهائل و اللامحدود، و اضطروا الى ان يصبحوا في صف وحدات الدكتاتورية حماية لعوائلهم و اعراضهم، و بقيت قلوبهم الطيبة و شهامتهم الإنسانية تفعل فعلها، فهم يحبّون الشجعان و يحبون البيشمركةالأنصار و يحموهم و يساعدوهم سرّاً، و الويل ان عرفت بهم السلطة و ذلك ما حصل لمرّات و دمّرتهم تدميراً هائلاً ليكونوا عبرة لمن اعتبر . .

بعد عودة الهدوء الى باحة الخان ، سمع صاحب صوت انور الحازم الهادئ و هو يوجه قوله اليه من خلف حاجز الوسائد :
ـ اطمأن دكتور . . لقد انسحبوا ! و الآن نستطيع النوم . . امامي شغل كثير في الغد .
ـ تصبح على خير .
كان قد انقضى عشرون يوماً عليه، و هو في مخبئه ذلك ، في وقت كانت فيه مدينة السليمانية تموج و تلتهب . . فبقدر هدوء نهارها الظاهري، تعيش المدينة في الليل حرباً لا تتوقف، حيث كانت لعلعة الرصاص تندلع كل ليلة فيها ضد القوات الخاصة للدكتاتورية الشوفينية المخادعة .. و هو امر لم يكن معروفا على الأقل في بغداد العاصمة، اي لم يكن معروفاً ان هناك ثمة صراع مسلح يخاض علناً في الشوارع ضد الدكتاتورية في جزء من البلاد، حيث كانت اجهزة الدكتاتورية تعتّم عليه باجراءات دموية قاسية، كي لاتنتشر اخباره و بالتالي تأثيره في عموم البلاد . .
كان صاحب يحسّ بنسائم الحرية في ذلك المخبأ و هو ينتظر موعد الذهاب الى مناطق البيشمركةالأنصار بعد معاناة شهور طويلة من الإختفاء و مواصلة النشاط السري فيما كان القمع مستمراً و متصاعداً ، مثيراً الإحساس و كأن مصير الجميع يتقرر بين انياب وحش قاس لا يرحم بل و يزداد انفلاتاً في بغداد . حين كان الجميع يتطلعون الى اي جديد، قد يحمل معه حلولاً فيها شئ من التكافؤ، او مقاومة تحمل الأمل . . بعد ان تغيّرت الوجوه ، و غابت الى الأبد وجوه أحبة ، و اختفت اخرى الى اجل غير مسمى . . .
كان يتذكر قبل نومه شريطاً من الأحداث الخطيرة و الحرجة، و وجوهاً لرجال و نساء و اطفال مرّ بهم عند اختفائه المتكرر، و اماكن اختفاء لم تخطر قط على باله في السابق . . تذكر وجه منى الجميل بعينيها العسليتين المستديرتين ، بنظراتها الحانية ، بظفائرها السوداء بصدريتها الطبية البيضاء و ردد بينه و بين نفسه :
ـ كم هي شجاعة، و كم هي مخلصة، و كيف انضمت اليهم و هي ابنة العائلة الأرستقراطية ؟ اثر ما عانته من زوج قاسي عاملها معاملة تنفر منها حتى الحيوانات . . عندما كانت تأتي بنظارة سوداء لتخفي الزرقة المحيطة بعينها بسبب لكماته، او ماكانت تعانيه من آلام ظهرها بسبب لسعات السوط الذي كان ينهال به على ظهرها . . و لم يجد تفسيراً لثبات صورتها في مخيلته و هي تبتسم ابتسامة العرفان لمن انقذتهم هي ؟! حيث كانت هي التي تشكرهم لأنهم وثقوا بها و امتنوّا لمساعدتها ايّاهم . . و سائل نفسه ، هل تعلّق هو الآخر بها ؟ هل احبّها ؟؟
تسلل خلف الوسائد الى جهة باب الغرفة، و تفحص باحة الخان لعدة دقائق، و لما لم يجد احداً ، خرج بهدوء متستراً بالظلام لقضاء حاجته ككل ليلة، ثم عاد بذات الهدوء الى موضعه . . كان الليل هادئاً في المحلة، رغم اصوات الأطلاقات البعيدة التي لاتنقطع كما في كل ليلة .
