أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امال طعمه - من هذه الحياة(1).. بانتظار الخبر السعيد















المزيد.....



من هذه الحياة(1).. بانتظار الخبر السعيد


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 13:26
المحور: المجتمع المدني
    



كانت للتو قد افاقت من غيبوبتها التي طالت في غياهب الماضي !عندما سمعت جرس الهاتف يرن بل يصدح بصوت فيروز وهي تغني سألتك حبيبي لوين رايحين..لتمر فكرة عابرة بذهنها وتبوح بها بصوت خافت: حتى لوين لسه ماسألته؟
تفحصت هوية المتصل الذي غالبا مايكون ..
- انه أبي !
هي تعرف انه سيسألها ما تريد ان تأكل اليوم وان عليها احضار بعض الاغراض من البقالة ولكن اليوم اتصل باكرا نوعا ما العل هناك شيئا اخر؟
ضغطت على زر الرد على هاتفها وقالت بتثاقل رهيب :الو
جاءها الصوت المتعب من ثقل السنين: الو مرحبا كيفك؟
كيف الشغل اليوم؟ وكيف وكيف الاسئلة المعتادة التي اجاباتها دائما معتادة وهي منيحة الحمدلله ماشي حاله ، اذن واقع الحال يقول ان لاجديد اليوم ايضا!
لكن نغمة صوته اختلفت فجأة حينما سألها على غير عادته :هل انت ذاهبة الى مكان ما بعد الشغل؟تعجبت من سؤاله فهي نادرا ما كانت تذهب مباشرة بعد العمل الى اي مكان، تفضل ان تذهب مباشرة الى البيت حيث يجلس ابوها منتظرا اياها لوحده!
لا .. يا بابا لست ذاهبة لاي مكان لم السؤال؟
ظلت تناديه بابا كما كانت تناديه وهي صغيرة رغم ان اخوتها ينادونه يابا* او ابوي في الاوقات النادرة التي ينادونه فيها! ربما تشعر وهي تناديه هكذا انها مازالت طفلة صغيرة مازالت تنتظر عودة ابيها للتعلق برقبته وتلمع في عينيها سعادة الترقب وهي تسأله انت جيت يابابا شو جبتلي زاكي معاك؟او انها مجرد محاولة يائسة لاسترجاع السنين من عمرها!
لكن الان لا يوجد شي زاكي ولا سعادة تشع في العينين تترقب حدوث شيئا ما! كبرت هي وكبرت السنين معها او عساها هي لم تكبر بعد!مازالت في داخلها تشعر بانها تلك الفتاة الصغيرة بمريول المدرسة او حتى اصغر!
سألته السؤال المعتاد:هل تريد شيئا من السوق؟
اجابها بثقة: لا، ثم مالبث ان قال نعم نعم لكن ليس هذا ما اتصلت من اجله.
وتابع قائلا: اليوم حكوا معي ناس معرفة زمان ماسمعت عنهم شي المهم بيسألوني عنك ؟
بيسألوني عنك تعني لها ان هنالك بعض الاقرباء البعيدين او المعارف الذين لم تسمع عنهم من قبل يريدون ان تسدي لهم خدمة ما بحكم انها تعمل في دائرة حكومية منذ سنين بعيدة بعيدة.
- اتعجب من الناس حينما يريدون مصلحة ما منك فأنهم يعرفون رقم هاتفك بسرعة!استفسرت من ابيها عن ذلك فأجابها بالنفي:لا هم سألو اتجوزتي ؟ مرتبطة شي؟
ضحكت بسرها يعني مش عارفين؟ اكمل ابوها الحديث: يعني بدهم يفتحوا الموضوع.
- اي موضوع؟
اجاب ابوها :الصراحة جايين يشوفوك لابنهم!جايين يشربوا عنا فنجان قهوة انا الصراحة مابقدر اقول لاء ولو؟
يجي يشربوا فنجان قهوة ..تعني دائما ان هناك شبهة عريس يريد ان ياتي ليعاين الفاترينا* يعني العروسة! فكرت لماذا دائما هي فنجان قهوة لماذا ليست كاسة شاي؟
- بابا مش متأخر شوي على هيك قصص يعني اقعد بها العمر وحدا قاعد يتفحص بي!
كانت ذلك ما ارادت ان تقوله لابيها لكن صمتت لبرهة لا تريد ان تدخل في هذا الجدال مرة اخرى ولاتريد ان تغضب ابيها الذي يريد من كل قلبه ان تتزوج لتنستر!
عليها ان تذهب لتحضر بعض الحلويات !نعم لقد طلب ابوها منها ان تحضر شيئا معها للضيافة "عيب مابصير" هذا ماقاله !حلويات نعم وكأنها تحلي نفسها على العريس!

