أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - كابتن في الجيش ..















المزيد.....

كابتن في الجيش ..


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 14:23
المحور: الادب والفن
    


شتاء 2013 .. السابعة والنصف صباحا ..
الهاتف يرن ..
كان ابو فارس مستغرقا بالنوم ..
تجاهل الهاتف .. لكن ..
هنالك إصرارا ...
فتح الخط ..
صوت نسائي .. يقول
مرحبا .. حضرتك والد الكابتن فارس ...
قال نعم ...
قالت ..
ابنك عندنا في المشفى وحالته حرجة ...
ماذا .. ؟؟؟؟؟،؟
( فارس كابتن طيار مدني .. ذهب الى الخدمة العسكرية .. في بداية 2011 ..
على ان تكون خدمته فقط ستة أشهر .. ويعود الى الخطوط الجوية السورية ... لكن بسبب الأزمة تم الاحتفاظ به زيادة عما هو مقرر سنتان )....
أغلق الهاتف ...
ذهب الى المشفى ..
سال الممرضة التي في الريسيبشن ..
خرجت من خلف الديسك ..
واقتربت منه وأخذته .. الى غرفة بجانب غرفة العمليات ...
قالت الممرضة له ... مدير المشفى الدكتور العميد جورج .. أصر بذات نفسه ان يجري لابنك العملية .. وهو اقدر واكفأ دكتور جراح في كل سوريا ... يوجد طلقة مستقرة ما بين القلب والرئة .. وتحتاج لدقة ومهارة عالية .. وهنالك طلقتان في الكتف .. .. لكن ليستا بذات الخطورة ...
كما ان الدكتور عمر وهو أفضل دكتور تخدير وهو من يشرف على التخدير والإنعاش
سألها .. ما الامر .. وماذا جرى ...
قالت بينما كان ابنك فارس متوجها الى الكتيبة التي يخدم بها .. وقبل خان الشيح .. اعترضه حاجز طيار من الإرهابيين ... وتبادل معهم إطلاق النار .. وكانت النتيجة إصابة ابنك ....
ثم قالت .. ان سيارته موجودة حاليا عند حاجز مفرق قطنا .. وزجاجها مكسر ..
وهو في قاعة الانتظار .. انتبه الى نفسه بانه بقي مرتدياً بنطال البيجاما .. وفوقها جاكيت من دون قميص .. وجرابات كل فردة لون ..
بقي ينتظر اربع ساعات ونصف ... فُتح الباب .. وخرج الدكتور جورج مبتسما ....
قال الحمدلله عا سلامة فارس ..
كانت أسنان ابو فارس تصطك ..
قال الأب للدكتور ..
مشي الحال يعني .. ؟
قال : الحمدلله .. كلشي تمام ..
يحتاج لرعاية مشددة يومين وبعدها سيكون الامر على ما يرام ....
بعد الظهر .. أتصل الأب بزوجته وقال لها ان تذهب وتحضر زوجة فارس وأولاده. الى بيته .. وكل شيء سيكون خيرا ..
وأخبر ابنه الثاني .. ان يأخذ معه احدا .. ويذهبوا لإحضار السيارة ....
ومن ثم اخذها الى التصليح ..
في اليوم التالي .. استيقظ فارس من الغيبوبة ...وأول كلمة قالها ...
ايمتا بقدر التحق بالكتيبة .. ولازم نخبر قائد الكتيبة ..
أخذ الوالد جوال فارس ..
اتصل بقائد الكتيبة ....
الو العقيد .. فواد ؟؟
قال نعم ..
انا والد الكابتن فارس ..
وفارس أصيب يوم أمس وهو الان في مشفى المزة العسكري ..
قال ..نعم جاءتنا برقية بهذا الخصوص ..
طمني كيفو ..؟
بعدها .. قال العقيد .. رب ضارة نافعة ...
الكتيبة محاصرة من قبل اكثر من ثلاثة آلاف مسلح.. وكتيبتنا .. اختصاصها دفاع جوي وهي كتيبة فنية لاتملك .. مقدرات القتال ..وتعدادنا فقط سبعون غالبيتهم ضباط يجلسون على اجهزة المراقبة والتوجيه .. او الإطلاق على الطيران المعادي .. ً
ويغيب عن الكتيبة عنصران ...
ابنك الذي كان دوره بالمبيت .. وعنصر الندوة الذي نزل الى المدينة للتمون ..وحالتنا خطرة جداً ..
