أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - كم كنت وحدك؟















المزيد.....

كم كنت وحدك؟


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الماضي البعيد, اجتمع أطفال الحي الذي أقيم فيه في قلب دمشق لكي نلعب داخل أسوار ثانوية ابن خلدون في غفلة من الآذن. قدم إلينا رجل و سألنا إذا كنا نحب أن نتعلم لعبة كرة اليد في نادي الشرطة و عرض علينا ألبسة رياضية و كرات. منذ ذاك اليوم تشكل من مجموعة أطفال الحي و آخرين من أحياء قريبة و بعيدة فريق, لعب كرة اليد لأكثر من عشرين عاماً, كسبنا أغلى و أعز الأصدقاء.
السبب من ذكر هذا الماضي, أننا لعبنا باسم نادي قوى الأمن الداخلي و لم يكن لدينا أي صفة مرتبطة بهذا الجهاز القمعي الدموي سوى الاسم. كانت عيون الشك و الغضب تطاردنا من لاعبي الأندية الأخرى و من وجوه المشجعين على المدرجات, منذ أول بطولة للصغار في صالة مدينة حمص الرياضية المغلقة.
لم نفهم هذا الكره و الحقد علينا لإدراكنا البسيط بأننا نلعب باسم نادي الشرطة و ليس باسم جهاز الأمن أو المخابرات. مع مرور السنين عرفنا السبب فحاولنا من خلال علاقاتنا مع لاعبي الأندية و المحافظات السورية الأخرى أن نوصل رسالة بأننا لا نرتبط بهذا الجهاز القميء سوى بالاسم واستطعنا أن نبني علاقات أخوية و صداقة ممتازة معهم. بعد أحداث الثمانينيات لم نكن نستطيع أن نسيطر على كم الحقد و الكره لنا خاصة من الجمهور فقد كانت أغلب المباريات تنتهي بهجوم مجنون و عنيف تجاهنا نقابله بحالة جنون مضاد دفاعاً عن أنفسنا تتوقف مع إطلاق رصاصات من مسدس أحد رجال الشرطة المتواجدين لحمايتنا, هذا الكلام ينطبق حتى عندما كنا نلعب في دمشق لأن جمهور نادي الشرطة محدود للغاية.
خلال تاريخ طويل من الرياضة, كنا نلعب أمام خصوم لا نعرف أكثرهم: الفريق المنافس, الجمهور و حتى بعض حكام اللعبة و المسؤولين الرياضيين.
كل مدرب ساهم في الاشراف علينا, كان يقول لنا أننا سنلعب ضد كل هؤلاء. كانت الفرق الرياضية الأخرى تلعب ضد سبعة لاعبين أم نحن فعلينا أن نلعب ضد لاعبين أكثر شراسة و هم الجمهور و الحكام و المنظمون, كنا نفوز أكثر المباريات لأننا كنا نمتلك المدرب الخبير و نتشارك في التنسيق و التخطيط و كان لدينا برنامج إعداد بدني ممتاز و الأهم كنا نضع في عيوننا الفوز و النصر لكامل الفريق و ليس للاعب أو مدرب بذاته. أذكر أننا بعد سنوات, طويلة اكتسبنا احترام الكثيرين و ثناءهم و صداقاتهم.
في الثورة السورية, نعيش مأساة متعددة الأوجه تذكرني إلى حد ما بتاريخ دام أكثر من عشرين عاماً كنا نشعر فيه أن علينا أن ننافس ما هو أكثر من الطبيعي و المنطقي.
في الثورة السورية أتذكر كلمات الراحل محمود درويش ينادي: كم كنت وحدك.. ؟
نعم, كم كنت وحدك أيها الشعب السوري الثائر؟
نظام استخباراتي أقرب للشيطانية منه للآدمية و البشرية, يقتل شعباً لا يمكن لاحتلال بربري أن يقتل بهذه الوحشية و التلذذ من العنف.
جوار متخوف من انتقال نسائم الكرامة لشعوبه المتعطشة للحرية فيمارس العزل و الإهانة لسوريين لم يبخلوا يوماً في نجدتهم و ضيافتهم.
دول تدعي الحضارة و الانسانية و لكنها تتكور اجتناباً للنظر في عيون أطفال سورين يموتون من البرد و الغبار و السيول. دول تعلن حروبها على مجموعات إسلامية هدمت بعض المقامات الدينية في أطراف صحاري مالي و تضع خطوطاً حمراء و بنفسجية لعدم انتقال السلاح الكيماوي السوري إلى الأيدي غير الأمينة, تلك الأيدي الأمينة التي قتلت حتى الساعة أكثر من ستين ألف سوري مسجلين دولياً كضحايا هذا النظام.
لا ننسى طبعاً, دولاً مافيوية و مللية تتصارع مع الآخرين على أرضنا لتنال من الكعكة السورية ما ستفقده قريباً فتطيل الصراع لتجلس على طاولة المفاوضات و المساومات. لكن الأنكى و المفجع, أن يكون من بين الصفوف من يتآمر على دم و أرواح السوريين, مدعين مالا يضمرون للوطن و للشعب السوري و ثورته, في عيونهم بريق المناصب و القصور و الإيداعات المصرفية.
نعلم و ندرك أن مع طول زمن الثورة تتقلب الأرض لتخرج من بطنها ما ضمرته عقود من الزمن المر فتتحول أعلام الثورة فيها إلى أعلام سوداء و يغدو العديد من المجرمين و المهربين و المسحوقين إلى قواد ميدانيين و رجال إفتاء و مستبدين جدد و أصحاب تجارة و مال و محطات نفط, تدعمهم و تغطيهم إعلامياً أقنية فضائية عربية و عالمية تسوق تطرفهم و أشكالهم الغريبة عن قيم و جوهر الشعب السوري, متناسين أنهم وقود حروب مفترضة قادمة و أن هذا الشعب خرج ليطيح بالظلم و الاستبداد و اللصوصية.

