أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - التاج يسقط في الشام














المزيد.....

التاج يسقط في الشام


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يريد أن يعرف طريق الحرب الشعبية فعليه أن يستفيد من تجارب عالمية منها القريب و منها البعيد و أفضل الطرق لمعرفة سر نجاحها هي الاستفادة من التجارب الفاشلة قبل التجارب الناجحة.
بكل المقاييس يمكن توصيف الحالة العسكرية القائمة في سورية بأنها أشبه بحرب شعبية ضد قوات نظامية تحمي سلطة استبدادية, و بغض النظر عن الموقف من هذه الحرب و عن إصرار من قام بالثورة منذ البداية على الاستمرار بالحراك المدني و تقويته أمام حالة الجموح للعسكرة و التسليح التي اجتاحت الجموع الغاضبة الثائرة من تعاظم عنف و بطش النظام لهذا الحراك و تجييش قطعان الشبيحة في حالة استفزازية للسوريين جميعاً استحضاراً للغرائز و الطائفية. لا يخفى عن الجميع الدور المشين الذي لعبته أيضاً قوى معارضة تبحث عن موطئ قدم لها داخل الثورة من خلال طروحاتها الخبيثة منذ البداية بالتسلح و الكفاح المسلح بجانب التدخل الأجنبي و بالتحريض الطائفي أيضاً.
نعم, صار الموضوع وراءنا, فكما يقال وقع الفاس بالراس و كلي ثقة أن الكفاح المسلح كان حتمياً و لكن كان سيكون له ظروف موضوعية و ذاتية أكثر نضوجاً و تنظيماً بعد ازدياد أعداد المنشقين من جيش النظام الرافضين للاخراط باستباحة الدم السوري.
بالعودة لموضوع الحرب الشعبية و أسرار نجاحها, فالتجارب الفاشلة للشعوب كانت تضع أهم أسباب فشلها بشكل واضح و صريح ليس فقط للانقسام السياسي و الايديولوجي للقوى ذات الهدف الواحد في إسقاط نظام مستبد و إنما لغياب وحدة العمل العسكري و توصيف طبيعته و الانضباط و الأكثر أهمية هو القيادة العسكرية الموحدة تحت سقف توافق سياسي بين جميع القوى المتقاطعة مرحلياً على إسقاط النظام الاستبدادي, بمعنى أن لا انتصار عسكري لحرب شعبية بدون قيادة وطنية واعية, تملك أسباب الانتصار معرفياً و خبرةً و قرباً من الناس و الحاضنة الشعبية للثورة.
أيضاً الفوضى فهي أهم أسباب الفشل لأي حرب شعبية و لأي ثورة. لقد كانت الفوضى منذ مظاهرات درعا هدفاً استراتيجياً للنظام للقضاء على الثورة المدنية التي خرجت من الأرياف السورية دون سلاح و إنما بصدور شاب و شابات سورية و صبرت بشكل يعتبر خارج أي علم أو منطق و استمرت أكثر من ثمانية شهور دون ردود عنفية مضادة في حالة صوفية فريدة.
النظام السوري خبير في الفوضى و في خلط الأوراق و الأهم اللعب على الوقت و لكن الآخرين ممن امتطوا الثورة عن بعد و القصيري النظر و المستعجلون للسلطة, لا يعرفون أن الوقت لصالح الشعوب التي تستفيد من أخطائها و تعيد تقييم تحركها و التوجيه نحو أهدافها. لقد دفعوا بأيديهم و بأسنانهم نحو تسلح غير منضبط و دون قيادة و استراتيجية و دون الاستفادة من إمكانيات من انشقوا عن النظام مستدعين بقصد و من دون قصد و كما فعل النظام نفسه, دول الجوار و الدول الفاعلة في العالم إلى ساحة الصراع السورية في إشارة واضحة لقصورهم العلمي و المعرفي بطبيعة السياسات الدولة و الصراعات التي ستنتقل إلى بيوتنا و أحيائنا و قرانا و مدننا, كما اليوم و في المستقبل و إلى أمد طويل.
اليوم و لكل من يعمل بالحرب الشعبية السورية ضد نظام الاستبداد الأسدي الممتلك لكل أسباب التدمير و الحرق على كامل تراب سورية, لا انتصار دون قيادة موصوفة وطنية واعية و قادرة, و لا انتصار في ظل الفوضى و تعدد الساحات و الأجندات اللاوطنية التي هي سبب مستقبلي لضياع الثورة و ضياع سورية.
نعم, لا انتصار و حيث هناك العمل العسكري و السياسي هو تنفيذ غبي و حرفي لمخططات النظام من حرب القصير إلى حرب تلكلخ إلى حرب الخالدية إلى حروب الساحل و الشمال و الشرق متناسين بأن النظام يسقط في دمشق و رأس النظام عندما يخرج من قصر الشعب أو قصر المهاجرين فلن يعود إليه لأنه سيسقط دولياً و ما الحروب الصغيرة و المتفرقة و المشوشة هنا و هناك إلا تأجيلاً غير منطقي لحرب تحرير دمشق التي يجب أن لا تكون مدمرة للمدينة و لمؤسسات الدولة فيها لأنه من خلالها سيكتمل مشوار الثورة بعد سقوط النظام في قيام دولة حرة مدنية تعددية ديمقراطية.
في إسقاط للحدث اليومي السوري ربطاً مع تعويم الفوضى فإن من يقصد قصف أو تفجير في جرمانا أو السلمية أو أي منطقة سورية تتشابه معهما, فهو خائن سورية بقصد الخيانة عن سابق الاصرار و الترصد فلو كان مع الثورة فقد خان الوطن و الثورة و إن كان ممن يدعون الجهاد فهو من الأغبياء أو المتعاملين مع النظام و لكن الأكيد أن النظام هو من يفعل كل هذا الأعمال الشائنة بيده أو بيد غيره و عن سبق الاصرار و الترصد و ما هذه الأعمال الشيطانية إلا حروب تافهة و خبيثة تصب في خيار النظام لاستبعاد تحرير دمشق.