في اليوم الثالث .. خرج فارس من العناية المشددة ووضع في غرفة بسريرين ..
اتصل فارس مع احد أصدقائه بالكتيبة .. يسال عن أحوالهم ...
قال له صديقه ... حظك ممتاز انك أصبت ولم تصل ... حالتنا صعبة ذخائرنا نفذت ...
وموبايلاتنا خلص شحنها ... ولم يبقى معنا وحدات .. ونريد ان نودع عائلاتنا وأهلنا ...
قال له فارس .. رح ابعتلك انت وكل الشباب الذين خطوطهم مسبقة الدفع .. وحدات
التفت فارس الى ابيه ... وقال : ممكن ترسل لأصدقائي أولئك .. وحدات .. فهم منتشرون على محيط الكتيبة ولا يستطيعون التحدث من الأجهزة اللاحقة الدفع ... لان كل واحد منهم بعيد عن الآخرين وكل واحد بمكانه لا يتحرك وهم يدافعون عن الكتيبة .....
خرج الوالد من المشفى .. وذهب الى محل بيع الوحدات .. وأرسل لثمانية ارقام ...
في اليوم الرابع .. ذهب ابو فارس الى البيت. ..
غير ملابسه وتحمم .. ورجع الى المشفى .. وجد على السرير الاخر .. شابا .. لايزال يرتدي البزة العسكرية برتبة ملازم اول .. .. متسخة وعليها دماء ..
لكنه واعيا ..
قال فارس لأبيه : انه صديقي من ذات الكتيبة .. وصل قبل ساعتين الى الإسعاف والآن وضعوه هنا ... وسيحكي لنا قصته ...
تحدث الملازم اول عصام : بعد ان حوصرنا بقينا ثلاثة ايام .. ندافع عن الكتيبة ..
الى ان انتهت ذخائرنا بالكامل وبقي لدينا طلقات قليلة جداً ...
قتلنا منهم لا يقل عن 400 مهاجم ..
وكنا نتمنى ان يكون لدينا المزيد من الزخيرة .. كي نواصل الدفاع عن الكتيبة ... ولكن للأسف .. لم يبقى لدينا ما نريد ...
مر علينا وعلى جميع النقاط التي تمركزنا بها احد أصدقائنا .. وقال كل العلويين والمسيحيين والدروز والإسماعيليين .. يهربو نحن العناصر السنّة .. سنغطي هربكم ... وعندما يصلون إلينا ... فانهم سيتعرفون إلينا بأننا سّنة ولن يقتلوننا ...
اخذو ما تبقى مما لدينا من ذخائر .. وهربنا ..
بعدها هجم المسلحين ولم نكن قد ابتعدنا .. قسم من المسلحين أسر العناصر التي حاولت تغطية هروبنا .. وصارو يضربوهم ويطعنوهم بالخناجر .. قال الجنود لهم نحن سنة ونشهد بان ( لا اله الا الله محمد رسول الله) ... قال الإرهابيون لهم وقسم منهم كبير يتكلمون اما بلكنة عربية غير سورية وقسم اخر غير عرب ..
ان عقوبتكم مضاعفة ..
سّنة ولم تنشقوا يا اولاد ال ..
وتم التكبيرررررر وذبحوهم جميعا ... وطاردونا وقتلو الجميع انا مثلت بانني ميت .. واستطعت الزحف والوصول الى الحاجز .. كما ان واحدا اخر استطاع الفرار ...
سأله ابو فارس : لماذا لم يأتيكم الدعم وفك الحصار .. قال كل وحدات الجيش تعرضت لهجوم ولم يكن بالإمكان تقديم الدعم ....
فكل الجيش يقاتل .....
وبعد ان دخلو الكتيبة .... حرقوا ودمروا كل الرادارات وأجهزة التحكم والصواريخ الموجهة ضد طائرات العدو ...
وقد نجا من الكتيبة أربعة فقط ..
بعد عشرة ايام .. تم تسريح فارس من الجيش وعاد الى الطيران المدني ...



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحقق الأيديولوجي
- حقيبتي
- الغداء الحزين
- الخطر يحدق بي
- سوبرماركيت
- نبض الحياة
- اسرار
- ملف خاص
- الماضي يقرع بابي
- سيارتي والبيض
- طنين هاتف ..
- حب في زمن الإرهاب
- الكازينو
- الخبيث
- قبل أن يكون عندنا موبايل


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - كابتن في الجيش ..