أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - المزاودة في سيكولوجيا العقل السوري














المزيد.....

المزاودة في سيكولوجيا العقل السوري


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 24 نيسان سنة 1955 عقد في الدولة الاندونيسية مؤتمر باندونغ الذي حضره قادة و زعماء ذلك الزمان و كان من أهم نتائجه أن وافقت كلاً من الجمهورية السورية و جمهورية مصر ممثلة برئيسها جمال عبد الناصر بمقررات مؤتمر باندونغ التي تقر بقبول قرار الأمم المتحدة رقم 181 الصادر في 29 تشرين الثاني سنة 1947 القاضي بتقسيم فلسطين.
في عام 1961 يقف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ليقول: (ليس لدي خطة لتحرير فلسطين) و يرضى بعدها بالتراسل مع الرئيس الأمريكي جون كندي و يقبل سنة 1969 مبدئياً بخطة السيناتور الأمريكي وليم روجرز الأولى للسلام.
لم تكن قضية تحرير فلسطين هي أولى أولويات الرئيس عبد الناصر بل كانت مصر و إعادة بنائها فكانت له خطوات جبارة في ذلك كتأميم قناة السويس و صد العدوان الثلاثي ثم بناء الجيش المصري و صفقات السلاح التشيكية ثم السوفيتية و بناء السد العالي و بناء مجمعات حلوان للصناعات الثقيلة و بناء الأمل في أجيال المصريين.
تشير تحاليل و شهادات سياسيي ذلك الزمان أن بعثيي سورية هم من ورطوا عبد الناصر في القضية الفلسطينية خلال دولة الوحدة ثم بالمزاودة عليه خاصةً بعد الانفصال مما دفعه إلى رفع شعار حرب التحرير الشعبية و شعار كل شيء من أجل المعركة كان بنتيجتها هزيمة حرب حزيران 1967. كان من خطايا عبد الناصر أنه لم يقف عام 1964 بالمرصاد ليحارب سياسة المزاودة و اعتبارها مسألة جوهرية في قضية الوعي العربي لأن كل القوى السياسية التي كانت تمارس المزاودة في القضية الفلسطينية هي نفسها القوى التي هيأت لاجواء اليأس و الاستسلام و في الخراب الذي حصل تجاه قضية فلسطين و في اتجاه قضية الديمقراطية و انتشار المعتقلات و المجازر و في الانقسامات العربية العميقة و ساهمت في خراب الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و تأسيس انظمة النهب و الاستبداد و قيام التيارات الدينية المتطرفة.
استذكر التاريخ المعاصر الذي عاشه الكثيرين منا و قرأ عنه الكثيرين, لنسقطه على واقعنا الحالي بعد قيام الربيع العربي منذ انتشار النيران بجسد التونسي محمد البوعزيزي ليستقر الحال منذ ثلاثة سنوات على الثورة السورية و ما وصلت إليه.
يصف الراحل إلياس مرقص الحركات الجماهيرية على امتداد البلدان العربية في الفترة الناصرية بأنها (حركات جماهيرية بالمعنى الايجابي لكلمة جماهيرية حيث الجماهير هي الكتل البشرية الكبرى زائد فكرة التقدم) فما الوصف الممكن للحركات الجماهيرية العربية في ربيع 2011؟ و أخص بالذكر هنا الحالة السورية.
لا شك أن الوصف يتطابق مع توصيف الكتل البشرية و لكن هل زائد فكرة التقدم؟ أم هي مجرد حركة و فقط؟. هذا سؤال جوهري علينا جميعاً أن نسأله لأنفسنا لنبدأ بإعادة تقييم هذه الثورة بتوصيفها الواقعي و الحقيقي ثم العمل على زيادة فكرة التقدم لها.
الحركات الجماهيرية الشعبية كانت نتيجة ظروف موضوعية سياسية و اقتصادية و اجتماعية فرضت من قبل مفرزات نظام البعث السوري الذي انتج نظام نهب عائلي تمثل بعائلة الأسد لتحول دولة جمهورية إلى حكم وراثي لم تفلح بقية الأنظمة العربية في تحقيقه بسبب ربيع 2011 و كان من سوء حظ السوريين أنهم اضطروا و تحت تهديد الدمار أن يقبلوا بالتوريث دون أن يدركوا أنهم أمام مشروع تدمير وطني أكبر و أعظم, حيث الدولة مغيبة و المؤسسات تحولت لفروع أمنية و أصبحت المنظومة الأمنية أكبر من الدولة و الوطن و فوق الجميع.
ثلاث سنوات و ضمن استراتيجية متماسكة عمل النظام على بعثرة أي جهود لإضافة فكرة التقدم على الحركة الجماهيرية لا بل احتوى و احتكر فكرة التقدم بوجوده و بقائه و هذا أهم اسرار بقائه حتى اليوم إضافة للدعم اللامتناهي من قوى دولية قدم و يقدم لها خدماته و خبراته المخابراتية.