وضعت هاتفها على المكتب وراحت تكتب مذكرة مهمة منذ ان وصلت الى العمل وهي تحاول كتابتها لكن افكارها كانت في عالم اخر فلم تستطع كتابة سوى سطرين منها وهي الان تحس بانهما غير مترابطين البته وما ان قررت اعادة صياغتهما حتى رن جرس الهاتف من جديد وصدحت فيروز مرة اخرى!
كان ابوها مرة اخرى ! هل نسي ان يخبرها شيئا اخر؟
قال :نسيت ان اطلب منك ان تتصلي ببنت خالك او بنت عمتك يجوا ما بعرف الصراحة نسيت اسالهم هموا الجماعة جايين ستات بس ولا؟ اذا ستات مش حلو اضل قاعد معكم عشان هيك ناديلك وحدة منهن تقعد معاك اهون من تكوني لحالك تنحرجي! انحرج،وكأن الاحراج لم يحدث بعد؟
ارادت ان تقول له لا، لكن بدلا عن ذلك قالت: حاضر!
وفكرت حسنا هكذا تكتمل عناصر الفرجة!الموقف بايخ وسيصبح ابيخ!
ابنة خالتها او ابنة عمتها كانت تتمنى ان لا تتصل بأي منهما لكن هي لم ترفض اقتراح والدها لذا كان عليها ان تختار احداهن لهذه المهمة الشائكة !

فهل تتصل بابنة خالتها ؟التي تحاول دائما تذكيرها بواقعها.. انها عانس وانها هي متزوجة سعيدة مع زوجها ،أحاديثها كلها تنصب على اهميتها لدى زوجها تلك الاهمية الزائفة كيف انها يريدها ان تعتني بنفسها من اجله وانه لايحب ان تخرج بمفردها وتلك الاشياء السخيفة التي يرددنها بعض المتزوجات ونصفها كاذب اتراهن يحاولن ايهام انفسهن بانها حقيقة قبل ايهام الاخرين؟ دائما كانت تردد امامها مثل هذه القصص واخيرا هنالك جملتها المعهودة "يلا حبيبتي بكرة اذا تجوزتي بتعرفي كيف الجوز هههه" وتكمل" الله يبعتلك النصيب الكويس انشالله" هي تجرحها دون ان تعرف وربما عن قصد!فهي لطالما احست بانها تغار منها ليس لانها اجمل بل على العكس فان ابنة خالتها بنظرها ملكة جمال حقيقية غير متوجة !فلم تغار منها؟ لانها هي بتول اكملت تعليمها ولان كل شخص في عائلتها كان يشيد بها وبعقلانيتها ورزانتها التي لم تفدها في ايجاد زوج لحد الان! سرحت الى البعيد هل هي فعلا تغار؟ ام انها تتخيل لذلك حتى تشعر بان لديها شيئا تغار الاخريات منه؟ الم تكن خالتها تغار من امها لانها ظفرت بالعريس التي كانت تحلم به خالتها وكل بنات قريتها رغم انها كانت اقل جمالا من خالتها فهل يتكرر معها نفس الحظ ام ان الشيء لا يحدث مرتين تنهدت والدتها كانت اقل جمالا لكنها كانت حينها اصغر اصغر بكثير مني الان!
لم يبق امامها سوى ان تتصل بابنة عمتها فهي تشببهها بعض الشيء ولن تسخر منها!

فطنت اتصل ابوها مرتين ولم يخبرها ماذا يريد من السوق !لا بد ان موضوع العريس يشغل تفكيره كالعادة!

رن جرس الهاتف الارضي وكان مديرها على الخط.
ذاك المدير الجديد – في اواخر الخمسينات من عمره – لايرى فيها سوى ست وليس موظفه هل سيناديها في امر ما ويعاود التحرش بها بنظراته! لكن هي لم تكن ضعيفة ليست لقمة سائغة ولن يحظى بأي شيء منها ولو نظرة ! ماذا يريد الان؟
لم تعرف ماذا يريد منها بالضبط سألها اسئلة عن العمل- يعرف اجاباتها مسبقا- اجابته بكل مهنية ، صرخ على نحو مفاجئ :مش كافي بكرة الصبح بتيجي بكير لازم اشوفك قصدي لازم نحكي بالشغلة هاي اكثر ونشوف كل الوثائق وبعدين بنقرر!
- اية وثائق واية قرارات ؟
فكرت هي ربما خطة جديدة لن تدعه يفوز سوف تمر على زميلتها بالعمل باكرا وتحضرها معها الى العمل لن يستطيع فعل شيء لو حتى مجرد الايحاء ..لماذا يظنون ان غير المتزوجة سهلة المنال وتبحث عن اي رجل؟ فكرت ربما انا جدية اكثر من اللازم جدية لحد الملل!

عاودت صياغة تلك المذكرة المهمة وفطنت فجأة ماذا سألبس؟
سألت نفسها :هل طقم العرسان مازال يناسب قوامها؟
طقم العرسان هذا هو ما اطلقته على لباس لديها احست انه مناسب لاستقبال عريس واهله فهو محتشم انيق لونه رائق موديله بسيط لكن راقي لايكشف عن مساوئ جسدها التي بدأت تزداد مع الزمن ..مش عارفة يمكن لازم احط يافطة على باب بيتنا تقول لاتتعب نفسك العروس لن تعجبك!اولاعرائس لدينا للفرجة!
كم مرة وضعت في مثل هذا الموقف ؟هل يجب ان تتقبل مثل هذا الواقع الساخر انه احيانا يضحكها اكثر مما يبكيها!