وفيما بدأ ينام . . سمع مثل كل ليلة الهمسات و الضحكات و الآهات المكتومة، التي كانت تتناهى الى سمعه من شق طولي في حائط الجيران المجاورين لغرفة انور، كان يلاصق وسادته في مكانه الضيّق خلف الوسائد . . و علّق مع نفسه :
ـ يعني الناس لاتنسى العاطفة و الحب حتى في زمن الحرب . . الجار و زوجته يمارسان الحب، مهما كان حجم الرصاص و القتال و كأن لم يكن الجميع معرّضين للموت في كل وقت من تلك الليلة، وتذكّر ان تلك الآهات تتصاعد من الشق بعد دقائق من انسحاب التصادم بالرصاص في تلك الليلة . . و كرر لنفسه :
انه نداء الحياة، ما اجمل الحياة و ما احلى الحب . . و ضحك في سرّه مما كان يسمعه و مما كان يحفّزه على الأنصات و التسمّع، رغم عدم فهمه للكوردية آنذاك . كان يحسّ بعودة مشاعره الطبيعية اليه ، الأمر الذي كان يزيد من احساسه بالحياة و بشعوره بأنه لازال حياً بعد ان شعر بتحجر عواطفه و هو يعيش الإختفاء في ظروف قمع قاهر لا يعرف الرحمة . . الى ان اخذته سنّة النوم . .
في ضحى اليوم التالي، و بينما كان يقرأ رواية " تاراس بولبا " لغوغول (2)، التي حرص على اقتناء كتابها الصغير لتنوع معانيها الإنسانية في السلم و الحرب كما كان يردد . . نادت صابري عليه من خلف الوسائد بعربية جهدت ان تكون مفهومة :
ـ دكتور ! ابن اختي الرضيع مريض جداً و حرارته مرتفعة . . و عنده اسهال لا يتوقف . . الا تستطيع فحصه و كتابة الدواء له ليشتروه من الصيدلية ؟
تفاجأ بالسؤال ، وبقي برهة يفكّر . . انه مختبئ هنا و غريب و لايعرف الكوردية . . كيف ؟ اي ان موضوع اختفائه سينكشف لكل الساكنين في غرف الخان العديدة . و تسائل مع نفسه . . الا يشكّل ذلك خطورة على انور و صابري ذاتهما ؟ انه كطبيب من واجبه ان يلبي طلب المريض المحتاج .. و لكن كيف ؟ كيف ؟
ـ دكتور . .
ـ نعم صابري انا حاضر، و لكن الا يشكّل ذلك خطورة عليكما ؟ حيث سيعرفون انكم تخفون شخصاً مطارداً و قد تصل الأخبار الى رجال الأمن . .
ـ دكتور . . انهم جميعاً اهلي و هم يعرفون ان لدينا طبيب عربي يريد الذهاب الى البيشمركةالأنصار، وهم ايضاً لديهم ناس مختفون، و الكل في المنزل يعرف . . و كلهم يحبون البيشمركة و لايخونون . . اطمأن !
و اضافت بتوسّل :
ـ المهم هل تستطيع مساعدتها ؟؟ افحص الصغير و اكتب له الدواء و سنشتريه . .
قال لها :
ـ جيد . . اخبريها ان تأتي به الينا و سأخرج من مكاني و اجلس في الغرفة بشكل طبيعي . .
بعد ان فحص الرضيع بسماعته الطبية التي كان يحملها معه و قاس حرارته وسط صراخه الذي لم يهدأ، و حملقة الأطفال الصغار الذين رافقوا امهم، الذين كانوا ينظرون بذكاء و فضول لمحاولة معرفة ماهية الطبيب الذي سينقذ اخاهم الرضيع، و الذي يسكن عندهم . .
كتب له الأدوية التي يحتاجها باللغة الطبية الأنكليزية على ورقة بيضاء نظيفة قصّها بعناية من دفتره الشخصي وسط نظرات الأم الجادة و صابري ، حملت الأم ابنها و الورقة بين اصابعها و هي تكرر شكرها و امتنانها و تمتماتها بالدعاء بالخير و التوفيق للطبيب . . و خرجت من الغرفة، يتبعها اطفالها الذين رافقوها .