صحيح, كم كنت وحدك..يا شعب سورية الثائر؟ و كم ستطول وحدتك إلى أجل ما, فما عليك سوى اللعب ضد الجميع القريب قبل البعيد, لكن بذكاء و حنكة ليست بعيدة عنك, فمن علم العالم الأبجدية و الزراعة و العلوم لا يعجز عن الابتكار و الابداع في معركته المصيرية و الوجودية, لتجد أسباب و وسائل نصرك فيها.
اللاممكنات:
- لا يمكن لثورة تستجدي المساعدات أن تنتصر, فليكن تراب هذا الوطن رأس المال, فبدل أن يتسلبط البعض على محطات النفط الخام السوري جاعلاً منها مصادر ثروة, لتكن هذه المحطات بيد الثورة و لخدمة الثورة. أيضاً, لندعوا جميعنا أصحاب رؤوس الأموال السوريين في العالم أن يستثمروا في الثورة و في الوطن المحرر لاحقاً ضمن إطار وطني واضح. لنستصرخ ضمائر المغتربين السوريين الغيورين على أرض الأجداد و الأحفاد.
- لا يمكن أن تقود ثورة بجهاز تحكم عن بعد. من رحم الأرض السورية, لتكن القيادات الوطنية و الواعية, سياسية و عسكرية و ما على الشرفاء سياسيين و عسكريين من خارج الوطن سوى العودة إلى ذلك الرحم و العمل بين الجميع و بمعيتهم و حمايتهم دون تسميات لمدن غريبة عن مدن الوطن. لماذا لا يتشكل مجلس رأس العين أو تفتناز أو الموحسن بدل مجلس أو ائتلاف أو هيئة استنبول أو الدوحة أو القاهرة أو باريس؟.

كلمة لشعب سورية الثائر, من نور انتصارك القادم, لتكن واثق المسير و بخطى راسخة و مزلزلة للطاغية الصغير و الطغاة الجدد و لتكن أهداف ثورتك واضحة و ثابتة, لم و لن تتغير بتغير الأعلام و اللافتات و الهتافات.
إن توفر قيادتك الثورية على الأرض و الدعم المالي الذاتي الوطني سيحقق الفوز و الانتصار و ستكلل زوايا أرض الجمال السورية بأكاليل الغار و العزة.
تسقط الأقنعة و تتكشف الخبايا قبل أن تختمر في خوابي المصالح و الرغبات الشخصية و هذا دليل عافية و صحة للثورة السورية الوحيدة و التي ستبقى وحيدة زمناً طويلاً.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوريون الأحرار ضمانة لأهداف الثورة
- الثورة السورية اليتيمة بين حصارها و عنادها
- لدينا خادمات سوريات..
- العيد يأتي قريباً
- لافروف و عودة الابن الضال
- طلاب الولاية لا يولون
- بين خبزنا و دمنا, رسائل
- الانتلجنسيا السورية و سراب الحل السياسي
- سيناريو وطني يوم تحرير الوطن
- أين ذهبت أموال الإغاثة و التبرعات؟؟
- إلى ما قبل قبل العصور الحجرية
- الأكراد السوريون..سوريون أكراد
- ثلاثة مشاهد في اسبوع واحد
- لماذا جرمانا؟
- قصة من مطار مرج السلطان
- سورية الجديدة تحت المظلة الديمقراطية
- نكسة أم انتكاسة؟
- الائتلاف الوطني السوري. ما العمل؟
- المبادرة الوطنية السورية أكثر من ضرورة
- عصفور و شجرة و وطن في سر حكاية الاستاذ ميشيل كيلو


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - كم كنت وحدك؟