أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - ملف خاص















المزيد.....

ملف خاص


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 18:06
المحور: الادب والفن
    


ذات صباح وفي أواسط العام 1982
اتصل بي صديق حميم جداً كان يعمل في بيروت لفترة من الزمن .. وقال لي بدي شوفك ضروري ..
قلت له متى تريد .. انا جاهز
حددنا الزمان والمكان والتقينا ...
قال لي .. انا تعرفت بالصدفة على شبكة تجسس إسرائيلية في لبنان .. يعطون المعلومات للإسرائيليين ..عن كافة تحركات وتنقلات الجيش السوري في لبنان ... .
وانا لااحب جماعة الأمن السوري .. ( يا اخي غليظين بتكون بدك تخدمهم ) يصيرو يشغلوك بقصص تانية .. ما بدك ياها ...
وما بدي أتعامل معهم أبدا ..
قلت له : انك على حق ..
انهم غلظاء وأحيانا أغبياء .. لكن لابد وان بينهم من يتفهم الامر ..
قلت له وماهو المطلوب .. قال انا اعطيك كل المعلومات وانت تسلمها للأمن السوري .. باعتبارك خدمت عسكريتك عندهم ... (أنتو بتفهمو على بعضكم )
قلت : وماذا بعد .. ؟
قال يجب ان تذهب معي الى بيروت .. لان المعلومات التي أعطيك إياها يجب ان تكون من راسي لراسك ..
من فمي لاذنك ...
قلتً وهل هي مهمة ..؟
قال : جداً مهمة ..
اتصلت باللواء ابو وائل ... وأخبرته .بتفاصيل الموضوع .. وإنني ستجلب لكم معلومات مهمة ..
وقلت له : قل لي يا سيادة اللواء .. في حال وصلكم خبر انني التقيت بهذا الشخص الجاسوس .. هل انا بمأمن منكم ام لا ..؟
قال : انا اكفلك في جهازنا .. لآني أعرفك جيدا ... لكن باقي الأجهزة والفروع ... !!!! انت تعرف .. ان كل جهاز أمني وله مرجعيته .. وانا لا أتدخل بعمل غيري .. ويجب ان تكون حذرا ...
ودعته .. واتصلت بصديقي .. وقلت له : اذهب انت الى بيروت .. وعندما يكون لديك شيء مهم أرسل بطلبي وساكون عندك بالحال ..
يعد اقل من من أسبوعين .. وفي يوم الأربعاء 9 أيار من عام. 1982
اتصل صديقي سهيل معي ..
وقال : تعال فورا ..
قلت له خيرا ..
قال .. شيء خطير جداً ويجب ان تاتي .. قلت له : فلنلتقي بمنتصف الطريق ..في شتورا مثلا ..
قال : لا .. لا استطيع الابتعاد عن بيروت .. خلال ساعة ونصف انطلقت من دمشق .. ووصلت بيروت في الثامنة مساء من ذات اليوم .. توجهت الى عنده فورا في زوق مكاييل ..
ماذا بك يا سهيل ... ؟
قال : يجب أعلام القيادة السورية ..
ان الإسرائيليين سيضربون كافة منصات وبطاريات الصواريخ السورية في البقاع خلال يومين ..
رجعت فورا الى دمشق .... وقابلت اللواء ابو وائل ..وأخبرته بالأمر ..
ومن ثم رجعت الى بيروت بعد يومين لكن لم يحدث اي شيء
قلت لصديقي : لم يتم ضرب الصواريخ السورية ..
قال ولكنهم سيضربون ..
قلت : كيف عرفت ..
قال : في اليوم الذي قلت لك تعال فورا .. طلبو من كامل الشبكة ان يشغلوا كل العملاء .. وتحديد مواقع بطاريات الصواريخ بذات اليوم ..
وهذا بمفهوم الجاسوسية .. ان هكذا طلب يعني ... انه ستوجه ضربة ..
سألته وما هو توقعك .. قال : أكيد فان شيئا ما حدث ..
لكن لا ادري لماذا لم توجه الضربة ..
