أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - سوريون..و لا نخجل














المزيد.....

سوريون..و لا نخجل


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أكن يوماً شوفينياً سورياً, كان الانسان من أي انتماء هو جوهر تعاطي الحياتي و الفكري و كان السلام و الحرية و الديمقراطية أهدافاً سياسية, عليها يتم إسقاط أي حدث أو نزاع يتطلب تحليلاً و استنتاجاً.
منذ الأشهر الأولى من عمر الثورة السورية العظيمة, تحولت لسوري عن سبق الإصرار و الترصد. تفجرت سوريتي عاطفةً و تفكيراً, مع صمود أهل حوران أمام رصاص الأسد الخائن و تحولت سوريتي لحالة شوفينية مع استجابة أهل بانياس و جبلة و اللاذقية ثم ديرالزور و حمص و إدلب حماة و ريف الشام من دوما إلى داريا إلى حرستا و معطمية الشام و منها إلى القابون و برزة و المزة و الميدان و التضامن و مخيم اليرموك....رغم معرفتي الشخصية بمدن و قرى سورية على امتداد الوطن لكني عرفت الكثير الكثير من قراها و شوراعها و مناطقها من يوميات الثورة. فخري و اعتزازي تألق مع الشعب السوري الذي خرج متظاهراً و بيده أغصان الزيتون و قوارير المياه و الحلوى يقدمها لجيشه الوطني, لكن ما عمل عليه نظام آل الأسد من تخريب في هذا الجيش أوصله إلى حد خيانة أمانة قسمه و الذي أقسمت عليه أنا شخصياً عندما كنت في الجيش:
(أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم أن أكون خادما وفيا للجمهورية العربية السورية أدافع عنها وأحمي علمها وأحافظ على استقلالها وسلامة أرضها وأحافظ على شرفي العسكري وأطيع رؤسائي في كل ما يتعلق بذلك برا وبحرا وجوا داخل الجمهورية وخارجها وأبذل دمي لأداء هذا الواجب والله على ما أقول شهيد).
خانها لأنه طاع رؤسائه دون ارتباط فعل الطاعة بكل ما يتعلق بالدفاع عن سورية و الحفاظ على استقلالها و سلامة ارضها و الحفاظ على الشرف العسكري الذي يعني الحفاظ على السوريين أبناء بلده من كل ما يتعرضون له منذ ثلاثين شهراً من قتل و تدمير لحياتهم و تهجير و اعتقال و إذلال...
اليوم, أشعر بسوريتي أقوى من أي شيء آخر بفضل صمود هذا الشعب الجبار. قرأت و اطلعت على الكثير من الشعوب الثائرة المعاصرة في العالم من الثورة الفرنسية, الألمانية, الروسية, الساندينة, الكوبية, الفيتنامية و حتى ثورات التحرر العربية و الأفريقية و الشرق أوربية, لم تخن الظروف, كل الظروف, ثورة كما فعلت مع الثورة السورية.
دول و محاور و منظمات و أجهزة استخبارتية و حتى قوى و شخصيات معارضة و أخرى تدعي المعارضة و آلات إعلامية عربية و دولية كلها تعمل بحسن أو بسوء نية ضد هذا الشعب الاسطوري لأنه يريد السلام و الكرامة و الحرية. يريد أن يعيش و يعمل و يسافر دون ذل نظام الأسد و بلا إهانة و شك من موظف على حدود دول العالم.
يكافؤ هذا الشعب الطيب المعطاء على صبره و كرمه و أصالته و نجدته لأخوته في الانسانية عرباً و شركس و أرمن و قوقاز و يهود عبر التاريخ و أشقاء فلسطينيين و لبنانيين و عراقيين وحتى أتراك بأن يصبح متشرداً في أصقاع الأرض فكرم البعض لا يقارن بجحود الكثيرين.