في غمرة افكارها وشرودها وجدت نفسها لم تترك العمل بعد وان جميع الموظفين بدأو يتدفقون الواحد تلو الاخر مسرعين نحو البوابة الرئيسية نعم قد حان موعد الافراج!
اسرعت نحو سيارتها وابتسمت حين اقتربت منها ، احبت تلك السيارة لم تكن فخمة جدا ومع هذا انتقدها اقرباءها لشراءها تتذكر كلام عمها "مش احسن لو خليت فلوسك بالبنك او اشتريت سيارة ارخص بدون اقساط" لماذا الناس تتدخل فيما لايعنيها لو كنت رجلا لما انتقدني الناس لشراء سيارة باهظة الثمن نوعا ما ام هكذا انا اظن؟ لمَ تحبها؟ ليس لانها باهظة الثمن او حديثة نسبيا ولكن لانها اختارتها هي فقط من اختارها وسمعت كلام عقلها فقط من له ان يعترض! هي من ستدفع النقود وهي من ستقود! احبتها لانها اختيارها الوحيد ربما ، فهي لم تختر ان تولد ولم تختر ان تولد انثى في مجتمع شرقي! لم تختر اسمها هذا اكيد بتول كان اسمها لو خيرت الان لاختارت اسما اخر، ولم تختر دراستها الجامعية حينها كان الفارق بين معدلها ومعدل التخصص الذي ارادته بسيطا جدا ارادت ان تذهب الى جامعة بعيدة لتدرس ما تحب لكن دموع امها منعتها قالت لها حينها : اختك سافرت وبعدت وانت كمان بدك تتركيني لم تترك امها ابدا لكن امها هي التي رحلت وتركتهم! جميعا الى غير رجعة! تذكرت كلام امها "شو يعني لازم تصيري دكتورة شو الهندسة بطلت تنفع هاالايام الناس بيشوفوا الدكتورة زي المهندسة ولا شو؟" وكأن الامر بالالقاب او المكانة الاجتماعية !
- يالهي احس بصداع شديد خلص بطلت بدي افكر باي شي.
ادارت محرك السيارة واسرعت نحو منزلها ،مهلا عليها ان تشتري بعض الحلويات كرمال عيون العريس!

وصلت البيت اخيرا، تناولت طعاما خفيفا اعده والدها على عجل ،والدها شخص طيب يبدو من خارجه شخصا بالغ التعقيد اما في داخله فهو بسيط كان يعمل باحد البنوك واحيل الى التقاعد اشتغل بعدها بالتجارة –ما زبطت معه- فآثر ان يجلس في البيت هو وامي معا يونسان بعضهما ويتشاجران ويتذكران الايام الخوالي لكن الامور لم تجري كما ارادا ، قبل اعوام قليلة رحلت امي وتركته وحيدا يواجه الذكريات والزمن لوحده! عائلتنا بسيطة صغيرة مكونة من بنتين وولد واحد، اختي متزوجة وتعيش في الخارج مع زوجها وايضا اخي متزوج ويعيش كذلك في الخارج اما انا الصغرى فما زلت انتظر النصيب عانس هي تلك الكلمة التي يطلقونها على من هن مثلي!
بسرعة البرق بعد الغداء المتأخر عن موعده اعلنت حالة الطوارئ رسميا قال لها ابوها"بتول استعدي".