كل يوم ينتزع من القلب شهداء, هم أهلنا و مقل عيوننا, بيد نظام العار أو بيد حلفائه أو بيد مدعي الثورة و تجار الحروب.
كل يوم, أقف حائراً و متوجساً من شلال الدم في شوارع سورية مشيت فيها و إخرى لم أفعل. هل نحتاج لكل هذه القرابين لننال حريتنا أم كان هناك شكلاً أو صيغة أقل دموية لتحقيق ذلك؟
لا شك أن النظام الذي يبيع السوريين و أراضيهم و سيادة وطنهم من أجل بقائه, لا يعرف سوى هذا الشكل العنفي أو هذه الصيغة الدموية لقمع ثورة الشعب السوري و لكن أعتقد و قد أجزم أن النظام وحده لا يلام, فقط و حصرياً؟؟!!.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصار الشعب الذي يريد
- من أين جاؤوا هؤلاء؟؟
- تقاطعات بين استراتيجيتين على حساب ثورة السوريين
- عيد ميلاد كندا و الولادة العسيرة لسورية الجميلة
- الرحمة للمناضل و الإمام المغيب الشهيد موسى الصدر.
- القصير.. الثورة لا تسقط
- إعادة هيكلة و ليس مهزلة
- شعار الثورة (الموت و لا المذلة) كهدف استراتيجي
- كلاب مسعورة في ريف بانياس
- مصر و العراق..دروس هامة للثورة السورية.
- تصحيح المسار لا يعني الفشل.
- جبهة النصرة..لنا أم علينا؟
- مآلات الثورة السورية 4
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الثاني
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الأول
- التمثال الغبي
- الثورة السورية أسباب و مقارنات 2
- التحليل السياسي في الثورة السورية 1
- التكوينات الطائفية من موقع المقاوم إلى موقع العدو
- تشيخوف في الثورة السورية


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - التاج يسقط في الشام