قتلوا اطفال العراق ..واستلموا رشوة مليون دولار .

حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 23:47
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

مليون دولار فقط رشوة صفقة شراء رابع أثيل الرصاص الداخل في صناعة الوقود رابع اثيل الرصاص مادة كيمائية حظر العمل بها منذ عشرات السنين بعد ان عرفت الدول الاخرى انها تؤدي الى مضاعفات مميتة بعد استخدامها في صناعة وقود السيارات والضحية الاولى لهذه المادة الكيمياوية هم الاطفال حيث انها تؤدي الى تلف نسيج الادمغة الطفولية الغضة التي لم تكتمل بناءها لتقاوم هذه المخلفات الرصاصية التي تنفثها السيارات كسموم وملوثات تملا البيئة العراقية ...
دولتان فقط اليوم باتت تستخدم هذه المادة التي نستها الدول الاخرى والدول تلك هي العراق واندنوسيا والسبب الرئيسي هو الفساد المستشري في دوائرهما على اعلى المستويات حتى يصل الامر ان مثل هذه الصفقات الضخمة لايوقع عليها او يوافق عليها الا المسئولين الاوائل على راس الوزارات المعنية ...
لعل هذا الكلام ينفى نفيا قاطعا لو تحدث عنه اي صحفي او متتبع او مغامر يلهث وراء فضائح النجوم في العالم لكن ان تعلن عنه الشركة ذاتها المصدرة وتقر ان بعض من المسئولين العراقيين تقاضوا مليون دولار رشا عن هذه الصفقة لقتل اطفال العراق الذين لم ينالوا اي قسطا او حضا مما يجري في العراق لينالوها اليوم من هذه المادة التي تسبب تشوهات خلقية بعد ان أصبحت البيئة العراقية مرتع ومختبر لكل تجارب الدول التي تصنع الاسلحة المعاملة باليورانيوم المنضب وبعض المعاملات الخطرة السامة التي لايمكن ان ينتهي مفعولها وتاثيرها على البيئة ارضا وماءا وسماءا بعام او عشرة او حتى مئة سنة بل تبقى تلك البئات التي تعرضت لمثل هذه الاعتدائات تعاني من الم ودمار تلك المواد والحروب التي جرت في العراق شاهد حي على تلوث البيئة العراقية والارقام المخيفة التي تعلنها المنظمات المعنية على مدى وصول التلوث وخطورته في العراق ونتائجة التي فتكت بالانسان العراقي صغيرا وكبيرا وما التشوهات السرطانية والولادات الخلقية والاسقاطات الجنينية وسرطانات الثدي لدى البنات الصغيرات وسرطانات المجاري البولية التي اصبحت في وسط وجنوب وغرب العراق الا اعلان ناقوس الخطر لما وصل له الحال حتى ان بعض المدن او القرى والقصبات اصبحت اليوم معروفة ومشهورة لكثر تلك الاصابات فلا يدخلها ولايخرج منها احد فمدينة الفهود في الناصرية وحي الانصار في النجف والفاو وبعض قصبات البصرة معروفة على مستوى العالم والطب والمتابعين ...
كل هذا الذي جرى في العراق منذ الحرب الخليجية الاولى والثانية وحرب الاحتلال واليوم ياتي المسئولين العراقيين ليستوردوا مادة رابع اثيل الرصاص التي توقف استخدامها في دول العالم نتيجة مخلفاتها السامة وحظرت هذه المادة دوليا ايضا لكن ان تدفع رشوة مليون دولار لمسئول نفطي عراقي مستعد هذا المسئول ان يوافق على دخول ملك الموت ليذهب بالعراقيين اجمعهم الى نهايتهم المحتومة ولا يرمش له جفن المهم انه حصل على هذا المليون ووضع في البنوك الدولية وغدا بعد ان تنتهي وتتوقف مسئوليته سيتمتع هو وعائلته المصونة من كل اذى بهذه الملايين من الدولارات وهو يعيش في بيئة نظيفة معافاة من كل هذه السموم في لندن او في واشنطن ولا يهمه من اصيب من الاطفال ولا يهم بكاء ام في ساعات الليل المتأخرة تندب طفلها التي فقدته نتيجة هذه الملوثات ولا يهم ذالك المليونير بكاء شابة للتو تزوجت وعلمت انها مصابة بسرطان المهبل ولا يسمح لها الانجاب بعد اليوم بعد ان استاصل ذالك الجهاز المهم من جسدها لتجد نفسها بعد ايام انها امراة عاقر مرمية على قارعة الطريق هذه الماسي التي تحدث اليوم نتيجة استخدام هذه المادة ليس من نسج الخيال بل هذا ماصرحت به صحيفة الكاريان الندنية ونشرت اسماء المسئوليين المصدرين لهذه المادة القاتلة ..
والخبر كما هو من مجلة الكارديان (((وأشارت الصحيفة إلى أن جينينس ومساعده دينس كيريسون صدرا اطنانا من الرصاص رباعي الايتيل الى العراق وهي مادة محظورة دوليا لكونها تصيب الاطفال بضرر في الدماغ.وكانت الشركة التي غيرت اسمها من "اوكتيل" الى "اينوسبيك" قد اقرت مؤخرا بان مسئولين فيها قدموا رشاوى بملايين الدولارات لمسئولين في العراق واندونيسيا في سبيل زيادة الارباح للاستمرار في استخدام المادة المذكورة رغم عواقبها الصحية على الاطفال.وتقول الصحيفة ان ممثل الشركة في لبنان أسامة نعمان سلم للسلطات الامريكية وقرر هذا الاسبوع التعاون مع الادعاء العام والاعتراف بالتهم الموجهة اليه)))
وتتوقع تلك الصحيفة ان هذه الفضيحة لو فتحت ستطيح باشخاص مهميين في الحكومة العراقية وسيطالهم القضاء العراقي علما ان العراق لايزال اليوم يستورد الوقود من الدول الاخرى ولا يستبعد ان بعض من تلك الدول تستخدم هذه المادة فقط للتصدير للعراق الهدف منه لتدمير البيئة والانسان العراقي وتغاضي المحكومة العراقية عن هذه المخالفات الصارخة نتيجة الوضع المتدهور العام في العراق .


[email protected]

#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات