أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - جبهة النصرة..لنا أم علينا؟















المزيد.....

جبهة النصرة..لنا أم علينا؟


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل استطاعت الأنظمة الحاكمة العربية أن تصيبنا كشعوب بمرض فقدان الذاكرة السياسية القريبة, بينما كانت تعمل على إحضار الذاكرة السياسية القديمة البائدة دائماً؟
لاشك أننا نمتلك من الذاكرة التاريخية ما نعتز و نفتخر به يوم كان شرقنا مصدر الحكمة و العلم و التسامح و القوة الاقتصادية و السياسية و العسكرية في العالم و لكن أنظمة التوريث الاستبدادية المبطنة بالرداء الديني السلطوي و تقييد العقل و تحريم الاجتهاد, كانت من أهم عوامل السقوط في الظلمة و التفريقة و الانهيار تبعها سيطرة الامبراطوريات الفتية على بلادنا عقود و عقود من الزمن.
في الذاكرة المعاصرة, نمر بتجارب مريرة و ما أكثرها و لكن ذاكرتنا لا تحاول أن تنبشها للتعلم منها و لتستخلص منها العبر و هي اليوم في أمس الحاجة للوعي و الحذر على مصير ثوراتها الشعبية على امتداد بلادنا و أوطاننا العربية.
في التجربة السورية المعاصرة الكثير الكثير كي نتعلم و نستفيد منه لنحدد خيارتنا كشعب يقف اليوم للتاريخ, ضد أعتى الأنظمة العالمية استبداداً و دموية و خيانةً لشعبه بحيث أصبح اليوم الخطر الحاضر الأكبر على وجوده و مستقبله.
كلنا يذكر أحداث الثمانينيات و ما آلت إليه من إرساء النظام الأمني الأسدي لسيطرته على الوطن, عن طريق الترهيب و التخويف قبل الاعتقال و التصفية.
الخوف الأكبر الذي صنعه حافظ الأسد, هو خوف جماعي شعبي من التطرف الذي ابتدأ بتحول فصيل من جماعة الإخوان المسلمين إلى العمل المسلح تمثلت بالطليعة المقاتلة.
الحقيقي و الواضح, أن النظام شيطن حزب الإخوان المسلمين و حوله إلى تكوين لا يمكن أن يتقاطع مع طبيعة المجتمع السوري بأي شكل من الأشكال مع أنه تنظيم عريق و له تاريخ سياسي وطني في سورية تحديدا. في أحداث الثمانينيات, استطاع النظام بخبث نادر أن يستغل عنف الإخوان و يسخره في حربه معه بأن يعزله شعبياً و يجند قطاعات اجتماعية سورية من كل الأديان و الطوائف ضده مما ضمن للنظام حسم هذه الحرب لصالحه.
اليوم, يعيد النظام التجربة بحزافيرها مع مأزقه المصيري في الثورة السورية, حيث عمل منذ اليوم الأول للثورة على توصيف الثوار بالإرهابيين و المتطرفين و أشاع حوادث القتل على الهوية و التمثيل بأجساد المواطنين دون تأثير حقيقي على مسار الثورة. لكن ظهور جبهة النصرة على المشهد السوري قبل أكثر من سنة كتنظيم ملتبس الارتباطات و الأهداف و بالشعبية التي كسبها من شدة قتاله ضد قوات النظام و شبيحته و لممارساته الجيدة مع السوريين المحتاجين للدعم و للإغاثة و للعدالة في ظل الاهمال و التعجرف لقوى سياسية و عسكرية محسوبة على الجيش الحر أو المجلس الوطني لا بل كانت بعض التنظيمات و الأفراد تسرق تلك المساعدات و تتاجر بها, سارع النظام إلى تضخيم حجم خطر جبهة النصرة و دورها في الثورة حتى يكسب تعاطف الشارع و يثبت مخاوفه من التطرف الغريب عن بنيته, تساعده في ذلك أجهزة إعلامية عربية و غربية و أجهزة مخابراتية إقليمية و دولية, واضعة نصب عينيها تحول الحاضنة الشعبية للثورة ضدها فيلتقط النظام حبل خلاصه من السقوط, كما حدث سابقاً.
مخاوف الغرب من هذا التنظيم و وضع الولايات المتحدة الأمريكية له على قائمة الإرهاب القاعدي كان الهدف منها تأسيساً لسياسة قد تضفي لتدخل عسكري مباشر في سورية بعد سقوط النظام أو قد يكون تحولاً دراماتيكياً باتجاه دعم النظام بشكل واضح ضد التطرف و قد يكون ضد الثورة نفسها.
