أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - ربط الملفات أم لف الروابط















المزيد.....

ربط الملفات أم لف الروابط


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقتبست العنوان من كتاب فلسفة البؤس لبرودون و رد كارل ماركس عليه بكتاب بؤس الفلسفة, حيث يخدم التضاد فكرة المقالة.
يربط العديد من المحللين السياسيين, السياسات الغربية و الأمريكية خاصةً تجاه العالم على أنها وحدة متكاملة و مترابطة بحيث يمكن تعويض خسارة سياسية في منطقة بربح سياسي في منطقة أخرى حسب أولويات و حموة الأزمات. في اعتقادي, أن هذا الربط هو تسطيح و استسهال لاستعصاء تفسير الأزمات باعتبارها مرتبطة بتكوينات كونية لا قدرة لنا نحن الشعوب الفقيرة على تفسيرها أو التجرؤ عليها, فيدخلون التحليل بعالم اللاورائي و بمؤامرات خطط لها منذ مئات السنين و تم حفظها في سراديب سرية تشرح مالذي يحدث و مالذي ستصل لها من نتائج و كأننا في عالم مستلب و قطيع مستديم القبول و الطاعة.
معظم هؤلاء المحللين السياسيين يتمتع بثقافة واسعة و لكنها سطيحة و لديه قدرات جبارة على ربط حرب أفغانستان بخط أنابيب النفظ الاوزباكي بالصين و الايراني بالبحر الأسود و ربط محكم لحرب العراق بطريق الحرير و تسونامي اندونسيا بتفجيرات نووية صينية أو أمريكية حدثت في ستينات القرن الماضي و آخرها ربط قيام الثورة السورية بأنابيب الغاز القطرية للمتوسط و كذلك الأزمة الأوكرانية بالأزمة السورية و الربيع العربي بالمؤامرة الصهيوينة التركية الفارسية الخليجية. لكن أكثر هؤلاء المحللين السياسيين يكونون رهائن لأنظمة شمولية ديكتاتورية تملك بعداً شعبياً وظيفياً و مؤقتاً و خزان من المثقفين و الفنانيين و الأدباء يمارسون التشبيح كما يمارسون اللعب بالبيضة و الحجر.
لا يحتاج الأمر كثير من العناء في سرد اسماء عشرات من هؤلاء و ربطهم شخصياً و مصلحياً بالأنظمة الاستبدادية. يسوقون له كحامي الحرية و الوطن و الأقليات و الممانعة و المقاومة ...و قد يكون المحللين اللبنانيين الأسديين هم الأكثر تمسكاً بهذه العقلية و الأكثر ضرراً بفكر الجمهور و بقدرته على التفكير المنطقي حيث الثورة السورية لا يمكن تفسرها برأيهم سوى بالمؤامرات الكونية و بقطر و مجسماتها و مرة باسرائيل و مرة بالمحافظين الجدد و مرة بالسعودية و تركيا و جزر القمر و السفن الحربية الهتلرية قبالة شواطئ طرطوس المحتلة.
ظاهرياً, يمكنهم تسويق ربط كل أزمات العالم ببعضها و التركيز على وجود منظمات فوق الطبيعة تخطط و تعطي الأوامر و الشعوب تنساق كالخراف للتنفيذ, طبعاً هذا لا ينقض فكرة وجود منظمات أممية تملك استراتيجيات عامة و لديها من الامكانيات العلمية و المالية للتدخل و التأثير عند توفر الفرصة المناسبة و استغلالها.
تقوم عملية رسم السياسات الدولية دائماً على مصالح الدول, بعيدة المدى و القريبة و هذا عمل يحتاج للمعلومات و دراسات اجتماعية و سياسية و اقتصادية لكل أزمة على حدة ثم هناك تحليل متكامل بين خاص هذه الأزمة و عام بالجيوسياسي الدولي.