اخذت حماما سريعا تنشفت وضعت كريما مرطبا بنفس رائحة العطر الذي تحبة الياسمين، تعطرت، لبست طقم العرسان اياه، وضعت مكياجا خفيفا لم تحب ابدا الاكثارمن المكياج هل يجب ان اصبغ وجهي كاملا حتى ابدو جميلة! لكي اكون انثى! ضحكت حينما تذكرت كلام صديقتها من ايام المدرسة والله انت يا بتول زي الولاد ما بتحطي مكياج ولا بتحطي حلق مع انه لو بتحطي شوي بتطلعي تحفة! لا اريد ان اكون تحفة اريد ان اكون امراة انسانة فقط!
قرع جرس الباب تنهد ابوها معقول صاروا جايين!
- لاتخاف يابابا معك وقت تلبس .
كان مازال مرتديا البيجاما لم يعد يخرج من البيت الا قليلا فلم يتعب نفسه بالرسميات ربطة عنق وغيره مسألة اللباس لم تعد تهمه اما الان فلا يهمه سوى العريس المنتظر!
انها عبير ، جاءت ابنة عمتها ، قبلتها كالعادة على وجنتيها.
سألتها باستغراب شديد: بتول انت هيك جاهزة؟
اجابت بحزم: نعم ، في شي غلط.
لا ، بس هادا الطقم صار موضته قديمة شوي! لم تجبها بشيء.
قديم او مش قديم لن تلبس غيره لن تعاود التفكير والتحير ايش تلبس ؟اصلا الخيارات لديها قليلة فمع مرور الاعوام اصبح لديها عيوب ظاهرة في جسدها انه الزمن لايرحم المرأة.... البنت حتى وان لم تتزوج! لا احد يرفق بالمرأة !
سألت عبير: اي ساعة سيأتون؟
اجابت بتول: بعد نصف ساعة على ما اظن.
تمتمت عبير انشالله ما يتأخروا ....لانه حبيبتي انا ما حكيتلك ع التلفون انه في عندي ضيوف جايين المسا، بس ما حبيت افشلك !ولو كم بتول عنا!
اه ابنة عمتها الطيبة دائما تحاول اظهار ماتفعله وكأنه شيء عظيم اذا كانت غير قادرة على المجيء فلماذا لم تعتذر عن ذلك؟ على كل حال تظل اهون على قلبها من ابنة خالتها المتعجرفة!
راحت ابنة عمتها كعادتها تمدح اناقة ابيها حين خرج من غرفته مرتديا ثياب الاستقبال واي استقبال!
صرخت عبير: يا خالي اللي بشوفك بفكرك انت العريس!
تعجبت من ابنة عمتها قادرة دائما على بث روح المرح والدعابة اينما حلت !تملك مواهب اجتماعية عظيمة ليتها قادرة ان تتعلم منها بعض الاشياء تنهدت هذه الاشياء تأتي بالوراثة وليس فيها اي تعليم !
رن جرس الهاتف الارضي ..توقعت ان يكون عمها يريد ان يستأذن للمجيء فهو كثيرا ما يأتي الى ابي اكثر مما ابي يذهب اليه! زوجة عمها لم تكن يوما تطيق ابيها
لانه دائما يقول الحقيقة في وجهها مهما كانت مَرة ! فكان عمها حريصا على رؤية اخيه كثيرا حتى لاينقطع حبل الود ولاتنقطع صلة الرحم كانت بالواقع تحزن عليهما الاثنين احدهما فقد امرأته التي تعود عليها، والاخر لم يجدها اصلا!
لكن المتصل لم يكن عمها كما توقعت كان الصوت لامرأة شابة!
الو بيت ابو نضال؟
ردت: نعم.
مين بحكي عفوا؟
انا ام خالد حكينا مع عمو ابو نضال اليوم مشان نجي لعندكم بس ----
توقفت قليلا عن الكلام ثم تابعت:
متواخدينا صار عنا ظرف طارئ امي تعبت شوي ....تعبت كثير بنحكي معكم بعدين نحدد موعد ثاني ولا شو رأيك؟...
وكأنها بسؤالها ارادت ان تجيبها بالنفي، واوشكت ان تقول لا اريد ان احدد موعدا اخر، فلربما صار معك نفس الظرف بالصدفة؟
اجابت متعلثمة :اه مش مشكلة اهلا وسهلا باي وقت.
فطنت مرض الوالدة المفاجئ جدا فقالت :سلامتها الوالدة الف سلامة .
الله يسلمك، شكرا مع السلامة ...اقفلت الخط.
عرفت عبير القصة من كلامها فسألتها: شو مش جايين ؟ اجابتها بتول بأن ام العريس تعبت ولم يقدروا على المجيء .
يا خسارة جيتي على الفاضي! قالتها بسرعة ثم تابعت: قصدي عشان عندي ناس جايين حبيتي يلا كسبنا شوفتك وشوفة خالي الوسيم وتابعت بالناقص حبيتي شو بدك بها لغلبة زوج وطلبات واولاد خليك هيك اريح
اوصلتها الى الباب مع السلامة عبير، قالت مرة اخرى لها: ماتفكريش كتير بالموضوع بالناقص زي ماحكيت!
احيانا ابنة عمتها الطيبة تكون مزعجة جدا وهي لاتدري ! لكن هي دائما تسامحها لانها تعرف انها تحبها وتريد لها الخير.
تعرف انها تتمنى لها الافضل من عينها اللتين تشعان محبة للجميع حركاتها تدل على الاهتمام حتى بأبعد الناس عنها هكذا هم بعض الناس، لا يمكن الا ان يحبوا الجميع ولايكرهون احد! حقا ابنة عمتها كانت من هؤلاء الناس لذا احبتها ، لانها طبيعية طبيعية جدا.
سألت اباها ان كان يريد شيئا من الحلويات قبل ان تعتكف في غرفتها لقراءة احدى المجلات الالكترونية،فاجابها بالنفي واخبرها السكري مرتفع عنده اليوم وفي قلبه الطيب يقول شو هالحظ ما اجت تمرض غير على دورك يابنتي!
دخلت الى المعتكف الى غرفتها واغلقت الباب خلفها وتنهدت، وقالت بصوت مرتفع: اريح وبالناقص كما قالت عبير ، جاءت صورة امها بجانب سريرها مقابلها تماما وهي تغلق الباب، واحست بان عينيها في الصورة تريدان قول شيء لها" معلش بيجي غيره" كما كانت تقول لها دائما.
اه يا ماما وينك انت هلا؟
بعض الاحيان احس باني اريد اللحاق بك اينما كنت حتى اشعر بالخلاص بالراحة
من كل موال العرسان؟ طردت الافكار السوداوية من راسها لم انا درامية الى هذا الحد؟
حسنا استطيع ان التهم انا كل الحلويات ! جيد اني احضرت الحلويات التي احبها انا!