لقد أدرك السوريين الرسالة و لكنهم كانوا يؤجلون الحقيقة المرة, عل سقوط النظام يكون أقرب من فجاجتها و صدمتها, اليوم تتكشف لهم حقيقة ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة و بفكرها و أهدافها و هي التي لا يمكن أن تتقاطع من فكرهم و أهداف ثورتهم بالمطلق.
اليوم, تقدم هذه الحقيقة أكبر خدمة للنظام و أهم دعم سيشكل خطراً حقيقياً على الثورة عندما يوضع الشعب السوري أمام مصيره بين استبداد أسدي يتداعى و بين استبداد متطرف غريب عنه تماماً, في سعي حثيث و جدي للنظام للتأثير على الحاضنة الشعبية للثورة و لجيشها الحر بربطها بالتنظيمات الجهادية المتطرفة.
هناك العديد من الشباب السوري التحق بتنظيم جبهة النصرة جنباً إلى بعض العرب و الأجانب و قد اضطروا لذلك في مواجهة عنف النظام و لامكانيات جبهة النصرة التنظيمة و العسكرية و لكنهم لا يتقاطعون فكرياً و عقائدياً مع فكر الجبهة و عقيدتها.
الاسلام السوري المعروف بسموه و بقبوله للأديان و الطوائف و المذاهب و تعايشه معها لا يحتاج لمن يفرض عليه شكل حياته و مستقبله و طبيعة العلاقة بين المواطن و دولته و شكل الحكم فيها, خاصة أن الشعب السوري خرج بثورته بكل مكوناته كثورة مدنية و ليست ثورة ذات بعد ديني و بطبيعة الانسان الواقع تحت هذا النوع من العنف وحيداً أن يعود لطلب المدد و العون من رصيده الديني العظيم.
الثورة السورية ثورة وطنية هدفها وطن حر كريم تحت سقف الديمقراطية و المدنية و التعددية السياسية, و أي فكر تكفيري أو إقصائي هو بمثابة دخول جسم غريب على الذات الوطنية ستصيبها و لو بعد حين بالتقيح و الحمى.
السوريون هم من يستطيعون فرض مفاهيم إسلامهم على العالم و ليس فقط على مجموعة أو تنظيم مهما كان حجمه و سطوته لأن هذه المفاهيم هي بنت بيئتها و السوريون بفطرتهم يستطيعون استيعاب و تصحيح المفاهيم المنحرفة و ذلك بالإصرار على ترسيخ أهداف ثورتهم و استبعاد المشوه و الغريب عنها في جبهة واحدة سينتصرون فيها على النظام و أشباهه و المتسلقين على الثورة و على ما تخططه له دول و أجهزة ضد وطنهم و مستقبلهم.
لا يمكن أن نتجاهل استفحال الأخطاء لأنها ستزيد من أعباء الثورة, و تبريرها لا يخدمها بقدر ما يؤجل المواجهة المحتومة مع تداعياتها. هذه المواجهة قد لا تكون بالضرورة عسكرية و لكن قد تكون مواجهة فكرية سياسية على الجميع السعي إليها و وضع كافة الاحتمالات على طاولة البحث و الوقوف الجماعي لكل السوريين من مختلف الانتماآت في وجهها بحزم و قوة.
تقديرنا للنوايا الطيبة و الأخلاقية و الانسانية لكل من يقاتل أو يساعد في الثورة السورية لا يبرر تضخم الأخطاء أو الانحرافات التي تختصر تاريخ 25 مليون سوري و أكثر من مئة ألف شهيد من أجل الحرية بفكر إقصائي يقرر مستقبلنا و طبيعة حياتنا الجديدة لتكون بدون أدنى شك ذريعة تدخل دولي تدميري يطيح بأي أمل لإعادة ما يدمره هذا النظام في وطننا.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآلات الثورة السورية 4
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الثاني
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الأول
- التمثال الغبي
- الثورة السورية أسباب و مقارنات 2
- التحليل السياسي في الثورة السورية 1
- التكوينات الطائفية من موقع المقاوم إلى موقع العدو
- تشيخوف في الثورة السورية
- في نهاية العام الثاني للثورة...ما العمل؟ أيضاً
- الممكن, في الوصول لأهداف الثورة
- كم كنت وحدك؟
- السوريون الأحرار ضمانة لأهداف الثورة
- الثورة السورية اليتيمة بين حصارها و عنادها
- لدينا خادمات سوريات..
- العيد يأتي قريباً
- لافروف و عودة الابن الضال
- طلاب الولاية لا يولون
- بين خبزنا و دمنا, رسائل
- الانتلجنسيا السورية و سراب الحل السياسي
- سيناريو وطني يوم تحرير الوطن


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - جبهة النصرة..لنا أم علينا؟