في الجانب الآخر لم تسمح الظروف على الأرض بقيام قوى سياسية تفكر أو تعمل لإضافة فكرة التقدم على الحراك الجماهيري العظيم لأسباب كثيرة منها دموية و عنف النظام و تواضع أداء المعارضات التقليدية و نزوح الكثير منها خارج الوطن و لكن كانت هناك قوى سياسية تمارس سياسة المزاودة منذ اليوم الأول حتى تثبت مقولة أن الأنظمة الاستبدادية لا تنتج سوى معارضات استبدادية مثلها.
مزاودة في حجم و شكل التدخل الاجنبي و مزاودة في حتمية حمل السلاح دون استراتيجية وطنية موحدة و مزاودة في تحجيم قوة النظام و إطلاق الوعود بإسقاط النظام بين الفترة و الأخرى و المزاودة في حجم الدعم العربي و الغربي و الأمريكي للثورة و المزاودة في تجاهل الدور الروسي و الايراني ثم المزاودة على أهداف الثورة نفسها في طلب الحرية و الكرامة و الديمقراطية و المزاودة بالحل الاسلامي للدولة ثم المزاودة بالصراع الطائفي المذهبي في بلد لم يشهد بتاريخه مثل هذا الصراع.
في السياسة, التي مازلنا نفتقدها حتى اليوم في الثورة السورية, لا يمكن أن نعمل على مبدأ ردود الأفعال المستمر دون أن تكون لك القدرة على الفعل العلمي و الواقعي و هذا الفعل ليس بالضرورة أن يكون مبنياً على روح الثأر البدوية بالمعنى السلبي في بلد تجازوها بمراحل جيدة. يقول أحد المفكرين (أن الحقد مرشد سيء في السياسة) و لكن مزاودي المعارضة مازالوا يضعون الحقد و الانتقام فوق أي سياسة و بأنهم يريدون كل شيء أو لا شيء, إنها بالضرورة سياسة اللاعقل العقيمة التي ندفع ثمنها غالياً.
الثورة كحركة جماهيرية سلمية كانت أم مسلحة, لن تصل إلى أهدافها دون فكرة التقدم التي تتحقق عندما تكون السياسة أحد أهم معاركها. و نحن نتجاوز السنة الرابعة مع كل هذا الدمار و الدم السوريين, علينا أن ندرك أن العمل العسكري هو فوضى بدون عمل سياسي إلى جانبه و يقوده ضمن أجندة وطنية تحارب سياسة المزاودة و التهويل و خلط الأحجام و تضخيم الأحلام و المعارك المتعثرة و المبعثرة, لأن من يمارس المزاودة إما أنه جاهل في العمل السياسي و إما أنه تاجر يبيع و يشتري بدماء السوريين و يؤسس لليأس و الخراب و الاستسلام و لضياع تضحيات عظيمة و ترسخ نظام الاستبداد بشكله الحالي أم باشكال أخرى أكثر استبداداً.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتلة تروتسكي في صفوف الثورة السورية
- ستحرمون من الخبز
- معركة الساحل واقع و مستقبل
- ربط الملفات أم لف الروابط
- العام الرابع, طقوس و تحولات
- جلجامش السوري
- غربان الموت, إلى أين؟
- جنيف 2, نحو الجنة السورية
- الحرية تؤخذ و لا تعطى
- علم مقابل وطن
- القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة
- الجيش الحر و انتقام النظام
- استراتيجية المفاوضات في مسيرة الثورة السورية
- حصاد الرؤوس الكبيرة
- هي هجرة أخرى ..فلسطينيون سوريون
- سوريون..و لا نخجل
- التصويتات على تأديب الأسد
- الضربة التأديبية, فأين المفر؟
- الخمسين, بين ماضي الهزائم و حقيقة الانتصار
- في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية


المزيد.....




- الكويت.. شجون الهاجري تحظى بالتضامن من زملائها على مواقع الت ...
- كيف علقت الصين على الضربة الأمريكية ضد المنشآت النووية الإير ...
- حصريًا لـCNN.. كيف سيكون رد طهران على هجوم أمريكا؟ متحدث باس ...
- مصر.. الحكومة تكشف عن خطة لعدم انقطاع الكهرباء خلال الصيف وخ ...
- بعد ساعات من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. واشنطن تقلّ ...
- الدفاع المدني السوري: 15 قتيلاً على الأقل وعشرات الإصابات جر ...
- فظائع في الظل.. كيف تمددت فاغنر في إفريقيا على أنقاض القانون ...
- سوريا: 15 قتيلا على الأقل في هجوم انتحاري داخل كنيسة في دمشق ...
- مدير مكتب الجزيرة في طهران: 3 جهات بإيران تحدد الخطوة القادم ...
- مساعد الذكاء الاصطناعي بواتساب يسرب رقم هاتف أحد المستخدمين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - المزاودة في سيكولوجيا العقل السوري