أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد قنوت - القصير.. الثورة لا تسقط














المزيد.....

القصير.. الثورة لا تسقط


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 22:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لن أتحدث عن عملية برموغاندا إعلامية قام بها النظام و حلفائه و بعض الفضائيات العربية و العالمية المحسوبة على الثورة في تضخيم معركة القصير و اعتبارها معركة الحسم و معركة المصير للثورة السورية, سأتحدث عن من كان من المفروض أن يشكل إعلاماً للثورة أو لسان حال سياسي للثورة ألا و هم أعضاء الائتلاف و المجلس الوطنيين.
لقد انساق الائتلاف و المجلس لما يريده النظام في عملية التضخيم لمعركة القصير و بدون أي إدراك لمبادئ الحرب الشعبية المسلحة و طبيعتها العسكرية من حرب شوراع و ليست كحرب مناطق محررة. قبل أسابيع, خرج رئيس الائتلاف و المجلس ليعلن بيان عن الحشد لمعركة القصير و كأن عناصر الصراع العسكري هناك في حالة ندية و تساوي بينما كان من المفروض العمل على تبسيط معركة القصير بعكس ما يريده النظام و العالم و الدعوة للتركيز على معارك أكثر أهمية كمعركة دمشق الحاسمة. الأسوء في الأمر كان بعد القصيرحيث تبدأ التسولات و التوسلات للعالم و الدول المانحة للدعم المادي لإنقاذ أطفال و نساء القصير و جرحى القصير و أيضاً, لن يصل من الدعم المفترض شيئاً لأهل القصير.
في مشهد فانتازيا حزينة, تذكرني قوافل المقاتلين الشرفاء المتجه للقصير للمساندة و الدعم و زمامير الشاحنات على طول الطريق, بتعبير (عليهم يا عرب), لنسأل, هل قيادات الكتائب العاملة في العمل المسلح برغم كل الحس الوطني و الأخلاقي لأفرادها على قدر من الكفاءة و العلم و الخبرة في التعامل مع حرب عصابات شعبية طويلة الأمد هدفها إنهاك قوات نظامية تحمي نظام دموي استبدادي؟ لا أظن ذلك.
لقد أظهرت المعارك قتال يعتمد على روح القتال و الغيرة الوطنية و لكن هذه حروب تشبه حروب داحس و الغبراء و لا تخدم ثورة شعبية وطنية شاملة. ناهيك عن تعدد القيادات و حتى تنافرها.
بتصوري, كان أفضل قرار لقيادة الجيش الحر بافتراض أنها متواجدة على الأرض, أن تصدر أوامر بانسحاب المقاتلين من القصير قبل انتهاء الحشود العسكرية للنظام و مقاتلي حزب الله و المليشيات العراقية و العمل على حرب عصابات تنهك هذه الحشود و تنسحب في حرب كر و فر طويلة, طبعاً مع أوامر سرية بدعم لوجستي و معلوماتي و مادي.
لقد أضحى طول مدة القتال في القصير ثقيلة على الجميع و كأنهم يردون لها أن تنتهي اليوم قبل غد لتبيان ما بعد القصير, لن أتحدث هنا عن الذين يقفون مع الثورة حتى لا أقع في خطاب التخوين البغيض, و لكني سأتحدث عن من يقفون مع النظام بكل إخلاص و مصداقية. نعم, الجميع كان يعول على سقوط القصير و تضخيم هذا السقوط للنظر لمباحثات مؤتمر جنيف 2. زعيم حزب الله كان ينتظر سقوط القصير ليعلن في مناسبة انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان عن نصره الإلهي الثاني في القصير و لكن خاب أمله و سقطت القصير يوم الخامس من حزيران يوم انتصار اسرائيل في حرب الأيام الستة سنة 1967 و يوم بدء قصف بيروت عندما اجتاحت القوات الاسرائيلية لبنان سنة 1982.
العالم يريد سقوطاً ما, ليبدأ برسم سياساته و خرائطه القادمة على قياس مصالحه و تحالفاته و كان أفضل حالات السقوط هي سقوط القصير بعد جعلها ستالينغراد السورية و لمعرفته المسبقة بنتائج الحرب فيها, فالسياسيون لا يحبون المفاجآت بل يشعرون بالسعادة عندما تنطبق تحليلاتهم على الواقع.
كل ما يريده العالم بكل وضوح أن تنكسر روح الشعب السوري الثائر و تتحطم إرادة (الشعب يريد), لأنها بالنسبة لكل سياسيي العالم هي روح تمتلك من عنصر المفاجئة و الجموح ما يقلب الطاولة عليهم و يطيح بمخططاتهم و مصالحهم و توازناتهم.
سنظل في حلقة مفرغة من العنف و التدمير يقودها النظام و حلفائه و بدعم عالمي و بعد أن تعود القصير ستكون هناك قصير أخرى و في مناطق أخرى حتى يقتلوا روح الثورة التي تأصلت بالشعب السوري, هذه هي الحقيقة و علينا فهمها و على من يريد أن يعمل في الثورة السورية أن يضع هذه الحقيقة نصب عينيه و يبني عليها, سياسي أو عسكري.
القصير ستعود كما عادت معظم المناطق السورية التي تحررت ثم سقطت ثم عادت و تحررت. الشعب السوري هو الأقوى و هو الصابر الصامد و هو من يقلب طاولات المؤتمرات و المؤامرات التي لن تتوقف و لن تكل و لن تمل عن النيل من صموده و إصراره و عزيمته.
إن أساس أي حل سياسي في سورية لن يكون سوى بحاكمة من دمر سورية و قتل شعبها و شرع أبوابها لتدخلات العالم و أي حل لا يقوم على هذا المبدأ هو ساقط و غير قابل للحياة بعد كل هذا القتل للحياة في سورية. السوريون و منذ أكثر من سنتين يقاتلون من أجل انسانيتهم و من أجل أن لا تدمر بلدهم مرة أخرى بعد أن يعيدوا بناءها.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة هيكلة و ليس مهزلة
- شعار الثورة (الموت و لا المذلة) كهدف استراتيجي
- كلاب مسعورة في ريف بانياس
- مصر و العراق..دروس هامة للثورة السورية.
- تصحيح المسار لا يعني الفشل.
- جبهة النصرة..لنا أم علينا؟
- مآلات الثورة السورية 4
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الثاني
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الأول
- التمثال الغبي
- الثورة السورية أسباب و مقارنات 2
- التحليل السياسي في الثورة السورية 1
- التكوينات الطائفية من موقع المقاوم إلى موقع العدو
- تشيخوف في الثورة السورية
- في نهاية العام الثاني للثورة...ما العمل؟ أيضاً
- الممكن, في الوصول لأهداف الثورة
- كم كنت وحدك؟
- السوريون الأحرار ضمانة لأهداف الثورة
- الثورة السورية اليتيمة بين حصارها و عنادها
- لدينا خادمات سوريات..


المزيد.....




- الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فو ...
- الجبهة الشعبية في فاتح ماي: عمال فلسطين في قلب النار ووقود ا ...
- حزب العمال: لا خيار أمام العمال والكادحين إلا الثورة ضدّ الت ...
- إضراب عمال “الشوربجي” لليوم الثاني.. للمطالبة بحقوقهم المالي ...
- فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بشراكة مع جمعية النخبة ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 602
- كفاح الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد، وملتقاها ال ...
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 603
- نجل نتنياهو: إسرائيليون من اليسار ربما يقفون وراء حرائق القد ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد قنوت - القصير.. الثورة لا تسقط