نامت وهي تحلم بثوب العرس الابيض،هل يجب على الفتاة ان تتزوج لتلبس ذلك الفستان الأبيض !
****

رن هاتفها .. تطلعت الساعة الثامنة والنصف صباحا ماذا تريد هذه ؟كانت ابنة خالتها ..المتعجرفة
الو مرحبا بتول كيفك؟
اه ياغشاشة ماتحكيلي انك جايك عريس ؟ليش يعني ماراح افرحلك؟
فكرت في عقلها :هل يجب ان اطلعك على كل شيء يحدث لي؟
اكيد بدك تعرفي كيف عرفت بالموضوع اه؟.... لم تنتظر جوابا ! وتابعت حديثها
راح اقولك اصلا انا متصلة عشان اقولك!!
طلعت اخت العريس صاحبتي مش اللي حكت معكم وحدة تانية اصغر منها بالصدفة حكت معي امبارح وصرنا نحكي وحكتلي انهم كانون بدهم يشوفو عروس لاخوها وكانو متفقين على موعد لكن مرت ابن خالنا هي بتعرفيها اللي بتحكي كثير !!
قالت في سرها :يا خوفي انك انت اللي كنت تحكي كتير!!
بالصدفة كانت عندهم لما عرفو انها قريبتك سألوها عنك وبطريق الصدفة حكتلهم عمرك تاري يا حزرك طلعت اكبر من العريس!! بشوي مو كتير ام العريس ماعجبها ففركشت الموضوع قال ماصدقت وابنها يوافق انه يتزوج تروح تفرجيه وحده اكبر منه عشان يبطل بالمره !
سوري بتول يعني انا بس بحكي اللي قالوه على كل لاتزعلي بالناقص من هيك ناس ردت اخيرا وقالت:مش زعلانه حبيتي يعني ما صار اشي.
سرحت بعدها الى زمن اخر!!
سالتها ابنة خالتها طيب انت كيف حالك وشو اخبار خالي؟
الان فقط بعد انتهاء مهمتها التدميرية بعدما سخرت منها فطنت خالها وفطنت ان تسألها عن أحوالها هي!
عرفت انها بذلك تريد ان تنهي المكالمة فقد حكت ما تريد حكيه لها وخلص!
يعني عرفت هي بالموضوع وانا لم اكن اريدها ان تعرف !حتى هذا الامر البسيط لم لم يتحقق لي، أيعاندها القدر دائما؟
فكرت هل اصبحت عجوزا الى هذه الدرجة حتى اصبح الرجال كلهم من حولها اصغر عمرا منها هل عليها ان تمر بالتجربة نفسها مرة تلو مرة ..احسمي امرك يا فتاة ان كان ولابد ان تتزوجي فليس بهذه الطريقة !
فجأة جاء طيفه من الماضي لمع اسمه في مخيلتها جاء الى ذاكرتها بعد غيبة او ربما لم يغب عنها اصلا!
حسام ياترى شو اخبارك؟
كانت قد عرفت من صديقة مشتركة انه رزق بثلاث بنات من عروسته الصغيرة الصغيرة جدا وانه يامل الان بالولد اذ زوجته حامل للمرة الرابعة!!
وامه تصلي ليل نهار بان ترى حفيدها الذي سيحمل اسم ابيه! ياالهي كم هم تقليديون ! تنهدت اليس كلنا كذلك!
امه ، تركها ابوه بعد ولادته بخمس سنوات اراد المزيد من الاطفال او المزيد من النساء الصغيرات !-مثلما هي ارادت لابنها عروسا صغيرة في السن –اصغر سنا منها ومثل امه شامية! احاطها بكل اهتمامه واهمل زوجته الاولى- ام حسام- طلبت الطلاق ،هجرها لم يطلقها وكأنه لايريد لها بأن تكون حرة فهو اختارها ،قيدها سجنها، وهو الوحيد القادر على فتح باب السجن واطلاق سراحها لكن باب السجن ظل مغلقا حتى بعد وفاته!
كان يجب عليها هي امه التي عانت تلك المعاناة ان تساندها وان تساند اختيار ابنها ولكنها كانت تتبع نفس الخطى ،خطى زوجها عن طريق ابنها وحيدها ،يارب لماذا النساء عندنا لايشعرن مع بعضهن احيانا احس بان معاناة المرأة من المرأة ذاتها !
لايستطيع الا ان يرضي والدته خاصة وأنها نذرت حياتها لإجله وهل بزواجه منها يغضب والدته حقا ! فتمنع رضاها عنه هل زواجه منها يعتبر عصيانا لاوامر الله؟
بان يبر الوالدين؟
فجأة اصبحت هي خطيئة؟ فكرت ماذا عن رضاك عن نفسك يا حسام؟
الا تعتبر نكران مشاعرك وتهربك منها جريمة امام العرش الالهي اليس الله من منحك القلب لتشعر ؟
وان انكرت على نفسك المشاعر وحق الاختيار هل تنكر علي انا ايضا حق الحب؟ اين حقي انا ورضاي انا؟لقد اضاع حقه لكن اجبرني على التنازل عن حقي انا ايضا بالحب، بالحياة التي اريدها..التي كنت اريدها معه!

