أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حمزه الجناحي - كيف يسمح وزيري التربية والتعليم في العراق بهذه المهازل؟















المزيد.....

كيف يسمح وزيري التربية والتعليم في العراق بهذه المهازل؟


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 22:42
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


خرجت في ذالك الصباح منزعجا بعد ان تكرر صوت منبه السيارة في الزقاق الذي اسكن فيه وكان الوقت مبكرا تقريبا في تمام الساعة السابعة صباحا ويوم شتائي يجعلك تبحث عن الدفئ خرجت لأوبخ وانصح صاحب تلك السيارة التي ايقضتني وغيري من دفئ الفراش كان الباص الذي ينقل الطلاب الى جامعة القادسية في الحي وهو ينتظر احدهم ويبدو ان هذا الشخص قد اخر الباص ومن فيه للذهاب صباحا الى مقاعدهم الدراسية وهذه الضجة لأستعجاله... وكم كنت اتمنى لو اكون معهم واعيد تلك الايام ولكن ليس التمني بعد هذا العمر من ان يعود بالزمن الى الوراء (الا ليت الشباب يوما يعود).
الحقيقة بعد ان عرفت بالموضوع وان الباص هو لطلبة الجامعة خفت حدة التوتر وانسحب عني كل الانزعاج لأني احب الجامعة والطلاب ودائما ما اتصور واتخيل ايام الدراسة عندما اراهم باللباس الموحد المفروض لبسه على الجميع ولو انه بدأ يختفي في هذه السنوات ...
المهم ترجل احد الطلاب من العجلة وجاء ليسلم علي بعد ان رآني منزعجا ,,سلم علي ذالك الشاب الجميل واراد ان يخبرني بعد ان بان على محياي الغضب ,,(ليخبرني عموا احنة ننتظر الملة هي اللي اخرتنة ) الملة وطلاب الجامعة ,,اجبته ياملة قال لي انها زوجة الشيخ الفلاني (سمى لي اسم زوج الملة ) وانا لحد هذه اللحظة لم افهم ولا افقه شيئا من هذه الدربكة الصباحية لعل تأثير البرد او الانزعاج هو الذي جعلني لا افهم شيئا قلت له واين هذه الملة وما تفعل معكم بالمناسبة انا عرفت الملة وفعلا في الزقاق الذي اسكن فيه يوجد شيخا معمما وزوجته ايضا قارئة على الامام الحسين (عليه السلام) تكنى بالملة لكن الموضوع لازال مبهما ,,,سلم علي الشاب وعاد الى الحافلة وقلت في نفسي لأنتظر وارى واحل هذا اللغز (فالنوم طار من عيني) والصباح انبلج والشمس اشرقت فما لدي شيء اخسره لأنتظر وارى الملة هذه التي اخرت هؤلاء الطلبة ..
لحظات وخرجت الملة زوجت الشيخ متلفعة بلباس اسود من راسها حتى اخمص قدميها وحجابها ايضا من اغرب ما رأيت انه الحجاب التي يطالب به الاسلام المتطرف لا وجه ولا يدين ولا قدمين ولا اي شيء مجرد شبح اسود يسير في الشارع ليختصر الوقت وفي يديها حقيبة كبيرة كانها حقيبة لسفر بعيد لا تشبه حقائب الطالبات التي اراهن كل يوم ...
خرجت الملة مرت بقربي مسرعة سلمت علي ايضا سلام سريع لانها تعرفني وانا ايضا اعرفها وعائلتها وزوجها وركبت الحافلة وانطلقت الحافلة الى جامعة القادسية ...
عدت الى البيت وانا اضرب اخماس باسداس اقلب الامور أأتي بالسنين قبل الشهور وبالايام قبل الساعات والدقائق احاول ان اجد تبريرا لهذه المسرحية فلم اجد ولا يوجد بقربي احد أسئلة وماذا واي سؤال اسئلة ,,,الملة ..الجامعة ,,السابعة صباحا ,,كأنها كلمات متقاطعة احاول ترتيب حروفها ..لكني خرجت بنتيجة واحدة بعد تحليلاتي وصفناتي هي ان الملة ربما تعمل في الجامعة او لعلها ذاهبة لمكان تمر به حافلة الطلبة لتقلها معهم هذا فقط ولم ابعد عن ذالك التحليل ابدا... الصبر طيب قلت في نفسي لأنتظر وسأسال الطالب الذي سلم علي صباحا عند رؤيته ثانية ..ذهبت الى عملي جلست على مكتبي ولكن الامر هذ لم يفارقني وبدأت اعيد الشريط ثانية وثالثة لأجد حل لهذه التغريدة الصباحية فاتني وانا امارس عملي ان احدى زميلاتي هي من اقارب الشيخ ,,وبعد ان مرت من غرفتي وحيتني التحية الصباحية تذكرت ذالك ,,طلبت منها بعد ان تفرغ من عملها لنجلس ونتحدث قليلا بامر بالنسبة لي مهم اجابتني تفضل استاذ ليس لدي اي عمل وانت تعرف ,,كانت محقة لأن الدوائر في العراق لا يوجد لموظفيها مكان للجلوس ومن ينهض من مكتبه يتسابق على كرسيه الاخرين للجلوس عليه كانه باص لنقل الركاب والجميع يتزاحم ليحصل على كرسي فيه ..
جلست زميلتي وسألتني تفضل استاذ ,,قلت لها لا شيء فقط احببت ان أسئلك عن الشيخ الفلاني ابن عمك اين هو كيف احواله ,,اجابتني السيدة وشعرت انها تعرف ان السؤال المهم لم يطرح بعد ...
قلت لها وزوجته الملة اين هي هل توظفت او ما شابه ذالك ..
اجابتني لا ابدا ..انها موجودة في البيت لكنها الان تدرس في الجامعة ..
اها اها.. هذا هو الذي اريد ان اصل اليه في داخلي ..
قلت لها واي جامعة انها كبيرة في السن ولم تحصل على الاعدادية كما اضن ..
اليس هي فلانة بنت فلان ابو فلان ..؟
اجابتني نعم هي بعينها ..
لكن اي جامعة ومتى تخرجت من السادس الاعدادي ؟
..نعم انها لم تحصل على الاعدادية لكنها اليوم تدرس في جامعة القادسية كلية التربية علم نفس ..
علم نفس كيف كيف بالله عليك ؟
فعلا ارتفع صوتي قليلا لا شعوريا انتبهت الى نفسي وهي ايضا عرفت بانفعالي ..لا لا استاذ لقد تخرجت عن طريق مدارس الوقف الشيعي وهي شهادة معادلة للإعدادية وتقبل في الجامعات الحكومية الا تعرف بذالك معقولة استاذ؟
قلت لها خجلا لا ابدا سمعت بذالك ولكني غير متاكد..
انتهى حديثي مع السيدة الجليلة زميلتي في العمل وعرفت الموضوع وازعاجات الصباح وزادني فضول ان اتصل بأحد معارفي الذي يعمل بدائرة الوقف الشيعي ليتحفني ويعلمني بلغز الوقف الشيعي الذي يعطي شهادة معادلة لشهادة الاعدادية الادبي او العلمي الذي يعتبر مفصلا مهما من مستقبل الانسان العراقي ويحدد اتجاهاته الحياتيه وربما حتى مستقبل عائلته انه السادس العلمي وما ادراك ما السادس العلمي الذي ابكانا وسهر عوائلنا معنا للحصول على معدل جيد يؤهلنا للدخول الى الحياة الجامعية والطالب الجامعي في الستينات والسبعينات وبداية الثمانينات ينظر له المجتمع العراقي نظرة احترام وتقدير واهتمام ولعل اغلب اخواننا وزملائنا يتذكرون تلك الايام ومدى صعوبتها والحصول على معدل يؤهلهم للدخول الى الجامعة الفلانية وتذهب لتدرس أربع سنوات في احدى جامعات بغداد او جامعة الموصل او البصرة والتي تضم الالاف من طلبة العراق لا فرق بينهم فقط انهم طلبة جامعيين يرتدون الزي الموحد ذو البنطلون الرصاصي والقميص الابيض والسترة النيلي ولا يسمح بغير هذا الملبس والمئات من الطلبة العرب والاجانب من دول بعيدة وقريبة وكان صيت الجامعات العراقية محترم في المنظمات العالمية والعلمية ومعادلة لأرفع الشهادات من الجامعات الاجنبية ويقبل الطالب في الدراسات العليا لمجرد انه خريج من احدى جامعات العراق لأنها ذات تسلسل متقدم في الاحصائيات العالمية ...
واتذكر مناهج السادس العلمي ..من اللغة العربية ,,والانكليزي ,,الهندسة والجبر ,,والفيزياء .والكيمياء,, ومادة الحيوان ..وهذه المقررات يأخذها الطلب العراقي من الفاو حتى زاخو من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال.
اتصلت بصديقي الذي يعمل في الوقف الشيعي واستفسرت منه فاجئني حديثه بان من حق اي شخص ترك الدراسة ولم يستطيع اكمالها له الحق ان يستلم مناهج الوقف الشيعي والسني ويكمل دراسته ويسمح له بالامتحان مع الطلبة (البكلوريا)بعد ان يجلب بعض المستمسكات مثل اخر شهادة له ويقدم الى الوقف ويدخل امتحان اولي ثم يباشر الدراسة وبعد النجاح له الحق بدخول بعض الكليات الانسانية مثل التربية والانكليزي والقانون وما الى ذالك .لم افهم منه كثيرا لكني طلبت منه ان يزودني بأسماء المناهج للصف السادس والثالث فكانت كل الاتي ..
مناهج الصف السادس ...عربي..تلاوة..اجتماعيات..انكليزي..فقه..عقيدة..تفسيرعلوم قران..حقوق انسان ..قانون........
اما مناهج الصف الثالث المتوسط فهي نفس المناهج للسادس ماعدا مادتي حقوق الانسان والقانون.
اذن ذهبت الملة الى الجامعة وستحصل على البكالوريوس من جامعة القادسية وربما ستحصل على الماجستير بعد ذالك من مناهج اخرى لوقف اخر او منظمة دينية او انسانية وتدرس في جامعاتنا هل يعقل هذا الا يكفي من تردي في الدراسة التربوية في العراق وتدنيها الى مستويات ضحلة هل تحتاج المؤسسة التربوية الى مثل هذا المعول لتهديمها وتحطيمها كليا ..ومن الذي اعطى الحق لنفسه ان يشرع مثل هذه التشريعات وكيف يتساوى من يدخل الى الدراسة الاعدادية المتعارف عليها بمناهجها وطرائق تدريسها ومع مناهج الوقف الشيعي والسني ومن يعادل هذه بتلك اليس هذا اجحاف وكفر وتقزيم للشهادة الاعدادية وهل المنظمة الدولية اليونسكوا تعترف بخريج الوقف الشيعي والسني كما هوالحال سابقا واي وزير محترم يرضى على نفسه ان يمارس مثل هذه المهزلة ولا يستقيل او يمنع او يعترض وما دور المدراء العاميين ووكلاء وزارة التربية والتربويين القدامى .
للعلم ان كل خريجي السادس الاعدادي العلمي والادبي اسمائهم مدونة ومسجلة في المنظمة العالمية للتربية والتعليم (اليونسكو) اين تضع هذه المهزلة الجديدة في العراق ومن يتحمل هذا التردي والاسفاف والايغال في اعطاء شهادة الاعدادية بالمجان للفاشلين وهل يستوي اللذين يعلمون واللذين لا يعلمون ,,اتقوا الله لم يبقى في العراق شيء انتهى كل شيء واخيرا ذهبتم لتنقضوا على التربية والتعليم وتغتالوهما ايضا كما قتلتم وذبحتم الشعب .


