أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال طعمه - بعض البشر كالملائكة














المزيد.....

بعض البشر كالملائكة


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 14:58
المحور: الادب والفن
    


بعض البشر يُصيبونك بالإحباط .. أفعالهم لا تفسير لها..وأقوالهم تنم عن حقد يُحس به ولا يُقرأ أو يُسمع !نفوس بعضها مريض وبعضها يتصارع مع ذاته وبعضها يختزن كل الكره في ذاته لينفث سمَ ذلك الكره هكذا دونما سبب في وجه البشر..
بعض الناس تجد سببا وعلة لتلك النزعة المريضة بعضهم يتذرع بالدين وبعض يتذرع حتى بالعلم! ليخرجوا بذاءات وترهات واحيانا هلوسات..
بعضهم يرى كل الحق أن يهاجم الأخر فقط لأنه يظن أن الحق معه فقط هو فيما يؤمن به أو يعتقده..طرح الإله السماوي غير المنظور جانبا .. أنزله من عرش السماء ..واتخذ نفسه الها لا على نفسه بل على الأخرين!
وما أكثر تلك الألهة في عالمنا ..ألهة تتأله بفرض ذواتها على الأخرين!
إذا كنا لا نؤمن بالألهة فلماذا نؤله انفسنا ؟ أهي غريزة أو حاجة بشرية ان نبقى نبحث عن الألهة حتى ونحن لا نؤمن بها!

بعض الأحداث دون غيرها على تفاهتها تُصدم بها ..ردود الأفعال المبالغ فيها.. وكلام ليس بكلام ..تفترض النية الحسنة في أفعال البشر..لتُصدم مرة أخرى بأنهم يقصدون الفعل ويقصدون الإيذاء..
ربما هي طيبة زيادة عن اللزوم كما يقولون أو ربما هي سذاجة أو نظرة طفولية حين يفترض أحد النية الحسنة قبل السيئة .هل يجب ان تكون عيني شريرة! لماذا البشر المشوهين يحولون البشر الأخرين الى نسخ منهم محاولين بعث روح الشر والحقد داخلهم ليروا العالم كما يروه هم ! أهي حاجة لتدمير الأخر كما دمروا هم أنفسهم بأنفسهم ،لم الأنسان ينزع دائما الى الشر؟
الى ظن السوء ؟هل هذا نتاج لتوجه الإنسان نفسه وظلمة أفكاره؟ أم هي انعكاس لظلم أو حادث بشع ترك تأثيره وبصمته للأبد على دواخل ذلك الإنسان،فأصبح يرى الكل بمنظور ما كان وما حصل!

نتهم الأخرين بالإقصاء والتطرف ونحن نحمله كلنا بدواخلنا ،نزعة فردية لدى كل منا أن نكون فقط نحن لاغيرنا الذين نمتلك الحق والحقيقة ونتصف بالصلاح والخير والمودة وسعة الفكر، أما الأخرين فهم على جهالة وهم ليسوا بمتعقلين وليسوا بصالحين عقائدهم خاطئة وأفكارهم شريرة ..والأخرين يقولون عنا ذات الشيء! فأين الحقيقة؟

يتجادلون ويتحاورون لإثبات خطأ الأخر ..ويطالبون الأخرين باتخاذ مواقف مسبقة إما مع أو ضد ؟ هل يجب أن نكون مع أوضد حتى نكون عقلاء؟ ولدينا موقف ووجهة نظر؟ هم ليسوا مع أو ضد هم فقط مع رغباتهم!
يصيحون أنهم ضد القتل والإرهاب..وبعد حين يبررونه لأتفه سبب وأي سبب ! فقط لأنه أي الضحية مختلف عنهم ويمثل اتجاها أخر يعارضهم..فأي بؤس هذا وأي فكر!إنه فكر البشر ..المؤدلجين والمسيرين منذ البدء نحو الاستقصاء والنزعات الديكتاتورية ولربما كانت نزعة الوهية!
لا يرون في عذاب إنسان قضية، القضية فقط أنه مع من أو ضد من؟
فقدنا بساطة القلب لصالح نظريات وأفكار واتجاهات وأحزاب ومصالح ورغبات ،ففقدنا أنفسنا!

تمشي في طريقك ظانا أنه الطريق الحق! وتتوقف لبرهة حين ترى معظم الإشارات مضلله غير مفهمومة تحتاج الى تفسير !لتعرف حينها أنك في الطريق الخاطئ تلك الإشارات أوحت لك بالعودة وإختيار طريق أخر بديل..عله يكون الطريق الصحيح هذه المرة!
كم ضاعت خطواتنا في طرق خاطئة وكم تهنا عن الطريق وهو أمامنا أمام أعيننا وكم ركضنا بعيدا عن الإتجاه الصحيح وكان المطلوب بضع خطوات لنصل!
كم تبنينا أحلاما مضلله وسعينا لتحقيقها لنجدها تحطمت على صخرة الواقع وظلم القدر!
كم تنازعنا فيما بيننا وكان الأمر يحتاج الى توافق وليس الى نزاع وحروب أدمت قلوبنا فما عاد هناك ذكرى مشتركة سوى للحزن والألم !
لكأنما الأنسان أضحى مشروع ألم مستمر لا ينتهي ، وهو بذاته فكَر وخطط ومازال ينفذ ذاك المشروع !

في ظل يأس الفكر ..وفي ظل كل الإحباط .. وفي هذه المتاهة التي نعيش،
يطل بعض البشر ..كالملائكة اللذين كنا نتخيلهم ونحن صغار بلباسهم الأبيض وأجنحتهم الذهبية ..ليحتضنوا الهم معك..
فلباسهم الأبيض هو كلامهم.. وأجنحتهم هي محبتهم الخالصة..
و يزيلوا سواد الليل ببعض كلمات ..تقرأها فتشعر أنه ما زال هناك فعلا ما يسمى إنسان! وأن هنالك أصدقاء نعم أصدقاء لو أننا لا نعرفهم ..لا نعرفهم وجها لوجه..ولكن نعرفهم من خلال كلماتهم ومواقفهم!

فشكرا لربَي ولسماء الفكر التي أرسلت لي ذلك الصديق الملائكي!

قرأت منذ أيام قليلة نعيا لإحدى السيدات الفاضلات التي كرست سنين حياتها التسعين لخدمة الأيتام وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة .. فرغم المرض ورغم كبر سنها كانت تحب ان تشرف هي بنفسها على كل شيء لترى الفرحة في عيون الأخرين ،هؤلاء النسوة وهؤلاء البشر الذين يسعون نحو الحقيقة بالعمل الجاد المخلص ليس بالشعارات والانتماءات ،مسح دمعة على خد طفل يتيم أو ايجاد مأوى لانسان ليس له ذنب في تشوه دماغه ،أشد حضورا وأكثر تأثيرا من أية مواقف اصطناعية نتبناها.. فما أكثر احتجاجاتنا وما أقل أفعالنا!
هؤلاء الذين يستخدمون كلماتهم في محبة خالصة ليمحوا أثار الهموم هؤلاء هم أنقياء القلب ،و هؤلاء الذين يكرسون حياتهم كلها لفعل المحبة! وورؤية ابتسامة رضا على وجه إنسان أخر مهمش..
يستحقون أكثر من الكلمات الجميلة بحقهم .. هم يستحقون أن ننسى قبح القدر من أجلهم فقط.

فبعض البشر بشر ..وبعض البشر كالملائكة ..



#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الألهة
- صوم روحي
- وغفا الحلم ..قصة قصيرة
- مفكرة كل مسلم!
- رثاء إنسان ..أم رثاء صور!
- جرائم الشرف كمرآة للمجتمع!
- خربشات قلب ..لرفيق الدرب
- اغتيال الحرية!
- زي السحر
- تأملات الوداع
- الفالنتاين
- من هذه الحياة (4).. ذاك الثوب الأبيض
- الكتابة بين الحقيقة والخيال
- بعضا من الورود!
- لحظة انتحار
- العداد
- مشاعر أم
- اضواء ...على وضع المرأة
- اضواء.. على تحرر المرأة
- من هذه الحياة(3)اوهام رجل..


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال طعمه - بعض البشر كالملائكة