اقترب صاحب من خزان الماء الصغير ذي الحنفية ، ليغسل يديه كعادته بعد كلّ فحص، و كان منتعشاً بشعوره انه يستطيع ان يخدم الناس الذين يخفوه ، و زاد من ذلك ان النهار كان مشمساً في ذلك اليوم ، حيث كان يستطيع ان يجلس تحت اشعتها القادمة من الشباك و لو لبرهة من الزمن . . الأمر الذي افتقده منذ شهور طويلة . .
فرحت صابري ، الشابة الكوردية الريفية المنشأ ، بقيام رفيقهم الطبيب المختفي لديهم ، بعنايته بأهلها و الذي جسّد لديها الأحساس باحترامه و حبه لهم، فعملت له سريعاً شاياً طازجاً، حرصت على تقديمه اليه مع علبة من البسكويت فتحتها توّاً، و حدّثته عن اهلها الساكنين في غرف المنزل الكبير القديم ذلك . .
حدّثته عن ابنة خالتها المعلمة في كركوك ، و كيف اجبرها رجال الأمن على ترك مدرستها لأنها لم توافق ان تسجّل على ما طلبوه منها بمختلف اشكال الضغط و التهديد على كونها عربية، لأن مدرستها شملها نظام التعريب كما قال لها ضابط امن المنطقة . . فتركت مهنتها و مدرستها في كركوك، و عادت الى اهلها في السليمانية لأنها خافت من اعتداءاتهم عليها هناك لكونها كوردية لم ترضخ لضغوطهم .. و تسكن الآن ايضاً معهم في احدى غرف الخان . .
فرح انور كثيراً بما قام به صاحب بفحص و معالجة الرضيع و كان مصدر فخر له، ان صديقه طبيب رسمي ـ كما كان يقول ـ يقدّم خدمة لعائلته الكبيرة الفقيرة ، و هو امر اثار تعجّب صاحب و جعله يفكّر و يعيد التفكير بنتيجة سر اختفائه اذا انفضح بسبب ذلك. لاحظ ذلك انور و شرح له بتفاصيل بأنهم كعائلة كبيرة من اخوان و اعمام و اخوال و اولادهم يفخرون بحماية الضيف الذي يحتمي بهم ، بل و يحموه حتى الموت . .
الأمر الذي لم يستوعبه صاحب جيداً في تلك الظروف التي شهدت مداهمات و قتل و اغتيالات، الاّ ان شروحات انور في الجلسات المسائية التي كانت تجمعهم يومياً بعد عودته من عمله و جلوسهم ثلاثتهم لتناول العشاء، اوضحت له الكثير الذي لم يعرفه جيداً عن خلق العشائر الكوردية التي تعتز باسمها و تفخر به، و تدافع عن تقاليدها .
في ذلك المساء تعشّوا دجاج مشوي على رز ، طبخته اخت صابري و اصرّت على ارساله اليهم ، كتعبير عن شكر العائلة و فرحها بضيفها، خاصة و ان الصغير تحسن سريعاً على الدواء الذي اعطاه ايّاه وفق و صفته الطبية . . و حرصت اختها ان تأتي بالطعام لوحدها و ليس بمرافقة احد، لأن العائلة تقدّر وضعه و حرص افرادها على عدم احداث اية ضجة او حركة قد تثير شبهة ما .
في تلك اللقاءات المسائية كان صاحب يحاول تعلّم اللغة الكوردية بدأب و صبر، و يسأل عن كل كلمة تثير انتباهه، و خاصة في الجمل التي تحمل كلمات تشبه العربية او عربية، وتحمل نفس معانيها كما كان يقدّر . . كان يلتقط الكلمات من موجة راديو بغداد الناطقة بالكوردية، ومن القناة الكوردية ، ومن اغاني التسجيلات الكوردية بالحانها الجميلة، التي كانت تصدح و تملأ باحة المنزل بحيوية و عذوبة كانت تثير لديه مشاعر شتى تتجمع في حنين الى الحريّة.
