أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امال طعمه - العداد














المزيد.....

العداد


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 13:18
المحور: كتابات ساخرة
    


انخفض مؤشر البنزين إلى الصفر تقريبا ، علي ان أفلل السيارة (املأها بالبنزين)، تلك كانت محطة اخرى من محطات رحلة عودتي اليومية من العمل بجانب لملمة صغاري، وشراء الحاجيات الطارئة التي يطلبها الاطفال !
إلى يميني توجد كازية (محطة بنزين أو محروقات) قررت ان أدخلها وأعبي بنزين، ليرتفع المؤشر ويرتفع عداد البنزين فأسرح وأمرح على كيفي وأروح كل المشاوير حتى القصيرة بالسيارة" شو عيب الواحد يمشي على إجريه وعندو سيارة "!
تفاجئت بوجود طابور طويل من السيارات، بعضها قديمة كحيانة وبعضها حديثة وفارهة، كلنا واقفين بالدور ننتظر عامل المحطة ليسعفنا بالبنزين! تعجبت من كثرة السيارات المتوقفة وكأنهم يوزعون بنزين ببلاش! وانا انتظر دوري في أخر الصف الطويل وجدتها فرصة للتأمل ،و ما أحلاه من تأمل في محطة البنزين والرائحة العطرة من حولك !
يوجد مخبز في نفس الطريق المؤدي الى الكازية ،كان الطابور طويلا فاضطررت أن أقف بمحاذاته حتى يأتي دوري، ناس داخلة وناس طالعة، والأشخاص الذين كانوا يخرجون من المخبز محملين بأكياس كبيرة من الخبز والكعك والحلويات ، فيخيل للمرء أن هناك مجاعة ما أو حالة جوية تمنع الخروج لشراء الخبز، أم أن مؤشر أو عداد الجوع لديهم مرتفع أو ربما فقط مجرد تعود على شراء الكثير رغم الحاجة فقط الى القليل ! تنبهت أن عداد الجوع عندي فجأة ارتفع من رائحة الخبز الشهية رغم اختلاطها برائحة البنزين !عداد الجوع هذا لايعمل بانتظام عندي !وخطر في بالي أن حياتي كلها عبارة عن عدادات ،لكن جميع العدادات في حياتي تعمل بانتظام ،عداد المسافة في السيارة، عداد البنزين، عداد الكهرباء،عداد المياه، عداد الداونلود على الانترنت ماشاء الله سريع جدا في الحساب!العدادات التي فيها دفع فلوس منتظمة جدا ولا تتعطل أبدا.

عداد الحب يعد عندي ولكن على مهله! عداد السعادة يتأرجح حسب الظروف المادية والنفسية فتارة يسبق كل العدادات في العد وتارة يعد بالعكس حتى يصل الصفر!
عداد الحزن هذا لن يتوقف أبدا عن العد طالما أنني أحيا في هذه الحياة مثله مثل عداد الموت! ولكنه يتعطل أحيانا أو أنا أنسى أن أنظر اليه!
يوجد عدادات كثيرة مازالت تعد،منها عداد خيبات الامل ،الفشل،النجاح، الغضب وغيره وأهمها عداد العمر فكلما زاد قيمة المؤشر في هذا العداد كلما اصبح الخوف أكبر! والقلق أكثر!
عداد الأمل هو العداد الحلو فيهم ،فهو الذي يساعد على الحياة، هو الذي يمتص غضب الأيام هو الذي يخلق قوة للإستمرار، ويمد عداد الحلم بالقوة لتحقيق أرقامه على أرض الواقع !
هأنا قد انتهيت من الكازية ومن تعبئة السيارة ومن التأمل بقيمة المبلغ الذي سأدفعه لعامل المحطة مقابل تفليل(تعبئة) السيارة وياله من مبلغ !
تأملت مؤشر عداد تعبئة البنزين مرة أخرى وقلت في نفسي ما أكثر العدادات التي تعمل في حياتي وهل يوجد عداد لا يعمل؟ انتهى التأمل بالعدادات، بعد سلسلة من الزوامير تطالبني بالمسير ومع صرخات أطفالي الموجودين معي متذمرين من طول الإنتظار! عداد التذمر يعمل بأسرع ما يكون عندنا!
رجعت إلى البيت - بعد شراء الحاجيات الطارئة لأطفالي - سخنت الطعام البايت ،وتغدينا غدائنا المتأخر أنا وعائلتي !كانت فرحتي لا تقاس إذ لم يكن علي أن أطهو اليوم !وتذكرت حينها أن هناك أيضا عداد اسطوانة الغاز الغير مرئي !ما أكثر العدادات وما أكثر الدفع!"شو قصة العدادات اليوم"!
أنهيت بعض الأمور المنزلية الخفيفة بسرعة، وقلت في نفسي: الحمدلله لا يوجد دراسة ولا تدريس، فالأطفال يقضون أحلى الأوقات بعيدا عن المدرسة في إجازة نصف السنة!عداد الضغط وعداد التعب لن يرتفعا اليوم كثيرا!
وبعد أن أبعدت ابنتي من أمام الكمبيوتر واللعب بألعاب فلاش جيمز يا حرام!عداد تأنيب الضمير بدأ يعمل ، ضحكت على العداد وأوهمته بأن الهدف من طردها هكذا هو لإراحة عينيها من النظر والتبحلق بشاشة الكمبيوتر، فتوقف العداد مؤقتا أو هكذا ظننت!
جلست أنا أمامه وتصفحت المواقع المفضله لي...ومنها..... وانا أحاول كتابة رد على تعليق..
تبين لي أن هناك فعلا عداد لايعمل!يال الهول!أو يال فرحتي!أين؟
هناك في أول الصفحة على شمال الشاشة،عجيب إنه لا يعمل مثل باقي العدادات في حياتي!







#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاعر أم
- اضواء ...على وضع المرأة
- اضواء.. على تحرر المرأة
- من هذه الحياة(3)اوهام رجل..
- ترهات فيسبوكية
- من هذه الحياة(2).. وجاء الموعد
- نحن والسر الفيروزي!!
- قميص أسود
- من هذه الحياة(1).. بانتظار الخبر السعيد
- تمرد تحت المطر


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امال طعمه - العداد