أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - كتائب الأطفال والطريق إلى الجنة














المزيد.....

كتائب الأطفال والطريق إلى الجنة


خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 21:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


     إلى الشمال من العاصمة الأردنية عمان، وتحديدا في محافظة جرش، تقع احدى القرى، التي باتت قاعدة امداد للمنظمات الجهادية في الداخل السوري، إذ خرج من القرية خلال الأشهر الماضية ما يقارب من 10 شباب، عاد احدهم، في حين قتل أخر، ودفن قبل اسابيع.

من هذه القرية خرج أمير جبهة النصرة - الدكتور عبد العزيز، الملقب أبو عمر - في منطقة درعا السورية، هذا الأخير له العديد من المريدين والتابعين، سيما وانه يفرض سطوته على الحدود الجنوبية للدولة السورية. 

أتباع هذا موجودين في العديد من المساجد، دورهم إضافة إلى تعليم الفكر السلفي التكفيري، ينحصر في تزويد هذه المنظمات بالأفراد مقاتلين، ولا مشكل لو كان هؤلاء طلاب مدارس.

إلى هنا قد تكون قصة هؤلاء، قابلة التصديق، وتخضع للعقل، سيما وأنها تكررت في العديد من محافظات المملكة، لكن الذي لا يمكن للعقل الإيمان به أو قبوله هو قيام هذه الفئات، باللعب بعقول الأجيال الناشئة، إذ يقومون بتعاليم الأطفال وتلقينهم هذه المفاهيم، وهم لم يبلغوا الحلم بعد، ولم يخرجوا من ساحات الطفولة.

بين المدرسة والمسجد  

برعم بدأ، لم تثمر أزهاره بعد، حرق قلب امه، وأوجع عقل أبيه، أين ذهب، لماذا تأخر، هل حصل له مكروه، تكاثرت الأفكار والشكوك معاً، ينشغل الجميع به.

هو طالب في احدى مدارس القرية، يبلغ من العمر 15 عاماً، أبوه مهندس دكتور، خدم في سلاح الجو الملكي، وامه مدرسة فاضلة، عائلة مضرب للأخلاق، والأدب، فما الذي حصل، أن ذهب ؟ 

-;-أقاربة، أصدقاءه، زملاءه في المدرسة، حتى المدير الذي عاد وافتتحها بعد نهاية الدوام الرسمي بحثا عنه، إذ قد تكون اغلقت عليه الأبواب ساعة غفلة. 

الجميع اشتغلوا عن بكرة أبيهم بحثاً، في المستشفيات، في الشوارع، في الأماكن التي يرتادها ويتردد عليها، في المسجد الذي يصلى فيه، إمام الجامع، وشيوخه، سألوا عنه ؟ فلم يحالفهم الحظ، وبقيت قصة الشاب لغزاً، يدعو إلى الحزن.
-;-
-;-تكاثرت الإتصالات، التي تسأل عن الطفل، لا جواب، لا خبر، أعُيت الجموع، فما كان منها إلا أن حولت الأمر إلى الجهات ذات الإختصاص، كونها الأقدر على إيجاد جواباً لما حصل.
-;-
-;- ام حزنى .... وإخوان مشدوهين .... حقاً، ما الذي حصل ؟ الجميع، ولساعات وضع يده على قلبه، وأخذ يدعو الله، وينتظر ؟
-;-
-;-الجهات الأمنية قامت بعملها، إذ عممت على اسم الطفل، أوصافه، وماذا يلبس، بات الطفل مرصودا على مداخل الحدود ومخارجها، بعد حين من الزمن، فتح الطفل هاتفه الخلوي الذي كان بحوزته مغلقاً، وأذ بقوات حرس الحدود الأردنية ممسكه به، ومتحفظة عليه هو و3 من زملاءه. بعدما حاولوا التسلل إلى داخل الأراضي السورية، بحجة الجهاد في سبيل الله، وكأن من هو بعمره مطلوباً منه، القيام بهذا الفعل، وكأن الإسلام لا ينتصر إلا بازهاق الأرواح اطفال لم يبلغوا الحلم بعد ! 
-;-
-;-يخرجون من بيوت ذويهم، حاملين اروحهم على اكفهم، ميممين وجههم صوب سوريا للجهاد، وانتظار الحور العين، والجنة، كما قيل لهم !
-;-
-;-يا اللهي ! 

الجاني والمجني عليه 

من زرع في عقل الأطفال بهذا العمر، كل هذه المفاهيم، وكل هذه الصور، ما جعلهم يكرهون الحياة،  وهم إلى الأن يتلقون مصروفهم اليومي من ذويهم. أهي مدارسنا، أم تراها مساجدنا، أم تراها أسرنا ! 

من علم الأطفال، أن الجهاد فقط هناك في سورية، ولا يكون إلا فيها، لماذا حضرت سورية في عقول هؤلاء، وغابت فلسطين التي لا تبعد إلا خطوة من قلب عمان مثلاً، أليست القدس أولى من سواها.
-;-
-;-ما هي الطريقة التي جعلت اطفالاً بعمر 15 عاماً، يجمعون أمرهم، ويتركون أهاليهم، ويتأثرون بأقوال وتعاليم من غرر بهم، ضارباً بعرض الحائط كل شيء، ليذهب نصرة لسورية.  

-;-هل استمع الاطفال، إلى وجهات النظر الأخرى التي ترى في سورية مستنقعاً أممياً، اجبرت عليه الدولة، وما كانت ابداً ميداناً للتضحية بالنفس، هل فكروا من تلقاء انفسهم، أم ووجهوا بفعل فاعل.

من الجاني، وهل يستوجب العقاب ؟

عاد الاطفال إلى عائلاتهم، لكن مازالت تسونامي الأسئلة تعلو، وتعلو.  

خالد عياصرة  



#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحتاج السيسي إلى حملة انتخابية ؟
- التوازن المستحيل .. ومروجي الوطن البديل !
- المبادرة النيابية والرقص على رؤوس الثعابين
- صراع الأدوار داخل الحكومة الأردنية
- أيلول جديد وانفجار الصمت !
- العقل الأمني يعارض مشاريع النظام الأردني
- لماذا لا يحاسب هؤلاء ؟
- الهويات القاتلة
- قبل انتقاد السفير الأمريكي، لننتقد أنفسنا !
- حفرة الإنهدام .. والرعب الأردني الظاهري
- لماذا تثور الانبار ؟
- الاستخدام المفرط للقمع المعنوي
- وكالة الأمن القومي الأمريكي: خارج إطار الشك !
- علاء الفزاع : بين التضييق المحلي والفضاء الدولي
- لماذا لا تنسحب الرياض من الأمم المتحدة
- سنترحم على حكومة النسور إن رحلت
- جبهة النصرة ... عنف عابر للحدود
- حدود .. وقود .. صراع
- ضربة محدودة لدمشق أم واسعة لطهران
- حتمية الصراع المصري السعودي


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - كتائب الأطفال والطريق إلى الجنة