و كان يلتقط الكلمات من احاديث انور و صابري بالكوردية مع بعض حينما كانوا يجلسون معاً. و كذلك مما كان يسمعه من باحة الدار بين الساكنين، و من احاديث النساء، التي كانت تتناهى اليه في مخبئه عند جلوسهن شبه اليومي، على مكان يقع فوق مدخل غرفة انور و صابري، قدّر انه طارمة علوية (3) . . حين كن يتحدثن بصوت مرتفع و يقهقهن في النهار، و يصحن بالأطفال كي ينضبطوا ، و حين كانت الكلمات تقفز منهن وهن يتحدثن همسا بمواضيع قدّر انها عائلية خاصة او اسرار ما، و كان همسهن عالي النبرات، مسموع . .
و قد ظفر يوماً منهن كلمات تبين لاحقاً انها كانت عن الطبيب العربي المختفي عندهم، عكست احساسهن بالزهو بطبيب عربي سيساعد و يعالج البيشمركةالأنصار في الجبال ان جُرحوا في المعارك، كما فهم ذلك من انور و صابري عند سؤاله اياهما عن معانيها، كما كان يفعل مساء كل يوم، بعد تسجيله ايّاها يومياً في دفتره الصغير ، و تبيّن بعدئذ انه سجّل بعضها خطأً، رغم نجاحه في تسجيلها بشكل صحيح على الأغلب كما كان يقول انور . .
في احدى الجلسات المسائية، اخبره انور، بأن سيارة فيات بيضاء اللون ستأتي في صباح اليوم التالي، لنقله الى مكان آخر و يرجوه التهيؤ لذلك و ان يلبس طقماً كوردياً كان قد اتى به اليه وقال له . . " انه على مقاسك " . . و اخبره بأنه قد يكون غائباً عن البيت بسبب عمله، و بأن السائق معروف جيداً له . فهم صاحب من ذلك ، انه سيذهب الآن الى الجبال حيث البيشمركةالأنصار و فرح لذلك . . و لم يستطع النوم بسهولة تلك الليلة، خاصة و ان اصوات لعلعة الرصاص و انفجارات قذائف المدفعية المتقطعة من مختلف الإتجاهات داخل و خارج المدينة لم تنقطع . .
كان يفكّر بأنه مقبل على عالم و حياة جديدتين، تكونتا في ذهنه مما قرأه عن بطولات الأنصار في مقاومة الوحش الفاشي المنفلت في الحرب العالمية الثانية، و ما لعبت من ادوار هامة في تحرير بلدانها من الأحتلال و الظلم، دون دخوله بتفاصيل ظروفها و كيف كانت، وانما كان ينظر الى القضية من زاوية البطولة في مواجهة التحدي و الظلم .
تذكر الفنان يحيى فائق الذي حماه في بيته . . تذكر المناضل ابو عدنان ـ الاستاذ عاكف العاني ـ والد صديقه الحميم د. حسان (4) و كيف آواه و رعاه و كان يؤكد ان القضايا لاتحل بالنظريات في بلداننا و ان عليه قراءة كتاب " تحت اعواد المشنقة " للمناضل الجيكي " يوليوس فوشيك " و يتهيأ لمواجهات كتلك، وقدّم له الكتاب الذي كان قد اقتناه خصيصاً له كي يقرأه ، تذكر زوجته الأم الباسلة ام عدنان التي كانت رغم قلقها على ابنائها المناضلين المطاردين، فإنها كانت ترعاه و تحنو عليه في بيتها المعرّض لأنواع المداهمات في اي وقت . . تذكر اخته المناضلة شذى (5)، ابوياسر . . أهله الذين استماتوا في مساعدته و حمايته . . فيما بقيت صورة ابتسامة منى في وجهها الذي كسته الحمرة ثابتة في مخيّلته . .
وفي اليوم التالي ، و في الصباح الباكر في ساعة محددة، كان صاحب بملابسه الكوردية متهيئاً للذهاب بحقيبته حين اتت سيارة بيضاء اللون متوسطة الحجم و وقفت بمحاذاة مدخل الخان الكبير المفتوح . فتوادع مع انور الذي كان لايزال في الغرفة، و مع زوجته . . اللذين بقيا في غرفتهما وسط تمنياتهما له بالتوفيق و النجاح . و خرج يحمل حقيبته وسط هدوء من في المنزل الذين كان اكثرهم مايزال يغطّ بنوم عميق .