قلت له انا اعرف .. عسكريا ان البطاريات والمنصات .. تغير مكانها .. وقد مضى وقت كاف لان تكون بطاريات الصواريخ غيرت مكانها ..
اضافة ان الأقمار تصور وليست بحاجة للعملاء ..
قال : هم لا يكتفون بالتصوير .. لان السوريين يموهون ..
واحيانا يضعون بواري صوبيا .. فتتم الخديعة ..
لذلك لابد من تأكيد المعلومة على الارض ..
في المساء وقبل ان ننام .. قلت له :
عندي سؤال ..
هنالك امر .. انا لم أسالك عنه .. هل تعرفه وتجيبني عليه .. ؟
ضحك .. وقال طبعاً اعرف ما تريد ..؟
انا يا سمير متورط بتزوير الطوابع وشركائنا احدهم احد كبار موظفي ديوان المحاسبة في لبنان .. واريد ان اصلح غلطتي ..
قاطعته .. ( يخرب بيتك هذه عقوبتها إعدام ) .. انها مثل تزوير العمله .. قال اعرف ..
ثم تابع يقول ..
واريد ان أستفيد من وجودي بينهم .... واخدم بلدي .. كنت بصدد ان اتركهم ..
لكن .. !!!!!!!
ولكن عندما لاحظت ... ان معلمنا الكبير .. له علاقات بجيش جنوب لبنان ..ويلتقي دائما مع الرائد سعد حداد
ولا ادري اين يصل وربما يدخل الى اسرائيل .. قررت ان اكمل معهم ..
قلت له : وشو شغلتك معاهم .. ؟
ضحك ...
وقال : والله صايرة شغلتي شفير المعلم .. ثم عقب وقال لست السائق .. لكن المعلم عندما يرغب بالتحرك والمقابلات يطلب مني توصيله وعندما ينهي اجتماعه يتصل بي وااخذه ..
قلت له ولماذا لا يقود سيارة ويضعها في مكان الاجتماع .. قال لي : انه لايثق باحد
انه يخشى ان يفخخوا له السيارة ..
مضت ايام ولم تتم الضربة الإسرائيلية ..
وذات يوم .. أخذني معه الى معمل لقص الرخام وتصنيع البلاط .. ولكن المعمل متوقف عن العمل وليس به احد ..
قال لي : هنا تتم عملية غسيل الأموال ..
فبعد كل عملية تزوير يتم تشغيل المعمل ... ونأتي بعدد من العمال لمدة يومين ..
وتحدث مشكلة او مشاجرة بين عاملين ونطلب الشرطة ويتم الضبط ..
قلت له لماذا ..
قال كي نثبت واقعة ان المعمل شغال ..
والأموال التي تتحرك بعدها بيومين مصدرها من هذا المعمل ....
ثم أخذني الى محل ملبوسات في شارع الحمرا ..
وقال : هذا المتجر قصته مثل قصة معمل الرخام .. نغسل الأموال من خلاله ....
لكن هذا المتجر يبقى مفتوحا طيلة الأسبوع ..
وفيه عملية بيع حقيقية ..
بعد ايام .. قال لي ساعتذر منك لأن المعلم يريدني ..
غاب عني يومين وجاء في اليوم الثالث .. وعلى رأسه ضمادا وجروح في الوجه ..
مابك ياسهيل .. ؟
قال ..المعلم طلب مني طلبا .. أشك ان وراءه جريمة ..
فقد طلب مني إحضار برميلين من الأسيد .. ووضعهم خلف مقص الرخام ..
قلت له : وماذا فعلت .. ؟
قال : نفذت الطلب ..
لكني كدت ان أموت ...
كيف .. ؟
بينما كنت أملا البرميل الاول والثاني يبدو انني استنشقت كمية كبيرة من بخار الأسيد .. واختنقت ولا يوجد احد يسعفني .. ركبت السيارة وقدتها بنفسي .. الى المشفى وبالطريق صدمت سيارة .. تابعة لمحطة ال LBC ..
الحمد لله انهم استدعو الإسعاف .. وضاع سبب اختناقي مع الصدمة بسيارة ال LBC
قلت له .. انك تذهب الى الهاوية .. ويجب ان تترك الجماعة وتعود معي الى سوريا .. وهنالك ساتقاسم خبزي معك ...