الجميع يعمل على إسقاط ثورته و تشويهها و حرف مسارها الأساسي, لم يتركوا متطرفاً في العالم و لم يفتحوا الطرق أمامه لسورية, لم يوفروا وسيلة لتجويع السوريين في الداخل و ممارسة التسول عليهم في الخارج, لم يبخلوا بأموال الإفساد إلا و أغدقوها على مدعي المعارضات في الخارج, عملوا المستحيل كي لا يتم تنظيم العمل الثوري سياسياً و عسكرياً و أجبروا الكثير من السوريين بحكم حاجتهم لوسائل الدفاع عن أنفسهم إلى أسلمة الثورة ثم إلى تطييفها.
ما لم يقتله أو يعتقله أو يهجره النظام من كوادر و ناشطين سياسيين و مدنيين و إعلاميين و كوادر طبية تقوم قوى مشبوهة الهوية و الأهداف بالمهمة و تعمل على نفس نغمة و مصالح النظام و دول العالم المترددة.
دول العالم هذه, و منذ اليوم الأول حكمت على الثورة السورية بأنها حرب أهلية, و تعاملوا معها على هذا الأساس.
و كأن الثورة السورية جان دارك و على الجميع تقديمها قرباناً و كأنها المسيح الذي سيصلب من جديد, هل يدرك السوريون سر هذا الإجماع على إفشال ثورتهم؟ الكثيرون يعرفون و الكثير الكثير لا يعرف.
السوريون, يعيدون رسم خرائط الشرق من جديد, و يغيرون الموازين التي وضعها عتاة و قادة القوى العظمى على الأرض منذ انهيار الدولة العثمانية.
إن انتصار ثورة السوريين, التي اعتقد أنها في بداياتها, سيهز عروش الكثيرين و ستسقط كيانات و منظومات تبدو اليوم متماسكة صلبة و راسخة.
ليس تمنياً و ليس جنوح في التفاؤل و إنما منطق العقل و الواقع, النظام سيسقط و ما على السوريين سوى متابعة الثورة فالذي سيناضلون من أجله سيدخلهم في مواجهات داخلية و خارجية ليست بأقل خطراً مما يلاقونه اليوم من نظام العار الأسدي و تداعياته من داعش و ما شابهها.
و يستمر السوريين بصمودهم و سيعودون لشوراعهم و مظاهراتهم يوم سقوط النظام ليكملوا مسيرة ثورتهم و بأشكال متعددة لأنهم يعرفون أنهم صاروا الرقم الصعب في معادلات العالم و النظام المستعد لتقديم سلاح الشعب السوري و ارضه و سيادته من أجل بقائه و لأنهم واثقون من أن لا عودة و لا مساومة على حقوقهم و مطالبهم التي دفعوا ثمنها غالياً.
سيعود السوريين المهجرين إلى وطنهم و لن يحتاجوا بعدها لجواز سفر لأنهم سيجعلون سورية الجديدة أرضاً لأحلام العالم الذي سيتذكر و بحسرة أنه استقبل يوماً سورياً و لم يقم بواجب الانسانية تجاهه.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصويتات على تأديب الأسد
- الضربة التأديبية, فأين المفر؟
- الخمسين, بين ماضي الهزائم و حقيقة الانتصار
- في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية
- التاج يسقط في الشام
- حصار الشعب الذي يريد
- من أين جاؤوا هؤلاء؟؟
- تقاطعات بين استراتيجيتين على حساب ثورة السوريين
- عيد ميلاد كندا و الولادة العسيرة لسورية الجميلة
- الرحمة للمناضل و الإمام المغيب الشهيد موسى الصدر.
- القصير.. الثورة لا تسقط
- إعادة هيكلة و ليس مهزلة
- شعار الثورة (الموت و لا المذلة) كهدف استراتيجي
- كلاب مسعورة في ريف بانياس
- مصر و العراق..دروس هامة للثورة السورية.
- تصحيح المسار لا يعني الفشل.
- جبهة النصرة..لنا أم علينا؟
- مآلات الثورة السورية 4
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الثاني
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الأول


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - سوريون..و لا نخجل