ادار سائق السيارة الأنيق الملابس وجهه الى صاحب و نظر اليه مبتسماً، و هو جالس خلف المقود ، عرفه صاحب في الحال كما اخبره انور، و توجّه مباشرة الى المقعد جنب السائق الذي قال له :
ـ دع الأمر يسير بشكل طبيعي . سنذهب الى بيت آخر لنحمل آخرين معنا .
تحرّكت السيارة، و سارت بسرعة طبيعية . . واستطاع صاحب من رؤيته للمدينة من شباك السيارة ان يعرف انه كان في الطرف المهمل من المدينة و في حدودها الخارجية، و اشبع ذلك فضوله لأنه لم يكن يعرف مكانه في المدينة التي وصلها بسيارة صديق نقله من مقابل الجامع الكبير في المدينة وكان الظلام مخيّماً على المدينة التي كانت احياء كثيرة فيها مظلمة حيث كانت تقطع الكهرباء عن شوارعها لأسباب أمنية منذ اكثر من عام . .
كان ذلك اليوم يوم عرفات، و الناس مشغولة بالتهيئة لحلول عيد الأضحى . . كان يوماً ربيعياً مشمساً، وجد فيه صاحب نفسه بمزاج يبعث على النشاط، فيما كان راديو السيارة يبث اغنية ام كلثوم " القلب يعشق كلّ جميل " التي كان يسمعها بشكل شبه مستمر طوال وجوده في الخان حيث كان مختفياً، سواء من الغرف التي سكنتها العوائل او من السيارات التي كانت تمر قرب المنزل و صوت مذياعها مرتفع . . لإقتراب عيد الاضحى .
توجّهت السيارة الى منطقة سكنية تقع خارج المدينة، من جهتها الشمالية في شوارع شبه خالية . . ثم توقفت عند باب منزل مبني حديثاً ذي طوابق ثلاثة، خرج منه حال وقوف السيارة رجل و امرأة محجّبة بعباءة و جلسا في الحوض الخلفي للسيارة . . و سرعان ما عرفها صاحب حيث كانت الصحفية اليسارية المعروفة فاضلة ، و انتبه ان الذي معها هو زوجها المدرّس حسن و كان الأثنان مطاردين من السلطة آنذاك بعد ان قضيا و خاصة الصحفية شهوراً مرعبة في سجون الدكتاتورية . . و كان كلاهما يلبس ملابس كوردية .
سارت السيارة بسرعة عادية حتى خرجت من المدينة قاصدة قلعة دزة ، بعد مرورها بسيطرة المدينة التي لم يدقق افرادها بهويات الراكبين حيث لم يشكّ احد بسيارة تحمل عائلة في ليلة العيد، خاصة و ان الجميع كانوا ذوي سحنات كوردية . و لم ير صاحب طيلة مسير السيارة قرى او مدناً صغيرة كما درجت العادة على الطرق الخارجية ، و انما كانت تلوح بين اونة و اخرى بيوت متفرقة كأنها مهجورة، و نقاط و ثكنات عسكرية لا اكثر، فتبيّن له عمق مأساة التهجير الشوفيني الذي قامت به السلطات العسكرية و الذي شمل في تلك المنطقة كلّ النواحي و القرى المطلّة على الشارع الرئيسي . كان الجميع صامتين لأنهم عارفون دقّة سفرتهم و لكون وجهتها الى مناطق (العصاة) حسب الوصف الرسمي لها . . . و مرّت الساعات سريعاً .

و اخيراً و بعد مسافة من اجتياز جسر عسكري . . وصلت السيارة بدون مشاكل بعد ظهر ذلك اليوم الى هضبة مرتفعة قليلاً تطل على خرائب على مدّ البصر، كانت خرائب مدينة قلعة دزة مركز القضاء التي دُمّرت و هُجّر سكانها الكورد بسبب تصديهم للدكتاتورية . امّا السيارة فانها اضافة الى وجود عائلة فيها، فإنها لم تواجه مشاكل لأن رقمها كان رقماً خصوصياً، اي لم تحمل رقم تاكسي وكانت تسير في النهار .
وصلت السيارة الى اطراف قلعة دزة، و مالت الى بيت مطل على الشارع العام، كان من ضمن بيوت مجمّع سكني كبير بني على عجل كما لاح من بناء بيوته الصغيرة المتلاصقة، سكنته العوائل المهجّرة من قلعة دزة و القرى المحيطة بها . . سمّي " مجمّع بست ستين " .