في الأزمة الأوكرانية, من الرابح و من الخاسر قبل أن نفكر بالربط بينها و بين الأزمة السورية؟ بكل المقاييس السياسية, روسيا بويتن هي الخاسر الأكبر فلقد خسرت أوكرنيا توءمتها التاريخية و شريك روسيا القيصيرية و الاتحاد السوفيتي السابق و خاصرتها على أوربا و آسيا. بتوجه أوكرانيا نحو الغرب و نحو الاتحاد الأوربي بكل أزماتها الاقتصادية و الاجتماعية و استقبال الأوربيين و الأمريكيين لهذا التوجه يكون الغرب قد تابع مسيرة حصار الدب الروسي من جديد بعد أن استعاد قواه الاقتصادية بارتفاع أسعار النفط و قواه السياسية باستغلال الأزمة السورية. كل التصريحات الأوربية و الأمريكية عن الغضب من ضم شبه جزيرة القرم لروسيا الفيدرالية ليس سوى ذر للرماد في عيون الآخرين. القرم بالأصل هو أراضي روسية و أغلبية سكانها روس و ما ضمها سوى مكسب روسي زائف أمام خسارة كبيرة في كييف مع إمكانية مساومة الغرب عليه لاحقاً.
في الأزمة السورية, المفتاح الأساسي لفهم السياسة الأمريكية الأكثر فعالية في المنطقة, بغير ما يحلل الكثيرين, هو تل ابيب. اسرائيل بالنسبة لأمريكا هي مرتكز أساسي في رسم السياسات لما لها من تأثير انتخابي و اقتصادي أمريكي هذه إحدى الأولويات و طبعاً مدى تأثير الصراع في سورية على المصالح الأمريكية دون أن تدفع ثمن طلقة واحدة أو تخسر جندي أمريكي, بمعنى أن تسعير الصراع منذ اليوم الأول بأدوات النظام و ببعض المعارضات و الفيتو الروسي الصيني و بتحييد الدور الفرنسي الأوربي و بحصار سياسي و عسكري لهذا الصراع و استدعاء البعد الطائفي المذهبي, قد استدعى كل الخصوم و الأعداء إلى ساحة واحدة لن تشكل للسياسة الأمريكية أي حالة ندم عند وقوع مئات الألوف من السوريين نتيجة هذا الصراع. هنا يمكن الاشارة إلى الإحياء الأمريكي لإيران بترابط الملف النووي الأيراني بالأزمة السورية و قد تحاول ذلك في مراحل مستقبلية لانهيار أحلام إيران في المنطقة قبل سقوط الأسد بقليل, حيث تكون إيران المثقلة بالعقوبات الاقتصادية الدولية قد خسرت استثماراتها المالية الضخمة في النظام الأسدي.
في اعتقادي, لا يمكن للسياسة الأمريكية بالمطلق, أن تربط بين أزمتين مختلفتين في الطبيعة و المكان و الأهداف و التكتيك فالأزمة الأوكرانية قامت منذ الثورة البرتقالية و هناك عمل سياسي تراكمي حصل منذ سنوات طويلة بوجود أحزاب و منظمات مجتمع مدني و من أهم أهدافها الخروج من بيت الطاعة الروسي و الالتحاق بأوربة كما فعلت كل دول أوربة الشرقية من قبلها و لم يبق سوى روسيا البيضاء و أوكرانيا الأوربية ليست في الشرق الوسط و ليست جارة لاسرائيل, و إنما هي ضمن استراتيجية كسب للمصالح الأمريكية على حساب مصالح القيصر الروسي الجديد.