قال : لا استطيع .. ليس بالسهولة تركهم ...
وأرجوك يا سمير ان تعتبر نفسك لم تسمعني .. قلت له : ولكن انا بحكم المتستر .. وهذا جرم بحد ذاته ...
قال انا اثق بك جداً وانت صديقي وأخي الذي لم تلده امي ...
قلت له : شبكة الجاسوسية .. مو شغلتي ان اتعقبهم ..
يجب ان نعطي الأسماء للأمن السوري .. وهم يتصرفون ويتعاونون مع الأمن اللبناني ...
يجب ان تذهب معي يا سهيل ..
قال : حاضر .. ولكن عندي بعض الأغراض والسيارة سابيعهم واهرب معك ...
قلت له سأذهب الى سوريا وأعود بعد عشرة ايام .. هذه المدة كافية كي تنهي كل ارتباطاتك ...
قال اوكي كان التاريخ مابين 22- 25 أيار
1982
في اليوم الثاني .. قال
خليك لبعد الضهر .. نتناول الغداء معا .. ثم تسافر ..قلت فليكن ..
قال انا عندي مشوار صغير ونلتقي بمطعم بالقرب من الحمام العسكري .. على الكورنيش ...
عند الساعة الثانية والنصف ظهرا كان موعدنا بالمطعم ..
سهيل لم يأتي الا في الثالثة والربع .. منزعجا ...
قلت له خير ياسهيل ..؟
قال : علمت اليوم من المعلم ..
ان الإسرائيليين منزعجين جداً من الشبكة وقالوا للمعلم .. بينكم واحد عميل مزدوج ..
وعندما طلبنا تحديد مواقع الصواريخ السورية .. فان السوريين غيرو كافة مواقع بطاريات الصواريخ قبل توجيه الضربة المقررة بثلاث ساعات ...
قلت له : وهل يشكّون بك .. ؟
قال : ان الجميع بدائرة الشك .. !!!!
قلت له دير بالك كتير .. ولازم تخلص أمورك بأقصى سرعة وتذهب معي الى سوريا ...
قال : حاضر
ذهبت الى دمشق ..
وتابعت أعمالي المعلقة ..
أمضيت قرابة عشرة ايام .. وفي 5 حزيران رجعت الى بيروت .. وتوجهت مباشرة الى منزل سهيل ...
عند المبنى وجدت سيارة إسعاف وسيارات الفرقة 16 .. والأمن اللبناني ..
ركنت السيارة بعيدا .. وتوجهت مشيا نحو البناء ..
خشيت ان يكون الامر متعلق بسهيل ...
لكن تبين ان جريمة قتل قامت بها سيدة بمشاركة عشيقها ...... وقُتل الزوج
طرقت الباب فلم اجده .. كتبت له ورقة وعلقتها على الباب .. قلت له بانني ساجلس بمقهى Rita في الكسليك ...
بعد ساعة ونصف .. وانا في المقهى .. رأيت سهيل متوجها نحوي .. وعند منتصف الشارع .. جاءت دراجة نارية يركبها شخصان ... واطلق الشخص الخلفي ممن على الدراجة النار على سهيل من مسدسه الرشاش وأرداه قتيلا ....
بعد يومين وبعد انتهاء التحقيقات .. في 7 حزيران 1982 وبينما كنت في الطريق الى دمشق خلف السيارة التي تنقل جثمان سهيل ..
سمعت في راديو السيارة .. ان الطيران الاسرائيلي شن غارات واسعة النطاق مستهدفا كافة بطاريات الصواريخ السورية في البقاع ... وان معركة جوية كبيرة جداً تدور الان بين المقاتلات السورية والمقاتلات الإسرائيلية ..
وقال المعلق ... هنالك تقوق للطيران الاسرائيلي المتطور لطائرات من نوع ف16
التي تواجهها طائرات سورية قديمة من طراز mig 21



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماضي يقرع بابي
- سيارتي والبيض
- طنين هاتف ..
- حب في زمن الإرهاب
- الكازينو
- الخبيث
- قبل أن يكون عندنا موبايل


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - ملف خاص