حسام كان فارس الاحلام يوما ما كان حلما لم يتحقق او لم يكتمل افاقت منه على صدمة
الواقع .
تذكرت اول مرة رأته فيها ،كان شابا مختلفا عن الشباب في جيله.
كانت تنجذب اليه اكثر فأكثر في كل مرة التقيا ،وما اكثر لقاءاتهما بسبب او بدون او بحجج واهية!
كانا يتشاركان في اشياء كثيرة .
النظرة الى الحياة ،الاغاني التي يحبان سماعها،الادباء الذين ينسجمون مع افكارهم الشعراء،الخواطر نفسها ، نفس الرؤية ونفس طريقة التفكير ، انهما نسختين مكررتين عن بعضيهما !
احست حينها انها لقيت النصف الاخر!لكن ياخسارة ضاع هذا النصف بسرعة.

سرق منها وبدون اي مقاومة تذكر!والسبب فارق سنتين في العمر!
وما دخل العمر والزمن في الحب !! لم نختر تواريخ ميلادنا!
حسام كان ابن امه الوحيد،ربته امه بعد وفاة والده لوحدها تعبت سهرت مرضت من كثر المعاناة والان لايريد ان يتزوج من من اختارتها له بابنة خالته الشامية الصغيرة الحلوة البيضاء ليتزوج من بنت في مثل عمره بل واكبر وليست جميلة بقدر ابنة اختها الحلوة جدا هل رأتني بشعة مثلا؟
هل لدي عيوب فعلا؟هل في شكلي خطأ ما؟
لم تكن ترى نفسها جميلة الجميلات ولكن كانت تقول عن نفسها انا عادية عادية جدا
ولم تكن ترى عيوبا واضحة !
جسدها لم يكن انثويا مغريا هكذا كانت تقول عن نفسها رغم ان بعض صديقاتها كن يحسدنها على تناسقه الذي لم يعد الان موجودا كما ذي قبل بسبب الزمن ! أه من الزمن.
لديها انف طويل نوعا ما! لكن مهلا هذه الامور ليست عيوب خلقية كبيرة مثلا!وماذا عن الرجل هو هو كامل الاوصاف!مهلا الرجل لا يعيبه سوى جيبه هكذا كانت امها تقول !
هي جميلة فعلا ،لكن هذا لم يكن رأي حماتها التي لم تصبح كذلك،هي شافت فيها كل العيوب واكثر! يكفي انها اكبر عمرا من ابنها وحيدها!لم يقدر حسام على عصيان والدته ولذا بعد شهور قليلة من الفراق والانتظار بأن يعود اليها ليجدد حبه ويجدد عهده ويخبرها بندمه على البعاد وانه كان حزينا و..و.. جاءها الخبر بل بالاحرى رأت صورته! صورته هو وعروسته الجميلة الصغيرة في السن ..تأملت الصورة كثيرا
العروس الصغيرة فرحانة !بالثوب الابيض النافش!
العريس الشاب يحتضنها وعلى شفتيه ابتسامة !اما عينيه فكانت حزينة او هكذا هي احبت ان تراها!
رن جرس الهاتف الارضي كان ذلك الجرس وكأنه رجلا قويا انتزعها فجأة من وحل الماضي.
ومر يوم اخر وكأنه نفس الامس،وكم تتشابه الايام!

