الاكراد وبادرة حسن النية كلفظة دبلوماسية سياسية ..مالها وما عليها .

حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد اشهر من صراع اقرار وعدم اقرار الموازنة بين الطرفين الرئيسيين المعنيين حكومة بغداد الفدرالية وحكومة اقليم كردستان المحلية ولكثرة التدخلات من اجل تجنب الوقوع على ما لا يحمد عقباه خاصة بعد التهديدات والوعيدات باتخاذ اجراءات غير متوقعة من قبل الاقليم وبين حجب رواتب الموظفين في المركز لشهريين متتاليين وبتدخل علني واضح من قبل السفارة الامريكية تمت على اثر ذالك موافقة الاقليم على تصدير 100 الف برميل يوميا بأشراف الشركة الوطنية العراقية سومو ..
الى هنا والموضوع بالنسبة للمتتبع السياسي وحتى المواطن المتابع لأخبار الازمة شبيه بالنكتة لأن الموضوع ضمن عبارة من قبل حكومة الاقليم (كبادرة حسن نية ) الحقيقة ان عبارة بادرة حسن النية تطلق من قبل السياسيين عندما تحدث بعض الخلافات الدولية او قل بعض المناوشات بين متنازعين دوليين ولتقريب وجهات النظر تطلق بعض المبادرات لتقريب وحلحلة المشكلة كبادرة حسن نية ان الطرف المبادر تفضل على الطرف الاخر من اجل ان يوصل الامور الى مسارات العودة والابتعاد عن اشباح النزاع وهذا دائما يشكر عليه المبادر صاحب النية الحسنة وبالتالي يصار الى ضغوط على الطرف الاخر من اجل ان يبادر هو الأخر وبالتالي تتقارب وجهات النظر ودائما مثل هكذا مباحثات الغاية منها الوصول الى انصاف الحلول وبالتالي تجنب الشعوب والدول الكوارث ..
هذا اذا كان الامر بين دولتين او شعبين وخارطتين وحكومتين وربما في مكانين مختلفين جغرافيا ممكن العمل على مثل هكذا مبادئ اصلاح ذات البين وبتدخل اطراف من جهات دولية مختلفة كما هو الحال بتدخل السفارة الامريكية في بغداد بين الطرفيين العراقيين الاقليم العراقي والحكومة العراقية اكرر العبارة اقليم كردستان العراقي وحكومة المركز لدولة العراق الفدرالي العراقي ..
الذي جرى للأسف لا ينطبق عليه مبادرة حسن النية ابدا ولا يمكن البوح والاعلان بمثل هكذا عبارة دبلوماسية بين طرفين لدولة واحدة الا اللهم اذا كان هناك شعور بأن احد الاطراف يتعامل مع الاخر بميزات وعناصر الدولة وبالتالي يبادر وهذا الشعور لمسناه من تلك العبارة التي توقفت عندها كثيرا وحاولت اقناع النفس بصحة المناسبة لتطلق هكذا عبارة (حسن النية) ولا اخفي القول وبحكم دراستي الاكاديمية كحاصل على البكالوريوس في العلوم السياسية لم اقتنع بتاتا بهذه العبارة وان قبلت فأنها تقبل على مضض من قبل الباحث والكاتب والمتتبع ,,ومن الممكن القبول بذالك على اساس ان الطرف الكردي صاحب حسن النية ينوي الاصرار ومرسومة له اهداف لا يمكن التنازل عنها او اعتبار الموضوع خطوط حمراء التجاوز عليها يعني التنازل عن حقوق وتفريط عن ثوابت للشعب الكردي للأسف هكذا يفسر الامر ...
نسى الجميع من طرفي الخلاف ان الامر لا يعني حكومة المالكي بتاتا ولا يعني حكومة البرزاني بتاتا بل يعني الشعب العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ولكل الاطياف والقوميات والاثنيات ولا فضل لاحد على احد الدستور يقول ذالك ان الموارد الطبيعية هي ملك الشعب وبأشراف وسيطرة الحكومة الفدرالية ,,وهذا يعني ان الحكومة الحالية هي الوكيل الشرعي والقانوني على خيرات الشعب العراقي وما حكومة اقليم كردستان الا حكومة محلية لها صلاحيات حصرية خاصة بالإقليم وليس لها الحق بالتدخل بصلاحيات المركز ..
