أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - قبل أن يكون عندنا موبايل














المزيد.....

قبل أن يكون عندنا موبايل


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 4426 - 2014 / 4 / 16 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


قبل ان يكون عنا موبايل ...
تعودت ان أأخذ قَهوتي كل صباح .. على شرفة قريبة ومطلة على الشارع ..
وذات يوم ...
فتاة من طلاب الثانوي .. وهي تمر من امام شرفتي ..
سقط شيء لم استطع ان أميزه ..
ناديتها .. يا بنتي .. يابنتي ..
التفتت قلت لها .. سقط منك شيئا ..
نظرت للخلف ورجعت والتقطت الشي الذي سقط منها .. ثم نظرت الي وابتسمت ابتسامة جميلة ..
وقالت لي :
شكرًا كتير عمو ..
وفي الصباح التالي .. مرت نفس الفتاة ونظرت الي وقالتلي : صباح الخير عمو ..
وهكذا أصبحت أشاهد الفتاة كل يوم في الصباح ..
وتقول لي .. صباح الخير عمّو ..
. جاء الشتاء .. ولأجلها .. استمريت بأخذ قَهوتي على الشرفة حتى تمر البنت .. وتصبّح علي .. وبعد ذلك ادخل ..
استمر الامر قرابة شهر ..
وذات صباح .. . لم تمر الفتاة ..
قلت في نفسي لعلها مريضة والغائب عذره معه .. ومر يوم اخر ولم تمر البنت .. ثم يوم اخر... وأيام .. مضى أسبوعان ..
وكل يوم انتظرها مع قَهوتي .. حتى لم أعد أشاهد طلاب المدارس فادخل ..
قلقت كثيرا كثيرا ..
ماذا يمكن ان يكون قد حل بالفتاة ...؟ وازداد قلقي ..
انها تعوضني كل صباح عن ابنتي ..
التي تزوجت وسكنت بيت زوجها ..
ماذا افعل ..؟ وانا لا اعرف شيئا عنها !! سوى شكلها وصوتها وابتسامتها ..
ذهبت الى الثانوية التي تتجه اليها .. فالطريق هذا هو حصرا لتلك الثانوية .. وقابلت المديرة .. ورجوتها ان تسألني لماذا ..
قلت لها : هل انتقلت بنت من طالبات الثانوي حلال الخمسة عشرة يوما الماضية .. ؟
قالت لا أبدا لم أوقع اي طلب نقل ..
قلت لها .. هل يوجد فتاة ما .. انقطعت عن الدوام منذ 15 يوما الى اليوم .. ؟
اتصلت المديرة بالموجهات ..وسالتهم نفس السؤال .. الجميع أجبن .. بانه لم تنقطع اي فتاة عن المدرسة ..
مشيت والدم ينفر من راسي .. يا للهول ماذا حل بتلك الفتاة ..
مضت ايام وبقيت اخرج بذات التوقيت كل يوم الى الشرفة .. لعل البنت تمر .. ..
وبعد شهر ونصف ..
جاءني ابني وقال لي ..
بابا.. ألك ولا للديب .. ؟
قلت له خسا الديب ..
قال بدك تروح الخميس القادم انت والماما .. تخطبولي ..
يا للفرحة .. ولكن لماذا لا تعزمها اولا .. ونشوف شكلها .. قال انها تخجل منك ..
ذهبنا لنخطب لابني ..
دخلنا الصالون بعد استقبال سيد المنزل وزوجته ..
وإذ نفس البنت تتقدم إلينا وتصافحنا بحرارة .. عندما رايتها كدت أقع على الارض ..
تلعثمت ..
تماسكت ..
وجلسنا .. والاضطراب بادٍ علي .. عرفت من ابني انها الفتاة التي يريدها ..
لم استطع التحمل ..
طلبت من الجميع ان اجلس مع البنت لوحدنا لمدة خمس دقائق ..
وذهبنا الى غرفتها .. وسالتها ..
وين اختفيتي وما بقا شفتك ..
احمر وجه الفتاة واضطربت ..
قلت : قولي وبسرعة .. قالتلي ..
ان الغرض الذي سقط مني اول مرة شاهدتني بها .. كانت رسالة لابنك .. ولكني تأخرت بإسقاطها .. كان يفترض ان أسقطها .. قبل مدخل البناء دون ان تراها انت ..
وكنت كل يوم قبل ان تراني اسقط لابنك رسالة .. وابنك يضع رسالة على طرف المدخل والتقطها انا .. بعد ذلك ولان أهلي لا يسمحون لي بالخروج لوحدي بعد الظهر .. قررنا انا وابنك ان نستغل وجودك على الشرفة وكنا نلتقي في مدخل البناء الى ان تدخل انت ..
ضربت يدي على راسي ..
وخرجت الى الصالون .. وقلت لابني .. بس نرجع عالبيت .. بدي موتك من القتل .. وضحكت ضحكة أسمعت بها كل الحي .....



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - قبل أن يكون عندنا موبايل