****
هذا الصباح لم يكن لديها عمل كثير ،شربت فنجان قهوتها السادة وراحت تتصفح الانترنت للتسلية! واذ بزميلتها من الغرفة المقابلة تناديها بشكل رسمي يا مهندسة بتول تعالي شوي !
عرفت ان هناك شخصا غريبا موجود عندها فهي تناديها مهندسة فقط عندما يكون هناك اشخاص من خارج الدائرة ،ترى من يكون ذلك الجالس قبالتها ؟ ملأ المشهد كله بجسده الضخم !رأته جالسا وبيده سيجارة وقد همَ بالوقوف لتحيتها.
اشارت زميلتها اليها بان تجلس ثم قالت بسرعة وكأنها عرفت فجأه انها نسيت ان تعرفها عليه :مهندس رامي من وزارة.... لديه عمل ما في دائرتنا وكمان هو جاري.
اه مهندسة ناديت عليك مشان اسالك عن هاي الشغلة؟
لم تكن (الشغلة) التي ارادت ان تسأل عنها بالشيء المهم وهي تعرف عنها اكثر مني !
عرفت حينها ان هذا الشخص لربما كان مشروع عريس!
لانه ما ان انتهت من حديثها مع زميلتها حتى بدا يتحدث اليها ويسألها مرة عن جامعتها ومرة عن سنة تخرجها !
عرفت المطلوب من السؤال عمرها بالتحديد، لاحت عليه ملامح الدهشة لوهلة قصيرة-كان يظن بأنها اصغر عمرا- لم تعرف لماذا؟ هل صدمه عمرها؟
طبعا اراد السؤال عن العمر !فزميلتها تعرف انها في الثلاثينات لكن لاتعرف اين بالضبط في خارطة الثلاثينات يقع عمرها،رامي كان ابن جارتها سالتها مرة واستحلفتها ان تدلها على عروس اول الثلاثين تكون كويسة ومنيحة وبنت ناس !
قالت لها ام رامي:ما عندكيش يا بنتي في شغلك عروس تكون تنفع لابني بتعرفي ابني صار بالاربعين بعد ما طلق مرته اللي نكدت عليه عيشته صار يفكر انه يتجوز من جديد لكن مش صغيرة ها المرة ومدللة تدلل عليه !
ردت عليها :خالتي ام رامي ما بعرف !اه في عنا مهندسة بالدائرة بهاي الصفات!شو رايك؟
فرحت ام رامي بسرها مهندسه زيه احسن من هالنكدة اللي كانت شايفه حالها عليه وما معها غير توجيهي كل هاد لانها صغيرة وحلوة ! انشالله هاي بتكون حلوة كمان عشان تنجن هالنكدة وتعرف قيمة نفسها !
سألته بتول بدورها عن سنة تخرجه زي ماسأل هكذا قالت بنفسها!
عرفت انه في الاربعينات الحمدلله على الاقل هو ليس اصغر منها!
عرفت انه تخرج ايضا من نفس الجامعة، سالها عن احد اقربائها الذي يعرفه هو ، وسالها اسئلة اخرى وكأنها متهمة وهو يتولى التحقيق وكان هناك جريمة(الزواج) يريد حل لغزها! هو بدوره لم يكن يتوقع ان الفارق بينهما ضئيل لكنه عاد وابتسم لنفسه مش مهم المهم انها حسنة المنظر متعلمة والظاهر انها تتحمل المسؤولية ولن تكون عبئا علي كمثل طليقتي!
انتهى اللقاء بدون اية مؤشرات على القبول او الرفض من طرفه!
وماذا توقعت يا بتول ان يطلب رقم هاتفك منها ليحادثك في منتصف الليل!
او ان يخر على قدميه طالبا الزواج منك بنفس اللحظة!الذي احبك او هكذا قال لم يفعل هذا!هكذا واجهت نفسها.

حدثت نفسها انها لربما فرصتك الاخيرة يا فتاة،لاتضيعيها منك!مهندس شاب شكله مقبول ويبدو انه مرتاح ماديا!لكن المشكلة هل هو يريد رؤيتها مرة اخرى؟
ثم لاحت لها فكرة ساخرة:عريسان في اسبوع واحد يبدو انني مازلت مرغوبة في سوق العرائس!
حاولت زميلتها ان تستطلع رأيها فيه بعدما ذهب هو،
اخبرتها عن وضعه وانه مطلق لكن بدون اولاد، وان زوجته كانت صغيرة في السن لم يعجبها ذلك، ذكرها بحسام مرة اخرى لكن على الاقل حسام كان اصغر عمرا منه حينما تزوج من فتاة صغيرة!
لاحظت زميلتها لمحة استياء على وجه بتول ،فأخذت تحاول اقناعها بالفكرة ولسان حالها يقول مش عاجبك احسن من البلاش شو بدك احسن من هيك؟
اعرف انك ضد الزواج من مطلق لكن انا رايي انه كل انسان يمر بتجربة تفشل شو يعني ماله حق يتزوج مرة ثانية مش غلط انك تفكري وتغيري رايك انا حاسة انو انت عجبتيه شو رايك اذا حكى بالموضوع اعطيه رقم تلفونك؟
لم تجبها، فكرت في نفسها ربما هي على حق يمكن لازم اغير مبادئي حتى اتزوج!