نزل الجميع من السيارة و تقدّم اليهم رجل مشدود الجسم قوي الطلعة، حيّا الجميع تحية حارة و دعاهم للجلوس في الغرفة الأمامية الصغيرة في المنزل، فجلسوا . وبعد التحيات الحارة و التمنيات بالتوفيق، استأذن السائق الأنيق لمفارقتهم بسبب قرب مجئ الظلام كي يستطيع العودة الى السليمانية بدون مشاكل. لقد نزلوا ضيوفا عند مام بيرووت ذي العينين الحمراوين، الذي كان يتحدث مع المدرّس حسن لمعرفته باللغة الكوردية لأنه كان من الكورد الفيليين، و حسن بدوره كان يترجم مايقول مام بيرووت الى الآخرين بالعربية .
و مما قاله مام بيرووت مشجّعاً ضيوفه :
ـ ان البيشمركةالأنصار يمتلكون مواقع حصينة و لديهم مدفعية ثقيلة تستطيع ان تقصف و تحطّم معسكر قلعة دزة .. انهم هناك في الجبل، دولة .. !!
ـ . . . .
و استمر مام بيرووت يتحدث بحماس عن كيفية سيطرة الجماهير الإيرانية و خاصة الكوردستانية منها، على معسكرات الجيش الشاهنشاهي خلال ايام الثورة الإسلامية في ايران التي كانت لاتزال حامية، و كيفية استيلائها على الأسلحة و تسلّحها بها، لأنه كان معهم كما قال. وبقي صاحب يسمع و يقلّب فكرة مام بيرووت . . " ان البيشمركة الآن دولة " !
و لم يستطع صاحب ان يعقل كل ذلك، و تسائل مع نفسه عن مفارقات فهم و تصوّر ماهية الدولة بين فلاح و بين مثقفين ثوريين منهم صحفية و طبيب و مدرّس، هل هم فعلاً دولة، و لكنه لم يسمع بذلك من قبل ؟ . . و ردد مع نفسه، ولكن كل شئ ممكن !! و هو يعيش و يشاهد اشياء جديدة في كوردستان لم يعرف بها قبلاً، السليمانية تشتعل يومياً بالرصاص، مدن مدمّرة ، تهجير قسري هائل على اساس قومي، " لأنهم كورد " !! ثم التغييرات الصاروخية التي تحدث في ايران و التي تسببت بسقوط الشاه . . و تستمر بلا حدود و لايُعرف الى اين !! كما كان يردد مع نفسه ؟! ..
و في الحقيقة كان حماس مام بيرووت ينطلق من مقارنته حركة البيشمركة في الستينات باسلحتهم البرنو و البرشوت القديمة و اسلحة الصيد . . . مع كميات السلاح التي تركت في المعسكرات الشاهنشاهية الموجودة بكثافة في ايران و خصوصاً في كوردستان الإيرانية، و التي كانت تُباع على الأرصفة بأسعار زهيدة غير معقولة و وصل قسم منها الى البيشمركة و جعل منهم " دولة " على حد وصف مام بيرووت، الذي عنى بذلك انهم ثبّتوا انفسهم في المنطقة الجبلية المحيطة ...
و فيما كانوا يأكلون من طاوة كبيرة احتوت على كمية كبيرة من البيض المقلي بالطماطة و الدهن، الذي طهي احتفاءً بهم لوجود طبيب و أمرأة سيلتحقان بالبيشمركةألأنصار . . . كانوا يقطّعون الخبز من كومة كبيرة مبلله بالماء، من اقراصه الرقيقة الموضوعة في اناء واسع معمول من اغصان نحيفة مشدودة و مضفورة معاً . . فيما استمر مام بيرووت باحاديثه الحماسية و المشجعة عن حياة الجبال و عن تعاطف الفلاحين و الرعيان مع الثورة !!
