أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزه الجناحي - احدهم سرق ملابسي وركبو رأسه عليها ..ليصبح برلماني















المزيد.....

احدهم سرق ملابسي وركبو رأسه عليها ..ليصبح برلماني


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 00:51
المحور: كتابات ساخرة
    







الذي يجري الان من تفنن في استمالة الناخب العراقي للوجوه والقوائم والشخصيات بات متميزا في ضل الحملة الانتخابية التي باتت ساعاتها تقضم الايام وهي تسير وتحث الخطى حثا نحو يوم الثلاثين من شهر نيسان المواطن البسيط يرى بام عينه هذه البهرجة والالوان وهذا العرس التي باتت اهم عناصره هو التفنن في الدعاية فبعضهم يعلق الصور الملونة وهو يمتطي افضل مطاياه ويرتدي احلة ماعنده ويدور بالطرقات ويطرق الابواب مطأطأ راسه وكأنه حمل وديع ولا تفارق محياه الابتسامة ولا يتجاوز احدهم دون ان يتوقف ليسلم على الفقير والمسكين والعابر سبيل وهو يعرض خدماته وجوقته القرقوزية تلتف حوله وهم يشيرون له بالرفعة والعظمة احيانا والفقراء لا يسعهم ولا يهمهم ما يجري في الساحة من حراك وعراك ,,,
الشوارع والحارات والاعمدة والجدران اكتست بهذه الحلة النوروزية التي لم يالفها العراقيين حتى اولئك الذين لم ينتموا الى القوائم الكبيرة تراهم وقد بلغت دعايتهم الى عنان السماء السابعة وبالامس يدعون الفقر والعوز واليوم تهدر الملايين على الصور والدعوات وتوزيع الهبات العينية والمادية من البطانيات وكارتات الموبايل وبعضهم يهدي الموبايل خاصة اولئك الذين ( طكت وياهم فرد طكة) والذين اثروا ثراءا فاحشا في ليلة وضحاها حتى بات المواطن المسكين لا يعرف الى اين يتجه وهذه الصور والبوسترات التي صارت في الشوارع عبئا على قادة السيارات وهم لا يستطيعون ان يغطوا بنظراتهم كل المعروض فصار السير هوينا والازدحامات تزداد فقط لكي يعرفوا هؤلاء الذي نزلوا في ليلة وضحاها لتملأ صورهم الشوارع وباوضاع يخجل البعض حتى النظر لها بعضهم رافعا يديه وهو يحي المارة وبعضهم شادا على قبضتيه والبعض منهم جالسا القرفصاء متأهبا للركض والبعض الاخر حاملا لكرات ومضرب تنس ومنهم من نزل بدعايته وهو يسابق كرة امامه ويهم للحاق بها بعضهم ارتدى العقال واليشماغ العراقي الاصيل وعمره لم يرتديه ولم يضع هذه الاشياء على بدنه وترى نفس هذا الشخص الذي صوره بالزي العربي في الريف العراقي تراه في مكان اخر وصوره قد اختلفت وهو يرتدي الملابس الفاخرة ذات الماركات العالمية وكما يبدوا ان لكل مكان وجو دعايته الخاصة للاستمالة وكسب ود الناس الذين لا يعرفون ماهي المؤهلات وما هي البرامج وما هي الاهداف فقط يرون الصور والسيارات تدور في الحارات والازقة ...
اما اولائك الذين رشحوا انفسهم في قوائم كبيرة تحت مسميات حكومية فهؤلاء حدث وبدون ادنى حرج فدعاياتهم فاقت التصور والكلام وصاروا اعلام في دعاياتهم والصورة واللوحة الواحدة كما يبدوا لي تصل قيمتها احيانا الى المئتين والخمسين الف دينار ياللهول الى ماذا هذا اللهاث وما يبتغي هؤلاء وجميعهم يريد ان يصبح رئيسا للعراق وجميعهم يستجدون عطف ذالك المواطن المسكين الذي صار محللا سياسيا محترفا ويقرا ما وراء السطور ويقرأ الممحو ( وهو قد فتح عينيه بالتيزاب) على من يضحك هؤلاء وهم يقدمون انفسهم منقذي العراق واهل العراق ...
بالامس وهذه حقيقة وليس من بنات التشهير والحسد وانا اترك لعيني العنان وهي تدور على هذه المجموعات الكبيرة من الصور وكنت سائرا مع صديق لي في احد شوارع الحلة التي غزتها تلك الدعاية استوقفتني عيناي رغما عن ساقاي وكل كياني حاولت جاهدا ان اقطع تمتعهما بمشهد تلك اللوحة الدعائية لسيدة تود ان تكون نائبة في البرلمان وهي تسمي نفسها السيدة فلانة الفلانية ولديها بكلوريوس في الاقتصاد ومحاسبة في المكان الفلاني وووو لا اعرف لماذا عيني قد تسمرت عند هذه الصورة ولأول مرة تسبق العقل والقلب وهي تعطي الاوامر بالتوقف والتمعن الحقيقة لم اهتم كثيرا بالموضوع لكن كما يبدوا ان عيناي قد محصت وتفحصت واكتشفت قبل العقل امرا عجيبا مما جعلها تأمرني بالتوقف المهم توقفت صاغرا وتفحصت اللوحة وقرات ثانية المغريات لكني لم انتبه الى صورة المرشحة لأتبين الخلقة فلما انتبهت وجدت ان الصورة المعلقة لرجل وليس لأمرأة لكن الاسم لا يمكن ان يكون الا لأمراة’ انها من اسماء اهل الحلة الغير مشتركة بين الذكر والانثى كتلك التي اسمها صبرية وحمزية وحورية فلا يمكن ان تكون الا لأمرأة
