أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - ثورة من أجل الثورة















المزيد.....

ثورة من أجل الثورة


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتساءل السوريون عن سر بقاء النواة الصلبة للنظام الأسدي بهذا التماسك حتى اليوم و عدم تفتتها أو تصدعها إلا في حالة عابرة وحيدة مضت عندما كانت الضربة التأديبية الأمريكية على الأبواب عبر أساطيل و حاملات طائرات شاهدناها على القنوات الفضائية. هذه النواة العائمة على بحر الدماء السوري و التي لا تسقط إلا بكليتها دفعة واحدة, بفضل تماسكها هذا تسيطر على كامل أجهزة الدولة و مؤسساتها, و أهمها مؤسسة الجيش, بشبكة محكمة من المخلصين للنظام عقائدياً أو طائفياً أو مصلحياً رافضين لأي تغيير أو انقلاب سيصيبهم في مصالحهم و سيقدمهم للمحاكمات و للمسائلة عند سقوط النظام.
ثم يتساءل السوريين عن سر بقاء و تماسك نواة تشكيلات المعارضة, التي شُكلت خارج الوطن و خارج الثورة ثم اضطر بعض المعارضين من الداخل للالتحاق بها لقناعتهم بضرورة قيام وجه سياسي للثورة يمثلها و يرسم طريق نصرها, خاصة بعد كل هذا الفشل و الاخفاقات المتلاحقة دون الخوض في هذه اللحظة بثراء بعضها على حساب الدم السوري و لقمة عيشه الأساسية للصمود و البقاء.
لا يوجد في تاريخ الشعوب في العالم, ثورة لم تقم بعملية مراجعة و تقييم و تحليل ثم المحاسبة لكل من أخفق و أضر بالعملية الثورية أو التقدير لكل من ساهم بنجاح سياسي أو عسكري و عمل مخلصاً للثورة و لأبناء شعبه.
في الثورة الفرنسية التي اندلعت في 1789م و التي وضعت اسس الديمقراطية و حقوق الإنسان و المواطن و نظام المساواة, ظهر انحراف خطير خلالها ببروز توجه ديكتاتوري قاده ماكسيميليان روبيسبير عضو لجنة السلامة العامة في الحكومة التنفيذية و الذي تسبب بقتل ما بين 16000 إلى 40000 مواطن فرنسي خلال سنتي 1793 و 1794 باسم قانون (المشتبه فيهم) بحجة حماية مكتسبات الثورة و لكن هذه لم يمنع من إعادة تصحيح الثورة عبر محاكمته و إعدامه ثم سن دستور جديد سنة 1795م, بمعنى أن عملية التصحيح تصبح حاجة و ضرورة عند انحراف الثورة عن أهدافها الأساسية التي نادى بها الشعب الثائر و يمكن سرد أمثلة كثيرة حصلت عبر عدة ثورات قامت في العالم عن انحرافات حصلت فيها و تم تصحيحها بفضل إخلاص و عبقرية و حنكة من يستطيع قيادة المرحلة و ليس من خلال مجموعة من المتسلقين و الأقزام السياسيين الباحثين عن أدوار و بفضل قوة الدفع الشعبي التي لا تتراجع عن أهداف ثورتها الأصلية.
الثورة السورية قامت في ظروف موضوعية اسثنائية, رغم عدم توفر الوعي السياسي الذي يمكن أن تقدمه عادة الأحزاب السياسية أو الجماعات السرية أو العلنية ثم تحولت لانتفاضة شعبية على النظام تدعو إلى إسقاطه دون أن تحل محله كقوة سياسية منظمة مما فسح المجال واسعاً لتبوء التنظيمات السياسية المنفية خارج الوطن قيادة المشهد السياسي للحالة الثورية دون انخراطها بالثورة بسبب انكشاف انتهازيتها و قصورها و استبدادها الذي يرفض بنيوياً الآخر المختلف و تقوم على الاقصاء مستنسخةً الحالة البعثية الأسدية في السيطرة على السلطة و التي كانت هي أحد ضحاياه لعقود طويلة.
مارست تلك القوى سياسة ميكيافيلية تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة و كانت الغاية واضحة للجميع بأنها السلطة و الوسيلة كانت تحويل الثورة الشعبية المدنية السلمية إلى دينية تدفع بها إلى السلطة كبديل جاهز و لكن بسبب تاريخها و انتهازيتها لم تحظ بشعبية في الداخل الثائر فكان أن اتجهت للتطييف و التسليح في تلاقي مصالح مع النظام المجرم نفسه, لعلها تستقطب الحالة لصالحها و وعدت الشباب المتحمس بالتدخل العسكري الأجنبي الوشيك و بحظر الطيران و بالدعم الدولي الكبير و عندما صدمت بحسابات الدول الغربية و خاصة أمريكا, قامت بالتسويق للتنظيمات المتطرفة التي صدرتها دول العالم إلى الساحة السورية و قدمها النظام فزاعة للداخل و الخارج عن بديله المحتمل, فما كان من هذه التنظيمات أن انتشرت بسبب خبراتها القتالية و ابتلعت الساحات و بدأت بفرض أجندتها القاعدية على الثورة و على السوريين.
