أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - قتلة تروتسكي في صفوف الثورة السورية














المزيد.....

قتلة تروتسكي في صفوف الثورة السورية


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحادثة المعروفة لمقتل أحد أهم مفكري و استراتيجيي الثورة الروسية البلشفية تروتسكي تثير حتى اليوم الكثير من التساؤلات و التحليلات فإذا كان لينين هو الروح الدافعة لأكبر ثورة بشرية في التاريخ المعاصر فإن تروتسكي كان عقلها المدبر و مخططها الاستراتيجي و خصم ستالين و الستالينية, اللدود.
في سرد سريع للحادثة, فقد أعتبر ستالين الزعيم الجديد للاتحاد السوفيتي بعد وفاة لينين, تروتسكي أحد ألد أعداء الثورة البلشفية بعد أن كان تروتسكي أحد أهم قادتها و وزير خارجية الاتحاد السوفيتي ثم قائد الجيش الأحمر الذي قضى على المناشفة و جيشه الأبيض المدعوم من بريطانيا و الذي ظل يطوف بالقطار على جبهات القتال لمدة ثلاث سنوات داعماً جنوده و محرضاً لهم للقتال و الصمود.
بعد رحلة النفي و الملاحقات و محاولات الاغتيال, حل به المقام في بيت محصن في المكسيك بعد أن شكل ستالين محاكم التطهير و حكم على تروتسكي بالاعدام لاتهامه ستالين بدس السم للينين و نقد استبداده و تسلطه و انحرافاته.
اغتيل تروتسكي على يد صديقه الاسباني رامون مركاندر سنة 1940 , الذي انتقل إلى نيويورك سنة 1939 و كان يحمل جواز سفر كندي, تعرف على إحدى الناشطات القريبات من تروتسكي و استطاع أن يكسب ثقة و استحسان تروتسكي له لكونه مخلصاً لعقيدته و أفكاره. في 20 آب 1940 وصل رامون إلى بيت تروتسكي لمناقشة مقالة له و لكن و بغفلة من تروتسكي أخرج بلطة و ضربه على رأسه اخترقت جمجمته بسبع سنتيمترات, أمسك به تروتسكي و صرخ مما أدى لاعتقال راموند و وفاة تروتسكي لاحقاً. برر مركاندر جريمته بأنها أرتكبت بمثابة انتقام من تروتسكي لانحرافه عن عقيدته الأولية المتمثلة بستالين.
اعتبر الشيوعي الاسباني رامون مركاندر بطل الاتحاد السوفيتي و قلده ستالين وسام لينين و ميدالية النجمة الحمراء.
هذه الحادثة لم تتوقف عند الاغتيال السياسي الذي يعتبر بكل المقاييس الانسانية جريمة نكراء, بل كان محور نقاشها هو شخصية رامون مركاندر و تحليل هذه العقلية الاقصائية التصفوية لكل من يختلف فكرياً حتى و إن كانا بنفس الحزب أو التنظيم السياسي.
في إسقاط على واقعنا الحالي في سورية و بعد ثلاثة سنوات تمر بها سورية نتيجة قيام أعظم فعل ثوري قام به السوريين بتاريخهم, عام 2011 في طلب الحرية و الكرامة و إسقاط نظام الاستبداد الأسدي و اجهزته الأمنية, لا يمكن لأي متابع سياسي لما وصلنا إليه بين صفوف الثوار و من يدعمون الثورة إلا و يتأسف على مآلات وصلنا إليها من تشرزم و تباينات و اختلافات فكرية و عقائدية و منهجية, حتى صار خطاب التخوين و التشكيك سلاح الجميع و بأضعف الايمان لغة التسخيف و التحقير.
عند كل زاوية يمكن أن نرى رامون السوري على استعداد دائم و تأهب ليس لاقصاء الآخر المختلف و إنما تصفيته لو استطاع سياسياً و قد يصل بالبعض جسدياً كما يحدث على أرض الواقع بين من يفترض أنهم في خندق واحد في معركة اسقاط النظام, مقدمين خدماتهم المجانية للنظام في حربه على الشعب السوري و ملاقين له في منتصف الطريق في تقصد القضاء على الثوار و الناشطين.
رامون السوري قد يكون اسلامياً يكفر كل من لا يطالب بدولة اسلامية و عليه يقام الحد و من كان قد حمل السلاح و من دخل سورية بحجة حمايته للشعب أعتبر بعد أن تمكن من الأرض, أن كلمة شعب مخالفة لشريعته و كفراً موصوفاً, فكيف بمن يتحدث بالديمقراطية و الحرية و العلمانية و غيرها.
