أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال طعمه - اشتقت إلى صلواتك














المزيد.....

اشتقت إلى صلواتك


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 15:09
المحور: الادب والفن
    



كانت أمي تقف على شرفة منزلنا ..ترفع يديها الى السماء وتصلي ..تدعو من أجلنا جميعا كنت أسأل نفسي: هل تجد نفسها أقرب الى الله في هذا المكان ؟

كانت تنهض من نومها قبل الفجر تفتح الإنجيل ( الكتاب المقدس) وتصلي..
بعض الأحيان تقرأ المزامير
واحيانا أخرى اشعياء..
كانت تحب أن تقرأ فقرات معينة ثم تبدأ بالطلبات!!

عندما كنت أذهب لزيارتها صباحا كانت تدعوني الى الصلاة!
يللا يا آمال نصلي ..جيبي الإنجيل.
..الإنجيل الذي لون غلافه ازرق كان المفضل عندها..
في نفس الوقت كانت تضع انجيلا مفتوحا في غرفة الضيوف ..وقنديل زيت!
كان الإنجيل محورا لحياتها..

تطلب مني قراءة المزامير التي لاتحفظها ..ودائما كانت تحب أن تقرأ الإصحاح الأول من انجيل يوحنا ! كانت هناك طقوس صلوية خاصة بها!
ثم تطلب مني أن أصلي معها من أجل أخوتي وأبي وأقاربي ومن أجل مريض ما او أحد طلب منها الصلاة !
كانت تتصل بي وتقول لي صليلي لأجل ..!
حتى وأنا في الغربة بعيدة عنها ، دوما كانت تطلب مني أن أصلي من أجل كذا وكذا!
وكل مرة تسمع فيها أحدنا يشكو ولو شكوى بسيطة كانت تصلي وتطلب مني أن أصلي معها!كنت رفيقة أمي في الصلوات!
الصلوات كانت جزءا من حياتها .. حضور قداس الأحد ..والوقوف طيلة القداس
مشاهدة قنوات تبث صلوات ووعظات!لكن أمي لم تكن متزمتة كانت مرحة تحب الحياة وتدمدم أغانيها مع الصلوات!


كانت تجول البيت وفي يدها المبخرة تبخر كل غرفة فيه وتقف أمام الأيقونات وتبخر وتطلب بصمت! كنا نشتكي دائما من الرائحة ونتسائل عن جدوى البخور حقا! ولم نكن ندرك حقا ان البخور هو حب!!
كانت دائما تدعو وتقول ياعدرا يا أم القدرا!
وتدمدم بعض الترانيم ..لما يسوع يجي تعمل إيه يا خاطي..
تصلي الأبانا على رؤوسنا في وقت الضيق.. فينجلي الهم ..هل انجلى بقوة الصلاة أم بقوة محبتها؟!
كانت تحب أن تسجد.. تركع.. وكنت اتأملها بعض الأحيان لأجد خشوعا رهيبا.وإيمانا كبيرا وقلبا أكبر !
صلواتها..كانت محبة..صلواتها لله..طلباتها كلها ..من أجلنا.

الأن في منزلنا ..لا رائحة بخور..ولا صلوات على الشرفة في حضن الليل !
ولا شخص يطلب مني الصلاة مثلها !
الإنجيل مازال مفتوحا والقنديل أمامه ..البخور في الخزانة..شرفة منزلنا مازالت كما هي!
والأيقونات مازالت في مكانها ..المبخرة موضوعة في مكانها على أحد الرفوف.. الإنجيل الأزرق بجانب الوسادة!
لم يتغير شيء! لكن أين صلاتك يا أمي؟ ..لم أعد أسمع تمتمات ترانيمك ودعواتك ولم أعد اشتم رائحة بخور ..ولم أعد أسمع خطى أقدامك في الليل وأنت تسيرين نحو معبدك على شرفة بيتنا!
أين طلباتك ودعواتك ؟أين سجودك؟أين كل ذلك الحب؟!
اشتقت أن تطلب مني أن أصلي لأي كان!لم أعد أتثاقل من كثرة الطلبات ولم يعد أحد يطلب مني أن أصلي مثلما كنت تطلبين مني !

اشتقت الى حبك!اشتقت الى قلبك الذي كان يصلي !هل تريدين ان أصلي اليوم وهل تريدين أن أقرأ المزامير لك؟!
اشتقت الى صلواتك يا أمي!!




همسة في ذكراك الثالثة -التي مرت قبل أيام – كانت هذه احدى ذكرياتي الحلوة عنك، لك صلوات قلبي مثل ما كانت صلوات قلبك دوما لنا!



#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادي!
- البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي .. مجرد علامات استفها ...
- ثقافة التحرش الجنسي!!
- أمي.. يمَه..يامو..
- بعض البشر كالملائكة
- طريق الألهة
- صوم روحي
- وغفا الحلم ..قصة قصيرة
- مفكرة كل مسلم!
- رثاء إنسان ..أم رثاء صور!
- جرائم الشرف كمرآة للمجتمع!
- خربشات قلب ..لرفيق الدرب
- اغتيال الحرية!
- زي السحر
- تأملات الوداع
- الفالنتاين
- من هذه الحياة (4).. ذاك الثوب الأبيض
- الكتابة بين الحقيقة والخيال
- بعضا من الورود!
- لحظة انتحار


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال طعمه - اشتقت إلى صلواتك