أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - مشاهد من المستشفى














المزيد.....

مشاهد من المستشفى


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


رأيت المرضى
وهم يذهبون إلى المستشفى
أصحاء
رأيتهم ينتظرون وهم مرضى
في باحة الانتظار
يقض مضجعهم الصمت
أصيبوا بداء السكري
وداء العصاب
رأيتهم يترنحون
رأيتهم يبكون
رأيتهم
رأيتهم
.......
*********
طبيبات جامدات
قابعات في أماكنهن كالأحجار
يفتقدن للعاطفة والاحساس
مخدرات بالسعار
يروادهن عنف شبقي
كالسنوريات
أياديهن كأقفال المعتقلات
يعتمرن السواد
وهن قابعات
يطفح الشرر من عيونهن
كالراهبات
وهن يقدن المارقات
إلى المقصلات
رأيتهن
والرعب يسكنهن
ويطفح على وجوههن الشرر
وزرتهن من ظلام
وأحلامهن من دمار
**********
ممرضات كئيبات
كسولات
يتثأبن
ويغرقن في الكلام
بينما المرضى
داهمهم فياضان المعاناة
**********
في باحة الانتظار
يجلس شيخ عجوز
يعاني ألما محيقا
في صدره
في جوفه
يترنح ويبكي
يطوف الأرض
يحلق في السماء
بينما الطبيبات يتلذذن بصمتهن
المرح
يجتمعن
ما هن بالمجتمعات
هن كسولات
هن مريضات
ينقلن مرضهن في المستشفى
المعتقل
*********
رأيت طفلا يعاني
القلب
مات في حضن أمه
رأيت مستشفى مريضا
توقف أعضاؤه عن العمل
رأيت المستشفى
ينشر أمراض
السكري
والعصاب
والأحزان
رأيته مقلوبا
متعوسا
رأيت الذباب يحلق فوق الأنوف
والغواط ينتشر فوق الجروح
رائحة البول تستعمر الحلوق
والمسبة تمر عبر الجفون
رأيت طبيبة تنثر مرضها
رأيت المرض ينتشر
سكنني في الأعماق
عدت مريضا من المستشفى
قتلني الانتظار
لقد علمتني الطبيبة كيف أمرض
كيف أموت ببطء
كيف أغادر هذا الوطن
وهو يقتلع عروقي
وهو يمتص دمائي
هو يسفك بكياني
أووه
عدت مريضا
من المستشفى
عدت مريضا بالربو
الجدران فقدت طلاءها
والأحلام فقدت بريقها
وأسرة المرضى سكنها البرغوث
وأدوية فقدت عافيتها
الصندوق تكدس بعرق المرضى
رأيت المسؤول عنه محمر الوجه
عرفت أنه مصاص دماء المرضى
عرفته
عرفته
عرفته
عرفت أنه عاهر
عرفت أنه مقحبن
عرفت أن هناك أدوية بالمقابل
عرفت أنها تمرر من تحت الدف
عرفت أنها لا تعطى للمحتاجين
والمتسولين والفقراء
والمنبوذين
عرفت أنها فقدت عافيتها
في أقبية النسيان
يسكنها الحزن
لأنها لا تعطى لأصحابها
أووه
أيها الوطن المتعوس
قبحك
يسكن أوصالي من بعيد
ومافياتك جففت كل شيء
وتركت المستشفى عاريا
يواجه الشمس
والبرد
وأنظمة النهب
********
أووه
طبيبات
قبيحات
يكتلحهن السواد
ما ينقصهن هو السباب
لا يجدن إلا الكلام
********
أوووووه
في كل خطوة
يقدمن عليها
ينشرن الآلام
والأمراض

ع ع / بنسليمان - المغرب / 17 أبريل 2014



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أريدها
- تمرد
- منزلنا الريفي (43)
- كلمات من دماء
- خوالجي الباكية
- شاعرة الافتراضي
- النافذة المغلقة
- منزلنا الريفي (42)
- منزلنا الريفي (41)
- منزلنا الريفي (40)
- منزلنا الريفي (39)
- منزلنا الريفي (38)
- منزلنا الريفي (37)
- عيد ميلادي
- منزلنا الريفي (36)
- المستنقعات
- منزلنا الريفي (35)
- المتاهة
- هزيمتي
- منزلنا الريفي (34)


المزيد.....




- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟
- -كأنه فيلم خيال علمي-: ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاماً


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - مشاهد من المستشفى