في الأزمة السورية, ثورة شعبية تبدلت فيها صورة و لغة الخطاب بقسر العنف الرسمي و وعود الدعم الخارجي الكاذبة, من حرية و كرامة و عدالة إلى شعارات دينية و طائفية و خلافة اسلامية و وصلت للقاعدية حيث بالقصف و القتل و التهجير فقدت الثورة الحالة المدنية و الخطاب الوطني الجامع الذي استقطب معظم السوريين في بداية الثورة و بدت بوادر عدم الثقة بالنظام و بعائلة الأسد تظهر في قرى موالية له و في معاقله. كل ذلك في ظل غياب للعمل السياسي الوطني المسؤول حيث لا أحزاب و لا رؤية و انتشار فوضى السلاح و أمراء الحرب و معارضات مريضة مستبدة.
يأتي الحديث اليوم على صفقات أمريكية روسية سابقة في الملف السوري و تحولها لحالة شد و جذب بعد الأزمة الأوكرانية و وعود جديدة بالدعم و المساعدات و بالأسلحة النوعية لتغير قواعد اللعبة في سورية كقصة ابريق الزيت و في حالة تناسي لوعود و وعود كلها صبت في مصلحة الأسد و على حساب آمال السوريين في إسقاطه و إعادة بناء بلدهم.
في المشهد السوري, مازالت قواعد الصراع و اللعبة بذاتها, دون حسابات أوكرانية و إيرانية, على حالها طالما هناك تنظيمات قاعدية تسرح و تمرح في مناطق واسعة في سورية و طالما هناك استنزاف كامل لقدرات البلد و لمستقبله على المدى المتوسط, حيث العامل الأكثر تدميراً هو النظام و طالما ليس هناك عمل سياسي وطني واعي, يضبط العمل العسكري و يستبعد الفكر المتطرف و الاقصائي. عمل سياسي, ينظر بواقعية و بموضوعية و لا يفرط بمصالح الوطن و الشعب و يستفيد من الأبعاد الانسانية للثورة الأوكرانية التي لعب الغرب و أمريكا على أوتارها, عمل سياسي تراكمي و ليس اعتباطي و متسرع و انفعالي, حيث هدفه الوطن و انتصار الثورة و كسب الجميع و استقطابهم للفعل الايجابي لعزل النظام ثم إسقاطه كأول أحجار الديمنو في مصفوفة التنظيمات المتطرفة.
أعتقد أن السياسة الأمريكية تعمل بعكس ما يسوق البعض لها كقوة فوق الطبيعة تربط ملفات الأزمات الدولية ببعضها, لأنها منطقياً ستضطر لتقديم تنازلات في ملف على حساب ملف آخر و هذا لا يخدم مصالحها في معالجة كل ملف على حدة بل أعتقد أن سياستها تقوم على الايحاء للخصوم بأن هذه الملفات مترابطة في لفة واحدة و لكن عند المفاوضات تعيد تفكيكها بسهولة.
مازلت أرى بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي اللاعب الأساس في منطقة الشرق الأوسط مع لاعبين أقل قدرة بكثير منها, هي اليوم تجني مكاسب عظيمة من كل ربيع الثورات العربية و خاصة في سورية على حساب ما تبق من مصالح لروسيا و لكن على حساب الدم السوري ايضاً, و الأهم بسبب غياب العمل السياسي الوطني بعد ثلاث سنوات, ثورة.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العام الرابع, طقوس و تحولات
- جلجامش السوري
- غربان الموت, إلى أين؟
- جنيف 2, نحو الجنة السورية
- الحرية تؤخذ و لا تعطى
- علم مقابل وطن
- القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة
- الجيش الحر و انتقام النظام
- استراتيجية المفاوضات في مسيرة الثورة السورية
- حصاد الرؤوس الكبيرة
- هي هجرة أخرى ..فلسطينيون سوريون
- سوريون..و لا نخجل
- التصويتات على تأديب الأسد
- الضربة التأديبية, فأين المفر؟
- الخمسين, بين ماضي الهزائم و حقيقة الانتصار
- في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية
- التاج يسقط في الشام
- حصار الشعب الذي يريد
- من أين جاؤوا هؤلاء؟؟
- تقاطعات بين استراتيجيتين على حساب ثورة السوريين


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - ربط الملفات أم لف الروابط