أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - نبض الحياة














المزيد.....

نبض الحياة


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 08:41
المحور: الادب والفن
    


قصة اليوم ..
------- نبض الحياة ...
في احد المطاعم .. كنت وزوجتي واولادي .. طلبنا الوجبة .. انا شخصيا لم تروقني وجبتي ..
رجعنا الى البيت .. وبعد قرابة ثلاثة ساعات بدا المغص يتسلل الى امعائي .. ثم بدا بالاشتداد .. ورغبة بالتقيؤ .. طلبو لي الإسعاف .. رافقتني زوجتي الى المشفى ..وانا في المشفى فقدت الوعي .. وتوقفت نبضات قلبي للحظات ... لكنه عاد بدرجة منخفضة لم يتلمسها الذين كانو واقفين بجانبي .. وصرت اسمع بعض الكلمات ..
سمعتهم يقولون .. لقد مات ..
ولم يعودو يهتمون بي ..أحسست بأنهم يسحبون مني السيرون وأشرطة تخطيط القلب وحركته ..
لكني بعد وقت قليل رجعت أتحسس الأشياء من حولي شييا فشيئا بشكل افضل .. وشعرت بالبرد الشديد ..
سمعت احدهم يقول .. اطلبو السرير المتحرك ًوخذوه الى البراد ..
كنت اعرف انني المقصود .. وانا عاجز عن أية حركة .. سمعت زوجتي تقول لأحدهم .. لا تأخذوه الى البراد نريد ان نأخذه مباشرة الى الضيعة .. لان عاداتنا تقول ( إكرام الميت بالتعجيل بدفنه ) وأمامنا نهار كامل ..
ثم سمعتها تقول .. خبر اعمامك .. ان أبوكم مات ... وان يجهزو القبر .. وسنصل الضيعة بعد الظهر ..
و سمعت إجراءات إحضار سيارة إسعاف كي تقلني .. ..
بعدها جاء شخص وقال اين ستغسلوه هنا ام في الضيعة .. ؟
قالت زوجتي : فليكن هنا لانه ليس أمامنا وقت كافي .. وانا ساستغل هذا الوقت لأذهب للبيت وأخذ حاجياتي .. وسنعود انا واولادي بعد ساعة لنمشي خلف النعش ..
سمعتهم يقولون .. سنقول لهم بأننا غسلناه فلا تغسلوه وماحدا رح يعرف ..
جلبو قماشا أبيضا وبدأوا يكفنونني.. وانا غير قادر على النطق او الحركة ...
رجعت زوجتي ومعها اولادي .. كانو هادئين .. صامتين في اغلب الأحيان .. قال ابني الكبير .. الله يرحمك يا ابي .. فراغك لن يشغله احدا ..وهمسات حزينة من بقية أبنائي ...
لازلت غير قادر على تحريك اي شي من جسمي .. كل شيء متموت عندي حتى لساني .. لكن عقلي ما يزال .. واستعاد الكثير من وعيه .. وصرت أتصور كيف سيدفنوني ًويلقون التراب فوقي ...
ذهب الموكب وأصبحت لوحدي تماما في السيارة الصحية ..
بدأت اشعر ان الدم رجع ليسري في عروقي .. لكني لا استطيع الحركة او الكلام .. بعد ساعتين او ثلاثة .. شعرت ان السيارة توقفت .. انهم وصلو وسيدفنوني الان .. شعرت بدمعة خرجت من عيني ..
استمر التوقف دون ان اسمع اي حركة او كلام .. وانا مسجى في صندوق غير مكشوف من الأعلى .. أصبحت ارى من خلف القماش الذي يلف وجهي وكامل جسدي ...
بعدها .. فتح باب السيارة حاولت ان أصرخ لم أتمكن أبدا .. .. سحبوني من الصندوق .. .. حملوني .. أحسست اني استطيع التحرك .. تحركت .. وجدتهم يرمونني على الارض وقد هرب الجميع ..
وصراخ ...
انه حي .. ابتعد الجميع عني ..
باستثناء سيدة تشبه امي .. اقتربت مني وعانقتني .. خلعت معطفها ولفت به جسدي البارد ...
سألتها هل تعرفين اسمي ..؟
قالت : ..لا
قلت لها .. سميني الان ..
واتركي معطفك يلفني ... واطلقيني الى الحياة ..



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرار
- ملف خاص
- الماضي يقرع بابي
- سيارتي والبيض
- طنين هاتف ..
- حب في زمن الإرهاب
- الكازينو
- الخبيث
- قبل أن يكون عندنا موبايل


المزيد.....




- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية
- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...
- تضارب الروايات حول استهداف معسكر للحشد في التاجي.. هجوم مُسي ...
- ديالا الوادي.. مقتل الفنانة العراقية السورية في جريمة بشعة ه ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - نبض الحياة