ثم اشار عليهم بأن يناموا بعد تناول الطعام، لأن الغروب يقترب و لأن القافلة التي سيخرجون معها الى الجبال البعيدة ستأتي بعد منتصف الليل و انها ستخترق الحدود ، و بعدما قال انهم سيذهبون راكبين على بغال . . تمتم صاحب في نفسه " في كل الأحوال البغال اقوى و افضل من الخيول في الجبال ، و اكثر اماناً لأنها لا تتزحلق على صخور الممرات الضيقة الشاهقة في الجبال الصخرية . . " كما كان يقول افراد النقليات الجبلية العسكرية التي تستخدم البغال عادة لأغراض التنقل، و عاشها اثناء خدمته العسكرية، حين كان لكل بغل كنيته و اضبارته العسكرية التي تتضمن حياته منذ تأريخ ولادته، وعادة ماتكون محفوظة عند البيطري العسكري المسؤول في الوحدة.
و رقدوا كلاّ في مكان ليتهيؤا لليلة القادمة . .
(يتبع)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. ملازم محسن، بعثي من اصول فلسطينية خريج دورات البعث للقوات الخاصة، عمل في جبهة التحرير العربية البعثية و سحب منها الى دوائر الأمن العراقي، اشتهر بوحشيته السادية و حقده الشوفيني ضد الكورد و بقتله علناً و بيده عديد من الشباب المنتفض. و قد جرت عدة محاولات لأغتياله و جرح في احداها جروحاً بليغة، الاّ انها لم تنجح . رفّع في زمن الدكتاتورية الى رتبة عقيد، الاّ انه بقي مشتهراً كجلاد سادي، بأسم ملازم محسن .
2. " تاراس بولبا " لغوغول، الرواية الإنسانية الشهيرة التي تتحدث عن القوزاق الروس في القرن السادس عشر، و عاداتهم و تقاليد الفروسية التي تمتعوا بها في السلم و الحرب، تتناول الإنسان و طموحه و الشجاعة و الجبن، الحب و الكراهية، الإخلاص و الخيانة . .
3. لم تكن طارمة علوية، انما كانت المقدمة المفتوحة للطابق الأول العلوي للخان، حيث ان انور و صابري كانا يسكنان الطابق الأرضي، الذي يكون في العادة اوطأ من مستوى الأرض بنصف متر تقريباً، و يخصص للخزن و للحيوانات في العادة، الاّ ان العوائل الفقيرة كانت تنظف ذلك الطابق و تسكنه .
4. دكتور حسان عاكف، طبيب و مناضل سياسي معروف، واكب الحياة الجماهيرية و السياسية و النضال السري بأعباء و مسؤوليات جسيمة، و واجه في سبيل قضية نضاله، السجن و التعذيب الهمجي القاسي و التشريد . . عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي .
5. شذى البراك، صيدلانية . . مناضلة سياسية و اجتماعية في سبيل الحريات و حرية المرأة و حقوقها، خاضت في العمل السري من اجل اسقاط الدكتاتورية، القي القبض عليها و عذبت بوحشية و انقطعت اخبارها، و كشف عن اعدامها المدرج وفق وثائق الأمن العائدة للدكتاتورية بعد سقوطها . .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناك . . عند الحدود (1)
- ثمانون عاما من اجل قضيتنا الوطنية . .
- الشعب بين حقوقه و بين تقاعد الرئاسات
- 8 آذار و مخاطر مصادرة حقوق المرأة . .
- الى من يحاول تجميل جرائم 8 شباط الاسود (2)
- الى من يحاول تجميل جرائم 8 شباط الاسود (1)
- اصلاحات الكنيسة الكاثوليكية و احزابنا الثورية (2)
- اصلاحات الكنيسة الكاثوليكية و احزابنا الثورية (1)
- المالكي يراهن على موقف المرجع الأعلى / 2
- المالكي يراهن على موقف المرجع الأعلى / 1
- اعلان تحالف -كوردستاني ديمقراطي مدني-
- هل هو تخوّف من نتائج الانتخابات ؟
- المالكي : الشعب لايحب الحكومة !
- هل ستعود الإنقلابات العسكرية ؟
- هل هو حكم اوليغارشية طائفية ؟
- الاحزاب الكبيرة و الصغيرة، الشباب
- الحكومة و الارهاب و الاحتجاجات السلمية
- -سانت ليغو- و حراك شبابي منتظر!
- اسطنبول ! هل بدأ خريف (الاسلاميين)؟(3)
- اسطنبول ! هل بدأ خريف (الاسلاميين) ؟(2)


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهند البراك - هناك . . عند الحدود (2)