المهم ان بادرة حسن النية هذه وموافقة الاقليم بالتصدير ل100الف برميل عبر الانابيب الوطنية كشفت الكثير من المخفي والذي لأيام قليلة كان السياسيين الاكراد يتحدثون بها اهم تلك النقاط الذي كان يتحدث بها السياسيون الاكراد ان الاقليم لم يكن مهيأ ان يصدر اي كمية من النفط لأنه ليس له القدرة على ذالك في حين وفي فترة ما تحدث وزير الطاقة الكردي اشتي هورامي عبر وسائل الاعلام ان الاقليم سيصدر 400 الف برميل نفط في العام 2014 وباستطاعة جيدة والذي نفي هذا التصريح بعد ذالك ..وانا اعتقد ان السيد هورامي شخصية تكنوقراط واختصاص ومتمكن لم يكن يقول الا الحقيقة ولا يجامل على شيء الا شيء واحد هو يريد تهيئاه المجتمع الدولي ومحاولة توجيهه نحو الاقليم خاصة وان افتتاح انبوب النفط الكردي بمساعدة تركيا كانت هناك افتتاحية مهيبة لافتتاحه ولم يكن حدث عابر تناقلته كل وسائل الاعلام المتخصصة بالطاقة والنفط وحللت واعطت نتائج ان الاقليم باستطاعته ولسنوات قليلة قادمة ان يكون جزء مهم من منظومة الطاقة العالمية وهورامي اراد هذا الامر ونجح بتسخيره وهذا الذي دفع بعض الشركات العالمية الكبيرة بالتوجه الى الاقليم لعقد اتفاقيات شراكة نفطية مع السياسيين الاكراد والتنقيب عن النفط وتصديره بإشراف الحكومة الكردية بعيدا عن المركز .
اعتقد ان الوضع الكردي صار اصعب من ذي قبل وبحسابات البيدر على الاقليم ان يواجه عدة اسئلة محرجة من المركز في هذا الخصوص خاصة وان الارقام التي سربتها القيادات الكردية سابقا الى وسائل الاعلام ونفتها وعادت اليوم الاعتراف ببعضها دليل على المماطلة العلنية واول الاسئلة التي ستواجه الحكومة الكردية من قبل الشعب الكردي عن الحقيقة هل ان الاقليم يستطيع ان يصدر 400الف برميل او بصورة اخرى متى سيبدأ التصدير للرقم الذي هو اساس المشكلة وما هو رقم 100الف برميل هل هو هدية من الجانب الكردي للشعب العراقي او هل هو منية او هل هي تفضل او ان بغداد تتسول او تستجدي الاقليم ؟؟؟؟؟ اسئلة عدة ستواجه الحكومة خاصة من الشعب الكردي ومن المعارضة الكردية التي بدأت تعلن وبوضوح تحفظها على التعامل مع الازمة مع بغداد وخاصة من قبل التغيير والحزب الاسلامي والمثقف الكردي ناهيك عن المركز المتشبث بالرقم المعلن 400 الف برميل ,,ولو علمنا ان تمرير الموازنة لابد منه ولو بالأغلبية وليس بالتوافق وهذا سيحرج الاكراد كثيرا لأن المتبقي من الرقم 300 الف برميل ستقطع من ميزانية المركز 17% وسيعرض الاقليم الى تدهور اقتصادي يصبح الجميع مسائل امام الشعب ,,كذالك فأن الجميع سيترقب التطور النفطي الكردي ومتى يصل الى 400 الف برميل فمن غير المعقول ان يبقى الرقم 100الف برمي الى ملا نهاية لو علمنا ان الاقليم لا يمكن ان يصدر قطرة بترول واحدة بدون علم المركز مازال هو جزء من العراق الى ان يتم الانفصال ووقتها لكل حادث حديث لأن الجميع سيسئل قانونا في المحاكم الدولية وسيتعرض الى عقوبات قاسية خاصة تركيا التي تعلم علم اليقين انها لا يمكن ان تتصرف بالثروة النفطية العراقية على مزاجها وهواها وهي تعرف القانون الدولي بهذا الخصوص جيدا ..
اذن سيقى الصراع قائما وسيكون المتضرر الاكبر الشعب الكردي اولا ومن ثم الشعب العراقي في الوسط والجنوب الذي للاسف ستتصرف حكوماته المحلية نفس تصرف الاقليم وسيرتفع الصوت بقوة هذه المرة فالدستور العراقي واحد وعلى الجميع التعامل معه بالمساواة ولا يوجد من هو افض من الاخر او لايوجد من يفسر على غاياته .

حمزه ----الجناحي
العراق ---بابل
[email protected]

#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل