أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - الوداع














المزيد.....

الوداع


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 01:30
المحور: الادب والفن
    


الوداع

رياح من غبار
تزمجر في السماء
تهتز الأرض
وترتعد الأشجار
تأخذني من مكاني
وتطير بي في الأجواء
رياح الرحيل والوداع
مكفهرة الغبار
استقبلتني وشيبها
ينضح بالاشتعال
أبكتني وعيوني تفيض بالسيلان
رياح من غبار
صافحتني بالوداع
ذاك المساء
أشعلت قلبي بالخفقان
ذكرتني بضروب الهزيمة والإخفاق
رياح من غبار
جاءت ذات يوم واقتحمت
الدوار
اقتلعت الجذور والأغصان
خربت المنازل والخيام
عبثت بدمى الأطفال
وكسرت كوخ الدجاج
رياح من غبار
حجبت الرؤية والإبصار
جاءت مزمجرة ودفعتني
إلى الرحيل والوداع
ودعت الربيع والحياة
ودعت تلك الوريدات الجميلة
وريدات الدوار
التي تترنح بين الأكمات والأحجار
ترقص صغيرة
جميلة وهي تعبق بالأريج
الفواح
وداعا أرضي
وداعا أمي
وداعا حياتي
وداعا والحسرة تملأ
الأجفان
وداعا فليس هناك لقاء
رياح من غبار
جاءت مزمجرة
واقتلعت الأكمات
شرخت كياني بالجراح
رياح من غبار
قصمتني
بالوداع
لم تقل لي إلى اللقاء
تركت آمالي في الوراء
ضيعت حظي مع الحب والغرام
قذفتني الحياة بين مهاوي الضياع
رياح من غبار
وضعتني في أقبية النسيان
بين طاحونة الاجترار
******************
وتمضي حافلة الحياة
ورياح من غبار
فأضيع فرصتي مع الغرام
على القارعة يتراقص
الفول والخرطال
بينما أنا أركب سفينة
الوداع
رياح من غبار
جافة تطفح بالجفاف
وداعا
فأرضي ستلبس ثوب الحداد
لم يعد لي وجود ولا كيان
غير قلم مستغيث ينضح
بالمداد
ها هو على مشارف الانتهاء
....
النجدة
النجدة
أيها الرفاق
أيتها الرفيقات
اليأس
علمني المحال
كيف لا !
وأحلامي مرتقة
بخيوط طالها الاهتراء
وشموخي تحول إلى يباب
ومحاولتي تحولت إلى جندي فر
من ساحة القتال
رياح من غبار
ذكرتني بهزيمتي أمام الغرام
رياح من غبار
تحفل بالأنواء
بالأمطار
هل أمطار من غبار
أم مياه ؟
من دماء
من سراب
من عتمة
من ظلام
من خوف
من رهاب
منك أنت
أيتها الماكرة
الملتحفة
بالزيف والأوهام
بالمكر والنفاق
رياح من غبار
اقتحمت كياني المجروح
ذات يوم من الأيام
رياح من غبار
مسكونة بالضياع
باليأس والتشاؤم
والمحال
طارت مع الأسراب
وحلقت مع الغربان
هناك لبست السواد
وحلت الموت متفرسة
ترتدي نظارتين
وقد عمها الانكسار
هناك تبدت ذاتي
وقد ركبها الانشقاق
ونادتني من هناك
من وراء الشفق
أنني ذاهب في السراب
منسحق بين الضياع
وأن جراحي ليس لديها آفاق
فغدا ستهرق بالدماء
فالوحدة تقتل الأموات
فما بالك بشاعر رومانسي
دافق حساس
يتفوه بكلمات من نار
تكتوى بجروح الحب والغرام
عانى ضروب الويلات
وقاذفته أرجل الفاشلات
أووه أيها الزمن المنقضي
الذي يتنفس أريج الريح
الذي يداعب خصلات شعري
وهي تضحك
والحافلة تمشي
بخفة كالفراش
رياح من غبار
جرحت عاطفتك
وأفقدتك اللعاب
أووه أيها المكتوي بنار العذاب
أين المصير وأين المآل ؟
هل تحب أم تفضل الاختفاء ؟
أوووه كلمات من غبار
كنست قريتي ذات يوم من الأيام
وأنا أشد الرحال
بعيدا
بعيدا
إليك قبلة أرضي
إليك قبلة أمي
من أرض التيهان
من أرض العربدة
والمجون
من أرض الحزن والنكوص
من أرضي ...
من أرضي ...
آه أحبك يا أرضي ...

عبد الله عنتار / الطريق إلى خريبكة - المغرب / الأحد 20 أبريل 2014



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد من المستشفى
- أريدها
- تمرد
- منزلنا الريفي (43)
- كلمات من دماء
- خوالجي الباكية
- شاعرة الافتراضي
- النافذة المغلقة
- منزلنا الريفي (42)
- منزلنا الريفي (41)
- منزلنا الريفي (40)
- منزلنا الريفي (39)
- منزلنا الريفي (38)
- منزلنا الريفي (37)
- عيد ميلادي
- منزلنا الريفي (36)
- المستنقعات
- منزلنا الريفي (35)
- المتاهة
- هزيمتي


المزيد.....




- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - الوداع