[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما صحة دخول داعش الى الفلوجة بعد الضربة ..وهل هي وحدها هناك. ...
- . اليس الوقت مبكرا على الرحيل ...؟
- عندما ترقص المجانين احتفالا
- شكرا للذين عرفوني عليك
- المجالس المحلية لم تكن هي السبب...الحكومة والبرلمان هما السب ...
- كان لي هناك حبيب
- اللذين قطعت رؤوسهم السعودية.. عراقيون من كربلاء والنجف والسم ...
- الكويتيون رسالة قوة.. ووزير خارجية العراق يبلعها
- التجاوزات الايرانية وصمت الحكومة..تصدير المياه المالحة واحدة ...
- المسيحيين ليس عبئا على العراق ..ودرس تهجير اليهود من العراق ...
- التحويل نحو التدويل ....وبدأ الدرس بقتل المسيحيين
- هيئة الحج والعمرة ...لا الله يرضى أبهاي ولا مكة تقبل
- في ثانوية عدن للبناة تقف أجهزة الكشف عاجزة عن إيجاد أسباب ال ...
- في وزارة الكهرباء سرقة وتخريب ..استبدال مادة النفثا بزيت الغ ...
- اقتراح ..على الحزب الشيوعي العراقي التدخل اليوم وبقوة في الو ...
- علاوي عن نفسه ممكن ينسحب لكن كل القائمة هذا مستحيل
- عاش العراق موتوا يبعثية ..63 نائب عراقي لم يفتحوا أفواههم طي ...
- هل هي قوانين الكمارك ام الفساد الإداري في صفقة بيع حاسبات أط ...
- الانشغال في البحث عن المناصب ترك مرض السرطان يبحث عن العراقي ...
- الكاتب والمحلل السياسي واسباب الفشل في تحليله الواضح للمشهد ...


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حمزه الجناحي - كيف يسمح وزيري التربية والتعليم في العراق بهذه المهازل؟