لغة البيع و الشراء بالجملة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 17:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

لغة البيع و الشراء بالجملة
استاذ اساتذة – تلميذ تلامذة – بطريق بطارقة - مطران مطارنة - فيلسوف فلاسفة - ملاك ملائكة – جبار جبابرة – شماس شمامسة – دكتور دكاترة -عبقري عباقرة ـ افريقي - افارقة.

ماذا تلاحظ؟ هل لاحظت ان هذه الاسماء:
اولا جميعها دخيلة على العربية
ثانيا حروف ما قبل الاخير ممدودة بالياء او الواو او الاليف في المفرد
ثالثا هي من جمع التكسير على وزن فعاللة. و لكن حتى اذا لم يمدد الحرف ما قبل الاخير في المفرد كما في الامثلة الاتية فانها تستمر على وزن فعاللة قارن:

قيصر قياصرة – فرعون فراعنة – اسقف اساقفة – مغربي مغاربة – صيرفي صيارفة – بلشفي - بلاشفة

و السؤال هو: لماذا جمع التكسير من وزن فعاللة بصيغة المؤنث رغم انها مذكر الجنس؟الجواب: لان جمع التكسير يختلف كليا عن جمع المذكر السالم فجمع السالم يشير الى عدد معين من الافراد بصفة معينة من جنس معين بينما لا ينظر جمع التكسير على وزن فعاللة الى الافراد كافراد بل يحزمها في حقيبة واحدة كنوع من الشراء او البيع بالجملة و هذا يعني ان فكرة الهوية الفردية في جمع السالم تختفي كليا هنا قارن ايضا انواع اخرى: عبدون مع العبيد و شبان مع الشباب و نسوان و نسوة مع النساء اي بعبارة اخرى ان هذا النوع من الجمع في الحقيقة:

اولا ليس جمعا بل مفردا بمعنى الجمع او دعني اسميه جمع الشراء / البيع بالجملة
ثانيا يتقرب هذا الجمع الى التجريد بانتزاع هوية الاسماء الفردية المادية
ثالثا تنتهي بتاء المربوطة لذا فانها تظهر مؤنثة حتى اذا كانت مذكرا لان المؤنث جزء من الملك.

لا تنسى ايضا ان اكثرية الاسماء الدخيلة من نوع ممنوع من الصرف و جمع التكسير. لا يقتصر هذا التعامل مع الاجنبي و الدخيل على العربية فقط لان اللغات بصورة عامة و بسبب كون الدخيل غريبا عليها تحزمها في حقيبة لبيعها بالجملة.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل