أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال طعمه - من هذه الحياة(2).. وجاء الموعد















المزيد.....

من هذه الحياة(2).. وجاء الموعد


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 12:42
المحور: الادب والفن
    


لم تكن تتوقع ان غفوتها ستأخذ اكثر من ما يحب من وقتها استيقظت من غفوة استرقتها هذا النهار بعد يوم عمل متعب على غير العادة ! استفاقت على صوت هاتفها الخلوي يرن وكان المتصل ابنة عمتها الطيبة! لم تستطع الرد عليها في الوقت المناسب فأقفلت الخط اذ كان عليها اولا التأقلم مع الاستيقاظ المفاجئ من عالم اللاوعي الى العالم الذي تعرقه حق المعرفةّ ! تنبهت الى الساعة في هاتفها وذعرت:
- يا الهي تجاوزت الساعة السادسة يجب ان اسرع ليس لدي وقت كفاية.
كان لقاءهما محدد له في الساعة السابعة والنصف و الساعة الان بعد السادسة بقليل ،نعم لقد طلب من زميلتها لقاءها! بعد يومين من مجيئه اتصل بزميلتها لمعرفة رأيها، احتارت في البداية لكنها قررت اعطاءه فرصة ام انها قررت اعطاء نفسها الفرصة؟ لعله لن يكون هنالك فرص اخرى!
ذهبت مسرعة الى الحمام اخذت حماما سريعا ولبست ما كانت قد خططت للبسه منذ اسبوع او بالاحرى ما اشترته منذ اسبوع احست بأن كل ما لديها قديم ارادت ان تشتري شيئا جيدا هكذا تشعر بنوع من التغيير وربما يكون هذا فالا حسنا .
ارتدت البلوزة الخضراء التي اشترتها كانت بسيطة لكن الحزام الفضي الموصول بها هو من اعطاها تأنقا غير عادي، عدة حلقات فضية متصلة ببعضها تتدلى بحرية تحت الخصر مباشرة .. تأنقت البلوزة بحزامها الفضي و اما عيناها فتألقت باللون الاخضر..
نظرت الى نفسها بالمرآة وفرحت بما رأت.
شعرت نفسها اصغر عمرا وا كثر حيوية!!
- ها قد وضعت مكياجا اكثر..
ايضا لبست بنطالا ابيض اللون للمرة الاولى في حياتها!!
- عجبا لم كنت لا احب لبس البناطيل البيضاء من قبل؟
وانتعلت حذاء ذو كعب عال جدا ..كل ذلك وفقا لنصائح ابنةعمتها
ها نسيت ان اعاود الاتصال بها؟ اكيد تريد الاطمئنان اني لن اغير رايي والبس شي قديم!!
تطلعت مرة اخرى الى المرآة امامها وابتسمت وقالت في نفسها:
لنرى نتائج هذه التغييرات يا عبير،ونسيت ان تتصل بها مرة اخرى !
*******************************************************
اتجهت بسيارتها نحو اكثر الاماكن ازدحاما في المدينة لكن الموعد كان في احد المقاهي التي على العكس من طابع الشارع التي هي فيه غيرمزدحمة ،والسبب انها ذات طابع غير شبابي! مش للفياعة هكذا نصحتها زميلتها في العمل قالت ايضا :اظن هذا المكان يناسبكما انتما الاثنين،هي لاتعرف ان بتول تعرف المكان جيدا .
نزلت من سيارتها لتعطي المفاتيح لمسؤول ايقاف السيارت واتجهت في طريقها للقائه!
ترى هل سيكون بانتظارها ام انه لم يصل بعد!
خطرت ببالها لعبة القدر ! اذا وصل قبلها فهو العريس المنتظر واذا وصل بعدها فهو لن يكون! حظك يابو الحظوظ!!
كانت الساعة حينها السابعة والنصف بالضبط.
دخلت ،القت نظرة تفحصية على المكان ..تغيرت بعض الاشياء فيه من اخر مرة دخلته هي وحسام!!
سمعت صوته بجانبها يهمس وصلنا مع بعضنا!!
****************************************************************************
جلس هو على كرسيه مقابلها .. .احست بانه يتأملها ابتسمت لعله يبدأ بالحديث اولا ..وبدأ الحديث!
كان حديثا عاما.. عن اشياءعادية ..العمل ..الطقس... لاشيء عن الحب ولم يتطرق لزواجه!
لعله ينتظر ان يحدد نتيجة الاختبار الاول تقصد اللقاء الاول حتى يعرف ماذا سيقول لها عن زوجته الصغيرة التي طلقها؟؟
جاءت صوت موسيقى احدى اغاني ام كلثوم -التي تحبها- مباغتا، بعد الموسيقى الهادئة التي كانت تملأ المكان بجو من الوجوم نوعا ما .. وارتسمت على وجهة ابتسامة خفيفة كانها ابتسامة لذكرى حلوة مرت ؟؟ ايتذكر حب مضى؟
هنا لايضعون سوى موسيقى كلاسيكية او موسيقى لام كلثوم واحيانا فريد ..
فتوحي لك الموسيقى بانك تعيش في زمن اخر ..كان اكثر هدوءا واقل صخبا وربما اكثر حبا!
..استدار حوله وشاهد بعض الاشخاص الذين يعرفهم اومأ برأسه وحياهم بيده ، ربما شعر بالاحراج فقد يسألونه عنها ومن تكون؟ترى كم من الاحراج ستشعر به لو كانت شاهدها اناس تعرفهم؟
حسنا احد حسنات المكان ايضا ان اقاربها لايحبون الذهاب اليه !!
فجأه بدأ يتحدث عن المكان،قال :
- اتعرفين لماذا احب هذا المكان؟
وتابع لانه ليس مكان للتقاليع وللعالم الفايعة يعني نشاهد اناسا من عمرنا ونحس باننا ننتمي لهذا الجو وبما انهم لايقدمون الارجيلة حفاظا على البيئة فانني احب ان اتي هنا ،تعرفين احس العاصمة
امتلات بدخان الارجيلة!!لايوجد امكنة كثيرة للناس بعمر الثلاثينات والاربعينات !!
- مكانين افضل احتساء قهوتي فيهما هذا المكان ومكان اخر لكن افضل هذا بسبب صفاء الجو!
وافقته الرأي، فعلا قد كانت ملاحظته صائبة لقد لاحظت هذا الشيء ، منذ البداية انه مكان للناضجين!
استعجبت ان يكون بمثل هذا الفكر ويتزوج من فتاه صغيرة ترى لو احبت ان تخرج فهل كان يأتي بها الى هنا ؟؟ مع اناس الثلاثينات والاربعينات !!
مرة اخرى تخلطين الامور ببعضها يابتول لاعلاقة للزواج بهذه الامور الجدية؟؟هكذا حدثت نفسها..الرجل يفكر بامور اخرى عند الزواج غير التعليم والوعي والثقافة والنضج ،ماهي؟؟
مر اللقاء بسرعة والمحت بانها تريد الانصراف.. دفع هو الحساب،وورافقها حتى المدخل..
احست بانها اعجبته لكنه لم يشر الى لقاء اخر..ربما خجل ان يطلب منها مباشرة !ودعها عند المدخل وانتظر حتى اتى الفتى بسيارتها من الموقف ، وبعدها ذهب الى سيارته الى اوقفها بعيدا في اخر الشارع..

***************************************************************
نام ابوها مبكرا تلك الليلة بعد مشاهدة نشرة الاخبار.سألها عن اللقاء لم تعرف بماذا تجيب؟؟
- يبدو انه رجل جيد مبدئيا..
هل اتفقتما على شيء ؟؟
-لا..
لم يتابع ابوها الاسئلة قال بسره "انشالله خير" وتابع مشاهدة الاخبار المكررة !!
لم يكن موافقا على لقاءهما خارج المنزل ،لكنه رضخ لرغبة ابنته منعا لاحراجها!!حيث اقتنع بوجهة نظرها ! فهي لم تعد صغيرة ..لم تعد صغيرة ابدا.
فتحت التلفاز بعد ان اطفأه ابوها ونام ..كان مزاجها رائقا اليوم وامام شاشة التلفاز وهي تقلب محطاته ..فكرت فيه وراحت تتذكر ملامحه وكل احاديثه واشياء اخرى..لكن تذكرت صورة عرسه ايضا ..كانت تفكر في حسام .
- بدلا من ان افكر في مشروع العريس الجديد ها انا افكر مجددا في حسام.. لماذا تذكرته ؟؟
بدات تعقد المقارنات بين حسام وبين العريس!!
- لن افكر فيه ،حسام راح و خلص .. لم يعد هناك خيار اخر..نحن دائما نحلم بالذي راح وانتهى بدلا من التفكير بما ايدينا،وما الذي املكه في يدي ؟؟ لاشيء مجرد امل؟؟
لم تشعر بانجذاب قوي نحو رامي .. شعرت بالاحترام نحوه ربما بعض الاعجاب ..ليس كما شعرت مع حسام؟؟
ازاحت عن الاخبار بعد ان شاهدت اهم خبرين تناقلتهما كافة المحطات الاخبارية ،انفجار في... ..قتلى وجرحى في...يال هذه الاخبار !!ليس لي مزاج للحزن!
اعجبها فيلم رومانسي قديم لاحد ابطال الزمن الجميل!وهل زماننا نحن بشع؟
جلست تشاهد البطل، نموذج رجولي جذاب ، حدثت نفسها :أين هم الان منا؟ الايوجد رجل واحد مثل هذ البطل؟؟
كانت الساعة متأخرة عندما انتهى الفيلم بنهايته السعيدة كالعادة!عليها ان تذهب الى النوم لتصحو مبكرا من اجل العمل الممل!
لكنها لم تخلد الى النوم ..كان مزاجها رومانسيا وبدلا من ان تنام وضعت اسطوانة في مشغل الاسطوانات بجانب سريرها واخذت تتأمل احد البوماتها القديمة .. وكأنها تحاول ان تسترجع الزمن الذي مضى ..مضى بسرعة!
غفت وهي تحتضن البوماتها القديمة على السرير ... وام كلثوم تغني ليلة حب..







#امال_طعمه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والسر الفيروزي!!
- قميص أسود
- من هذه الحياة(1).. بانتظار الخبر السعيد
- تمرد تحت المطر


المزيد.....




- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال طعمه - من هذه الحياة(2).. وجاء الموعد