الفكرة أن هذه القوى التي شكلت المجلس الوطني ثم الائتلاف مازالت كنواة واحدة و صلبة تعمل من أجل غاياتها و لم تصل بها كل الاخفاقات و السياسات الانتهازية إلى مراجعة أو تقييم يعيدها للخط الوطني إن كان هذا الخط بالأصل من أولوياتها و خاصة بعد سقوط مشروعها الأممي في مصر و تونس و وقوف السعودية و أصدقاؤها ضد هذا المشروع و لكن المثير للاستغراب تماسك تحالف هذه القوى مع قوى تتناقض معها بالمطلق أيديولوجياً رغم انتشار تسجيلات واضحة تثبت استغلال لبعض الشخصيات الوطنية و وضع واجهات سياسية لها تاريخها و شعبيها في الداخل السوري تعويضاً عن ما تفتقده هي في الشارع السوري.
القصة السورية تتجه لمنعطفات خطيرة يوماً بعد يوم و الوضع في الداخل لم يعد يحتمل مهادنات و تسويفات ينزلق منها التطرف و الفساد و الانتهازية, و قبول السوريين بواجهة سياسية في الخارج على علاتها أوصلنا لمؤسسات متضخمة من الموظفين و أصحاب المصالح الخاصة تستبعد الأكفاء و الشخصيات السياسية الثورية, فإلى متى؟ و لصالح من؟
إن ثورة من أجل الحفاظ على الثورة صارت حاجة وطنية و ليست ترف سياسي هدفها تنظيف المؤسسات السياسية و خاصة الائتلاف من المرتزقة و خالي الأعمال و الخبرات و الكفاآت و قد صار موضوعاً ملحاً و اساسياً في العملية الثورية.
كل يوم يخرج علينا متحدث باسم الائتلاف أو مندوب له في دولة ما, ليتحدث حديث سطحي و متواضع علمياً و سياسياً و إعلامياً كأي مبتدئ أو هاوي سياسة في حين أن سورية تملك من الخبرات و الكفاءات الكثير و هي بحاجة اليوم و الغد إلى محترفين و ليس هواة, و لكن كما يقال البضاعة السيئة تستبعد البضاعة الجيدة. صار علينا جميعاً أن نضع معايير لاختيار أعضاء الائتلاف و موظفيه و مندوبيه كمحترفين يملكون القدرات العلمية و الخبرات و الحس الوطني العالي و الايمان بضرورة انتصار الثورة و إنقاذ سورية و صار من واجب الجميع أن يرفض أي وصاية من أي دولة ممولة أو تكتلات انتهازية لإقحام شخصيات تتسول السياسة كما تتسول مخصصاتها المالية.
يكفي ثلاث سنوات من التخبط و المزاودات و العبث و لتبدأ حملة رأي عام سوري كمطلب وطني و أخلاقي لكي يكون العمل في مؤسسات الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة, وطنياً, ثورياً, احترافياً وتحت عيون الرقابة و المحاسبة المؤسساتية و الشعبية, و إلا فإن المأساة مستمرة و أخطبوط الاستبداد المتطرف يزداد تمكناً و شرعنةً لبقاء نظام الأسد.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قذائف هاون ... على الأهل
- المزاودة في سيكولوجيا العقل السوري
- قتلة تروتسكي في صفوف الثورة السورية
- ستحرمون من الخبز
- معركة الساحل واقع و مستقبل
- ربط الملفات أم لف الروابط
- العام الرابع, طقوس و تحولات
- جلجامش السوري
- غربان الموت, إلى أين؟
- جنيف 2, نحو الجنة السورية
- الحرية تؤخذ و لا تعطى
- علم مقابل وطن
- القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة
- الجيش الحر و انتقام النظام
- استراتيجية المفاوضات في مسيرة الثورة السورية
- حصاد الرؤوس الكبيرة
- هي هجرة أخرى ..فلسطينيون سوريون
- سوريون..و لا نخجل
- التصويتات على تأديب الأسد
- الضربة التأديبية, فأين المفر؟


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - ثورة من أجل الثورة