رامون السوري قد يكون يسارياً يدعي حرية التفكير و الديمقراطية و لكنه لن يتوانى عن اخراج بلطته و ضرب أي فكر لا يوافق عقيدته رافضاً أي تعاون أو تنسيق مع الآخرين في معركة مصيرية مازال سيد القتل و الموت يتربع على عرشه.
رامون سورياً كان مسلماً, سنياً, شيعياً, علوياً, درزياً أم مسيحياً أم كردياً أم ارمنياً, يحمل سلاحه الأكثر حدة و دمويةً على الآخر السوري أكثر مما لأعدائه الحقيقيين.
رامون السوري قد يكون في نفس التكوين السياسي و لكنه لا يتقبل حراً ينتقد من أجل الأفضل منعاً لقيام مشاريع الستالينية المتأصلة في ضمير اليساريين السوريين, فعبادة الفرد لم تستأصلها منه ثورة عظيمة قامت على إسقاط أي استبداد.
السؤال المطروح الآن, هل وصل السوريين في هذه اللحظة لحالة من النضوج تهيؤهم للانخراط بتجارب قيام احزاب سياسية, بعد عقود المصادرة السياسية و بعد ثلاث سنوات ثورة لم تتبلور وطنياً بشكل بشكل استمراراً لأهدافها الأولى؟.
هل من أولى مهام أي تجارب حزبية على اختلاف فكرها و عقيدتها أن تبني هياكلها التنظيمية بشكل يمنع ظهور الستالينية أو الحجاجية من جديد؟ أم عليها التركيز على بناء شباب سوري غير متعصب لفكر أو عقيدة و أنما للوطن و لحرية الانسان الفرد و حق الاختلاف؟ أم على أي حزب أن يمنع أصحاب نطريات التصفية و محاكم التطهير من التغلغل و الانتشار بين صفوفها؟
أسئلة اساسية لكل السوريين الذين يحلمون و يطمحون لقيام أحزاب سياسية و عليهم توجيهها لأنفسهم و الاجابة عليها قبل البدء بمشوار المليون ميل مع حقهم الكامل بالمحاولة و لكن شرط أن لا يعيدوا تجريب المجرب أم أن السياسة كالحب لا يقتنع أصحابها إلا بتجاربهم الشخصية؟
أعتقد, أن سورية و السوريين في اشد الحاجة لقيام تجارب تعيدها لممارسة السياسة استكمالاً لمسيرة خمسينات القرن الماضي التي اغتصبها حزب البعث و لكني أشدد على أن لا تقوم هذه التجارب على اساس قيام الأسد أو ستالين من جديد و أن تسقط من صفوفها أي رامون آخر يبرر استعمال البلطات على الرؤوس بدل حوار العقول.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستحرمون من الخبز
- معركة الساحل واقع و مستقبل
- ربط الملفات أم لف الروابط
- العام الرابع, طقوس و تحولات
- جلجامش السوري
- غربان الموت, إلى أين؟
- جنيف 2, نحو الجنة السورية
- الحرية تؤخذ و لا تعطى
- علم مقابل وطن
- القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة
- الجيش الحر و انتقام النظام
- استراتيجية المفاوضات في مسيرة الثورة السورية
- حصاد الرؤوس الكبيرة
- هي هجرة أخرى ..فلسطينيون سوريون
- سوريون..و لا نخجل
- التصويتات على تأديب الأسد
- الضربة التأديبية, فأين المفر؟
- الخمسين, بين ماضي الهزائم و حقيقة الانتصار
- في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية
- التاج يسقط في الشام


المزيد.....




- -لا يفهم كيف تعمل-.. شاهد كيف علق بولتون على قرار ترامب تحري ...
- -مكر الليل والنهار-.. الداعية علي الجفري يثير تفاعلا بدعائه ...
- بعد -صدمة- أرقام الوظائف.. ترامب يطيح بمسؤولة رفيعة في وزارة ...
- البشر الأوائل كانوا نباتيين .. هل تصدق؟
- أزمة النزوح المتكرر وانعدام الخيام في غزة
- أنظمة المنزل الذكي.. تحت المجهر
- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - قتلة تروتسكي في صفوف الثورة السورية