نبهني صديقي مابك الا تفهم
قلت ماهذا اللغز
قال الصورة ليس للمرشحة انها لزوج المرشحة ...
قلت وماعلاقتي بالزوج اريد ان اعرف من هي المراة
اجابني ,,انها محتشمه لا تظهر في الدعاية (تستحي)
الله هل هذا معقول وكيف انتخب امراة لا تستطيع ان تخرج على العامة وتدافع عن حقوقهم وكيف تواجه الرجال في البرلمان وماذا ستفعل امام الكاميرات ,,,
استمرت الاسئلة ولم تتوقف حتى سحبني ذالك الزميل من يدي لنكمل مشوار المئة مليون صورة ودعاياتها ,,,
ربما يعتقد البعض من الذين سيقرئون هذه الكلمات ان المفارقة الثانية هي مبالغا فيها لكني انقلها ولا اريد ان اقسم انها حقيقة ...
مثل المرة السابقة وتلك المرشحة التي رفعت صورة زوجها ليعوض عن صورتها وهو يبتسم للناس (بالاستعاضة) ,,,
هذه المرة ايضا استوقفتني عيناني امام مرشح اعرفه جيدا وهو قريب مني ليس قرابة عشائرية بل في منطقتي في احد ضواحي الحلة توقفت عند صورته وهو يرتدي بدلة ورباط ووضعه ليس كما اعرفه ولو اني لم اراه يوما يرتدي بدلة برباط بل دائما مايلبس بنطلون الجينز والقمصلة الرجل يعمل في السوق اعمال حرة وهو حاصل على الشهادة الاعدادية وما يحصل عليه من اجر هو قوت يومه وعياله وهذا ليس عيبا ,,
لكني حقيقة لم اره بهذا المظهر الجميل فالوجه الحليق الجميل المائل الى الحمرة والشعر الاسود مع العلم ان الشيب اخذ من راسه ماخذ الغزاة ولم يحلق لحيته بالشفرة طيلة تعرفي عليه ذاك لأن حلق اللحية بالشفرة يعتبر تجاوز على حرمات الشرع الاسلامي لكن كل الذي اراه مختلف ولولا عيناه وانفه الافطس لما تعرفت عليه ولقلت ان الامر لا يعدوا تشابه بالاسماء ...
توقفنا وصديقي امام صورة ذالك الجار كثيرا وتحدثنا ايضا كثيرا عن هذا المرشح الفقير ولو نحن نكن له كل الاحترام لأنه رجل عصامي ..
وانا اهم بتجاوز هذه الصورة سحبني صديقي هذه المرة ليوقفني عند هذا المشهد ويبدو ان صديقي اكتشف هذه المرة امرا اوقفه واوقفني ..
قلت له مابك ..قال لي انظر الى ملابس (فلان) اجبته انها جميلة
قال لي انظر لها جيدا
وبادرني بسئوال مارايك بهذه الربطة (ربطة العنق)
قلت له رائعة
والسترة(الجاكيت) اجبته على عجالة دون تمعن بالصورة انها اروع ما بالصورة
ركز جيدا ياخي ,,,انظر الى الربطة والجاكيت
نظرت لهما ,,ها مابهما
انهما جميلان ولا ئقان
الايذكرانك بشيء ,,اجبته ابدا بماذا يذكراني
اجاب هذه المرة غاضبا ...الايشبها ما ترتديه من ربطة وجاكيت الان
انظر الى ملابسك ياجناحي تمعن جيدا بما ترتديه
انتبهت الى نفسي وملابسي وجدت ان ما يرتديه هذا المرشح الجار هي نفس الملابس ونفس الربطة التي ارتديها
قلت له مصادفة قال لي كيف عرفت انها مصادفة
وهل لبس ملابسي وتصور بها واعادها لي
لا انها ملابسك ...اجبته هل سرقها مني وانا ارتديها
لا بل ركبت عليه تركيبا
وضعت يدي على جبينه لأتحسس حرارته ,,
مابك الا تصدقني ..قلت له طبعا لا اصدقك ...
سحبني من يدي بقوة وذهب بي الى السيارة وهو يقود بسرعة في ذالك الحي ليتوقف امام احد المصورين الفوتغرافيين في منطقتنا والذي دائما ما نصور انفسنا لديه وهو ايضا شاب جميل وطموح ويجعلك لا تغادر المحل الا وتعود له ثانية حقيقة هذا المصور انه فنان ومقتدر ..
سالته هل تريد ان تلتقط صور الان اجابني
(ياصور يامذهبك تعال اريك ملابسك المسروقة )
سرنا خطوات الى المصور وانا هممت بالدخول امامه لكنه منعني ليريني صورة لي وضعها المصور في واجهة محله ..
قال لي انظر هل هذه ملابسك
قلت له وهل يخفى القمر
اه اه تذكرت انه صورتي التي رفع منها المصور ملابسي وركب راس جارنا المرشح عليها لتعطيه جمالية
خرج المصور الشاب من محله وهو مبتسما ليخبرنا وبايماءه مفادها انه يعتذر ..
تذكرت ان المصوريين الان واصحاب المطابع يستخدمون برنامج الفوتو شوب الالكتروني وهم يحسنون الوجوه ويهندمون الشخوص ليضهروها اللمرشحين
الم يكن هذا ايضا انتحال ولو نصف من الشخصية او انه تزوير
من هل المال حمل جمال .

حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد المالكي ضباطك ..لا زالوا بعقلية منضدة الرمل .. وارضاء ...
- الاهوار في عهد صدام وبحيرات شمال بابل في عهد المالكي ..
- اقبض من دبش .. برلمان العراق القادم كذالك .
- شهيد
- ماهي الموازنة ... ومن الخاسر في عدم إقرارها في العراق ليومنا ...
- فشل في ادارتها ويريد ان ينقل فشله للبرلمان .. مجلس محافظة با ...
- الاكراد وبادرة حسن النية كلفظة دبلوماسية سياسية ..مالها وما ...
- قوات البش مركة وايقاف ضخ النفط من حقول كركوك (الفعل وردة الف ...
- قتلوا اطفال العراق ..واستلموا رشوة مليون دولار .
- رافع العيساوي وطارق الهاشمي شخصان انسحبا من الصورة بهدوء .
- الى كتاب ومثقفي العراق رفقا بقلوبكم واحترسوا من المجهول .
- 7 ملايين -$- تكلفة اليوم الواحد لحرب الانبار والفلوجة..
- عدم قدرة الاقليم دفع رواتب موظفيه ابلغ رسالة للسياسيين الاكر ...
- قبل الفا وثلاثين من السنين
- المعقول واللامعقول,, من المانيا نستورد لوحات ارقام السيارات ...
- قانون التقاعد العراقي ..حقائق غير معلنة.
- عش الدبابير..
- بالرفاه والتقدم على الاقليم وأهله .. لكن الا يستحق ابن البصر ...
- كيف دخل امراء الحرب الخليجيين الى صحراء السماوة ومن اعطاهم ا ...
- كيف يسمح وزيري التربية والتعليم في العراق بهذه المهازل؟


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزه الجناحي - احدهم سرق ملابسي وركبو رأسه عليها ..ليصبح برلماني