تذكرت حينها صديقتها التي ما عادت كذلك تذكرتها حينما ارادت تزويجها من اخيها المطلق الصايع الضايع لم يكن فقط فكرة انه مطلق جعلتها ترفضه كعريس بل انه صايع فاسد اخلاقيا والمصيبة ان اخته كانت تدافع عنه وكأنها لم تخبرها ابدا عن عمايله السودا كما كانت تقول لها لــتأتي في يوم من الايام وتقترح مثل هذا الاقتراح والاغرب انها ظلت تسألهاعن سبب رفضها ولما اعترفت لها بالحقيقة لم تتوقع منها ان تزعل وبالتأكيد لم تتوقع ردة فعلها المشينة على كلامها كيف لم تعرفها على حقيقتها من قبل انها انسانة سطحية جدا ولاتعرف معنى الصداقة فعلا؟قالت لها صديقتها السطحية حينها لا اريد ان تكلميني بعد اليوم امح رقم هاتفي من هاتفك والله فوق حقو لقو! لم تعجبها طريقة كلامها زادت هي من عندها رضينا بالهم والهم مش راضي فينا!حينها طفح الكيل .
قالت لها بعصبية :انت انسانة غير محترمة وانا نادمة على معرفتك في يوم من الايام وكانت ستكمل لكنها قاطعتها وانهالت عليها بالشتائم لم ترد عليها حين عرفت انها انهت وصلة الردح طردتها من بيتها .
الحمدلله لم يكن احدا موجودا حينها ليسمع ما قالته.
يا الهي هل من الممكن ان ننخدع باصدقائنا الى هذه الدرجة؟

عادت بتول من مشهد الماضي الى مشهد الحاضر حينما رجعت زميلتها وسألتها شو بتول؟
تمتمت وقالت: مش عارفة؟
هي حقا لا تعرف ماذا تقرر؟ لاتعرف !

احست باختناق بمشاعر مختلطة احست بأن قلبها سيقفز من مكانه خوفا، خوفا من المستقبل المجهول تداخلت كل الاصوات داخل رأسها ،اصوات السيارات في الخارج،اصوات مراجعي الدائرة وهم يصرخون محاولين استجداء عواطف الموظفين لاكمال معاملاتهم بسرعة صوت زميلتها وهي تحاول اقناعها بالعريس المفترض انه سيعود؟ وما ادراها فلربما يلقى الان في طريقة امرأة اخرى اجمل واصغر اليسوا كلهم هكذا يبحثون عن الصغيرات؟
كل شيء كل صوت وكل صورة من الماضي ركبت لوحة حية من الذكريات ،شريطا سينمائيا يمر بسرعة من امام عينيها ،تعانقت كل الذكريات مع بعضها، صور الحب الفاشل ،صور الماضي، الاحلام التي لم تتحقق ، فرحة التخرج، الامل بالمستقبل ، السعادة المنقوصة، الحزن ،خيبات الامل، طالبات المدرسة اثناء المراهقة وهن يمتدحن قوامها، اول عريس تقدم لها، صديقتها وهي تنهال عليه بالشتائم! حبها الضائع،نشوة اللقاء الاول ،صورة اول مرة طبع فيها حسام على يدها قبلة ، صورة عرسه، ، وداعه لها وتمنياته لها بأن تلقى الافضل( هكذا كان ذلك الحب مثل خدعة تسويقية لاحد المنتجات ،الجائزة الكبرى: سيارة، ولكنني لم احصل سوى على حظا اوفر في المرة القادمة)
شعرت بمشاعر كثيرة حنين حزن الم ترقب !

احست برغبة للعودة الى الماضي الى ايام الجامعة الى مرحلة الطفولة الى ايام ما كانت تطبع قبلة على وجه والدتها كل صباح، الى شعور اول مرة عرفت عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمراة الى ايام كانت والدتها توبخها اذا شاهدت مشهد حب على التلفاز!
الى كلام صديقاتها المغلوط عن الجنس والشباب الى تلك الايام حين ما كان ابوها يوبخها اذا لبست بلوزة ضيقة من وجهة نظره!
حاولت حتى ان تتخيل يوم مولدها كيف كان مليئ بالصراخ والالم والترقب صبي ام بنت؟ وجاءت البنت بفرحة مكبوتة !وجاءت دموع والدتها فلم يكن بكرها صبيا مثل الاخريات من حولها!والان جاءت بنت اخرى!
فجأة تذكرت كلام بنت خالتها ذاك الصباح وسخريتها

العريس الذي لم ياتي ، نظرة والدها الحزينة حينما علم بعدم قدوم الامل المنتظر (العريس) ، ارتعش قلبها وبدأ يدق بسرعة
ماذا لو مات ابي فجأة ؟ ساصبح وحيدة ؟وحيدة جدا اه يا الهي ماذا افعل؟
لا احب ان اكون ضعيفة لكن الحياة مخيفة مخيفة!

اومأت براسها لزميلتها وتمتمت:
طيب طيب منشوف!

ذهبت الى مكتبها وهي تنتظر الغد ان يأتي عسى ان يحمل لها خبرا سعيدا!


*بابا في نظر بعض المجتمعات المحلية كلمة طفولية وبنظرهم مقصور استعمالها على الفتيات اما يايا فيستعملها الاولاد والرجال اكثر وكذلك البالغين ومنتشرة في المجتمعات القروية
*الفاترينا هي مكان عرض البضايع وتوجد احيانا فيها مجسمات بلاستيكية للمرأة مغطاة بالبضاعة الموجودة لتسويقها



#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمرد تحت المطر


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امال طعمه - من هذه الحياة(1).. بانتظار الخبر السعيد